Close ad

تهدد بريطانيا.. ترامب يعلن الحرب على شركات التكنولوجيا بـ"الضرائب الرقمية"

28-1-2025 | 18:55
تهدد بريطانيا ترامب يعلن الحرب على شركات التكنولوجيا بـ الضرائب الرقمية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

تتجه الأنظار إلى المفاوضات التجارية المرتقبة بين بريطانيا والولايات المتحدة، وسط مخاوف متصاعدة من تأثير لوبي شركات التكنولوجيا الأمريكية المقربة من الرئيس دونالد ترامب على مستقبل العلاقات الاقتصادية بين البلدين، في حين يأتي ذلك في وقت يسعى فيه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لتحقيق، بحسب ما تشير صحفية "بوليتيكو"، لإنجاز سياسي من خلال إبرام اتفاق تجاري يركّز على القطاع التكنولوجي، وفق القاهرة الإخبارية . 

موضوعات مقترحة

معركة الضرائب الرقمية

في خطوة تصعيدية مباشرة، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حزمة من الأوامر التنفيذية فور توليه منصبه، مستهدفًا الجهود العالمية لفرض المزيد من الضرائب على الشركات متعددة الجنسيات، وخاصة شركات التكنولوجيا الأمريكية.

وكشفت "بوليتيكو" أن هذه الخطوة تمثل تحديًا كبيرًا لبريطانيا التي جمعت العام الماضي 678 مليون جنيه إسترليني من شركات عملاقة مثل جوجل وأمازون وآبل من خلال ضريبة الخدمات الرقمية، مشيرة إلى أن هذا المبلغ، رغم أهميته، قد يبدو ضئيلًا مقارنة بالمكاسب المحتملة من الحفاظ على علاقات جيدة مع ترامب وتجنب التعريفات الجمركية الانتقامية.

الضغط على ترامب

يواجه "ستارمر" تحديًا إضافيًا يتمثل في تنامي نفوذ رواد التكنولوجيا الأمريكيين في دوائر صنع القرار بواشنطن، إذ كشفت الصحيفة عن جهود منسقة من قِبل مجموعة من أثرياء التكنولوجيا، على رأسهم إيلون ماسك، للتقرب من ترامب بهدف معلن هو مواجهة محاولات الحكومات الأوروبية تقييد نفوذهم.

وشنَّ ماسك هجومًا عنيفًا على ستارمر، واصفًا إياه بأنه "أكبر تهديد لحرية التعبير في تاريخنا".

كما انتقد قانون السلامة عبر الإنترنت البريطاني، في موقف يعكس توجهات الشركات التكنولوجية الكبرى تجاه التشريعات التنظيمية الأوروبية.

تحديات متشابكة

تمتد التحديات التي تواجه المفاوضات البريطانية-الأمريكية إلى ما هو أبعد من قضية الضرائب الرقمية، إذ كشفت "بوليتيكو" عن مخاوف من استغلال الشركات الأمريكية للمفاوضات للضغط ضد التزامات السلامة عبر الإنترنت والنظام الجديد المصمم للحد من هيمنة العمالقة الرقميين على السوق.

وفي هذا السياق، حذّرت النائبة البريطانية وناشطة السلامة عبر الإنترنت بيبان كيدرون من أن حكومة ستارمر قد تكون مستعدة للتخلي عن مبادئها وخفض معايير التنظيم مقابل جذب الاستثمارات الأمريكية.

مستقبل العلاقات التجارية

كشفت "بوليتيكو" عن تحول في استراتيجية "ستارمر" بعد فشل المحادثات السابقة حول اتفاقية تجارة حرة شاملة بسبب قضايا خلافية مثل المعايير الزراعية والوصول إلى نظام الرعاية الصحية الوطني البريطاني، إذ أبلغ مجلس وزرائه بعزمه "السعي نحو شراكة مع الولايات المتحدة للقرن الحادي والعشرين، من شأنها حماية الأمن وتعزيز نمونا الاقتصادي والاستفادة من فرص التقنيات الجديدة".

ويدعّم هذا التوجه بيتر ماندلسون، سفير المملكة المتحدة الجديد في واشنطن، الذي يرى إمكانية التوصل إلى اتفاق يركز على "النقرات والبوابات" بدلاً من "الطوب والملاط".

تحديات التنظيم والمنافسة

وفي تطور لافت، تشير "بوليتيكو" إلى أن الحكومة البريطانية بدأت بالفعل في الاستجابة للضغوط الأمريكية، إذ أقالت رئيس هيئة المنافسة والأسواق البريطانية مع توجيه رسالة واضحة بأنها تتوقع من المنظمين اتخاذ "قرارات مؤيدة للأعمال".

كانت الهيئة اكتسبت سمعة بين المستثمرين باتخاذ مواقف أكثر تشددًا من نظيراتها الدولية بعد تدخلها في عدد من عمليات الاندماج الكبرى في قطاع التكنولوجيا.

يأتي هذا في وقت تستعد فيه الهيئة لتولي صلاحيات جديدة لمراقبة أكبر شركات التكنولوجيا، ما يثير قلقهم بشكل متزايد.

ويقع على عاتق بيتر كايل، وزير التكنولوجيا البريطاني، مهمة الموازنة بين المصالح المتعارضة، فرغم تعهده باتباع نهج "حازم" في قضايا مثل السلامة عبر الإنترنت وتأكيده أن على شركات التكنولوجيا الأمريكية أن تعتبر العمل في المملكة المتحدة "امتيازاً"، فإنه دعا أيضًا إلى ضرورة أن يتحلى الوزراء "بالتواضع" عند التعامل مع شركات التكنولوجيا الكبرى، في موقف يعكس حساسية المرحلة وتعقيدات التفاوض مع إدارة ترامب.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة