لم تسعف كلمات مديح السيدة زينب –على كثرتها وتنوعها- محبي «عقيلة بني هاشم» في وصف محبتهم لها، ليبرز نظم كلمات الشيخ صالح الجعفري كأبرز ما قيل في محبة «أم العواجز» وحب زيارة مقامها، ليقول في قصيدته «الزينبيات»:
موضوعات مقترحة
بنتُ الكِرامِ وأنها لكريمةٌ ** ولها لدى خير الورى إكرامُ
هي زينبُ بنت الإمامِ علينا ** ولها من الجاه العظمِ مقامُ
قد جِئتُها في دارِها متوسلاً ** فهي الوسيلةُ للبني ترامُ
وكأنني لما أتيتُ مقامها ** نُوديت يا هذا عليك سلامُ
قبل أسبوع من الثلاثاء الأخير من شهر رجب، يتحول مسجد السيدة زينب إلى قبلة للمريدين والمحبين، الذين يجيئون من كل حدبٍ وصوبٍ في «المحروسة» ينسلون؛ لزيارة مسجد «أم العواجز» السيدة زينب حفيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، للاحتفال بذكرى مولد السيدة زينب
منزل السيدة زينب
ما أن وصلت «بوابة الأهرام» ساحة المسجد العامر في بداية شارع بورسعيد بحي يحمل اسم المسجد، قادنا محمد سالم، أمين صندوق لجنة الزكاة بمسجد «السيدة القديم» المعروف سابقا بمسجد «تميم الرصافي»، إلى منزل «رئيسة الديوان» الذي نزلت به عندما جاءت من العراق إلى مصر.
المنزل القديم لـ«المشيرة» الذي تحول إلى مسجد فيما بعد، يوجد داخل حارة صغيرة سميت باسمها رضي الله عنها، على بعد خطوات قليلة من مسجد السيدة زينب المعروف.
عُمر منزل السيدة زينب
أمين صندوق لجنة الزكاة أكد لـ«بوابة الأهرام» أن عمر المسجد يقترب من الألف عام، موضحًا أن السيدة زينب أقامت به نحو ٨ أشهر، قبل أن تطلب أن يبنى مسجد، لافتا أن كان يرافقها خدامها، ومنهم سيدي «العتريس»، و«العيدروس» من علماء اليمن، اللذان يوجد لهما مقامان أمام مسجد السيدة زينب الحالي.
«خد بركة.. قبل ما تصلي وتدعي»
بـ«السحلب» و«البليلة» و«حمص الشام»، وبابتسامات واسعة وعيون لامعة، تمتد أيادي خدام المسجد، متعالية أصواتهم «خد بركة.. قبل ما تصلي وتدعي»، مظاهر احتفالية تشبه الكرنفالات، تتكرر كل عام، يعدها المحبين خصيصًا للاحتفال بمولد السيدة زينب رضي الله عنها.
ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل تمتد العطايا إلى «العرق سوس» و«التمر هندي»، و«الحمص» وحلويات «المشبك» و«السمسمية» و«الفول السوداني».
محبة خدمة زوار السيدة زينب
أحد القائمين على استقبال الزوار قال لـ«بوابة الأهرام»، إن الجميع هنا يعمل بحب؛ لخدمة زوار المولد، الذين يأتون من كل مكان في مصر، خاصة من محافظات الصعيد؛ طمعًا في «بركة» التقرب إلى السيدة زينب وكرامة أولياء الله الصالحين.
نداء المحبين على «أم العواجز»
«الكريمة.. المشيرة.. العظيمة.. الرئيسة.. ستنا السيدة زينب»، كلمات حُفرت في وجدان المصريين، لتكرارها داخل المسجد العامر طوال العام، ولكن أبرز موقف تتردد فيه هذه العبارة التي تحمل كثيرا من أسماء «أم العواجز»، تكون دائما أثناء تلاوة القرآن الكريم في المسجد.
مظاهر الاحتفال بمولد السيدة زينب
«كريمة يا ست» «عظيمة يا ست» جملتان لا ينقطع أيضا ترديدهما داخل المسجد وبجوار المقام، وخارج المسجد من المبتهلين لله بالدعاء، ومِن مَن افترشوا الساحة والأرصفة لبيع السبح والحلويات.
وعلى الرغم من عشوائية المشهد حول مسجد السيدة زينب في «الليلة الكبيرة» لمولد عقيلة بني هاشم، إلا أنه مشهد تتأثر به الأفئدة، وتتعلق بمظاهره الألباب، وترفع فيه أكف الضراعة لله بالدعاء، يطلب بعضهم الشفاء، وآخرون يريدون الرزق، وبجوارهم من يشتكون إلى الله من ظلم، ورابعون يمنون أنفسهم بجبر الخاطر.
عمره يقترب من ألف عام.. جولة داخل منزل السيدة زينب في ذكرى مولدها