رأت مجلة «بولتيكو» الأوروبية أنه على الرغم من تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المثيرة ضد أوروبا في قضايا مثل جرينلاند وشن حروب تجارية، يظهر موقفه تجاه أوكرانيا كأحد النقاط التي تولد قدراً من التفاؤل الحذر بين الحلفاء الأوروبيين.
موضوعات مقترحة
وذكرت المجلة في تقرير لها اليوم الإثنين أنه خلال الأسبوع الماضي، أعلن ترامب أنه سيفرض عقوبات جديدة على موسكو إذا لم تتوصل روسيا إلى اتفاق لوقف الحرب في أوكرانيا، وهو الموقف الذي رحب به مؤيدو أوكرانيا في أوروبا.
وهذا الموقف جعل العديد من المراقبين يرون فيه دليلاً على أن ترامب يدرك حجم المخاطر التي تترتب على هذه الحرب، وأنه لن يتخلى عن دعم أوكرانيا أو حلفاء الناتو في تعاملاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين .
ومع ذلك، لا يخفي بعض القادة الأوروبيين قلقهم من عودة ترامب إلى الساحة السياسية العالمية. فبينما يعبر البعض عن تفاؤل حذر بشأن سياسته تجاه أوكرانيا والناتو، يبقى آخرون متخوفين من تطورات غير محسوبة، خاصة مع تكرار تصريحات ترامب المثيرة للجدل بشأن جرينلاند وعلاقاته مع أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا.
وبينما يضع ترامب ثقته في مستشاريه المضطلعين بالسياسة الروسية، مثل مستشار الأمن القومي مايك والتز ووزير الخارجية ماركو روبيو، ويؤكد على أهمية زيادة الإنفاق الدفاعي لدول الناتو، يرى آخرون أن موقفه من الحرب الأوكرانية قد يكون أقل التزامًا بقضايا الديمقراطية العالمية مقارنة بسابقيه في البيت الأبيض. بل إن بعض المحللين يذهبون إلى القول إن ترامب لا ينظر إلى النزاع في أوكرانيا على أنه تهديد وجودي للغرب، بل كمسألة إقليمية يمكن حلها بسرعة من خلال التوصل إلى اتفاق مع بوتين.
وفي الوقت الذي يسعى فيه ترامب لزيادة الضغط على بوتين، يرى البعض أن تهديداته قد لا تكون كافية لتحقيق سلام مستدام، خاصة في ظل تخوفهم من أن أي اتفاق مع موسكو قد يمنح بوتين فرصة لإعادة تسليح قواته. كما يشير مراقبون إلى أن ترامب قد يعمد إلى الانسحاب من أي صفقة يعتبرها غير عادلة، وهو ما يفتح الباب لمزيد من القلق بشأن السياسة الأمريكية تجاه الحرب.
وبينما يتزايد الانقسام حول سياسات ترامب المحتملة، يظل الموقف الأوروبي من عودته إلى السلطة معقدًا، إذ تتراوح المشاعر بين التفاؤل الحذر والقلق العميق بشأن عواقب تحركاته السياسية على مستوى العالم.