Close ad

حسام حسن في مواجهة الكبار

2-2-2025 | 20:24
مجلة الأهرام الرياضى نقلاً عن

كنت ومازلت على قناعة بأن البطولات الكبرى في العالم، وكأس الأمم الإفريقية واحدة من بينها، تنحاز نتائجها دائمًا نحو الكبار.. بغض النظر عن بعض الألقاب الفردية التى تشهدها البطولات على مدار تاريخها، وتكون غالبًا بمثابة مفاجآت، لكن في النهاية هناك سيطرة دائمة من منتخبات الكبار على الألقاب والأرقام تعكس تلك الحقيقة وتؤكدها سجلات البطولات.

فى إفريقيا وعلى مدار الخمسة وعشرين عامًا الماضية أقيمت بطولة كأس الأمم الإفريقية خلالها ثلاث عشرة مرة دانت فيها السيطرة للمنتخبات الكبرى داخل القارة، ماعدا بطولة وحيدة حققها منتخب زامبيا عام ٢٠١٢، وكانت الأولى له في تاريخ مشاركاته، بينما فاز باللقب منتخب مصر ثلاث مرات متتالية، ونفس الثلاثية حققها منتخب الكاميرون، ولكن بشكل غير متتالٍ.. وحقق منتخب كوت ديفوار البطولة مرتين، بينما فازت باللقب مرة واحدة كل من منتخبات السنغال ونيجيريا وتونس والجزائر، وهو ما يعكس حقيقة أن النهائيات تحسمها خبرات الكبار مهما شهدت البطولات من طفرات وقفزات لبعض المنتخبات.

فى قرعة النسخة 35 من كأس الأمم الإفريقية، التي تقام بالمغرب في شهر ديسمبر المقبل، جاء منتخب مصر في المجموعة الثانية، التي تضم منتخبات جنوب إفريقيا وأنجولا وزيمبابوي، وهي مجموعة متوازنة، ولا يمكن وصفها بالسهلة.

وبغض النظر عن قوة مجموعة منتخب مصر ومقارنتها بباقي المجموعات، وكل التحليلات التي تناولتها الصفحات والمواقع عن حظوظ المنتخب المصري في تخطي الأدوار التمهيدية وشكل المنافسة لكني أضع أمامي هدفًا واحدًا وهو الفوز باللقب الغائب منذ ٢٠١٠، وأتخيل أننا أصبحنا نملك منتخبًا كبيرًا العالم كله سيترقب نتائجه وأداءه، بعدما أصبح لدينا -ولأول مرة- اثنان من المحترفين على أعلى مستوى "محمد صلاح وعمر مرموش".. الأول يمتلك طموح البطولة الأولى، بعدما استعصت عليه في المرات السابقة، رغم الوصول إلى النهائي ٢٠١٧ أمام الكاميرون، و٢٠٢١ أمام السنغال، لكن يبقى تحقيق حلم البطولة الأولى مع المنتخب، هو الحلم الذي لن يتنازل عنه صلاح.. 

ومرموش الفتى الذهبي الذي سيشارك في البطولة الثالثة له مع المنتخب على التوالي، وما يمتلكه من رغبة وطموح في تحقيق ذاته بأول بطولة قارية له مع منتخب مصر خاصة بعد انتقاله للسيتي وحالة التوهج التي بات عليها هذا الموسم ومنحته لقب الأفضل، وكانت سببًا في انتقاله من الدوري الألماني إلى الدوري الإنجليزي.. بالإضافة إلى عدد من اللاعبين الكبار في فرق الأهلي والزمالك أسهموا في تحقيق البطولات الإفريقية للأندية أبطال الدوري والكونفيدرالية وقدموا مستوى طيبًا.

كأس الأمم الإفريقية بالمغرب تمثل التحدي الحقيقي لحسام حسن؛ خاصة أنه يخوضها لأول مرة كمدير فني تحت شعار أكون أو لا أكون.. حتى وإن تصدّر التصفيات المؤهلة لكأس العالم بأمريكا.. فالفوز على بوركينافاسو وسيراليون وجيبوتي ليس المعيار الذي يقنع جمهور الكرة في مصر بقدر ما يسعدهم استرداد اللقب الغائب، ويجعل من حسام حسن البطل الأسطوري لجمهور مصر.

حسام حسن الذي تعرض للكثير من الانتقادات لاختياره على رأس الجهاز الفني لمنتخب مصر في بداية فترة عمله.. عليه إثبات ذاته وجدارته بتدريب المنتخب في ظل ما يمتلكه من إمكانات وظروف لم تتوافر لأي مدير فني سابق؛ سواء أجنبي أو وطني على مدار تاريخ منتخب مصر من لاعبين على مستوى عالٍ وبطولات محلية نظمت بشكل أتاح للاعبين والمنتخب فترات راحة وتوقفات مثالية لأداء المباريات الودية التي وفّرها له المجلس الجديد بقيادة هاني أبوريدة.

حلم اللقب الثامن لمنتخب مصر يبدأ باللقاء الأول في المجموعة مع منتخب زيمبابوي، وتحقيق الفوز يمثل رسالة قوية ودفعة معنوية للمنتخب في باقي المباريات الأخرى، خاصة أن احتلال قمة المجموعة يمنحنا طريقًا أفضل للوصول إلى نهائي البطولة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة