Close ad

حكايات من الواقع: رغبات إنسانية..!

26-1-2025 | 13:38
حكايات من الواقع رغبات إنسانيةأرشيفية
خالد حسن النقيب

تسكن فى القلب رغبة قد تقوى على كل الأحاسيس الإنسانية حبًا عظيمًا تكمن فيه رسالة كونية وحل لمعادلة الوجود ففي الوقت الذي تفرض عليَّ الأقدار طريقًا لزم أن أسلكه كانت هناك نسائم خيالات تداعب قلبي وعقلي وتدفعني إلي طريق آخر يغير مجري حياتي كلها.

موضوعات مقترحة

قد يكون ما أريده شيئًا من جنون وقد يري البعض أنه حق علي أن أناله رغمًا عن أي إنسان ولكن من أرغم كي أنال ما أريد.. هل أرغم نفسي التي ائتلفت بها عمرا؟

هل أمحو عمرًا اشتعلت فيه مشاعري حبًا و سعادة ولا أكون من الأنانية طامعًا فيما ليس لي حق فيه؟

لست أدري ..

الشباب وفرحة العمر كله التي عشت لها وانتهت عند نقطة نهاية لا عقب لها، تسربت من بين أيامي أسباب السعادة وأحاطني يأس لا نهاية له ولكن بصيص من أمل كان يقترب مني يقشع الخوف من قلبي فالطبيب قال لي إنني يمكنني أن أكون أبا إن أردت وإرادتي في يدي لو أعملتها سوف أهدم كل شيء بيني ومن أحببت.

كنت أشفق عليها من صدمة حرمانها من أمومتها فكيف لي أن أقضي عليها بحرمانها مني؟

عشت صراعا طويلا بين حلمي وقلبي وتسارعت أمواج الرغبة في نفسي تدفعني للزواج من أخري فهذا حقي الذي شرعه رب العزة ووهبني به طريقا آخر أسلكه قدرا وأملا، وقفت علي شاطيء رغبتي أنظر إليها مشفقا, خائفا, ترتعد أوتار قلبي عليها.. هل أصارحها.. أضرب بوصية عمي فيها عرض الحائط.. أطوي صفحتها وأسطر دنيا جديدة من غيرها؟

لست أدر إن كنت قادرا علي هذا.. وهل أبني طموحي علي أنقاضها وهي من أعطتني كل شيء؟

استجمعت قواي ورغبتي وطرحت عليها إرادتي, رجوتها كما وهبتني الحياة وسعادتها عمرا أن تهبني فرحتها الأخيرة, قلت لها دعوت ربي ألا يذرني فردا وألا تغادرني فرحة القلب, ذكرتها بالحب بيننا وعمرنا وأحلامنا وأن ما أريد ليس إلا قرة عين لي ولها فلا تحجب عني الحلم.

ولكنها كانت صامتة.. أسقط في يدها وتجمد اللسان منها وتحجرت عينيها علي.. تلومني.. تصرخ في وجهي بصمت مدوي.. تجلدني بدموع احتبست في مآقيها.. وغادرتني بلا كلمة واحدة.. توارت في حجرتها تنتحب،  غارق وجهها في وسادتها.. طرقت عليها فلم تجب، اندفعت زفراتي متأججة تناشدها معتذرا.. قلت لها أن تنسي كل شيء أنا لا أقوي علي صمتها المعذب, أخبرتها أن روحي متعلقة بها, أكدت لها أن ما قلت بعض هذيان ليس إلا وأنني غير مقدم عليه. ولكنها استمرت في صمت حتي غاب الوعي منها.. كانت صدمتها انهيار عصبي عالجتها منه طويلا.

وها أنا أجتر الحزن ندما وحسرة.. نادم أني هدمت معبد حبي وسعادتي بيدي علي وعليها وتملؤني الحسرة لعجزي أن أكون أبا في يوم من الأيام.

