Close ad

73عامًا على «ملحمة الإسماعيلية».. مانشيتات «الأهرام» تروي صفحات البطولة لرجال الشرطة| صور

25-1-2025 | 09:44
عامًا على ;ملحمة الإسماعيلية; مانشيتات ;الأهرام; تروي صفحات البطولة لرجال الشرطة| صور معركة الإسماعيلية بين قوات الشرطة المصرية والإنجليز
هبة سعيد سليمان

في مثل هذا اليوم الخامس والعشرين من يناير من كل عام، تحتفل مصر بعيد أولادها من رجال الشرطة، العيون الساهرة على أمنها وحمايتها من أي اعتداء، ويتم الاحتفال في هذا التاريخ؛ تخليدًا لتضحياتهم في موقعة الإسماعيلية ضد الاحتلال الإنجليزي التي جرت وقائعها قبل 73 عاما.

موضوعات مقترحة

وقفت قوة من الشرطة ومعهم رجال الإسماعيلية في وجه جنود الاحتلال الإنجليزي حتى كبدوهم العديد من الخسائر في يوم 25 يناير 1952م..  واقعة عمرها 71 عاما حُفرت في التاريخ بدماء الشهداء..

تحوّل هذا اليوم إلى عيد للشرطة وعيد قومي لمحافظة الإسماعيلية، واحتفل كل الرؤساء بشهدائنا من الشرطة، فقال محمد نجيب في هذه الذكرى: "أبنائي وإخواني ضباط وجنود البوليس.. إننا نحتفل اليوم بذكرى شهدائنا الأبطال الذين سجلوا لمصر مجدا وعظمة وفخرا".

وتابعت جريدة "الأهرام" تفاصيل الواقعة منذ بدايتها، فنشرت بالصفحة الأولى ليوم 21 يناير عام 1952م، وكان المانشيت الرئيسي:

• الإنجليز يحتلون جزءًا من مدينة الإسماعيلية بجنود المظلات والدبابات والمشاة

• يستولون على مراكز البوليس والمنشآت العامة ويطردون الآهالين من منازلهم

• الجنرال أرسكين ينقض تعهده باعتبار مدن القنال مناطق محرمة ويأمر بتفتيشها بحثًا عن الفدائيين

وفي التفاصيل: "أمضت مدينة الإسماعيلية أمس ليلة ليلاء لم ينقطع فيها دوى المدافع الثقيلة وأصوات الرصاص وأزيز الطائرات التي ظلت تحلق فوقها الليل بطولة، بينما كانت الدبابات والسيارات المصفحة تنتقل في شوارعها بلا انقطاع".

ونجد خبرًا بالصفحة الأولى يقول:

• مصر تحتج بشدة على إنجلترا لاعتداء قواتها على أبسط قواعد الإنسانية

• فظاعة الهجوم على المراكز المفتوحة والمستشفيات والمدنيين الآمنين


تغطية صحيفة الأهرام لملحمة الإسماعيلية بين قوات الشرطة والإنجليز

وفي يوم 22 يناير كان المانشيت الرئيسي:

• معركة عنيفة بين القوات البريطانية والآهلين تشترك فيها الطائرات لأول مرة

• اعتداء الإنجليز على مسجد فاروق بالإسماعيلية واحتلاله واقتحام دارى المحكمة والنيابة والعبث بملفات القضايا

• التحقيق مع اللواء عبد الرؤوف بتهمة تسليم قواته للإنجليز وعدم تنفيذ الأوامر الصادرة بمقابلة القوة بالقوة

وفى التفاصيل:"استأنفت القوات البريطانية منذ الساعة من صباح اليوم اقتحام منازل الآهلين في حي عرايشية مصر، وطرد سكانها منها وتفتيشها تفتيشًا دقيقًا بحجة البحث عن الأسلحة والفدائيين.

وكانت تلك القوات قد أتمت منذ ليلة أمس تطويق الحي بأسره بقوات كبيرة معظمها من لواء المظلات السادس عشر يربو عددها على خمسة آلاف جندي وحفرت عددًا كبيرًا من الخنادق ونصبت المدافع الرشاشة والضخمة في كثير من المواقع وعلى أسطح المنازل بعد أن أحاطت المنطقة كلها بالحواجز والأسلاك الشائكة.
وقد اضطر اليوم أيضا مئات من السكان إلى هجر دورهم وتركها نهبًا للإنجليز، كما تلقى البوليس حتى هذه الليلة أكثر من 300 بلاغ من الآهلين يتهمون فيها القوات البريطانية التى تتولى تفتيش منازلهم بسلب نقودهم ونهب أمتعتهم ومؤنهم".

وفى يوم 23 يناير 1952 طالعتنا جريدة "الأهرام بصفحتها الأولى:

• الإنجليز يعدمون 3 وطنيين رميا بالرصاص أثناء حملة تفتيشية في مقابر المسيحيين بالإسماعيلية

• تأهب البوليس والآهلين في السويس لدفع أي عدوان عن مدينتهم

وفى التفاصيل:"انتابت مدينة الإسماعيلية موجة من الفزع والسخط من جراء ما تعرض له الأهلون في المدة الأخيرة من اعتداءات بريطانية متوالية خلال الحملة التفتيشية وما صحبها من نهب دور الأهلين واحتلالها وتشريد النساء والأطفال والشيوخ والتنكيل بهم وتحطيم أثاث منازلهم حتى أصبح كثيرون منهم في حالة ذهول لا يعرفون لهم مأوى ولا مفر بعد أن سد البريطانيون منافذ المدينة في وجوههم وعزلوهم عن سائر الأراضي المصرية.

ولم تقف الحملة التفتيشية الإجرامية عند ما حدث أمس من انتهاك حرمة الأموات والعدوان على بيوت الله، بل راح الإنجليز اليوم فانتهكوا حرمات مقابر المسيحيين والمسلمين على السواء وهى متجاورة في حي عرايشية مصر بعد أن حاصروها بالدبابات والسيارات المصفحة واقتحموا أبوابها واستخرجوا نعوش المسيحيين واخذوا يعبثون بالجثث المسجاة بداخلها".


تغطية صحيفة الأهرام لملحمة الإسماعيلية بين قوات الشرطة والإنجليز

وقد عثر البريطانيون في تلك المقابر على 3 من المواطنين فاقتادوهم إلى ركن من أركان المقابر ثم سمع بعد ثوان صوت الرصاص يُدوى في هذا الجانب؛ مما يؤكد أن الانجليز أعدموهم جميعا رميا بالرصاص".

• السويس تتأهب لدفع أي عدوان

وكتب مندوب الأهرام الخاص في السويس يقول إن الدوائر المختلفة في المدينة تتوقع أن بمصفحاتهم ودباباتهم واحتلال مرافقها العامة يقوم الانجليز بين لحظة وأخرى باقتحام المدينة بقواتهم المسلحة على غرار الإجراءات الإرهابية التي اتخذوها في مدينة الإسماعيلية منذ يومين.

• البوليس والأهلون يسهرون طول الليل

"وقد شاع مساء أمس بين الهيئات والجماعات أن الانجليز سيقدمون على هذه الإجراءات الإجرامية في منتصف ليلة أمس فتأهبت قوات البوليس المصري يؤيدها الأهلون للدفاع عن المدينة ومقابلة العدوان بمثله، وظل الجميع ساهرين متأهبين لأية حركة حتى مشرق الشمس".

وفى يوم الخميس 24 يناير جاء بالصفحة الأولى عنوان:

• الإنجليز يشردون أهالي الإسماعيلية ويعزلون أحياءها

• تهديدهم الآهلين بالقتل وإجبارهم على التصفيق لهم لالتقاط صورهم

• القنصليات البريطانية تحمى شركات الملاحة من عواقب التعاون مع الإنجليز

• استعداد البوليس للطوارئ

"هذا وقد صدرت أوامر مشددة قبيل منتصف الليل إلى جميع قوات البوليس المسلحة بأن تكون على أهبة الاستعداد لكافة الاحتمالات".

• تحصن قوات البوليس بدار المحافظة

"وقد اتخذت هذه القوات قواعد خاصة في جميع أركان المحافظة وثكنات بلوكات النظام وطُلب إلى جميع ضباطها أن يكونوا متأهبين لرد أي عدوان بريطاني".

وبعد كل هذه الانتهاكات من جانب الاحتلال البريطاني كان يجب أن يكون الرد عنيفا من المصريين، وقد كان بالفعل في يوم الجمعة 25 يناير 1952 خبرا على الصفحة الأولى لجريدة الأهرام يطالعنا بما قام به البوليس المصري مع الفدائيين:

• نسف مخازن الذخيرة ومستودعات البنزين في معسكر أبى سلطان

• استمرار الانفجارات والحرائق 14 ساعة واعتراف لندن بالحادث

• الإنجليز يحتلون بلدة جنيفة بالدبابات وجنود المظلات ويأسرون 6 من رجال البوليس فيها

وفى تفاصيل الخبر:" سدد الفدائيون اليوم إلى الانجليز ضربة قاصمة إصابتهم في الصميم وألحقت بهم خسارة فادحة فيما كانوا يختزنونه من ذخائر لحملاتهم العدوانية على المواطنين الآمنين، فقد شنوا فى الساعة الأولى من صباح اليوم هجوما عنيفا مركزا على اكبر مستودعات الذخائر البريطانية وصهاريج البنزين في معسكر أبى سلطان، فبنوا من حوله الألغام التي بثها الفدائيون حول مستودعات الذخيرة فنسفتها نسفا تاما، وبلغ من عنف انفجارها وشدته أن تصدع عدد من المنازل القريبة من المعسكر، وكان أصحابها قد هجروها من قبل بسبب تدابير البريطانيين التعسفية.

  وكان من اثر هذا الانفجار وما صحبه من قذف القنابل الحارقة أن اندلعت السنة النيران فى المعسكر، وعلا اللهب وأعمدة الدخان في الجو إلى ارتفاع كبير، حتى لقد استطاع الأهلون في الإسماعيلية أن يشهدوه.

وقد أودى هذا التدمير المروع بحياة 50 جنديا بريطانيا، وأُصيب عدد كبير من الجنود الانجليز بجراح نقلوا بسببها إلى المستشفى العسكري في حالة خطيرة.

•اعتقال 6 من رجال البوليس المصري

وفى التفاصيل:"أما رجال القوة المصرية فقد اعتقل الإنجليز ستة منهم بعد التحقيق معهم ونقلوهم إلى المعسكرات، كما قبضوا على ناظر محطة السكك الحديدية وبعض الأهلين ونقلوهم إلى أماكن مجهولة".

وتوسط الصفحة الأولى خبرا بعنوان:

• بريطانيا تشترط لمفاوضة مصر في الجلاء أن يكف الفدائيون عن مهاجمة الإنجليز في القنال
ونتيجة ما قام به البوليس المصري والفدائيين من الأهالي كان رد فعل الاحتلال في اليوم التالي على الصفحة الأولى من الجريدة:

• الإنجليز يهدمون محافظة الإسماعيلية ويعزلون المدينة

• مجلس الوزراء يتخذ قرارا خطيرا بشأن العلاقات بين مصر وإنجلترا

• اجتماعه أمس لمدة خمس ساعات واعتبار الجلسة مستمرة إلى غد

• استشهاد 64 ضابطا وجنديا مصريا وإصابة 200 وأسر 1000 من رجال البوليس

وفى التفاصيل:"تحركت فجر أمس قوات بريطانية ضخمة من معسكراتها في منطقة القنال، واتجهت نحو الإسماعيلية لتعتدي عليها اعتداء منكرا، وتجعل منها ميدانا لأبشع مجزرة وحشية شهدتها مصر..

خرج ألف وخمسمائة جندي بريطاني من جنود المظلات والمشاة، تؤيدهم دبابات سنتوربون الثقيلة التي يبلغ وزن الواحدة منها 52 طنا، والمصفحات، والجرارات المسلحة بمدافع البرن..

خرج هذا الجيش العرمرم، ليواجه ثمانمائة جندي مصري من جنود بلوك النظام المرابطين في الإسماعيلية للمحافظة على الأمن فيها، وليس معهم من سلاح غير البنادق وحدها، فهم من رجال البوليس لا الجيش، وليس مفروضا في قوات البوليس أن تكون مسلحة بالمدافع الثقيلة".

• بداية المعركة الرهيبة

"أطلقت إحدى دبابات سنتوريون القذيفة الأولى من مدفعها الثقيل عيار 22 رطلا، فكانت هذه القذيفة إيذانا ببدء المجزرة الكبرى، فقد أطلق الجنود المصريون من رجال بلوك النظام، رصاص بنادقهم على الإنجليز، وقوبل هذا الرصاص الصغير بضرب عنيف رهيب اشتركت فيه مدافع الدبابات والمصفحات، فتحت القوة نيران مدافعها بكل قوة".

• الجثث تتساقط على الأرض

"وأخذ الأبطال يتساقطون على الأرض من فوق السطح جثثا هامدة، ويستشهدون واحدا بعد الآخر، في شجاعة نادرة لم يسبق لها مثيل".

• جحيم يستمر 6 ساعات

"واستمرت المعركة الرهيبة ست ساعات تحولت فيها هذه المنطقة إلى جحيم مستعر، ولم يكن هناك مفر من التسليم، بعد أن نفذت ذخيرة من بقى حيا أو غير جريح من الأبطال الشجعان..

سلم هؤلاء الجنود بينما كان عدد قليل من إخوانهم يحتفظ بكمية أخرى من الذخيرة، فرأى أن يبقى حتى ينتهي من إطلاقها على الانجليز، وان يقاوم إلى النهاية أو يستشهد بقذائف ورصاص المعتدى الأثيم"

• ضابط شجاع يرفض التسليم

"رفض هؤلاء الجنود الشجعان الإنذارات الثلاثة التي أذاعها عليهم الإنجليز للتسليم..

وخرج ضابط مصري برتبة اليوزباشي، ليواجه الإنجليز في شجاعة وقال لهم والدم يقطر من يديه: "إنني ورجالي سنقاومكم إلى النهاية حتى نموت ولا نسلم أنفسنا لكم".

• مدافع الميدان تضرب المحافظة فتهدمها

"وأثارت هذه العبارة ثائرة الانجليز، فأطلقت بطاريتان من مدافع الميدان الثقيلة قذائفها المدمرة على دار المحافظة، فهدمت معظم مبناها".

"وأُسر جميع من كانوا في المحافظة، ونقلوا بالسيارات إلى معسكر القرش البريطاني القريب من الإسماعيلية، وبلغ عدد الأسرى من جنود وضباط بلوكات النظام والبوليس، حوالي ألف أسير".

"ولم يكن من السهل إحصاء الشهداء والجرحى من رجال البوليس في هذه المعارك الدامية، غير أنه عرف فيما بعد أن القتلى بلغ عددهم 64 شهيدا منهم في المستشفى 45 جثة، أما الجرحى فقد تجاوزوا المائتين".

"وقدرت الدوائر المصرية أن 15 ضابطا وجنديا من البريطانيين قد قُتلوا في المعركة، وأن أربعين قد أُصيبوا بجراح".

وبذلك نجد أن الاحتفال في يوم 25 يناير من كل عام بعيد الشرطة هو أقل ما يمكن أن نقدمه لهؤلاء الاأطال اللذين ضحوا بحياتهم في سبيل إنقاذ وطنهم وأهلهم من الاحتلال البريطاني، فتحية لكل ضابط وجندي يقوم بواجبه تجاه وطنه ويعمل على حمايته من أي اعتداء.


تغطية صحيفة الأهرام لملحمة الإسماعيلية بين قوات الشرطة والإنجليز

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: