أظهرت البرديات القديمة، أن المصري القديم توصل لسجلات البحث الجنائي لتكون مصر كعادة هى الرائدة في العالم.
موضوعات مقترحة
وقال الدكتور الأثري إسلام محمد سعيد، في تصريح لبوابة الأهرام، إن بردية أبوت أظهرت بدقة تفوق المصريين علي صنع سجلات في غاية الدقة لمحاصرة الجرائم والقضاء عليها، وهو ما تعتمد عليه الأساليب التكنولوجية في وقتنا الحالي، مما يظهر تفوق المصريين القدماء.
وتحل اليوم السبت الذكرى الـ 73 للاحتفال بعيد الشرطة المصرية تخليدا لواحدة من أعظم معارك النضال والكفاح التى شهدها الوطن على يد أبنائه من قوات الشرطة فى مدينة السحر والجمال (الإسماعيلية) ضد قوات الاحتلال الإنجليزى فى يوم الـ 25 من شهر يناير عام 1952م من أجل الدفاع عن الارض والعرض، الأمر الذى يوضح مدى قيمة الأدوار الباسله التى لعبتها قوات الأمن الداخلية كواحدة من أهم أعمده الدولة المصرية على مر العصور منذ القدم.
ويوضح إسلام محمد، أن الأساليب المتبعة حاليا على مستوى العالم والتى يخيل لدى العامة أنها ما هى إلا طرق وأساليب اعتمدت فى تأسيسها على التكنولوجيا الحديثة وغيرها من الابتكارات التى لا يتعدى عمرها المائة عام، نجد أن حقوق ملكيتها يرجع أصلها إلى قوات الشرطة المصرية القديمة.
البردية
بالاطلاع على أحدث وسائل التحقيق الجنائى فى العصر الحديث والقائمة على عمل عدد من السجلات الخاصة بأسماء لمجرمين كل على حسب أنواع الجرائم المرتكبة من أجل سهولة التعرف على مرتكبى الجرائم المشابهة لها بعد الرجوع إلى تلك السجلات وفحصها، نجد أن هذا النظام كان متبعا فى مصر القديمة، فتذكر لنا عدد من البرديات فى سطورها كـ بردية "أبوت" بعض الجمل التى تصف أحد أحداث سرقات المقابر فى الأسرة "العشرين".
ويضيف إسلام محمد، أنه يتضح من خلال البردية وجود سجلات حقيقية كانت موضوعه داخل المعابد تحوى بكلا منها القضايا الخاصه بها، ولكل قضية أوراقها التى تحمل تفاصيل دقيقة تتعلق بالمجرمون كــ (أسمائهم وألقابهم ووظائفهم واتهاماتهم والتحقيقات التى أجريت معهم)، كما ظهر بتلك البردية جدول يضم قائمتين الأولى تشمل أسماء لصوص النفائس والثانية تشمل أسماء لصوص الجبانة فقط.
الأمر الذى يوضح أن التمييز بين المجرمين حسب نوع جرائمهم كان معروفا بل ومأخوذا به فى السجلات الرسمية لدى قوات الشرطة فى مصر القديمة، هذا وتكمل البردية سطورها بالحديث عن الاستعانه بتلك السجلات لمعرفة اللصوص وذلك بعد اكتشاف سرقة بعض المقابر آنذاك ومن ثم وضع قائمة كتابية أمام الوزير ورجاله تحمل أسماء عدد من لصوص المقابر كان من بينهم لص يدعى "بــيـ خــال بن خـــارى" والذى ذكرت بعد اسمه جملة تعلل أسباب اتهامه بتلك الجريمة؛ تمثلت فى ضبطه قبل عامين فى نفس موقع حدوث الجريمة برفقة شخصين آخرين تابعين للمعبد القريب من المقابر، وتم التحقيق معهم ولكن لم يثبت صحة ارتكابهم لجريمة السرقة فتم إخلاء سبيلهم على الفور، هذا ويتضح من ذلك دور السجلات الهام فى ذكر عمن سبق اتهامهم فى الجرائم المشابهة وهو ما قدم على أساسه "بي خال بن خارى" وزملائه.
ولإعطاء كل ذى حق حقه لابد أن نؤكد على أن قوات الشرطة المصرية القديمة كان لها السبق الأول فى ابتكار نظام السجلات الخاصة بالجرائم والمجرمين كواحدة من أسس البحث الجنائى الحديثة.
بردية مصرية