Close ad

بعد قرار وقف إطلاق النار.. الفلسطينيون يناشدون العالم لإعادة الإعمار

29-1-2025 | 02:24
بعد قرار وقف إطلاق النار الفلسطينيون يناشدون العالم لإعادة الإعمارشمال غزة
زينب هاشم
الأهرام العربي نقلاً عن

معتصم حمادة: نحن بحاجة إلى حوار وطنى فلسطينى عاجل برعاية القاهرة

موضوعات مقترحة

محمد عربيد: قوة الفلسطينى هى الوحدة والصمود والمقاومة بكل أشكالها

وسام زعبر: إسرائيل لن تذهب لحل سياسى للقضية الفلسطينية طالما بقى بنيامين نتنياهو رئيسًا لحكومة الاحتلال

محمد البريم: الأمور ضبابية وليس هناك أفق سياسى فى الوقت الحاضر

محمد همامى: يجب أن نلملم جراحنا ونطلب من شعوبنا العربية الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني

موسى السعود: إسرائيل الآن تعيد الحقوق من موقف ضعف لا من موقف قوة

جاء قرار وقف إطلاق النار ليلتقط الشعب الفلسطينى أنفاسه الأخيرة، بعد حرب دامت خمسة عشر شهرا، قضت على الأخضر واليابس وأسفرت عن 46 ألف شهيد، وأكثر من 110 آلاف جريح، وبرغم الدمار الشامل الذى طال المدن الفلسطينية بأكملها، إلا أن الشعب الفلسطينى ما زالت تداعبه آمال البنيان والتكاتف لتحقيق الوحدة والاستقلالية لإجبار العالم على الاعتراف بفلسطين دولة قائمة بذاتها.  «الأهرام العربي» تحدثت مع عدد من ممثلى الشعب الفلسطينى عن رؤيتهم لمرحلة ما بعد الحرب والأفق السياسى للمرحلة المقبلة.
فى البداية يتحدث معتصم حمادة، مسئول الإعلام المركزى فى الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قائلًا: ما قبل طوفان الأقصى، وما بعد وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، لم تكن حكومة نتنياهو مع دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، حتى فى الضفة الغربية وقطاع غزة، وهو منذ أن تولى رئاسة حكومته الحالية نهاية العام 2022، أعلن أن مشروع حكومته هو ضم الصراع مع الشعب الفلسطيني، عبر تقويض أسس قيام الدولة الفلسطينية، بضم كامل المنطقة «ج» (60 ٪ من مساحة الضفة) والمنطقة «ب» (22 ٪ من مساحة الضفة)، على أن يكون للفلسطينيين على مساحة 18 ٪ من الضفة وهو حكم إدارى على السكان، وليس على الأرض ملحق سياسي واقتصادي وأمني بإسرائيل، أى مجردًا من كل عناصر الاستقلال والسيادة، على أن يقوم «الكيان» الفلسطينى فى قطاع غزة.
ويستكمل معتصم حمادة حديثه قائلا: وهو ما يعيدنا إلى مشروع الجنرال جيورا آيلاند، الإسرائيلى الذى كان قد دعا إلى ضم الضفة الغربية لإسرائيل، لاستيعاب المهاجرين اليهود، وتوسيع قطاع غزة، والنفق إلى القطاع لإقامة دولة فلسطينية هزيلة، فاقدة للسيادة ولا تعبر عن الهوية الوطنية لشعبنا، فضلاً عن شطب حق 6 ملايين لاجئ بالعودة إلى ديارهم وممتلكاتهم فى مناطق 48، وهو الحق الذى يكفله لهم قرار الأمم المتحدة رقم 194. وبالتالى فإن توقعاتنا للمرحلة القادمة تتمحور حول التالي: سيدور فى قطاع غزة صراع حول هوية هذا الجزء من الدولة الفلسطينية. وهو ما يملى علينا مواصلة الصمود، لإعادة إعمار القطاع، وصون هويته الوطنية باعتباره جزءًا لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية. إضافة إلى مقاومة الاستيطان والضم الزاحف فى الضفة الغربية، باعتبارها الساحة الرئيسية لحسم الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.
