استضافت ورشة الزيتون لقاءً لمناقشة رواية "شامة سوداء أسفل العُنق"، للكاتب الفلسطينى جهاد الرنتيسى، وذلك مساء أمس الإثنين، فى لقاء أداره الكاتب عمرو الشامى وشارك فيه عدد من النقاد والمبدعين.
موضوعات مقترحة
قال الكاتب عمرو الشامى بأن المؤلف قام بمحاولات عدة لمقاربة القضية الفلسطينة بنواح مختلفة، تلك الرواية التى تتضمن الكثير من الحكايات المبطنة والأخرى الظاهرة. كما أن الرواية على قصرها الا أنها فيها الكثير مما يقُال مما يدل على أن العمل ليس بحجمه.
وأضاف: أننا بهذا النص إزاء متخيل سردى له قوانية الخاصة وعلينا الأنتباه للفرق بين المتخيل السردى والتاريخ.
وفى قراءة أولى للناقد سامى عزيز قال:" أن الكاتب يمتلك وعيًا سياسيًا حيث أستطاع أن يضعنا فى محاور كثيرة على طريقة السينما، كما رأى أن موضوع الرسائل التى تضمنها النص إنما هى حيلة لنقل الدلائل الدرامية لقراءة ما وراء تلك الرسائل.
كما رأى عزيز بأن الرنتيسى أستطاع أن يكشف من خلال روايته الأسباب الكامنه وراء تعثر الكفاح الفلسطينى، حيث أن العمل يطرح الأمور بواقعية دون زيف أو مبالغة ولكنه يرصدها كما لو كان تحليل سياسى لحال النضال بين الشتات.
أما الروائى محمد إبراهيم طه فرأى أن الكاتب قدم رواية صعبة تتطلب قارئ ناضج، على درجه عالية من الوعى والثقافة يتفق مع هذا النوع من الكتابة التى تُلمح ولا تُصرح. ومن هنا أشعر أن الرواية التى تتحدث عن القضية لا يجب أن تكون تجريبية فى حالة رغبة المؤلف فى أستقطاب قراء كثيرون لها.
ولفت طه إلى أن الرواية كتُبت بتقنية الكتابة إلى السينما، حيث نجد الفقرات بها جمل أعتراضية وحواجز ووصف للتعبيرات.. الى آخرة، مما سبب حالة من الأرتباك، فنحن بمنطق هذا العمل أمام فيلم سينمائى، يريد أن يجسد أزمة هذا البطل "جواد الديك"، من هنا فالعمل سينمائى بأمتياز داخل قالب روائى.
بينما قال القاص هانى منسى فى قرائته:" أن رواية "شامة سوداء أسفل العنُق" تتكئ على الرسائل كتقنية روائية فى السرد فضلاً عن تقنية التداعى الحر، كما أختار الكاتب أسماء الشخصيات بوعى شديد، الا أننا أنه قام بعمل قفزات مكانية وزمانية وبالتالى أرى أنه لا يوجد ترتيب منطقى للأحداث.
وأشار منسى إلى فكرة الوطن والهوية بالنص حيث أن الهوية ممزقة والوطن فى حالة شتات دائم، نجد مزيدًا من المقاومة والثورة وهنا يتجلى وجه القضية الفلسطينية.كما أن الرواية تتطلب قراءات عديدة حيث أن كل قراءه تأتى بوجه رؤية مختلفة.
وأوضح بأن الكاتب لجأ لتقنية التداعى الحر لتعرية الشخصيات، بحيث أسس لها إنتصارات صغيرة ونكسارات كبيرة فأعطى للقضية بعُدًا من لحم ودم.
وقد أستخدم الكاتب خاصية الفلاش باك أو الإستدعاء فى قراءة الرسائل لأنه يقرأ بشكل متتالى يتماهى مع حياة الأبطال أنفسهم الذين يعيشون فى أوطان متباينة.
وفى ختام اللقاء أوضح الروائى جهاد الرنتيسى بأنه يسعى لأستقطاب القارئ الواعى لهذا النص، والذى حاول خلاله تفكيك التاريخ بقدر المستطاع ومحاسبة هذا التاريخ. فقد عرفنا من خلال هذا العمل العديد من الابطال فى حياتنا العادية ومن هنا حاولت أن أرصد خيبات وإنكسارات هؤلاء الأبطال. وبالنهاية أنا فى سياق مشروع روائى أعمل على تطويره دائمًا.
جانب من الندوة