يشارك كتاب «حوارات الصحافة والثقافة» للكاتبة الصحفية زينب عبد الرزاق رئيس تحرير مجلة ديوان الأهرام السابق، في معرض القاهرة الدولي للكتاب ٢٠٢٥.
موضوعات مقترحة
الكتاب صادر عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر، تقديم الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق الذي يقول في كلمته: «هناك تماس كبير بين الثقافة والسياسة والصحافة، وهذا الكتاب يحاكي زمنًا كانت فيه الصحافة جادة، وكان الإبداع الثقافي متميًزا، وكان للسياسة شأنها، وعندما نتحدث عن 21 شخصية، حاورتهم الكاتبة، وضمنتهم الكتاب، فنحن نتحدث عن دولة مصر بمفهومها الشامل، ذلك أن هؤلاء هم الجسد والفكر والعقل والرؤية، هم الذين يشكلون الحياة المصرية، من أدب ورواية وفكر وفلسفة ونقد وترجمة ومسرح وشعر وفنون وسينما ودراما تليفزيونية».
وأضاف: «وبهذه المناسبة، أجدها فرصة لأنصح الشباب أن يتمسكوا بفضيلة القراءة، والتعرف على تاريخ مصر القديم والحديث، لأنهم إذا لم يتسلحوا بالماضي وحضارته الثقافية والتاريخية والفنية، لن يصلوا إلى المستقبل».
وتقول زينب عبد الرزاق المؤلفة: «بين دفتي هذا الكتاب حوارات صحفية مع 21 شخصية مصرية، من الوزن الثقيل في عالم الثقافة متعددة الأوجه، ما بين شعر ونثر ورسم وفن تشكيلي وفيزياء وسينما وغيرها، وتحديدًا مع كل من -مع حفظ الألقاب- نجيب محفوظ، أحمد زويل، نصر حامد أبو زيد، حسين بيكار، أسامة أنور عكاشة، يوسف فرنسيس، أحمد شفيق كامل، أحمد بهجت، فؤاد المهندس، أحمد مستجير، فاروق جويدة، باولو كويلو، عمر الشريف، فاروق شوشة، محمد المنسي قنديل، محمد المخزنجي، عبد الرحمن الأبنودي، وحيد حامد، جمال الغيطاني، بهاء طاهر، إبراهيم عبد المجيد، هذه الحوارات نشرت في جريدة الأهرام ومجلة "نصف الدنيا"، في الفترة بين عامي 1991 و2017، باستثناء حوار الدكتور حامد نصر أبو زيد الذي نُشر في جريدة الدستور، وكان لذلك ملابساته».
وتابعت: «وعلى الرغم من أن معظم المتحاورين غادروا الحياة الدنيا، تركوا خلفهم تراثًا لا ينضب من الأعمال المختلفة، ما بين رواية وقصة وعمل درامي ولوحة فنية وغيرها، بما يعني أن ذكراهم باقية، لا ينقطع الحديث عنهم، بل لا نستطيع إلا اقتفاء أثرهم في كل منتجاتنا الثقافية والفنية، وهو الأمر الذي يجعلهم يعيشون بيننا دائمًا وأبدًا، من خلال ذلك الإرث الذي استفادت منه أجيال عديدة، على اختلاف مشاربها، حتى لو كانوا أميين لم تسعفهم ظروفهم الاجتماعية الالتحاق بالتعليم».
وأوضحت أنه من بين المجموعة المشار إليها مَن حاورته مرة واحدة، ومنهم من حاورته أكثر من مرة، تبعًا لظرف الحوار وضروراته، وأضافت: «لذا قد نجد إفراد عدد من الصفحات أقل أو أكثر، حسب عدد الحوارات التي أجريت في حينه، كما هو الحال في الكتاب السابق، والحال نفسه في أولوية تقديم وتأخير شخصية الحوار، التي اعتمدنا فيها على أسبقية تاريخ النشر، إلا أن الملاحظ في كل الأحوال، هو أننا سوف نجد أنفسنا بين أحداث في معظمها متجددة، وكأنها تجري اليوم، بما يؤكد أن قراءة التاريخ يجب أن تكون أولوية للسياسيين والمثقفين على حد سواء، بهدف اكتساب الخبرات، وتدارك الأخطاء».
يقول أديب مصر الكبير نجيب محفوظ في حواره: الطبقة الوسطى من أيام سعد زغلول هي التي قادت الكفاح الوطني على مدي تاريخنا الحديث، الطبقة المستنيرة المثقفة، التي كانت في مقدمة المجتمع وطليعته، وهي التي ذلت الآن، هي الطبقة التي يطلق عليها طبقة محدودي الدخل.
أما الدكتور أحمد زويل فيتحدث عن التاريخ قائلا: إن كل الحضارات تزدهر وتنمو ثم تخبو، وهناك نظرية علمية تشرح هذه القضية، وببساطة النظرية تقول: إن كل شئ في الدنيا يميل ويذهب تلقائيا إلى الفوضى، وكذلك الشعوب والدول إذا لم تحدد أهدافها وتسعى إليها بجد فهي تسير بهدوء إلى الفوضي.
وعن قضية حدود الاجتهاد يقول د. نصر حامد أبو زيد: الاجتهادات دائما تتغير بتغير الزمن، وهذا ما يعطي للإسلام عالميته وشهرته. لا يمكن أن يقف الاجتهاد عند عصر معين وتلزم به كل العصور مع تغير الظروف، وأكثر من ذلك أن الفقهاء اعترفوا بأن ما ينفع مجتمع المدينة ومكة والجزيرة العربية لا ينفع للمجتمع المصري كما فعل الإمام الشافعي.
وعن الإبداع يقول الفنان حسين بيكار: لحظة الإبداع لا تحسب من العمر؛ تلغى من عمر الفنان، والأسلوب ليس عدو الفنان في ذاته ولكن "الأسلبة" هي العدو، بمعنى أن يحاول الفنان أن يكون له أسلوب، أن يصب نفسه في قالب يسميه أسلوبه. في الحقيقة أن كل إنسان في الدنيا له بصمة مختلفة يخلق بها مثل بصمات الأصابع المختلفة.
وعن حال الشخصية المصرية يحلل الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة: الشخصية المصرية-بشكل عام- لم تتدهور، ولكن حدث متغيرات أثر ْت في تصرفات وسلوكيات قطاعات وشرائح من المصريين، وأخذت الشكل السلبي الملحوظ، ومن بين هذه المتغيرات الجشع على جمع المال، بأية وسيلة، بغض النظر عن مصدره، سواء بالرشوة أو بالاختلاس أو بالتجارة غير المشروعة.
وعن هل يبعث الشعر العربي على اليأس بطبعه، أم أنه يعبّر عن سوداوية الواقع؟ يجيب الشاعر الكبير فاروق جويدة: الشاعر لا يستطيع أن يقدم حل ًما. خريطة الأحلام اليوم خريطة مهزومة على المستويين السياسي والاقتصادي، أقول إن الوطن العربي يعيش لحظة انكسار أرجو أن يتجاوزها، لأنه لو لم يتجاوزها ستكون كارثة للمستقبل، الآن يعاد سياق العالم بأكمله إما أن نكون شركاء فيه أو خارجه، ولو كنا خارجه فهذا معناه أننا سنخسر الحاضر والمستقبل معا.
وعن الذكاء يقول الدكتور أحمد مستجير شخصية المعرض هذا العام: الشعوب التي يصل فيها متوسط الذكاء إلى 90 نقطة هي الشعوب الذكية، بينما أقل من ذلك، يمكن اعتبارها أقرب إلى الغباء، وأوضحت بعض البحوث أن الأمريكان والإنجليز وشعوب شرق آسيا، شعوب (عالية الذكاء) أما مصر والدول العربية فهي (متوسطة الذكاء) بنسبة 48 نقطة.
كتاب حوارات الصحافة والثقافة
كتاب حوارات الصحافة والثقافة
الكاتبة زينب عبد الرزاق