الشكر لمصر على اختيار سلطنة عمان ضيف شرف الدورة الحالية
موضوعات مقترحة
المعلم المصرى أسهم فى التعليم العمانى وكان له دور كبير فى الحراك الثقافى
هناك دبلوماسية ثقافية فى إطار التعاون بين البلدين فى مجالات كثيرة منها قضايا التراث
سلطنة عمان متقدمة فى مجال تطبيق حقوق الملكية الفكرية ولدينا جهات مختصة بهذا الأمر
شهادة تقدير للمرأة العمانية لظهورها على الصعيد الثقافى العربى والعالمى
انطلقت فاعليات الدورة 56 من معرض القاهرة الدولى للكتاب تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، الخميس الماضى، وتحل فيه سلطنة عمان ضيف شرف، وذلك بحضور عدد كبير من القيادات العمانية والناشرين والمثقفين من مختلف دول العالم، وقيادات الفكر والثقافة والإبداع، وعدد من السفراء والقيادات السياسية.. تشارك سلطنة عمان ببرنامج حافل يتضمن العديد من الفاعليات الثقافية والفنية، فضلا عن الأنشطة الخاصة بالطفل، كما تشارك بالعديد من عناوين الكتب الجديدة، حيث تشارك 22 مؤسسة من السلطنة بعدد من عناوين الكتب، فضلا عن مشاركة عدد من الناشرين العمانيين.. يتم خلال فاعليات المعرض توقيع عدد من مذكرات التعاون بين الجانبين المصرى والعمانى فى المجالات الثقافية المختلفة، وحول العلاقات الثقافية المصرية – العمانية المتجذرة، وما تشهده من تبادل ثقافى كبير فى مجالات النشر والإبداع.. التقينا السفير عبد الله بن ناصر الرحبى سفير سلطنة عمان بجمهورية مصر العربية، وكان لنا معه هذا الحوار.
< انطلقت فاعليات الدورة 56 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، الخميس الماضى، وتحل فيها سلطنة عمان ضيف شرف كيف تثمن هذا التعاون الثقافى بين البلدين؟
معرض القاهرة الدولى للكتاب، يعد من أهم المعارض العربية على مستوى العالم بعد معرض فرانكفورت الدولى للكتاب، ونقدم الشكر لمصر الشقيقة، ووزارة الثقافة المصرية والهيئة المصرية العامة للكتاب، لاختيار سلطنة عمان لتكون ضيف شرف معرض القاهرة الدولى للكتاب، الذى يعد أهم معرض على مستوى العالم، وهذه فرصة لنا كسلطنة عمان، أن تكون موجودة كضيف شرف فى قاعة مساحتها 320 مترا، تشارك فيه 22 مؤسسة رسمية من مؤسسات السلطنة، بالإضافة إلى مساهمات من كتاب عمانيين بكتب حديثة فى هذا المعرض الذى يشارك فيه الكتاب بالعديد من الكتب الحديثة، ويصاحب هذا المعرض أيضا عدد من الندوات الفكرية والثقافية، التى تتحدث عن الإبداع فى سلطنة عمان، أحدث ما أنتجه الشباب العمانى من الشباب والأدباء، بالإضافة إلى فرقة الفنون الشعبية التقليدية، والفرق الموسيقية المشتركة فى سلطنة عمان .
اختيار سلطنة عمان كضيف شرف، يأتى أيضا فى إطار العلاقات الثقافية بين البلدين عبر التاريخ، وفى إطار الاهتمام بالإبداعات العمانية، ومساهمة عمان عبر التاريخ فكريا وثقافيا وعلى الصعيد الشعرى، أيضا فوجود سلطنة عمان كضيف شرف، أعتقد أنه مهم لمد جسور الثقافة بين الشباب العمانى والشباب فى جمهورية مصر العربية الشقيقة، أيضا بينه وبين المشاركين من البلدان العربية، الذين يتوافدون على هذا المعرض، وبعض الشخصيات المهتمة بمجال النشر، وصناعة الكتاب ومثقفين من مختلف البلدان العربية، يعتبرون هذا المحفل مهما بالنسبة لهم، ونحن نعرف العديد من الدول العربية، التى لا تفوت معرض الكتاب إلا وتشارك فيه.
< البرنامج الثقافى حافل بالعديد من الندوات فماذا عنها خصوصا أن الجانب المصرى يحتفى بشكل كبير هذا العام بالمنتج الثقافى العمانى؟
تبدأ المشاركات من ندوات فى مجالات عدة مختلفة، تبدأ فاعليات البرنامج من يوم 24 الشهر الجارى غدا الجمعة، ثانى أيام المعرض وتستمر حتى بداية فبراير، مع نهاية المعرض مع العديد من الندوات والمحاضرات واللقاءات الفكرية التى يشارك فيها عدد كبير من المثقفين العمانيين، ومشاركة عدد من الوزراء من مصر والمثقفين فى مجالات مختلفة، والتركيز على العلاقات بين البلدين فى إطار صناعة النشر، والتحديات التى تواجه سوق صناعة الكتاب ونشره، فى مجال الشعر والموسيقى، ويشارك نحو 22 دار نشر من مؤسسات حكومية وأهلية.
< شهدنا صعود جيل من الشباب العمانى فى المشهد الأدبى بحصول عائشة السيفى على جائزة “أمير الشعراء” وزهران القاسمى على جائزة البوكر، هل هذا انعكاس لجهود الدولة العمانية؟
الحكومة العمانية تولى اهتماما كبيرا بالمثقف العمانى، وقضايا الثقافة هى جزء أساسى من مشروع التنمية الذى بدأ فى عام 1971، بقيادة جلالة السلطان قابوس طيب الله ثراه، وأسست وزارة الثقافة والتراث، والآن وزارة الثقافة والرياضة والشباب، لذلك التغير فى الأسماء له دلالة وهو الاهتمام بقضايا الشباب وربطها بمجال الثقافة، وذكرت عدد من الأسماء جوخة الحارثى وغيرها، وهذا يدل على اهتمام الشباب العمانى بمتابعة المستجدات بقضايا الثقافة والإبداع، إضافة إلى ذلك عمان ثرية بمبدعيها، وهى حقيقة حيث قدم المثقفون العمانيون إبداعات مختلفة فى جميع المجالات المختلفة الشعر الأدب الرواية، وقضايا النشر وهناك عدد كبير من الأسماء التى تحققت عبر التاريخ العمانى، وهذه الشخصيات هى أحمد بن ماجد وهو الملاح العربى العمانى الذى سمى بأسد البحار، وأيضا تيمنا بهذا الاسم سفارة سلطنة عمان أطلقت صالونا أدبيا باسمه، يقيم ندوات مختلفة، ويقدم الحضارة العمانية للمهتمين وللمثقفين العمانيين فى جمهورية مصر العربية، ولنشر الثقافة والوعى عن سلطنة عمان برموزها التاريخية، ثم «الخليل بن أحمد الفراهيدي» وهو واحد من رواد علم العروض والنحو، ونور الدين السالمى وهو مؤرخ وفقيه عمانى أيضا، سلطان بن أحمد البوسعيدى له دور كبير فى عمان، وأسهم فى تأسيس عمان الحديثة، جمعة بن سعيد الرحيلى فنان شعبى، أسهم فى تطوير وتوثيق الفنون العمانية التقليدية، بالإضافة إلى أن هناك شخصيات أسهمت فى مجالات الكتابة والتاريخ، عمان مليئة بالأسماء التى تركت إرثا أدبيا مهما فى تاريخ الثقافة العربية .
< ماذا عن الإستراتيجية التى وضعتها الحكومة للدعم الثقافى وفق رؤية 2040 وكذلك إنشاء “مجمع عمان الثقافى”؟
الاهتمام بالثقافة ناتج من جهود الحكومة، والدولة العمانية فى الاهتمام بالثقافة والجانب الثقافى عنصر مهم فى أى دولة والاهتمام بالمبدعين جزء من الاهتمام بحكومة سلطنة عمان، وبالتالى فإن خطة 2040 تؤكد أهمية الثقافة فى بناء المجتمع، ودور المثقف، وعلى أهمية الثقافة كجزء من القوة الناعمة، وهى ثرية فى تراثها الثقافى والمعرفى وعناصرها الفنية، كل هذه العناصر الأساسية، هى الوعاء الذى يحمل مفهوم القوة الناعمة، وبالتالى جاء إنشاء وزارة الثقافة، وجهود وزارة الثقافة عبر التاريخ، بطباعة المنتج الثقافى العمانى منذ عام 1970، وهذا النتاج أصبح اليوم مصدر ثراء واهتمام الباحثين والمتابعين للجانب العمانى.
أما إطلاق مشروع «مجمع عمان الثقافى»، فيأتى فى قمة اهتمام سلطنة عمان، واهتمام شخصى من جانب جلالة السلطان هيثم بن طارق، وكما ذكرت سابقا، فإن معاليه كان وزيرا للثقافة والتراث فى سلطنة عمان وفى الفترة التى تولى فيها الوزارة، كان هناك اهتمام كبير بالتركيز على البعد الثقافى المهم للدولة.
< هناك اتهام للمثقف العربى بأنه فى عزلة دائمة عن قضايا المجتمع، كيف ينظر المثقف العمانى للقضايا الدولية على الساحة السياسية والثقافية؟
المثقف العمانى يتابع عن كثب كل ما يحدث فى العالم، ويشارك بمشاعره وإبداعه، لدينا العديد من المبدعين الشباب الذين نالوا جوائز عربية وعالمية، والشعراء الذين حملوا هذا الهم من خلال إبداعاتهم، هذه الأعمال لم تفز من فراغ، لكن نتيجة إبرازها لدور الحضارة العمانية، والمثقف العمانى حاضر فى المشهد العربى والعالمى، ولا ينفصل عن هذه الهموم، وأعتقد أن كل مثقف أدواته الأساسية، هى الغوص فى سرد القضايا التى تهم الإنسان، فالمثقف ضمير الأمة، وبالتالى هو لا ينعزل عن محيطه المجتمعى فى العالم العربى.
< صعود المرأة بشكل لافت للنظر فى المشهد الثقافى العمانى كيف تراه؟
دور المرأة الثقافى هو دور تاريخى، ولو تتبعت التاريخ العمانى ستجدين الشاعرة والقاضية والمرأة المبدعة فى المجالات الفنية، وبالتالى هذا التاريخ ممتد والمرأة اليوم بما أتيح لها من تشجيع وتعليم، وعلاقاتها بخلفية علمية وتاريخية، المرأة العمانية مستمرة فى عطائها الأدبى والثقافى، وقد برزت فى مجال الشعر والدراسات، وهذا يرجع إلى التعليم الذى انطلق منذ عام 1970، والتعليم بشكل حديث، وأيضا بما أتيح لهذا الجيل من دعم فى مجالات علمية مختلفة، هناك عائشة السيفى التى فازت بأمير الشعراء، وفى مجال الرواية جوخة الحارثى وبشرى خلفان، هذه الأسماء حاضرة بقوة فى المشهد الثقافى العمانى، ونحن نسجل شهادة تقدير واحترام للمرأة العمانية لبروزها على الصعيد الثقافى العربى والعالمى.
< سعادة السفير سيادتك درست فى جامعة الإسكندرية، فكيف تنظر إلى طبيعة العلاقات الثقافية المصرية – العمانية؟
درست فى جامعة الإسكندرية، وكنت الأول على الدفعة وتشرفت بالحصول على جائزة مصطفى أمين للصحافة، ثم تخرجت عام 1989 وجائزة مصطفى أمين، كانت تمنح لأهم مقال أدبى وتقرير صحفى، وتمنح لأوائل الخريجين من الكليات المعنية بالتعليم فى الإعلام والأقسام المختلفة، وكان هناك ما يسمى بالثقافة الفرعية، وكلتا الثقافتين تمتد من تاريخنا الإسلامى إلى الآن، سلطنة عمان لديها مجالات ثقافية عديدة، وربما فى فترة تاريخية معينة لم يسلط عليها الضوء، لأسباب مختلفة، وربما الآن بحكم التوغل والإعلام الرقمى، أصبحنا نطلع على كل الإعلام العربى بيسر وسهولة والمتابع للثقافة العمانية، يجد رواجا كبيرا وهناك قواسم مشتركة بين الثقافة العمانية والمصرية، وقد أسهم الأستاذ المصرى فى التعليم العمانى، وكان له دور كبير فى الحراك الثقافى.
< ماذا عن حجم التعاون والاستثمار الثقافى بين البلدين؟
مفهوم الثقافة واسع، ويشمل الآداب والفنون والثقافة المادية وغير المادية، هذا المفهوم الشامل يجعلنا نتحدث بتوسع عن الثقافة العمانية، حينما نتحدث عن الأدب هناك شعراء عرفوا عبر التاريخ، وهى أسماء تحققت فى كل مجالات الإبداع، حينما نتحدث عن الشعر الحديث نجد الشاعر سيف الرحبى، وحينما نتحدث عن التراث باعتباره مكونا من مكونات الثقافة فى تعريفها الشامل، لدينا فى الحقيقة إرث عظيم، ونتحدث عن المتاحف والأزياء، وهى جزء من المكون الثقافى العمانى، وهى ثرية بأزيائها للرجال والنساء، وكل منطقة لديها نوع من الأزياء، هناك قلعة نزوى التى لا تضاهيها أى قلعة فى عالمنا العربي، وبالتالى هى أيضا جزء من التميز الثقافى، عندنا المساجد لها بصمة خاصة، هناك تعاون مستمر بين جمهورية مصر العربية وسلطنة عمان فى شتى المجالات، ونحن لم نغفل جانبا من هذه الجوانب والتعاون فى مجال الدبلوماسية المصرية فى جلب الاستثمارات بين البلدين، وقد أتت بنتائج مثمرة، حجم الاستثمارات بين البلدين، وصل إلى أكثر من مليار دولار، وهذه جهود تفضى إلى نتائج إيجابية، وهناك دبلوماسية ثقافية فى إطار التعاون بين البلدين فى مجالات كثيرة، منها قضايا التراث من حيث الترميم والاهتمام بالوثائق، وهناك مذكرة تم التوقيع عليها، وأيضا اتفاقات حول تنظيم معارض وندوات مشتركة، والعديد من المهرجانات العمانية والمصرية، التى يشارك فيها البلدان، ومعرض مسقط أصبح من المعارض العربية المهمة، وتفاعل مؤسسات النشر المصرية واضح جدا، كثير من الكتب تطبع فى جمهورية مصر العربية الشقيقة، وكثير من المذكرات توقع فى مجال التعاون الإعلامى، هناك معارض فنون تشكيلية تنظم بين الحين والآخر، ويشارك فيها شباب عمانيون، أيضا مؤتمر الشباب الذى يقام كل عام فى محافظة شرم الشيخ، برعاية كريمة من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، مفهوم التعاون الثقافى بين البلدين فى ازدياد.
< ماذا عن الجوانب التراثية التى تلعب دورا مهما فى الترويج السياحى؟
مصر لديها من التراث الإنسانى الكثير، وهى مقصد كل سائح، والتنوع الجغرافى فى سلطنة عمان موجود، ففى فصل واحد نجد أكثر من مناخ، جبال عمان بمحافظة ظفار مناطق جذب رائعة، أصبحنا نرى أخوة من جمهورية مصر العربية يذهبون إلى “مهرجان صلالة” الذى تقام فيه العديد من الأنشطة الفنية والثقافية.
منذ فترة قريبة، احتفلنا بمرور خمس سنوات على تولى السلطان هيثم بن طارق مقاليد حكم السلطنة، وخطة السلطان 2040، تأتى فى إطار توجيه الاهتمام بالمنتج الثقافى، دون الاعتماد على النفط كسلعة أساسية فى اقتصاد البلد، التحول نحو الطاقة النظيفة يضع عمان فى الترتيب السادس على مستوى العالم، وفى هذا الإطار أذكر أننا فى عام 2050 سوف نعلن أن سلطنة عمان صفر انبعاث كربونى، كل هذا يصب بدافع من الثقافة، فالإنسان المثقف يعى أهمية البيئة ودائما الترويج السياحى يأتى نتيجة الترويج الثقافى، لأن السائح يحتاج إلى مكتبة، ويشاهد تراث وآثار البلد، لذلك عندنا اهتمام كبير بالسائحين سواء العرب أم الأجانب.
< ماذا عن خطة التعاون الاستثمارى بين مصر وعمان فى ظل خطة الدولة لرؤية 2040؟
نحن فى السفارة نروج لخطة 2040، وبالتالى أعتقد أن الفرص المتاحة تم عرضها فى كثير من اللقاءات مع رجال الأعمال، فى إطار توجيه الدولة مع الحكومة لتعطى أهمية قصوى لملف الدبلوماسية الاستثمارية، بدأنا فى تنظيم بعض الندوات فى السفارة وخارج السفارة، وقد أفضت تلك الندوات إلى الغرف التجارية بين سلطنة عمان، بالإضافة إلى بعض المهتمين بالمجال الاستثمارى فى مصر، وهناك توجه حكيم من مصر فى البحث عن فرص استثمارية خارجية لكى تعزز النقد الأجنبى.
أستطيع القول إن هناك عددا كبيرا من الأخوة المصريين زاروا سلطنة عمان واطلعوا على الفرص الاستثمارية هناك، فى مختلف المجالات، منها مجال التطوير العقارى والصناعات ومجال النقل وهو أحد العناصر الأساسية، فى مجال ربط الموانئ، وكما تعلم فإن عمان شواطئها تمتد لأكثر من 3000 كيلو من الشمال إلى الجنوب، وعمان عبر التاريخ، كان لها دور فى التجارة، وهى تربط بين الشرق والغرب والآن مع توجهات الدولة تعود عمان إلى مجالات الملاحة.
< هل هناك اتفاقات فى مجال التعليم المصرى - العمانى؟
سلطنة عمان كانت أول دولة تستعين بالمعلمين المصريين، فى بداية النهضة فى السبعينيات فى مجال التعليم، الطالب العمانى منذ زمن بعيد وهو يدرس فى الجامعات المصرية، وأتشرف بأننى كنت أحد من درسوا فى مصر، حجم الطلاب العمانيين الذين يدرسون فى الجامعات المصرية 3000 طالب فى مختلف الجامعات المصرية، ولولا وجود جامعة السلطان قابوس طيب الله ثراه، لوجدنا الأرقام فى تزايد وهذا يأتى فى إطار العلاقات المميزة بين البلدين، على الرغم من أن التحديات كثيرة، ودائما فخامة الرئيس السيسى، ينادى بجودة التعليم وتطويره فى مصر، وهذا يحفز الكثير من العائلات لإرسال أبنائهم للتعلم فى جمهورية مصر العربية، ولا يجد العربى غربة حينما يعيش فى مصر، هناك آفاق عديدة للتعاون بين الجانبين العمانى والمصرى.
< هناك تحديات تواجه سوق النشر فكيف واجهت السلطنة هذه التحديات؟
الجيل الحالى يفضل الكتاب الرقمى، وهناك جيل آخر يعتقد أن الكتاب الورقى أكثر متعة، وأنا منهم، يوما ما كنت رئيس مجلس إدارة مؤسسة عمان للصحافة، وكنت أعانى من ارتفاع سعر الورق، وأعتبر هذا التحدى هو الأكبر بالنسبة للإعلام المطبوع والكتاب، يجب أن نجعل الكتاب فى متناول القارئ، وهذا ما أراه فى مصر من خلال إطلاق مبادرة “مليون كتاب” لنشر المعرفة والثقافة.
< نعيش أزمة عالمية فيما يتعلق بمفهوم العمق الثقافى اليوم طغت الآلة والرسائل التقنية عالية السرعة.
لا ينبغى أن نسلم بهذه المقولة فالإعلام الرقمى دائما سلبى، هناك بعض السلبيات التى تتعلق بالشائعات والمعلومات غير الدقيقة، وعلى المؤسسات فى وطننا العربى المرتبطة بالتقنية أن تنظر لهذا الأمر، الكتاب والمجلة والجريدة ستبقى طالما المضمون جيد وأعتقد أنها لن تختفى.
< ماذا عن حقوق الملكية الفكرية فى عمان؟
هذا الأمر أصبح مثار اهتمام المؤسسات الكبرى والدول، هناك اتفاقيات تنظم المحتوى الرقمى، لحماية حقوق المؤلف، سلطنة عمان حريصة على الاهتمام بحق المؤلف، عندنا دائرة فى وزارة التجارة اسمها “حماية حقوق الملكية الفكرية”، عمان من الدول المتقدمة فى هذا الإطار.
< ماذا عن جهود الدولة العمانية فى الحفاظ على الحرف التقليدية؟
هناك اتفاقيات تنظم ذلك منها “اتفاقية لشبونة” وتركز على مفهوم الفضاء الجغرافى لكل دولة من منتجات حرفية ومنتجات طبيعية، مثلا شجرة اللبان مسجلة على قائمة التراث الخاص بمنظمة اليونسكو والخنجر العمانى، وقد وقعنا على اتفاقية لشبونة، وسجلنا حقول لبان فى مساحة معينة فى منطقة جنوب عمان، عندنا “هيئة الحرف الوطنية”، وهى معنية بأمرين: التدريب والتوثيق للحرف التقليدية العمانية، وعندنا أسر معنية بهذه الحرف، وزارة التجارة حريصة ألا تدخل حرفة من خارج الحدود العمانية، هناك جهود مؤسسية، عندنا أزياء مصنوعة باليد، وهناك معارض للحرف التراثية باعتبار، الهيئة أوجدت لهم منافذ بيع فى الأماكن السياحية، كذلك الطعام مفردة من مفردات عمان، المطبخ العمانى ثرى، وهناك كتاب عن الأكلات العمانية.