هل كنت قاسيا كجزار يذبح شاة بغير قلب يجري دمها فداء رغبة محمومة تجتاح نفسه؟

هل تحول حق احتسبته لى إلى جور و ظلم بيّن أحالنى ظالما من أحب بكل قسوة؟

م . و

ربما يكون واقع ما نعيشه قاسيا إلى حد تستحيل معه أى خيالات تسعد النفس و تزينها بزينة الحياة و ما خلقنا عليه ولكن يا أخي الحياة جبلت علي أن نكابدها وتكابدنا والسعادة التي كنت تحياها ليست إلا وجها من وجوه الحياة التي نعيشها مسيرين ومخيرين نصارع العقبات فيها حتي نصل إلي غاياتنا وبقدر إرادة البشرية في الدنيا وقدرة الإنسان علي تحدي عثراتها بقدر ما تحقق في الدنيا من حضارة أسلافنا وتقدمنا وما نصنعه لأنفسنا وأبنائنا وهنا تكمن حكمة الرسالة الإنسانية التي خلقنا الله من أجلها وهي استمرار النوع البشري في الدنيا لأجل هو يعلمه يسيرنا فيها لأشياء لا يد لنا فيها أقدار محتومة وديناميكية عضوية في أنفسنا تمشي بقدر.. ويخيرنا في أشياء هي لب الإرادة فينا والإنسان قرار يتخذه ليصنع ما يريد لنفسه إما شرا وإما خيرا وقد وضع الله سبحانه وتعالي دستورا تشريعيا ينظم لنا اختيارات الإرادة فينا حتي لا تأخذنا غاياتنا إلي مدارك الشيطان والأمر معك يا أخي ينحصر في رغبة إنسانية هي حقك لا يزايد عليك فيها أحد فقد وضع الله سبحانه وتعالي نظام الزواج كارتباط شرعي وسيلة لوضع بذور الأسرة وليس بالضرورة أن يقوم هذا الارتباط علي أساس المشاعر العاطفية حتي توافقه السعادة فالعشرة الطيبة كفيلة بأن تحقق استقرارا وسعادة لأصحابها تدوم دوام الحياة. أما الحب فهو أحاسيس تجتاحنا عشقا وولها بشخص ما دون غيره يشعر الإنسان أنه غير قادر علي العيش بدونه وكأن الدنيا قد توقفت عنده.. ويمكن لتلك الأحاسيس أن تجتمع لإنسان مع العشرة الطيبة لزوجة فيها الحب وفيها حسن الرفقة والمعاشرة.. وقد لا يكتمل الحب برباط الزواج ويشقي به أصحابه بلا أمل.

وأنت يا أخي تشقي بحبك الذي سعدت به سنوات بعد أن وجدت نفسك مضطرا لمغادرته طوعا وكرها وتسعي لارتباط آخر يتحقق معه أملك في أن تكون أبا وعقدة المسألة متعلقة بزوجتك نفسها ومدي تقبلها للأمر خاصة وأنك تحبها ولا تطيق فراقها.

يا أخي الله غالب علي أمره وإن كانت مشيئته أن يكون زواجك وسيلة لتحقيق حلم مشرع هو حقك فلا ضيم في ذلك و لكن ترفق بمن تحب وقدر صدمتها وامتص غضبها حتي تستفيق من سكرة الصدمة وانهيارها وهي حتما ستفيق فالأمر قدري وبدأت إرهاصاته باختبار وضعها الله فيه بعقمها وعليها أن تصبر وتحتسب وتثبت فعليا هذا الصبر وقوة إيمانها بقدرتها علي ترويض أنانية القلب فيها وتمنحك الفرصة في أن تعيش حلمك الذي شرعه الله عز وجل فهل تحرم هي ما أحل الله؟ ولكن اصبر عليها و تمهل إقدامك على ما تريد ترفقا بها حتى يقدر الله ما يريد فالعدل الذى اشترطه الله ميزانا لشرعية التعدد يبدأ مع لحظة اتخاذ القرار و إتاحة الفرصة لمن معك إما قبول الأمر و التوافق عليه أو اختيار ما يطفئ نيران غيرتها و لو توافقت تستمر فيما أمر الله به من عدل ليس فى النفقة و الحقوق الشرعية فقط و لكن فى الاهتمام و العاطفة أيضا و صدق رسولنا الكريم عندما أوصانا على المرأة بقوله صلى الله عليه وسلم "رفقا بالقوارير".

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: