Close ad

عودة عسكري الدرك

25-1-2025 | 20:47

في ذكرى عيد الشرطة المجيد، الذي يحمل رقم (73)، وهو رقم عزيز على قلبي وقلب كل مصري؛ لأنه يذكرنا بالدور البطولي الذي قام به أفراد الشرطة المصرية في معركة الإسماعيلية التي وقعت في الخامس والعشرين من يناير عام 1952، كما أن رقم (73) هذا يذكرنا أيضًا بانتصار أكتوبر عام (1973)، فكلاهما يحمل أسمى معاني العزة والكرامة والتضحية والفداء، ففي مثل هذا اليوم الخامس والعشرين من يناير، أعطى أفراد الشرطة المصريون للعالم أجمع درسًا في الرجولة والتضحية والشجاعة والوطنية.

ومنذ هذا اليوم سجل التاريخ الحديث بحروف من نور قيمة وقدر وكرامة الفرد المصري، الذي أعاد إلى ذاكرة التاريخ أن المصري القديم هو أول من عبد الإله الواحد الأحد قبل الزمان بزمان، وأول من زرع وحصد، وأول من قرأ وكتب، وأول من أضاء العالم بنور العلم والمعرفة والإيمان.

واسمحوا لي أن أنتهز هذه الفرصة وأطالب بعودة عسكري الدرك، ولكن بداية لابد من تعريف من هو عسكري الدرك، خاصة للشباب الذين لم يقرأوا هذا المصطلح من قبل؛ وهو فرد من أفراد الأمن المكلف بحراسة الشوارع والأزقة والحواري ليلًا، وهو يمثل رمزًا للأمن والاستقرار في العديد من المجتمعات، ويتميز عسكري الدرك بوجوده الميداني المستمر، وتعامله المباشر مع المواطنين، مما يجعله حلقة وصل مهمة بين المواطن والسلطة.

ومصطلح "عسكري الدرك" هذا كان يطلق على "الخفير" الذي يسهر ليلًا في الشارع المصري، ويجوب منطقة معينة في المساء من بعد العشاء وحتى صلاة الفجر، حيث يتجول يمينًا ويسارًا، ليكشف اللصوص والبلطجية والخارجين عن القانون.

فوجود عسكري الدرك في الشوارع يساعد على تعزيز الشعور بالأمن لدى المواطنين، حيث يوفر لهم الطمأنينة وحماية ممتلكاتهم، كما يساعد على ردع الجرائم المختلفة والحد منها، مثل السرقة والاعتداء، والأعمال الخارجة عن القانون بمختلف أنواعها، وذلك بوجوده المستمر في الشوارع.

كما يتيح وجود عسكري الدرك فرصة أكبر للتواصل بين أفراد الأمن والمواطنين، مما يساهم في تقوية الثقة المتبادلة وتعزيز التعاون بين الطرفين، كما يمكن لعسكري الدرك أن يكون مصدرًا مهمًا للمعلومات حول الأحداث الجارية في الحي، مما يساعد في الكشف المبكر للجرائم قبل وقوعها.

بالإضافة إلى أن وجود عسكري الدرك في الشوارع يتيح القدرة على الرد والتصرف السريع عند وقوع أي حادث أو طارئ قد يحدث، أو حريق هنا أو هناك؛ مما يساهم في الحد من الخسائر وحماية الأرواح.

نريد عودة عسكري الدرك المدرب والمؤهل بالمهارات اللازمة لأداء عمله بكفاءة، مثل التعامل مع المواطنين بحكمة، وحل النزاعات، والتعرف على العلامات والمؤشرات المبكرة للجريمة والمجرمين.

كما يجب تزويد عسكري الدرك بالأجهزة والوسائل اللازمة لأداء عمله، مثل أجهزة الاتصال اللاسلكي، وأجهزة الكشف عن المعادن، وغيرها من الأجهزة التكنولوجية التي تجعله قادرًا بالفعل على منع الجريمة ومحاربتها.

كما يجب على وسائل الإعلام، بمختلف أنواعها، نشر الوعي المجتمعي للتعريف بأهمية عسكري الدرك، والدور المهم الذي يقوم به؛ للحفاظ على حياة المواطنين وممتلكاتهم، والتشجيع على التعاون بينه وبين المواطنين، من خلال تنظيم الحملات التوعوية.

ويمكن الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لدعم عمل عسكري الدرك، مثل استخدام الكاميرات الذكية وأنظمة المراقبة الإلكترونية، التي أظن أنها أصبحت متوافرة نوعًا ما في معظم في الشوارع، وأرى أن تلك الكاميرات وحدها لا تحارب الجريمة، فكل ما تقدمه هو تصوير الجريمة بعد وقوعها، ولكن وجود عسكري الدرك سيمنع وقوع الجريمة من أساسه. 

الخلاصة:

إن عودة عسكري الدرك لحراسة الشوارع والأزقة والحواري ليلًا؛ تعد خطوة إيجابية نحو تعزيز وزيادة الأمن والاستقرار المجتمعي، وأدرك أن هناك بعض التحديات التي تواجه هذه الفكرة، إلا أن فوائدها المتعددة تجعل منها خيارًا يستحق الدراسة والتنفيذ.

وختامًا أقول:

اهنئي يا مصر بشرطتك المدنية وبجيشك القوي؛ فهم حقًا خير أجناد الأرض؛ لأنهم في رباط إلى يوم القيامة، وأنت حقًا أم الدنيا، وتستحقين التضحية والفداء بكل غالٍ ونفيس.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: