Close ad

أستاذ الطب النفسي يحذر من علاج الفوبيا بـ"الغمر"

29-1-2025 | 20:18
أستاذ الطب النفسي يحذر من علاج الفوبيا بـ الغمر  الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر
محمد حشمت أبوالقاسم

أكد الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أن "الفوبيا" أو الرهاب هو اضطراب نفسي يعاني فيه الشخص من خوف غير مبرر أو مبالغ فيه تجاه مواقف أو أشياء معينة، مضيفا أن "الفوبيا" تعد من الاضطرابات الشائعة التي يمكن علاجها بطرق علمية فعّالة، وأحد أبرز هذه الطرق هو العلاج النفسي السلوكي.

موضوعات مقترحة

وأوضح أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر  خلال حلقة برنامج "راحة نفسية"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن العلاج النفسي السلوكي يعتمد على تعريض الشخص تدريجيًا للمواقف التي تثير خوفه، وهو ما يعرف بالتعرض التدريجي، على سبيل المثال، إذا كان الشخص يعاني من "فوبيا" الأفاعي، يبدأ العلاج بالتحدث عن الأفاعي والشرح عنها بشكل علمي، ثم يتم عرض صور للأفاعي، وفي الجلسات التالية يتم تفاعل الشخص مع أشياء مشابهة للأفاعي مثل الأفاعي البلاستيكية، وأخيرًا يتم التعرف على الأفاعي الحقيقية تدريجيًا.

وأضاف المهدي أن الهدف من ذلك هو تدريب الشخص على مواجهة مخاوفه خطوة بخطوة، مما يؤدي إلى تهدئة الجهاز العصبي وتقليل الخوف تدريجيًا، مشيرا إلى أن هذا العلاج يساعد على تفعيل الجزء الأمامي من المخ الذي يعزز القدرة على التفكير المنطقي والتحكم في المشاعر، في الوقت الذي يتم فيه تهدئة اللوزتين التي تعمل كجهاز إنذار في الدماغ، مع مرور الوقت ومرات التعرض المتكررة، يبدأ الشخص في فقدان الخوف من الشيء الذي كان يثير قلقه.

وأضاف أن هناك طريقة أخرى تعرف بالعلاج بالغمر، حيث يتم تعريض الشخص بشكل مفاجئ للموقف المخيف، وهو ما يمكن أن يكون له تأثير إيجابي سريع في بعض الحالات، محذرا من أن هذه الطريقة قد تكون خطيرة إذا كان الشخص يعاني من مشاكل صحية مثل أمراض القلب، حيث قد يؤدي الخوف المفاجئ إلى نتائج سلبية على الصحة.

وأشار إلى أنه في بعض الحالات، قد يحتاج الشخص إلى دمج العلاج النفسي السلوكي مع العلاج الدوائي باستخدام مثبطات استرداد السيرتونين (SSRIs)، التي تساعد في تهدئة جهاز الإنذار في الدماغ وتخفيف أعراض الرهاب بشكل عام.

وأكد الدكتور المهدي في ختام حديثه أن مواجهة "الفوبيا" والتغلب على الخوف المرضي يتطلب الصبر والالتزام بالعلاج المتدرج، مع ضرورة التعاون مع مختصين في الطب النفسي للوصول إلى أفضل نتائج ممكنة.

الخوف شعور طبيعى يحمي من المخاطر.. والقلق يسبب متاعب

وأوضح أن الخوف هو شعور طبيعي وهام للإنسان لأنه يمثل آلية دفاعية تحميه من المخاطر، لافتا إلي أن الخوف يعزز البقاء لأنه يجعلنا نتجنب الأمور التي قد تهدد حياتنا، مثل الخوف من النار أو الخوف من الغرق، والخوف يعمل على تنبيهنا إلى وجود خطر محيط بنا، وبذلك يمنعنا من التصرف بشكل متهور قد يؤدي إلى مشاكل جسيمة.

و عن "القلق العام"، أوضح أن الشخص الذي يعاني من هذا النوع من القلق يشعر بضغط في صدره وكأن هناك شيئًا يعيق تنفسه، ويترافق مع ذلك توتر دائم وضربات قلب سريعة، مضيفا أن الأشخاص الذين يعانون من القلق قد يواجهون صعوبة في النوم، حيث يعانون من أحلام مزعجة وكوابيس تؤثر على راحتهم، وهناك أعراض جسدية مصاحبة للقلق مثل اضطرابات الهضم والمغص، وصعوبة في التنفس، وصداع مستمر، وألم في مختلف أجزاء الجسم.

وأكد أن القلق الشديد قد يؤثر على قدرة الشخص على إنجاز أي مهام أو اتخاذ قرارات عقلانية، لأن الطاقة الذهنية تكون مستهلكة في التفكير المستمر في المخاوف التي لا تكون لها أسباب واضحة، مشيرا إلى أن الشخص القلق قد يكون سريع الانفعال وعصبياً لأتفه الأسباب، ويشعر دائمًا أن شيئًا سيئًا سيحدث له أو لأحبائه.

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة