Close ad

رحلة د.ياسمين من الصيدلة إلى الإعلام

26-1-2025 | 14:38
رحلة دياسمين من الصيدلة إلى الإعلامد. ياسمين العشرى
ميادة حافظ
الشباب نقلاً عن

بعد 6 سنوات من النجاح كصيدلانية.. تعمل مذيعة في قناة فضائية وتدرس الإعلام في جامعة السويس

موضوعات مقترحة
حصلت علي ماجستير الإنتاج التليفزيوني وماجستير الإعلام الرقمي وتدرس حاليًا الماجستير الثالث في علوم الإعلام
تستخدم نظامًا جديدًا في التعليم يعتمد على الترفيه.. وتطمح أن تكون "مصدر إلهام"

  الصيدلة

تبدأ  د. ياسمين حديثها معنا عن رحلتها في دراسة الصيدلة قائلة: ولدت ونشأت في الكويت حتي أتممت دراستي الثانوية، وكان لدي شغف بالإعلام منذ صغري عندما كنت أقدم الإذاعة المدرسية وأشارك في الأنشطة المختلفة، مما ساهم في تطوير مهاراتي في التحدث أمام الجمهور، كما انضممت إلى فريق الموسيقى وتعلمت العزف على البيانو والأكورديون، ولكن في الثانوية العامة اخترت المسار العلمي لحبي للعلوم الطبية،  وعندما بلغت الثامنة عشرة قررت العودة إلى مصر للالتحاق بالجامعة، والتحقت بكلية الصيدلة بجامعة المنصورة، وخلال دراستي في الكلية، حرصت على المشاركة في الأنشطة الطلابية، حيث توليت قيادة الأسر الطلابية وقدمت حفلات الجامعة والمناسبات الرسمية وحفلات التخرج، ما جعلني ألقب بـ"مذيعة الجامعة”، وبفضل الجمع بين التفوق العلمي والشخصية القيادية  حصلت على لقب الطالبة المثالية على مستوى جامعة المنصورة بأكملها.

د.ياسمين العشرى

الخطوة الأولي  
وعن بداية مشوارها الإعلامي، تقول د. ياسمين: بعد تخرجي في كلية الصيدلة، انتقلت إلى السعودية للعمل في شركات أدوية كبرى، وحققت نجاحات عديدة وترقيات سريعة بفضل كفاءتي، لكن شغفي بالإعلام ظل يرافقني، وبالصدفة، وتواصلت مع أحد مسئولى قناة اقرأ الفضائية، وبعد عامين من المحاولات أرسلت لهم تسجيلًا صوتيًا لتقرير أعددته، وسرعان ما تلقيت دعوة لمقابلة عمل، شعرت يومها بارتباك، وبقرب حلم يتحقق.. وخضعت لعدة اختبارات للوقوف أمام الكاميرا والكتابة الصحفية والارتجال بالعربية الفصحى وكيفية تجاوز المواقف المحرجة على الهواء ونجحت فيها جميعًا بتميز، مما أثار إعجاب القائمين على القناة، خصوصًا عندما علموا أنني صيدلانية، وبدأت عملي كمراسلة، ومعلقة صوتية محترفة باللغة العربية الفصحى، وبعد فترة وجيزة تم اختياري كمذيعة رئيسية لتغطية موسم الحج، وهي فترة تشهد نسبة مشاهدة عالية للقناة، كانت تلك أول مرة يتم التعامل معي كمذيعة بشكل رسمي، شعرت حينها بفخر كبير لأنني بدأت أحقق حلمي.

د.ياسمين العشرى

دراسة الإعلام
أما عن سبب اتجاهها لدراسة الإعلام، فتقول د. ياسمين: رغم أنني عملت في مجال الإعلام لمدة خمس سنوات كاملة، إلا أن فكرة دراسة الإعلام كانت تراودني باستمرار. فبعد عملي في المجال، أيقنت أن الإعلام مهنة تستحق القسم، تمامًا كما حلفت قسم الصيدلة، فهي مسئولية عظيمة؛ لأن الإعلامي يدخل كل البيوت دون استئذان، وبالتالي يتحمل مسئولية كبيرة أمام الله، ويجب أن يتحلى العاملون فيه بالوعي والالتزام الأخلاقي، كما أنني مقتنعة بأن الاعتماد على الموهبة وحدها يجعل الأخطاء ممكنة، بينما الجمع بين الموهبة والدراسة يُكسب الشخص احترافية عالية،  لذلك رفضت كثيرًا أن يُطلق عليّ لقب 'إعلامية' قبل دراسة الإعلام ، بمجرد أن وجدت إعلانًا عن دبلومة مهنية 'أونلاين' في الإعلام الرقمي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، كنت ضمن أول دفعة تدرس الإعلام الرقمي في الشرق الأوسط، وكانت تجربة عميقة ورائعة للغاية، حيث درست خلالها صحافة الموبايل، والبيانات، والكتابة للإنترنت، وإنشاء محتويات الوسائط المتعددة، وكيفية تسويقها، وبفضل الله حصلت على المركز الأول فيها، وفي أغسطس 2019، تركت السعودية لأسباب عائلية واضطررت للعودة إلى مصر، وشاء القدر أن أكتشف أن السكن الذي اخترته يبعد خمس دقائق فقط بالسيارة عن كلية الإعلام بجامعة القاهرة، وأخذني فضولي للدخول إلى موقع الكلية والتعرف على تخصصاتها، واكتشفت أن الكلية تتيح برامج للماجستير المهني لغير خريجي كليات الإعلام، وانجذبت إلى تخصص "الإنتاج التليفزيوني"، وتقدمت بالفعل لدراسة الماجستير في الإنتاج التليفزيوني. الحمد لله، تم قبولي. في ذلك الوقت، كنت مسئولة عن البرنامج الرئيسي في قناة اقرأ بالقاهرة، بالتوازي مع دراسة الإعلام الرقمي في الجامعة الأمريكية"، وبفضل الله، استطعت الحصول على المركز الأول في دبلومة الإنتاج التليفزيوني، ثم فوجئت بإعلان عن فتح باب التقدم لدبلومة الإعلام الرقمي وأمن المعلومات بكلية الإعلام جامعة القاهرة، فتقدمت للتسجيل بها، وفي الوقت ذاته، تقدمت للتسجيل في ماجستير الإنتاج التليفزيوني، والحمد لله، استطعت تخطي هذه الفترة وحصلت على المركز الأول في ماجستير الإنتاج التليفزيوني، والمركز الأول أيضًا في السنة الأولى من دبلومة الإعلام الرقمي وأمن المعلومات.  وأكملت دراستي بعد ذلك في ماجستير الإنتاج التليفزيوني وماجستير الإعلام الرقمي وأمن المعلومات، وتخرجت فيهما بتقدير امتياز، وحصلت على المركز الأول على الدفعة في كلا التخصصين. وأدرس حاليًا الماجستير في علوم الإعلام بنظام التعلم الإلكتروني، ليكون بذلك الماجستير الثالث لي في مجال الإعلام".

د.ياسمين العشرى

د.ياسمين العشرى

التدريس  

وعن دخولها مجال التدريس، تقول: لم أسعَ إلى تدريس الإعلام، لكن الفرصة جاءت في أثناء إقامتي في السعودية، عندما تواصلت معي كلية الإعلام بجامعة الملك عبد العزيز للإشراف على مشاريع تخرج طلاب قسم العلاقات العامة والإعلان بالكلية، بعد عودتي إلى مصر، تلقيت عروضًا لتقديم ورش تدريبية بكلية الإعلام جامعة القاهرة حول صناعة المحتوى المرئي الرقمي 


وتشير د. ياسمين إلى أن انضمامها للتدريس بكلية الإعلام جامعة قناة السويس جاء بترشيح من د. أشرف جلال، عميد الكلية ورئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بجامعة القاهرة سابقًا، حيث تقول: أتولى تدريس ثلاث مواد هي التصوير التليفزيوني، المونتاج، وفنون إنتاج البرومو والتترات، وذلك بحكم خبرتي الواسعة في دراسة تلك التخصصات والعمل بها على الصعيد المهني والأكاديمي".

د.ياسمين العشرى

التعامل مع الطلاب

وعن كيفية تعاملها مع الطلاب، توضح د. ياسمين أنها تعتبر الطلاب إخوتها الصغار، وتسعى لأن تكون علاقتها بهم مليئة بالود والحب والتعاون، مع الحفاظ على الاحترام المتبادل بين الأستاذ والطالب. وتشير إلى أن أكثر ما يهمها هو اكتشاف مواهبهم منذ البداية، وتعليمهم أساسيات وأخلاقيات وسلوكيات مهنة الإعلام، مع الاهتمام بحالتهم النفسية، وتقول: " طبّقت نظامًا جديدًا في التعليم يعتمد على "التعليم بالترفيه"، حيث أستخدم ألعابًا تعليمية وأعرض أفلامًا سينمائية لمناقشتها مع الطلاب. كما أخصص مكافآت وهدايا لتحفيز الطلاب على تعلم الفنون والدراسة، وإثارة حماسهم للإنجاز. أهدف دائمًا إلى جعل العملية التعليمية ممتعة ومثمرة رغم تعقيدها".

د.ياسمين العشرى

د.ياسمين العشرى

صعوبات

وعن الصعوبات التي واجهتها في رحلتها من الصيدلة إلى الإعلام، تقول د. ياسمين: طريقي لم يكن مفروشًا بالورد، بل واجهت العديد من العقبات، وربما كانت الغيرة واحدة من أهم التحديات التي واجهتها. لكنني لم أهتم بذلك أبدًا، وفضلت التركيز على تحقيق أهدافي".


وتضيف: أتذكر موقفًا خلال دراستي في السنة الأولى بدبلومة الإنتاج التليفزيوني، أثناء حضوري اجتماع لوضع لائحة الدراسات العليا. كان ذلك بحضور أستاذتي د. ليلى عبد المجيد، عميدة كلية الإعلام الأسبق ومدير وحدة الجودة حينها، قامت إحدى الطالبات بإبداء رأيها بخصوص برنامج الدراسات العليا المهنية قائلة: 'كيف نحصل على فرصة عمل مناسبة وخريجى كليات الصيدلة يزاحموننا؟'.


ردت عليها د. ليلى بحكمة ووعي قائلة: "حين يأتي خريج الصيدلة بكامل إرادته لدراسة الإعلام، وليس نتيجة توجيه إجباري من مكتب التنسيق، فمرحبًا به وبشغفه. من تمكن من اجتياز علوم الصيدلة بما فيها من صعوبة وتعقيد، لن تعوقه دراسة العلوم الإنسانية، بل سيبدع ويتألق لأنه يمتلك الشغف الذي يُعد أساسًا لكل تميز ونجاح".
والحمد لله، أعتبر نفسي الآن هذا النموذج الحي لما قصدته د. ليلى في حديثها".

د.ياسمين العشرى

د.ياسمين العشرى

طموح

تُعبر د. ياسمين عن طموحاتها وأحلامها قائلة : أطمح لأن أكون مصدر إلهام يسهم في بناء جيل من الشباب قائم على قيم أخلاقية، فقد جمعتُ بين دراسة العديد من المجالات الأكاديمية والمهنية المتنوعة بين الصيدلة، الإعلام، وإدارة الأعمال، وأعمل حاليًا على مشروع ريادي يهتم بالأزياء المستدامة، للمساهمة في حماية البيئة وتعزيز وعي الأفراد بأهمية الاستدامة، وحتى الآن، تمكنت من زيارة 12 دولة، ولا يزال طموحي يمتد إلى زيارة  كل دول العالم.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة