مع انخفاض درجات الحرارة وانتشار نزلات البرد والأنفلونزا الموسمية، يلجأ الكثيرون إلى طرق سريعة لتخفيف الأعراض، ومن بينها "حقنة البرد" التي يُعتقد أنها توفر راحة فورية. لكن وراء هذا الإغراء السريع تكمن مخاطر صحية جسيمة قد تصل إلى حد الوفاة وكانت آخر حالة فقيدة العلم عروس كلية التجارة جامعة المنصورة الطالبة "كنزي ولاء".
موضوعات مقترحة
في هذا السياق، يحذر الأطباء وخبراء الصحة من الاستخدام العشوائي لهذه الحقن، مؤكدين أن ما قد يبدو حلًا سحريًا يمكن أن يتحول إلى تهديد حقيقي للصحة. فما هي مكونات هذه الحقنة؟ وما هي الأضرار التي قد تسببها؟ وكيف يمكننا التعامل مع نزلات البرد بشكل آمن؟ هذا ما تستعرضه" بوابة الأهرام" خلال السطور التالية، لتوضيح الصورة كاملة.
في ظل انتشار استخدام "حقنة البرد" كعلاج سريع لنزلات البرد والأنفلونزا، حذر الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، من المخاطر الصحية الكبيرة التي قد تنتج عن هذه الممارسة، مؤكدًا أن الاستخدام العشوائي لهذه الحقن قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تصل إلى حد الوفاة.
مكونات حقنة البرد وأضرارها
قال الدكتور أمجد الحداد إن حقنة البرد تحتوي على ثلاثة مكونات رئيسية: مضاد حيوي، مسكنات وخوافض للحرارة، والكورتيزون. وأضاف: "هذه المكونات قد تكون مفيدة في حالات معينة، ولكن استخدامها دون إشراف طبي يعرض المرضى لمخاطر جسيمة".
حقنة البرد
وأوضح أن المضادات الحيوية لا تعالج نزلات البرد، كونها عدوى فيروسية وليست بكتيرية، قائلا: "استخدام المضادات الحيوية في هذه الحالات لا يفيد، بل قد يجعل الجسم يقاومها على المدى البعيد، مما يفقدها فعاليتها عند الحاجة الحقيقية إليها".
مخاطر المسكنات والكورتيزون
وأشار الدكتور الحداد إلى أن الإفراط في استخدام المسكنات وخوافض الحرارة الموجودة في الحقنة قد يسبب مشاكل صحية خطيرة، خاصةً لمرضى الكبد والقلب والسكري والربو. وأضاف: "الاستخدام المفرط لهذه المواد قد يؤدي إلى قرحة المعدة واختلال وظائف الكلى، مما يجعلها خطرًا على الصحة العامة".
كما حذر من مخاطر الكورتيزون الموجود في الحقنة، مؤكدًا أن الإفراط في استخدامه قد يؤدي إلى ضعف المناعة. وأوضح: "الكورتيزون قد يكون مفيدًا في حالات معينة، ولكن استخدامه دون ضوابط طبية يعرض المرضى لمخاطر جسيمة، خاصة مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم".
نزلات البرد والأنفلونزا علاجات آمنة
وأكد الدكتور الحداد أن نزلات البرد والأنفلونزا هي عدوى فيروسية يتم الشفاء منها تلقائيًا خلال أيام قليلة. وقال: "نزلات البرد يمكن علاجها من خلال الراحة التامة وتناول السوائل الدافئة، بينما يتم التعامل مع الأنفلونزا بخوافض الحرارة لتخفيف الأعراض. لا داعي للجوء إلى حقن البرد أو المضادات الحيوية، فهي غير فعالة في هذه الحالات وقد تكون ضارة".
اقرأ أيضا:
مخاطر حقنة البرد.. كيف يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة؟
رئيس المناعة بـ«المصل واللقاح»: حقنة البرد تدمر المناعة وتؤدي للوفاة
حالات وفاة بسبب حقنة البرد
وحذر الدكتور الحداد من أن هناك حالات وفاة تم تسجيلها بسبب استخدام حقن البرد بشكل عشوائي. وأشار إلى أن هذه الحقن تمثل خطورة على فئة كبيرة من المواطنين، خاصةً الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم. وقال: "ننصح بعدم الحصول على أي أدوية أو حقن دون استشارة الطبيب المختص، فالصحة أمانة ولا يجب المخاطرة بها".
حقنة البرد
مقاومة المضادات الحيوية
وأوضح الدكتور الحداد أن استخدام جرعة واحدة من المضاد الحيوي، كما هو الحال في حقنة البرد، لا يكفي لوقف الأعراض، بل قد يتيح الفرصة لظهور بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية.
وأكد استشاري الحساسية والمناعة على أن "البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية تحدث نتيجة الاستخدام الخاطئ أو المفرط لهذه الأدوية. لذلك، يجب الالتزام بالجرعة الكاملة التي يصفها الطبيب، وعدم التوقف عن تناول الدواء بمجرد تحسن الأعراض".
حقنة البرد
نصائح طبية
واختتم الدكتور أمجد الحداد حديثه بتوجيه عدة نصائح للمواطنين، منها:
1- عدم استخدام المضادات الحيوية لعلاج نزلات البرد والأنفلونزا؛ حيث إنها عدوى فيروسية وليست بكتيرية.
2- تجنب الحصول على حقنة البرد دون وصفة طبية، خاصةً لمرضى الأمراض المزمنة.
3- الالتزام بالراحة وتناول السوائل الدافئة كعلاج آمن لنزلات البرد.
4- استشارة الطبيب قبل تناول أي أدوية، وعدم الاعتماد على العلاجات العشوائية.
الدكتور أمجد الحداد استشاري الحساسية والمناعة
في ظل انتشار استخدام حقنة البرد كعلاج سريع لنزلات البرد والأنفلونزا، يؤكد الدكتور أمجد الحداد أن هذه الممارسة تشكل خطرًا كبيرًا على الصحة العامة. وتدعو وزارة الصحة والسكان المواطنين إلى إتباع الإرشادات الطبية وعدم الانسياق وراء العلاجات السريعة التي قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، بل وقد تصل إلى حد الوفاة. الصحة أمانة، والوعي هو أول خطوة نحو الوقاية.