ويضيف مسئول الإعلام المركزى، قائلا: هذا يستلزم مرة أخرى، الدعوة لحوار وطنى فلسطينى عاجل، برعاية القاهرة، من أجل إنهاء الانقسام عبر التوافق على إستراتيجية وطنية جامعة، ونضالية وكفاحية، تستلهم كل أساليب النضال، من أجل صون الأرض وحقوق الشعب، وإرغام الاحتلال على الاعتراف بالحق الوطنى المشروع، فى دولة فلسطينية مستقلة، كاملة السيادة وعاصمتها القدس على حدود 4 يونيو ١٩٦٧ وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ممثلة فى الأمم المتحدة، والقرار الاستشارى لمحكمة العدل الدولية فى لاهاي. أى إننا فى غزة، ننتقل إلى معركة إعادة إعمار القطاع، وصون هويته الوطنية، ونواصل معركة إنهاء الاحتلال والاستيطان فى الضفة الغربية، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
 ويتساءل محمد عربيد ناشط سياسى وباحث بالقضية الفلسطينية، عما إذا كانت إسرائيل ستذهب إلى حل الدولتين أم لا؟ لا سيما وأن الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، ترفض أى حديث عن إقامة دولة فلسطينية، خصوصا أن بعض الوزراء فى هذه الحكومة طرحت فتح باب التهجير القسرى أو الطوعى أمام الفلسطينيين فى غزة، والمجتمع الإسرائيلى يتجه أكثر نحو اليمين المتشدد الذى يرى ضرورة تعزيز السيطرة و الهيمنة الإسرائيلية على كامل الأراضى الفلسطينية من النهر إلى البحر.
ويستكمل حديثه قائلًا: هناك إجماع صهيونى على رفض إقامة دولة فلسطينية، والقدس العاصمة الأبدية لدولة الاحتلال الإسرائيلى هذا ما تم التصويت عليه فى الكنيست، ونتنياهو لا يكل ولا يمل من تكرار أن منح الفلسطينيين أى سيادة يشكل خطرا على أمن إسرائيل، هذا إضافة الى أن المناهج التربوية الإسرائيلية لا تشير إلى الضفة الغربية وغزة لا من قريب أو بعيد إنما تسميهم يهوذا والسامرة وفقا للأسطورة الصهيونية، أى لا وجود لفلسطين أو الشعب الفلسطينى هكذا يربون أجيالهم. وما تقوم به إسرائيل فى الضفة الغربية من عملية ضم وقضم لأراضى الضفة الغربية مع جدار الفصل العنصرى وتوسيع المستعمرات وزيادة إعداد المستوطنين وبناء مستوطنات جديدة، مع أكثر من 700 حاجز عسكرى لحصار المدن والتجمعات الفلسطينية فى معازل حقيقية، ومصادرة أراضٍ فلسطينية، وعملية هدم المنازل ومنع البناء للفلسطينيين، وتحويل المساحات فى الضفة من منطقة (ب) إلى منطقة (ج)، وسن القوانين والقرارات عسكرية التى تهدف إلى التضييق على الفلسطينيين من أجل تهجيرهم من مناطقهم، وما قامت به فى غزة من ارتكاب جريمة إبادة جماعية وتطهير عرقى وتدمير للبنية التحتية وجرف المنازل والطرقات حتى الآثار لم تسلم من همجيتها ووحشيتها من أجل أن تصبح غزة غير قابلة للحياة ويهجرها سكانها.
ويمضى محمد عربيد فى الحديث، قائلا: فلم تذهب إسرائيل إلى حل الدولتين بالأمس عند إبرام اتفاقية أوسلو (المشئومة) عام 1994 التى تنص على إقامة دولة فلسطينية عام 1999، ولم تهتم بالمبادرة العربية التى تم إعلانها فى بيروت عام 2002 لإنشاء علاقات طبيعية مع (إسرائيل) فى إطار اتفاق سلام شامل، واعتبار النزاع العربى الإسرائيلى منتهيًا، ولن تذهب اليوم ولا غدا، وكل ما تقوم به هو تكريس كل ما يمنع إقامة دولة فلسطينية. تستخدم الولايات المتحدة وإسرائيل الحديث اليوم عن حل الدولتين نتيجة تصاعد العزلة التى تعرضت لها إسرائيل ونبذها دوليا نتيجة حرب الإبادة التى قامت بها على الشعب الفلسطيني، فيتم استخدام حل الدولتين لتهدئة الأوضاع وامتصاص التّوترات، شراءً للوقت، لترسيخ الاحتلال على أرض الواقع.
وعن الأفق السياسى الآن أمام الشعب الفلسطينى لتقرير المصير، يوضح الناشط السياسى قائلًا: مقاومة الاحتلال الإسرائيلى وبناه التحتية بمختلف الأشكال النضالية المتاحة لدينا فى حركة شعبية نشطة وفاعلة، علينا المراكمة والبناء للتأسيس لمرحلة جديدة من النضال والمقاومة والقيام بكل ما يمكن أن نقوم به عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا وثقافيا وإعلاميًا، وهذا يتطلب وجود مرجعية وإطار يقودان ويستنهضان كل عناصر القوة الفلسطينية، فى المواجهة الشاملة مع الاحتلال الفاشى الذى لا يرى إلا القتل والإرهاب والتدمير سبيلًا لتحقيق مشاريعه العدوانية للقضاء وتصفية القضية الفلسطينية، كذلك علينا البدء بترجمة إعلان بكين وقرارات المجلسين الوطنيين المركزى والوطنى الذين سبق وأن أشارا إلى تشكيل قيادة وطنية موحدة لقيادة المقاومة الشعبية، وتشكيل حكومة الوفاق الوطني، بمسئولياتها الشاملة عن الضفة الغربية وقطاع غزة. فلم يعد ممكناً الانتظار أو التلكؤ بإصدار بيانات وتصريحات الشجب والاستنكار والإدانة فقط، أو الرهان على الولايات المتحدة أو غيرها من دول، لأن ما يحكم سياسات الاحتلال الإسرائيلى ليس المنطق السياسى بل غطرسة القوة التى لا يمكن مواجهتها إلا بالقوة، وقوة الفلسطينى هى الوحدة والصمود والمقاومة بكافة أشكالها، نحن أمام احتلال مجرم يضعنا أمام خيارات إما الموت أو الاستعباد أو التهجير فمن حقنا وواجبنا أن نقاومه.
ويختلف وسام زغبر، مدير مكتب مجلة الحرية فى قطاع غزة، وعضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين مع الرأى السابق، قائلًا: لا أعتقد أن إسرائيل ستذهب لحل سياسى للقضية الفلسطينية أو حتى القبول ما يعرف بحل الدولتين أو أية حلول سياسية أخرى، طالما بقى بنيامين نتنياهو رئيسًا لحكومة الاحتلال الإسرائيلي. لذلك كما هو معروف أن نتنياهو ساهم بشكل كبير فى تعزيز الانقسام الفلسطينى الداخلى وعمل بقوة على تعميقه ومنع أى شكل من أشكال إنهاء الانقسام وعودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة.
ويضيف: نتنياهو ما زال مصرًا على رفض عودة السلطة الفلسطينية لإدارة أوضاع قطاع غزة بعد انتهاء الحرب وإشراكها فى اليوم التالى للحرب ووقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، خوفاً منه من الطروحات السياسية لفرض إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود ٤ يونيو 1967 بعاصمتها القدس، لذلك إن الحل المطروح على الطاولة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى وعديد الدول العربية، هو حل الدولتين رغم معارضة نتنياهو لأية حلول سياسية، لأن من يحكم فيها فى إسرائيل هو اليمين المتطرف والذى يقود سياسة عدوانية متدحرجة ضد الشعب الفلسطينى تقوم على خطة حسم الصراع مع الفلسطينيين عبر القيام بسلسلة مشروعات تقوم على تكثيف الاستيطان فى الضفة والقدس وضمهما لإسرائيل وتهجير الفلسطينيين من أرضهم، كما يجرى اليوم فى مناطق الأغوار الشمالية والوسطى ومناطق أخرى فى جنوب الضفة وإلخ.
ويمضى زغبر فى حديثه قائلا: الشعب الفلسطينى الذى قدم تضحيات بآلاف الشهداء من النساء والأطفال والشيوخ، ودمائه النازفة من عشرات الآلاف من الجرحى، لا بد أن تشكل الجسر النضالى بين معركة صمود الشعب الفلسطينى ومعركة طرد الاحتلال من كل شبرٍ من أرضنا الفلسطينية المحتلة، والظفر بالحرية، وحق تقرير المصير وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس، وحل قضية اللاجئين بموجب القرار 194 الذى يكفل لهم حق العودة إلى الديار والممتلكات التى هجروا منها منذ عام 1948 وعملاً بالقرار الأممي.
ويرى محمد البريم، الصحفي والكاتب السياسي أن الأمور الآن ضبابية وليس هناك أفق سياسى فى الوقت الحاضر وإسرائيل لا يمكن أن تعطى الفلسطينيين شيئا، أما موضوع حل الدولتين فقد عفا عليه الزمن والولايات المتحدة للأسف ليست شريكًا نزيهًا، فكانت على مدار رؤساء أمريكا السابقين، تتغنى بحل الدولتين، ولم تفعل أى شيء للفلسطينيين سوى الحلول البراقة، ولم تف بوعودها تجاه القضية الفلسطينية.
ويستكمل حديثه قائلا: المشكلة بالسياسة الأمريكية التى لا تتغير حتى مع تغير الرؤساء الأمريكيين، لذلك على القيادات الفلسطينية إجراء مراجعة سياسية شاملة والتنبه للخطر الذى يحدق بالفلسطينيين ويجب عليهم أن يعملوا لشعبهم الفلسطينى فى غزة والضفة والقدس وأن يعملوا على توفير حياة كريمة له، وتكفى الخسارة التى تعرض لها شعبنا من حرب مدمرة وإبادة جماعية ويكفى مكابرة ومغامرة بشعبنا فى غزة وعلينا أن نتعلم من تجارب اليابان والهند كيف يمكن المحافظة على الشعوب لكن ممكن مع إدارة ترامب الجديدة تختلف الأمور. 
ويؤكد محمد الهمامي، عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية الفلسطينية، أن الشروط التى طرحتها المقاومة ستنفذ وسينتهى احتلال قطاع غزة على طريق استكمال المشروع الوطنى الفلسطينى باستعادة كل شبر من أرض فلسطين وإقامة دولة فلسطينية جديدة.
وأضاف: وهذا يتطلب أنه بعد الحرب لابد وأن نلملم جراحنا ونطلب من شعوبنا العربية الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني، ومكافأته على الصمود البطولى بإدخال كل أشكال المساعدات، وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال خاصة فيما يخص المستشفيات، والمنطقة التعليمية فى قطاع غزة. لذلك على العالم كله خصوصا أشقاءنا العرب ضرورة التدخل للصمود أمام عنجهية الاحتلال، والخرائط التى طرحها اليمين المتطرف بنغفير وزعيم العصابة بنيامين نتنياهو بالاعتداء على الأراضى العربية سواء فى لبنان أو سوريا، وذلك كله يتطلب إستراتيجية عربية واضحة عمادها دعم الشعب الفلسطينى،من أجل أن ينال حقوقه كاملة ومواجهة هذا المشروع الصهيونى،وقف مشروع التطبيع، لا سيما وأننا نعلم جيدا أن ترامب تدخل لإنهاء الحرب فى قطاع غزة لأن الأولوية لديه استكمال "لاتفاقيات أبرهام" بالتطبيع مع باقى الدول العربية، فلابد أن يوقف هذا المسار لينال الشعب الفلسطينى حقوقه، وإقامة دولة فلسطينية لذلك على الدول العربية التعامل مع الأمريكان بمنطق المصلحة لكم مصالح كبرى فى الشرق الأوسط ولنا مصلحة بإنهاء الحرب على الشعب الفلسطيني.
 ويضيف همامى قائلا: كذلك المطلوب من الشعب الفلسطينى تنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه سواء فى بكين أو روسيا، وكذلك فى الجزائر أو القاهرة، فنحن لسنا فى حاجة إلى اتفاقيات جديدة، خصوصا وأن هناك مخططات الآن من أجل فصل قطاع غزة عن الضفة، والاحتلال الصهيونى عبر وبكل وضوح بأنه لا يعترف بكيان فلسطين، لذلك الأمر يتطلب الوحدة والقيام ببرنامج للوقوف فى وجه الاحتلال وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه ببكين، الذى خرجنا منه بنقطتين، وهما اجتماع الإطار القيادى المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية وتشكيل حكومة توافق وطنى، لأن الشأن فى قطاع غزة هو فلسطيني، ويجب أن نواجه كل مخططات فصل قطاع غزة ومستقبل القطاع عن الضفة الفلسطينية، وإن نؤكد أن قطاع غزة والضفة والقدس هما وحدة جغرافية وسياسية واحدة، وهو ما يتطلب ضرورة عقد اجتماع فورى للقيادة الفلسطينية بمعنى مشاركة الجميع المخطط، وذلك حسب مشروع الحسم والضم من خلال وحدتنا الوطنية، وتشكيل حكومة توافق وطنى تشرف على إعادة إعمار قطاع غزة والأوضاع الفلسطينية، ومواجهة القطاعات المستوطنين. فنحن الآن على المستوى القانونى العالم كله معنا، وبكل تأكيد طوفان الأقصى، سيحقق نتائج كبرى يجب أن نستثمرها بدعم عربى إسلامي، وكل أحرار العالم الذين وقفوا معنا الآن يرون أن الرواية الصهيونية انكشفت وفضحت هذا الاحتلال الفاشى النازى للشعب الفلسطينى الذى عانى ويلات الحروب.
ويضيف: قد آن الأوان أن ينال استقلاله، لذلك يجب أن يكون هناك مؤتمر دولى لتحقيق السلام، فنحن حققنا الإنجازات ولأول مرة يحاكم هذا الكيان أمام محاكمة دولية وجنائية، وكل هذا يصب فى صالح القضية الفلسطينية، بالفعل انتهت الحرب وتوقف إطلاق النار، ولن يكون للولايات المتحدة الأمريكية الهيمنة على الشعوب العربية التى همها الآن على الشعب الفسطيني، فهذا الاحتلال لا يستهدف فلسطين وحدها بل كافة الشعوب العربية، لذلك الأهم الآن أن نعمل من أجل وحدتنا وتكاتفنا.
ويستشهد موسى السعود، مسئول سكرتارية الأطر الطلابية فى قطاع غزة بالتجربة المصرية فى حربها مع إسرائيل وضرورة إتباع الفلسطينيين نفس النهج، ويستكمل حديثه قائلا: من المعروف أن الحقوق تنتزع وأن دولة الاحتلال لن تعطى أحد حقوق بدون مقاومة، ودولة إسرائيل الآن تعيد الحقوق من موقف ضعف لا من موقف قوة، ولنا فى التجربة المصرية السابقة فى حرب 1973 المجيدة أسوة، حين أعيدت الأراضى المصرية التى احتلتها إسرائيل عام ١٩٦٧ وبقوة الجيش المصرى فى 6 أكتوبر ١٩٧٣. فليس لدى الشعب الفلسطينى الآن خيارات سوى الوحدة لاستعادة أرضنا، لأنه بدون وحدة لا يمكن تحقيق دولة فلسطينية، إلا بإنهاء الانقسامات، وتكاتف الجميع تحت مظلة التحرير الفلسطينية، وتبنى برنامجها السياسى، وأن يكون القرار السياسى موحدا لتحقيق استقلال الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس، والأمر مرهون إلى المجتمع الدولى ومدى ضغطه على إسرائيل لإرغامها على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية بإعطاء الفلسطينيين حقوقهم، وقد يكون إقامة الدولة بعيداً نسبيا لأن حكومة ترامب لا تؤمن بدولة فلسطينية.
ويرى أن كل مؤشرات وتقديرات الحرب قد تنتهى الآن فى قطاع غزة، لكن المخططات المعلنة حتى الآن أنه لا يمكن إعطاء الدولة الفلسطينية أقل من دولة وأكثر من حكم إدارى ككيان فلسطينى فى قطاع غزة على حساب مصادرة كل أراضى الضفة الغربية، ويمضى فى حديثه قائلا: صفقة ترامب هى صفقة القرن، التى أعلن عنها الرئيس الأمريكى فى ولايته السابقة والمعروفة بصفقة ترامب والحلول الاقتصادية، عرفت وقتها بالسلام الاقتصادي، لكن الفلسطينى لن يقبل بأقل من دولة، ولن يقبل بقرارات الشرعية الدولية الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو لعام ١٩٦٧ ولو أنها كانت ظالمة، لكن لم يقبل الشعب الفلسطينى بأقل من ذلك، وكله مرهون بإقامة الدولة من عدمها والرهان الأول على الفلسطينيين أنفسهم، كيف يستطيعون أن ينظموا ويوحدوا أنفسهم ويستعيدوا وحدتهم، ويلتفوا حول قرار سياسى وبرنامج نضالى واحد، وأداة مقاومة واحدة وكيف للعالم كله أن يستثمر ما حدث، والجرائم التى وقعت منذ السابع من أكتوبر وحتى وقت التهدئة ضد دولة الاحتلال وأن يرغموه على الامتثال لقرارات الشرعية الدولية بإرجاع الحقوق الفلسطينية المنهوبة منذ ٦٧ للحراك العالمى والقوى للتأثير على إسرائيل للتراجع عن احتلال الأراضى الفلسطينية.
ويتحدث المراسل الصحفى والإعلامى الفلسطينى محمود اللوح، عن آمال وأحلام كبيرة جدا فى انتظار الشعب الفلسطيني، بعد وقف الحرب الإسرائيلية والوقف التام لإطلاق النار، فى مقدمتها أن ينعم الشعب الفلسطينى بحياة مستقرة آمنة متكاملة، مستغلة التدخلات الخارجية من أجل إنقاذ هؤلاء الأشخاص الذين دمرت منازلهم وأعدادهم تزيد على مليون إنسان سيكون مشردا بدون منازل.
ويضيف: هى المنازل التى دمرها الاحتلال والجيش الإسرائيلى منذ الحرب على غزة وتقدر ركامها ب ٦٠٠ طن موجود داخل قطاع غزة، وهذا الأمر يتطلب تكاتفاً دولياً ومناصرة دولية خصوصاً من الدول الشقيقة المجاورة، كذلك من دول الاتحاد الأوروبى لضرورة إرسال المعدات والخدمات الكاملة للإغاثات والموارد الغذائية والبيوت المتنقلة، والمساعدة بإزالة الركام من القطاع، وكذلك والبدء بعملية إعمار سريعة وعاجلة وطارئة لأصحاب البيوت المدمرة بالكامل من البنى التحتية وتجهيزها، وإمداد القطاع الصحى من المتطلبات لأننا أمام كارثة حقيقية لمستشفيات بدون كوادر طبية، وبدون مستلزمات ومعدات طبية و أدوية، أى أننا أمام حرب جديدة بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية، لذلك الأفق والرؤية الواضحة هى ما بعد إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، وكيف يمكن للتكاتف الدولى الضغط على طرفى الانقسام الفلسطينى بين حركتى فتح وحماس، لاستعادة الوحدة الوطنية والانتقال لحكومة فلسطينية موحدة شاملة الضفة الغربية وغزة والقدس العاصمة، والتكاتف من أجل النهوض بدولة فلسطينية، وتحرير الأسرى من سجون الاحتلال الإسرائيلي.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة