إنجلترا أتاحت لى إمكانية الوصول إلى مرافق الأبحاث المتطورة والنظام البيئى المزدهر للابتكار التكنولوجى المستدام
موضوعات مقترحة
من جامعة عين شمس إلى مانشستر
درس أحمد عبد الكريم الهندسة الكيميائية بجامعة عين شمس، والتحق للعمل في المركز القومي للبحوث في مصر، وسافر إلى إنجلترا للالتحاق كطالب دكتوراه زائر بجامعة مانشستر ثم باحث زائر بنفس الجامعة، وحصل على درجة الدكتوراه من نفس الجامعة عام 2018.
وعن انتقاله من مصر إلى إنجلترا يقول أحمد عبد الكريم: انتقلت من مصر إلى إنجلترا لمتابعة التعليم وفرص العمل في مجال تقنيات الأغشية المتقدمة وعلوم المواد.
وتقنيات الأغشية هي أحد أساليب الري، حيث تقوم على استخدام أغشية نصف مُنفِذة تعمل كمرشّحات دقيقة لتصفية المياه المتدفقة من خلالها واحتجاز المواد الصلبة العالقة والمواد الأخرى، وتستخدم في مجال تحلية المياه.
أحمد عبد الكريم
الابتكار الأكاديمى والتطبيق الصناعى
أتاحت المملكة المتحدة لعبد الكريم إمكانية الوصول إلى مرافق الأبحاث المتطورة والنظام البيئي المزدهر للابتكار التكنولوجي المستدام، ويضيف: أتاحت لي هذه الخطوة التعاون مع الخبراء واكتساب الخبرة في الصناعات المتوافقة مع رؤيتي، وأصبح لديّ خلفية أكاديمية ومهنية واسعة في مجال تقنيات الأغشية، كما عملت أيضا على تحسين عمليات التبلور لاستخراج المعادن، مع التركيز على الاستدامة وكفاءة الطاقة، وامتد بحثي من تقنيات معالجة المياه التقليدية إلى التقنيات المتقدمة (مثل التقنيات القائمة على الأغشية)، بجانب ذلك أعمل على تحسين استخلاص الليثيوم من المحاليل الملحية لتطوير حلول مبتكرة لإعادة تدوير البطاريات، والتي أرست الأساس لشركة Watercycl Technologies، والتي شاركت في تأسيسها بإنجلترا.
وجد أحمد أن هناك تأثيرا محتملا لبحثه، وأراد سد الفجوة بين الابتكار الأكاديمي والتطبيق الصناعي، وخاصة في المجالات الحيوية مثل استخراج المعادن وإعادة التدوير المستدام، ويقول: كل ذلك جعلني أتخذ قرارا بأن أكون رائد أعمال، ودفعني الطلب المتزايد على الحلول المناخية إلى اتخاذ هذه الخطوة.
أحمد عبد الكريم
تقنيات المناخ
وجد أحمد عبد الكريم أن المجال المناسب له في ريادة الأعمال هو مجال تقنيات المناخ، ويقول: يتوافق هذا المجال تماما مع شغفي بالاستدامة، حيث إن الحاجة المتزايدة لإزالة الكربون في صناعات مثل التعدين وتخزين الطاقة سلّطت الضوء على أهمية تطوير التقنيات التي لا تعمل على تحسين استخراج الموارد فحسب، بل تقلل أيضا من التأثير البيئي، وقد قدم هذا المجال فرصة فريدة للمساهمة في تحقيق أهداف الاستدامة العالمية مع دفع الابتكار التكنولوجي.
تحديات
أما عن التحديات التي واجهها مع اتخاذه قرار التوجه لريادة الأعمال، فيقول: واجه إنشاء شركة من الصفر العديد من التحديات، بما في ذلك تأمين التمويل، وبناء الفريق المناسب، وتطوير تكنولوجيا قابلة للتطوير، وكان أحد التحديات الكبيرة هو نقل الحلول على نطاق المختبر إلى التطبيقات الصناعية، لقد تعاملنا مع هذه المشكلة من خلال الاختبارات التجريبية الصارمة والتعاون مع الشركاء الصناعيين، وكان التحدي الآخر هو التنقل في المشهد التنظيمي، وهو ما تعاملنا معه من خلال توظيف خبراء الامتثال والعمل بشكل وثيق مع السلطات المحلية.
أحمد عبد الكريم
استخراج المعادن
أما عن مشاركته في تأسيس شركة Watercycle Technologies بإنجلترا، فيقول: ولدت فكرة Watercycle Technologies من الحاجة إلى معالجة القضايا الحرجة في استخراج المعادن وإعادة تدويرها. لقد رأى الدكتور سيب ليبر- وهو المؤسس الأول للشركة- هذه الرؤية مقدما. جنبا إلى جنب مع سيب، رأينا فجوة في السوق فيما يتعلق بالحلول الفعالة والمستدامة التي يمكن أن تلبي الطلب المتزايد على المعادن مثل الليثيوم. كان هدفنا هو إنشاء نموذج اقتصاد دائري يستفيد من عمليات البلورة المتقدمة لاستخراج المعادن وإعادة تدويرها بأقل تأثير على البيئة.
أحمد عبد الكريم
تقدم الشركة مجموعة من الحلول، بما في ذلك استخراج المعادن المستدام، من المياه المالحة وغيرها من المصادر الصعبة، بجانب إعادة تدوير البطاريات، من خلال استعادة المعادن الثمينة من البطاريات المستهلكة، بالإضافة إلى معالجة المياه، ويضيف عبد الكريم: نقدم خدمة استخدام التقنيات المبتكرة لتنقية المياه واستعادة الموارد، ونقدم أيضا خدمات البحث والتطوير المخصصة للشركاء الصناعيين.
ميزة تنافسية
لدى الشركة ميزات تنافسية تجعلها تتفوق على الشركات الأوروبية، حيث يقول عبد الكريم: تكنولوجيا البلورة الخاصة بنا تميزنا من خلال توفير كفاءة أعلى وتأثير بيئي أقل مقارنة بالطرق التقليدية. بالإضافة إلى ذلك، فإن قدرتنا على التعامل مع المواد الأولية المعقدة، مثل المحاليل الملحية والبطاريات المستعملة، تضعنا في مكانة فريدة في مجال تكنولوجيا المناخ.
أحمد عبد الكريم
وحازت أنظمة استخلاص المعادن التي تقدمها الشركة على اهتمام دولي من الهيئات الحكومية والشركات في جميع قارات العالم، حيث تهدف التقنية المملوكة للشركة إلى تحقيق هدفين رئيسيين، هما التخفيف من المخاطر المتنامية لإمدادات المعادن الهامة، وتعزيز الاقتصاد الدائري الذي يحول النفايات إلى قيمة.
نجاح
قاد عبد الكريم الشركة للنجاح، ويقول: تم تأمين تمويل بقيمة 8 ملايين دولار في غضون 4 سنوات، بجانب قدرة إعادة تدوير البطارية 500 كجم/ ساعة، مع الحد الأدنى من استخدام المياه والطاقة، كما تم تقديم 12 طلب براءة اختراع، تغطي التقنيات المسجلة، بالإضافة إلى التوسع في الأسواق الدولية، بما في ذلك المشاريع الرائدة في الشرق الأوسط، وأغلقت الشركة مؤخرا جولة تمويلية بقيمة 5.6 مليون دولار، حيث سيساهم التمويل الأخير في تسريع جهودنا لتوسيع نطاق الأعمال، وتوسيع قدراتنا في مجال البحث والتطوير، وتمكيننا من دخول أسواق جديدة، خصوصا في الشرق الأوسط. كما سيساعد أيضا في تطوير تقنيات وشراكات جديدة لتعزيز عروض خدماتنا.
جذبت الشركة المستثمرين من خلال إظهار تفوقها التكنولوجي وإمكانيات السوق والتزامها بالاستدامة، حيث يقول عبد الكريم: سجلنا القوي في تأمين براءات الاختراع وتحقيق الإنجازات، إلى جانب الطلب المتزايد على حلول تكنولوجيا المناخ، يجعلنا استثمارا جذابا.
أما عن أبرز التحديات التي واجهتها الشركة فيقول: الانتقال من المختبر إلى النطاق الصناعي، والتكيف مع الأطر التنظيمية المختلفة في مختلف المناطق، وتمييز أنفسنا في صناعة سريعة التطور.
دعم الاستدامة فى مصر
لا يكتفي أحمد عبد الكريم وفريقه بتقديم خدماتهم في أوروبا، ولكن يقدمون تلك الخدمات في الشرق الأوسط ويستهدفون مصر أيضا، ويقول عبد الكريم: في الشرق الأوسط، نخطط لتوفير حلول لمعالجة المياه بشكل مستدام، واستخراج الليثيوم، وإعادة تدوير البطاريات. وتتوافق هذه التقنيات مع الأهداف الإقليمية لكفاءة استخدام الموارد والاستدامة البيئية، كما أننا نستكشف الفرص المتاحة في مصر، بما في ذلك الشراكات المحتملة مع الهيئات الحكومية والشركات الخاصة، فهدفنا هو دعم مبادرات الاستدامة في مصر من خلال تقديم حلول متقدمة لإدارة المياه والموارد، وبشكل عام نهدف خلال الفترة المقبلة إلى توسيع حضورنا في السوق بالشرق الأوسط وأوروبا، ومواصلة تطوير وتسويق التقنيات الجديدة، وتعزيز الشراكة مع الجهات الصناعية والحكومية، وتحقيق المزيد من الإنجازات في إعادة تدوير البطاريات واستعادة المعادن.
ويضيف: "نحن متحمسون لدفع الشركة نحو إنتاج كميات كبيرة من المعادن المستخدمة في البطاريات، وإنجازاتنا حتى الآن هي دليل على التفاني والتألق والقيادة لفريقنا الرائع".
وأشار عبد الكريم، إلى أن الشركة تجري مفاوضات حاليا مع بعض الجهات داخل الحكومة المصرية تستهدف من خلالها تطبيق أحدث ابتكاراتها في مجال تحلية المياه، بما يساهم في توفير مئات الملايين من الدولارات سنويا وزيادة حجم المياه المحلاة بأقل التكاليف، فضلا عن استغلال الشوائب المستخرجة من عمليات تحلية المياه من المعادن والأملاح.
ويشير عبد الكريم إلى أنه بصفته المدير والمؤسس المشارك والمدير التقني لشركة Watercycle Technologies، فإن خبرته في تقنيات فصل المياه القائمة على الأغشية تؤهله للمساهمة في معالجة التحديات المتعلقة بالمياه، وخاصة في المناطق التي تواجه الجفاف والصراعات.