اللواء محمد الشهاوى: الدعم المصرى مستمر فى تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية
موضوعات مقترحة
السفير رخا حسن: لدينا خبرة طويلة فى التفاوض مع إسرائيل
فريدة الشوباشى: جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي كانت دؤوبة فى إقناع قادة العالم بحجم المأساة التى خلفها العدوان الإسرائيلى
عادل عبد المجيد: لعبت دور الوسيط صاحب المكانة الإقليمية والدولية الكبيرة الذى يحظى بثقة جميع الأطراف
لم تكن القضية الفلسطينية يومًا غائبة عن أولويات الدبلوماسية المصرية، بل ظلت محورًا أساسيًا فى أجندتها السياسية، وتجلى هذا الالتزام بوضوح خلال مؤتمر القاهرة للسلام فى أكتوبر 2023، حيث لعبت مصر دور الوسيط الفاعل، معتمدة على تاريخ طويل من الجهود الدبلوماسية لدعم الحقوق الفلسطينية، والدفاع عنها فى المحافل الإقليمية والدولية.
ومنذ انعقاد المؤتمر، وحتى التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، وفقًا للورقة المصرية التى قدمت فى 27 مايو الماضي، ونفذتها إدارة بايدن فى يناير الجارى، واصل المفاوض المصرى العمل بصبر وحكمة لاحتواء التصعيد الدموى، واضعًا نصب عينيه حماية المدنيين وإحياء عملية السلام.
يؤكد اللواء أركان حرب محمد الشهاوى، رئيس أركان الحرب الكميائية الأسبق، وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن القضية الفلسطينية تعتبر قضية مصر الأولى، والدولة المصرية دائمًا ما تضع هذه القضية نصب أعينها على أعلى المستويات، لذا نجد دائمًا الدعم المصرى للأشقاء الفلسطينيين مستمرا، وتعمل مصر على تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، وتحديدًا بين حركتى فتح وحماس.
واستطرد قائلًا: بالتالى مصر كانت تعمل منذ اللحظة الأولى على خفض التصعيد، وكانت وسيطًا نزيهًا بين الفلسطينيين وإسرائيل، وتكللت جهودها خلال الفترات السابقة، إلى أن تم وقف إطلاق النار، فجهود مصر يراها العالم كله، فمصر استطاعت أن تلفت أنظار العالم إلى ما قامت به إسرائيل من جرائم حرب ضد الإنسانية، والإبادة الجماعية التى تقترفها إسرائيل من خلال المجازر وسفك الدماء للأطفال والنساء والشيوخ، وقيامها بتدمير البنية الأساسية لقطاع غزة، حيث دمرت 80 % من الوحدات السكنية، وتدميرها لكل المستشفيات والمدارس.
وأكد أن مصر تساند الشعب الفلسطينى قلبًا وقالبًا، فمصر هى التى ستقوم بإدخال المساعدات، بواقع 600 شاحنة يوميًا من معبرى رفح وكرم أبو سالم، وسيكون لها دور كبير فى إعادة إعمار قطاع غزة، مثلما قامت فى السابق بعملية إعادة الأعمار.
خبرة طويلة فى التفاوض
ويقول السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنه منذ بدء أحداث السابع من أكتوبر تعطى مصر اهتمامًا كبيرًا لعملية وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات وفتح مجال للمفاوضات من أجل حل الدولتين، وكما هو معروف أن فلسطين جزء من الأمن القومى المصرى، كونها بوابة مصر الشرقية، وبالتالى فإن أى توتر أو اضطراب فيها يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأمن القومى المصرى من جهة، ومن جهة أخرى فليس هناك تكافؤ فى القوة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، خصوصًا أن إسرائيل لم تكن بمفردها، لكن المقاومة الفلسطينية ممثلة فى المنظمات الست، لم تكن تحارب إسرائيل فقط، بل كانت تحارب الولايات المتحدة الأمريكية وعددا من دول حلف الناتو.
وأضاف قائلًا: إدراكًا لهذه الحقيقة مصر، كانت تسعى دائمًا إلى الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بما لديها من خبرة طويلة فى التفاوض مع إسرائيل، فمنذ مفاوضات كامب ديفيد والتوصل إلى اتفاق السلام مع إسرائيل، ومن ثم مفاوضات الحكم الذاتى للفلسطينيين، وكيف أن إسرائيل كانت تتهرب من المفاوضات، فمصر كانت لديها خطة، وتدرك تمامًا ألاعيب إسرائيل ووسائلها للتهرب من الالتزام بأى اتفاق، أو بأى قوانين وقرارات دولية.
وأشار السفير رخا حسن فى هذا الإطار، إلى أن مصر عقدت عدة مؤتمرات فى القاهرة، هدفها كان وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات للشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، وكان هدفها معارضة سياسة الحصار والتجويع، ومعارضة سياسة التدمير والإبادة التى تمارسها إسرائيل، ليس فقط مصر هى التى كانت تعارض ذلك، إنما المجتمع الدولى ممثلا فى محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية والأمم المتحدة ممثلة فى مجلس الأمن أو الجمعية العامة، لكن ما كان يحمى إسرائيل الإدارة الديمقراطية الأمريكية.
وأكد السفير رخا حسن أن الدليل على هذه الحماية الأمريكية أنه تم التوصل إلى اتفاق فى 27 مايو الماضى، وفقًا للمبادرة قدمتها مصر آنذاك، وهى التى تم الاتفاق عليها فى يناير 2025، ومن هنا فإن العالم كله يلوم الإدارة الأمريكية على أنها لماذا لم تمارس ضغطًا على إسرائيل لقبول هذا الاتفاق، وهو الذى قُبِلَ الآن.
خطوط مصر الحمراء
وتقول الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشى عضو مجلس النواب، إن مصر منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلى، كانت حريصة على الحياة البشرية، والعالم كله يعترف أن الوصول إلى الاتفاق كان بفضل الجهود المصرية لإنقاذ غزة من حرب الإبادة التى شنتها إسرائيل ضد الفلسطينيين العزل، مشيرة إلى أن جهود الرئيس عبد الفتاح السيسى كانت دؤوبة فى إقناع قادة العالم بحجم المأساة التى خلفها العدوان الإسرائيلى، وأهمية أن ينال الشعب الفلسطينى حقوقه المشروعة، فمصر هى التى رفضت تصفية القضية الفلسطينية، عندما أعلن الرئيس السيسى أن التهجير القسرى خط أحمر دون أدنى نقاش، وهو ما يؤكد مكانة مصر دوليًا، فالجهود المصرية هى التى أثمرت عن الوضع الحالى والوصول إلى اتفاق ينهى معاناة الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، وذلك يعطى إنذاراً لمن يفكر فى الاعتداء على حقوق الفلسطينيين، أن وراءهم مصر سندًا وداعمًا، فمصر هى فجر الضمير لكل الشعوب العربية والشعب الفلسطينى بالأخص، من منطلق مسئوليتها التاريخية عن القضية الفلسطينية منذ عام 1948.
وأكدت الشوباشى أن مصر قدمت آلاف الشهداء من أجل القضية الفلسطينية ونصرتها، وواجهت صعوبات كثيرة وضغوطا تُمارس من الدول الداعمة للصهيونية كأمريكا وغيرها، والذين أزعجهم الموقف المصرى الصلب والعروبى الأصيل، وأن الشعب كله يقف خلف قيادته فى دحر كل المخططات لتصفية القضية الفلسطينية والاعتداء على المقدرات العربية.
دور شديد الأهمية
ويؤكد الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية، أن الدور المصرى كان شديد الأهمية فى أعمال الوساطة وتقديم المقترحات والتوفيق بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، مشيرًا إلى أن دور مصر فى القضية الفلسطينية يتسم بالاستمرارية منذ عام 1948 وحتى الآن،
وأوضح أن مصر لعبت دورًا حاسمًا فى الوصول إلى هذا الاتفاق بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، مؤكدًا أن الجهود الدبلوماسية المكثفة لمصر التى أسهمت فى إنهاء معاناة غزة التي استمرت 15 شهرًا نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين كانت موضع تقدير دول العالم، التى أكدت أنه لولا الجهود المصرية المكثفة لما تم الوصول إلى هذا الاتفاق.
وقال إن مصر كانت حائط السد الأول لصد الأطماع الإسرائيلية منذ اللحظة الأولى، وذلك عندما أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى أن عملية تهجير الفلسطينيين خط أحمر وغير مقبول لأنها ستؤدى إلى تصفية القضية الفلسطينية، وبالتالى كانت مصر شديدة التمسك بذلك ورفض هذه السياسة التى توافق فيها الفلسطينيون مع وجهة النظر المصرية.
جهود مستمرة ومكثفة
وأشاد المستشار القانونى عادل عبد المجيد المحامى لدى محكمة النقض بالدور الذى تقوم به القيادة المصرية، فى تقديم الدعم المتواصل للشعب الفلسطينى الشقيق ونصرة القضية الفلسطينية، والذى توج بدخول اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة وصفقة تبادل المحتجزين والأسرى حيز التنفيذ، بالإضافة إلى إدخال قوافل المساعدات الإنسانية والغذائية إلى القطاع للتخفيف عن الأشقاء الفلسطينيين معاناتهم من وطأة الحرب التى استمرّت لأكثر من 15 شهرا.
وأكد أن الجهود المصرية الحثيثة والمستمرة والدائمة لحل القضية الفلسطينية، والتى تأتى تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى تمكنت من إنفاذ الهدنة وإعادة الهدوء بما يحقق وقفا دائما لإطلاق النار فى قطاع غزة، كخطوة مهمة لنزع فتيل الحرب بالمنطقة، حيث بذلت مصر والرئيس عبد الفتاح السيسى جهودًا مكثفة لإيقاف آلة الحرب، وتجنيب المنطقة صراعًا مفتوحًا، ولا تزال هذه الجهود مستمرة لدعم القضية الفلسطينية، كما نجحت مصر كعادتها فى لعب دور الوسيط ذى المكانة الإقليمية والدولية الكبيرة، الذى يحظى بثقة جميع الأطراف، والذى مكنها من التوصل لهذا الاتفاق، الذى أصبح خطوة مهمة للانطلاق نحو حل سياسى شامل للصراع الفلسطينى – الإسرائيلي، وما يترتب عليه من استقرار مرتقب للمنطقة .