بابتكار فريد –ربما- يكون الأول من نوعه، حصلت المهندسة سارة رجب على براءة اختراع من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لتمكنها من إعادة تدوير البلاستيك إلى مادة بديلة لأسفلت الشوارع التقليدي وبتروكيماويات تستخدم في رصف الطرق.
موضوعات مقترحة
المهندسة سارة رجب صاحبة الابتكار المصري
لم يقف ابتكار المهندسة سارة على إنتاج مادة لرصف الشوارع الرئيسية فقط، ولكنها تمكنت أيضا من إنتاج «الإنترلوك» المستخدم في رصف الأرصفة والشوارع الضيقة، في خطوة تهدف إلى تقليل الاعتماد على الاستيراد، وتعزيز الصناعات المحلية، مما يمهد الطريق نحو بنية تحتية أكثر صداقة للبيئة وأقل تكلفة.
براءة اختراع من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
التقت "بوابة الأهرام" بالمهندسة سارة رجب صاحبة الابتكار المصري لمعرفة فكيف نجحت في تحويل فكرتها إلى واقع ملموس؟ وما تأثير الابتكار على مستقبل التنمية في مصر؟ دعونا نتعرف على القصة الكاملة وراء المشروع الرائد.
براءة اختراع من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
نقطة الانطلاق نحو «أسفلت البلاستيك»
«مشاركتي في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ 2022 في شرم الشيخ كانت نقطة تحول في مسار عملي» تبدأ سارة رجب حديثها مع «بوابة الأهرام» عن نقطة انطلاقها إلى ابتكارها، موضحة أن متخصصة في مجال ترميم المباني الأثرية.
وأضافت أنها استطاعت خلال مشاركتها في مؤتمر COP 27 استلهام رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة؛ حيث شاركت في المؤتمر بمجسمين اثنين، صُنعا بالكامل من المخلفات المعاد تدويرها.
براءة اختراع من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
وأكدت أن عرضها لاقى إشادة واسعة من الحاضرين، خاصة من الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، واللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية السابق، لافتة إلى تكريمها لدورها في تعزيز ثقافة إعادة التدوير.
«الإشادة خلال مؤتمر المناخ وتكريمي من محافظ الإسكندرية السابق كانت نقطة تحول بالنسبة لي» .
إعادة تدوير البلاستيك.. حجر زاوية لبديل الأسفلت
وتقول إنها بدأت بعد المؤتمر إجراء المزيد من الأبحاث حول إعادة التدوير، كأحد المجالات التي تتماشى مع المبادرة الرئاسية «اتحضر للأخضر»، موضحة أن أبحاثها توصلت إلى اكتشاف نقص كبير في مادة «البيتومين»، وهي أحد العناصر الأساسية لرصف الطرق، قائلة: «من هنا ولدت فكرتي للبحث عن بديل مستدام يتم تصنيعه من المخلفات».
براءة اختراع بديل الأسفلت
وفي يونيو عام 2024، حصلت المهندسة سارة رجب على براءة اختراع مسجلة برقم 758 لدى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لابتكارها مادة بديلة لـ«البيتومين» المستخدم في رصف الطرق.
وأشارت إلى أن فكرة ابتكارها بدأت في عام 2022، وساعدها على تحويلها إلى منتج نهائي، دعم اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية السابق؛ حيث ساهم في توفير المخلفات البلاستيكية المطلوبة، واستخدام ماكينات الشركة المسؤولة عن النظافة في مراحل التصنيع، من الجرش والكسارات والفرز لإنتاج المنتجات البديلة للأسفلت و«الإنترلوك».
مراحل تصنيع بديل الأسفلت
ويعتمد إنتاج المادة البديلة عن الأسفلت على إعادة تدوير المخلفات بنسبة تتراوح بين 70% و80%، حيث تبدأ عملية الصناعة بجمع البلاستيك، ثم تمر بمراحل دقيقة تشمل الفصل والفرز، الغسيل والتنظيف، ثم تأتي مرحلة الجرش أو الفرم، وبعدها مرحلة الخلط، حيث يتم إضافة مكونات أخرى تعزز من خصائص المادة المنتجة.
كفاءة بديل الأسفلت
«منتجي تم اختباره في معامل هندسية متخصصة تابعة لهيئة الأبنية التعليمية»، موضحة أن نتائج اختبارات هيئة الأبنية التعليمية أكدت أنها مادة مقاومة للمياه لانعدام المسامات بها؛ وهو ما يجعلها أفضل من الأسفلت المعتاد في تحمل العوامل الجوية من الأمطار والرياح.
وأضافت أن المادة ليست مجرد بديل اقتصادي فحسب، بل هي خطوة كبيرة نحو تعزيز الاستدامة، وتقليل الاعتماد على المواد المستوردة، ما يجعلها نموذجًا مثاليًا يجمع بين الابتكار والوعي البيئي، ويُسهم في دعم الاقتصاد المحلي وتحقيق رؤية مصر للتنمية المستدامة.
بديل الأسفلت أرخص من المستورد
وأوضحت المهندسة السكندرية أن الفرق بين «البيتومين» التقليدي والمادة البديلة التي ابتكرتها يُعد تحولًا جذريًا؛ حيث يعتمد إنتاج «البيتومين» على مواد كيميائية مستوردة، بينما يتم تصنيع المادة البديلة من مخلفات معاد تدويرها.
وأشارت إلى أن المادة ليست فقط أكثر صداقة للبيئة، بل هي أيضًا أقل تكلفة بشكل ملحوظ، حيث توفر نحو 70% من تكلفة «البيتومين» المستورد.
مميزات أسفلت البلاستيك
وكشفت سارة، أن ابتكارها في مرحلة الدراسة حاليًا للحصول على موافقة تصنيعه على نطاق واسع، مشيرة إلى أن المادة البديلة تحمل فوائد كبيرة في ترميم الطرق والشوارع؛ حيث تساهم في تقليل الانبعاثات والتلوث البيئي بشكل كبير، كما تتميز المادة بخصائص فريدة، مثل مقاومتها العالية للماء والرطوبة، مما يضمن لها عمرًا أطول مقارنةً بالبيتومين التقليدي.