Close ad

معلمون ومدراء مدارس عن "البكالوريا": نظام عصري ينسف أي ضغط على الطلاب وأسرهم

29-1-2025 | 14:14
معلمون ومدراء مدارس عن  البكالوريا  نظام عصري ينسف أي ضغط على الطلاب وأسرهموزارة التربية والتعليم
أحمد حافظ

أبدى معلمون في تخصصات مختلفة، ومديرون لمدارس إعدادية وثانوية، تأييدهم لنظام "البكالوريا المصرية" الذي اقترحته وزارة التربية والتعليم، ليكون بديلا عن الثانوية العامة.

موضوعات مقترحة

وتستهدف وزارة التربية والتعليم من النظام المقترح، القضاء كليا على بعبع الثانوية العامة وإعادة هيكلتها بشكل تام، لرفع المعاناة والضغط النفسي علي الطلاب وأولياء الأمور، ماديا أو معنويا، مع والقضاء علي الدروس الخصوصية.

وبدلا من الفرصة الواحدة لمستقبل الطلاب في الصف الثالث الثانوي سيتم إدخال نظام المسارات الذي يتيح للطالب اختيار مساره أو تعدد الفرص ودخول الامتحان وتحسين المجموع، مع إعداد برامج متكاملة لإعداد طالب مؤهل لسوق العمل.

وقال محمد أنور، وهو معلم كيمياء في المرحلة الثانوية، إن تغيير نظام الثانوية العامة الحالي أصبح مطلبا جماهيريا، لأنه يمثل عبئا كبيرا على الطلاب وأولياء أمورهم، لكن هناك ملاحظات يجب أخذها في الحسبان، كأن يضاف الصف الثاني على الثالث في المجموع.

أضاف أن نظام البكالوريا، مريح للطلاب، وإن كان يحتاج إلى إضافة بعض المواد التي يحتاجها سوق العمل، كاللغات الأجنبية والتوسع في الذكاء الاصطناعي، مع الاهتمام بشكل فعال بالمواد الفلسفية، مع العلوم، ليتاح للطالب خيارات أكبر، ولكن في المجمل هناك إرادة واضحة على تغيير نظام الثانوية العامة إلى الأفضل.

من جانبه، عبر منتصر حمدي، وهو معلم لغة إنجليزية عن تفاؤله بنظام البكالوريا، وما يحدثه من نقلة نوعية للتعليم المصري، وربطه بسوق العمل، لافتا إلى أن إلغاء العلمي والأدبي كان ضرورة، مع زيادة مساحة الاختيار أمام الطالب ليجد ما يتناسب مع ميوله وطموحه.

أوضح أن فتح عدة اختيارات ومسارات أمام الطالب تجعله يعده للحياة المستقبلية بسهولة، كما أن وجود عدة محاولات بدلا من امتحان الفرصة الواحدة الذي يعقد نهاية العام الدراسي، أصبح ضرورة للقضاء على حالة الرهبة عند الطلاب والأهالي.

وتعني البكالوريا باختصار، في ما يتعلق بتعدد المحاولات، أن مستقبل الطالب، أو مجموع الطالب في المرحلة الثانوية، لن يتوقف عند امتحان واحد، لا في ساعتين ولا ثلاث ساعات، إذ سيكون أمام الطالب أكثر من فرصة، لتعويض ما أخفق فيه، أو زيادة تحصيله من الدرجات، أو بغرض تحسين مستواه.

هكذا جاءت فكرة الوزير محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم، بالأساس، بعيدا عن مضمون نظام البكالوريا. إذ ارتبط الهدف الأهم والأشمل، على إزالة رهبة الامتحان الواحد، وهو ما دفع الكثير من الخبراء والمختصين ممن أجري معهم النقاش في الحوار المجتمعي، إلى تأييد الفكرة، طالما أنها تلغي الرهبة وتضع حدا لـ"بعبع الثانوية".

واستطلعت "بوابة الأهرام" آراء عدد من مديري المدارس حول مقترح "البكالوريا"، وجاءت الإجابات قاطعة، بأنه نظام مثالي من حيث الفكرة الأشمل، وهي تعدد المحاولات.

وقال صبري عيسي، مدير مدرسة إعدادية، إن "البكالوريا" فرصة ثمينة أمام أي طالب كي يُعوض ما أخفق فيه، وهذا لم يكن موجودا من قبل، معقبا "يعني ليه مستقبل الطالب يتحدد في امتحان واحد، ده ظلم وقهر، وضد حقوق الطالب، ومش منطقي الطالب يتعلم لمدة 13 سنة في ابتدائي وإعدادي وثانوي، وبعدين مستقبله يقف عند امتحان من مرة واحدة، يا صابت يا خابت".

بنفس المنطق، أثنى أحمد منتصر، مدير مدرسة ثانوية على الفكرة، مؤكدا أن الهدف الأشمل "محترم ومتميز"، ويرفع العبء كليا عن الطالب وأسرته، مضيفا "حرام يكون مستقبل الطالب واقف على 3 ساعات. لو افترضنا إن الطالب مش مستعد للامتحان، أو حصل عنده مشكلة يوم الامتحان، هل منطقي، أو من العدل، إنه يدخل يجيب مجموع وحش، وميكونش قدامه فرصة يعوّض".

أوضح أن مقترح وزارة التربية والتعليم، كهدف عام، متميز للغاية، وقد تكون هناك بعض التفاصيل الأخرى التي تحتاج إلى ضبط وتعديل، داخل المقترح، ولكن نحن نتحدث عن هدف مشروع لجميع الطلاب بأن يكون لهم أكثر من فرصة في الامتحانات، كما هو مطبق في أنظمة البكالوريا الدولية، وهذا يُحسب للحكومة ووزارة التعليم.

بدوره، عقّب محمود كمال، وهو مدير مدرسة إعدادية، بأن مقترح البكالوريا ساهم كثيرا في التخفيف عن الطلاب وأولياء الأمور وتحديدا في مسألة تخفيض عدد المواد، وإن كانت هناك مواد بحاجة للدخول في المجموع وتم استبعادها، ولكن نحن نتحدث عن القيمة الأشمل والأكثر أهمية، وترتبط بإنهاء "بعبع" الفرصة الواحدة، وهذا ما يجب البناء عليه.

أضاف أن مصر فعلا كانت بحاجة إلى نظام معاصر في مرحلة الثانوية، لا يمثل ثمة ضغوط على أي طالب، فمن رسب يكون أمامه فرصة للتعويض، ومن أخفق في بعض الدرجات يكون أمامه فرصة للتحسين، ومن أراد تقسيم المواد يُتاح له ذلك بأريحية. كل ذلك في حد ذاته يعيد متعة التعلم مرة أخرى عندما يكون أمام الطالب "كتالوج" يختار منه ما يشاء.

وتطبق البكالوريا، حرفيا، شعار "كل شيء باختيار الطالب"، وهكذا رسمت وزارة التربية والتعليم ملامح نظام البكالوريا المصرية، المطروح للنقاش في حوار مجتمعي موسع، وسط تأييد واسع من الخبراء والمتخصصين حول الفكرة بمنظورها الأوسع، المرتبط بتخفيف عبء الامتحان الواحد على الطلاب، وإتاحة أكثر من فرصة للمحاولة الامتحانية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: