Close ad

"البكالوريا" تُنهي بعبع "الثانوية".. إلغاء الامتحان الواحد واستحداث "كتالوج" محاولات لكل طالب

29-1-2025 | 12:42
 البكالوريا  تُنهي بعبع  الثانوية  إلغاء الامتحان الواحد واستحداث  كتالوج  محاولات لكل طالبمحمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني
أحمد حافظ

على مدى سنوات مضت، ظل "بعبع الثانوية العامة" مرتبطا بفكرة الامتحان الواحد، والمحاولة الواحدة، والفرصة الواحدة.

موضوعات مقترحة

ويتحدد مستقبل الطالب بدرجات كل مادة خلال امتحان لا يتجاوز وقته الأصلي، من ساعتين إلى ثلاث ساعات، حتى جاء مقترح "البكالوريا المصرية"، لينهي ذلك البعبع إلى الأبد.

وتعني البكالوريا باختصار، في ما يتعلق بتعدد المحاولات، أن مستقبل الطالب، أو مجموع الطالب في المرحلة الثانوية، لن يتوقف عند امتحان واحد، لا في ساعتين ولا ثلاث ساعات، إذ سيكون أمام الطالب أكثر من فرصة، لتعويض ما أخفق فيه، أو زيادة تحصيله من الدرجات، أو بغرض تحسين مستواه.

هكذا جاءت فكرة الوزير محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم، بالأساس، بعيدا عن مضمون نظام البكالوريا. إذ ارتبط الهدف الأهم والأشمل، على إزالة رهبة الامتحان الواحد، وهو ما دفع الكثير من الخبراء والمختصين ممن أجري معهم النقاش في الحوار المجتمعي، إلى تأييد الفكرة، طالما أنها تلغي الرهبة وتضع حدا لـ"بعبع الثانوية".

ولأن الأصل في العملية التعليمية، هم المعلمون، أو بمعنى أشمل، هم مدراء المدارس، استطلعت "بوابة الأهرام" آراء عدد من مديري المدارس حول مقترح "البكالوريا"، وجاءت الإجابات قاطعة، بأنه نظام مثالي من حيث الفكرة الأشمل، وهي تعدد المحاولات.

وقال صبري عيسي، مدير مدرسة إعدادية، إن "البكالوريا" فرصة ثمينة أمام أي طالب كي يُعوض ما أخفق فيه، وهذا لم يكن موجودا من قبل، معقبا "يعني ليه مستقبل الطالب يتحدد في امتحان واحد، ده ظلم وقهر، وضد حقوق الطالب، ومش منطقي الطالب يتعلم لمدة 13 سنة في ابتدائي وإعدادي وثانوي، وبعدين مستقبله يقف عند امتحان من مرة واحدة، يا صابت يا خابت".

بنفس المنطق، أثنى أحمد منتصر، مدير مدرسة ثانوية على الفكرة، مؤكدا أن الهدف الأشمل "محترم ومتميز"، ويرفع العبء كليا عن الطالب وأسرته، مضيفا "حرام يكون مستقبل الطالب واقف على 3 ساعات. لو افترضنا إن الطالب مش مستعد للامتحان، أو حصل عنده مشكلة يوم الامتحان، هل منطقي، أو من العدل، إنه يدخل يجيب مجموع وحش، وميكونش قدامه فرصة يعوّض".

أوضح أن مقترح وزارة التربية والتعليم، كهدف عام، متميز للغاية، وقد تكون هناك بعض التفاصيل الأخرى التي تحتاج إلى ضبط وتعديل، داخل المقترح، ولكن نحن نتحدث عن هدف مشروع لجميع الطلاب بأن يكون لهم أكثر من فرصة في الامتحانات، كما هو مطبق في أنظمة البكالوريا الدولية، وهذا يُحسب للحكومة ووزارة التعليم.

بدوره، عقّب محمود كمال، وهو مدير مدرسة إعدادية، بأن مقترح البكالوريا ساهم كثيرا في التخفيف عن الطلاب وأولياء الأمور وتحديدا في مسألة تخفيض عدد المواد، وإن كانت هناك مواد بحاجة للدخول في المجموع وتم استبعادها، ولكن نحن نتحدث عن القيمة الأشمل والأكثر أهمية، وترتبط بإنهاء "بعبع" الفرصة الواحدة، وهذا ما يجب البناء عليه.

أضاف أن مصر فعلا كانت بحاجة إلى نظام معاصر في مرحلة الثانوية، لا يمثل ثمة ضغوط على أي طالب، فمن رسب يكون أمامه فرصة للتعويض، ومن أخفق في بعض الدرجات يكون أمامه فرصة للتحسين، ومن أراد تقسيم المواد يُتاح له ذلك بأريحية. كل ذلك في حد ذاته يعيد متعة التعلم مرة أخرى عندما يكون أمام الطالب "كتالوج" يختار منه ما يشاء.

وتطبق البكالوريا، حرفيا، شعار "كل شيء باختيار الطالب"، وهكذا رسمت وزارة التربية والتعليم ملامح نظام البكالوريا المصرية، المطروح للنقاش في حوار مجتمعي موسع، وسط تأييد واسع من الخبراء والمتخصصين حول الفكرة بمنظورها الأوسع، المرتبط بتخفيف عبء الامتحان الواحد على الطلاب، وإتاحة أكثر من فرصة للمحاولة الامتحانية.

ويدرس طالب الصف الأول الثانوي مواد إجبارية، تشمل: التربية الدينية - اللغة العربية - التاريخ المصرى - الرياضيات - العلوم المتكاملة - الفلسفة والمنطق - اللغة الأجنبية الأولى، إضافة إلى مادتين خارج المجموع، وهما اللغة الأجنبية الثانية والبرمجة وعلوم الحاسب.

وفي الصف الثاني الثانوي يدرس الطالب 4 مواد فقط تتضمن ثلاث مواد أساسية ومادة تخصصية، والمواد الأساسية فى جميع التخصصات هي: اللغة العربية والتاريخ المصرى واللغة الأجنبية الأولى.

ويختار الطالب مادة واحدة فقط تخصصية، من المواد التالية: فإذا اختار مسار الطب وعلوم الحياة، يختار ما بين الرياضيات أو الفيزياء، وإذ اختار مسار الهندسة وعلوم الحاسب يختار ما بين الكيمياء أو البرمجة، وإذا اختار مسار الأعمال يختار ما بين المحاسبة أو إدارة الأعمال، وإذا اختار مسار الآداب والفنون يختار ما بين علم النفس أو اللغة الأجنبية الثانية.

ويدرس طالب الصف الثالث الثانوى 3 مواد أساسية منها مادة التربية الدينية، ثم يختار مادتى تخصص مع التربية الدينية وفقا للمسار الخاص به كالتالي:

- مسار الطب وعلوم الحياة يدرس مادتي الأحياء والكيمياء.

- مسار الهندسة وعلوم الحساب يدرس الرياضيات والفيزياء.

-مسار الأعمال يدرس الاقتصاد والرياضيات.

-مسار الآداب والفنون يدرس الجغرافيا والإحصاء.

ويعني نظام البكالوريا، حسب المسارات، الطالب وحده فقط هو من يقرر كل شيء يدرسه، ولن يفرض عليه أي مادة، بعكس الحاصل حاليا، بأن تُفرض عليه مواد بعينها، أو يختار شعبة قد لا تتفق مع ميوله وطموحاته المستقبلية.

وهذا هدف أساسي في نظام البكالوريا، بأن يُسمح للطالب بأن يحدد مستقبله بنفسه دون تدخل من أي طرف، سواء الأسرة، أو حتى وزارة التربية والتعليم، لا على مستوى المواد ولا طريقة أداء الامتحان، أو عدد الامتحانات التي سيدخلها، أو توقيت دخولها.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة