سيطر عليَّ شعور جارف بالغبطة والسعادة والفخر، خلال حضوري احتفال الشرطة المصرية بعيدها الثالث والسبعين أمس -الأربعاء- بعدما سمعته ورأيته من فعاليات وتصريحات كلها تبعث برسالة أكيدة، هى اطمئنوا أيها المصريون، فهناك حراس أقوياء ساهرون على تأمين جبهتنا الداخلية من أية أخطار وتحديات تواجهها، ويقفون حجر عثرة في طريق مَن يفكر في الإضرار بها، أو الكيد لها، ويحضرنا هنا ما ورد في كلمة الرئيس السيسي، وأكد فيها أن أحدًا لا يقدر ولا يستطيع المساس بمصر.
لقد رأيت رجالًا تملؤهم العزيمة والإصرار لبذل كل ما في وسعهم للمحافظة على سلامة وأمن وطنهم، وكانوا حقًا وصدقًا امتدادًا طبيعيًا ومثمرًا لأجيال من شرطتنا المدنية سطرت عبر عقود بطولات وأمجادًا ستبقى أبد الدهر ويتوارثها من يأتي بعدهم بساحة الشرف والعزة والتضحية بالغالي والنفيس.
رأيت رجالًا ثقتهم تكاد تعانق السماء، ولا حدود لقدرتهم على تنفيذ ما يُوكل ويُسند إليهم من مهام، مهما كانت صعوبتها وتعقيداتها، ولا يهابون سوى الخالق في علاه، مستعدين -على مدار الساعة- لتلبية نداء الواجب، بفضل ما حصلوا عليه من تدريب وتأهيل على أعلى مستوى خلال سنوات دراستهم، فهم مسلحون بالعلم وبأحدث التقنيات والتكنولوجيا المتقدمة، وهو ما تجلى بوضوح في الاصطفاف الذي شاركت فيه وحدات رمزية من قطاعات الشرطة المختلفة.
رأيت رجالًا محركهم وبوصلتهم الأساسية هي صون بلادهم، التي حافظت على تماسكها وصلابتها، على الرغم مما يحيط بها من أزمات وصعاب وتجارب لبلدان مجاورة لم توفق في البقاء متماسكة، وانهارت مؤسساتها الوطنية بسرعة البرق، مما جر عليها مصائب وكوارث لا حصر لها، وأثبت ما عاناه الإقليم إبان السنوات العشر الماضية من أحداث وتقلبات صواب رؤية القيادة السياسية، التي كانت دائمة التأكيد على حتمية وجدوى العمل من أجل تدعيم أواصر وأركان مؤسسات الدولة، وأن يوضع ذلك نصب العين طوال الوقت.
رأيت رجالًا يدركون تمام الإدراك أن قوة مصر نابعة من مؤسساتها وتضحيات أبنائها الأبرار، وأنهم واعون لما يُحاك للوطن من مكائد من قبل قوى الشر والبغي، ومدى دقة وخطورة الظروف التي تمر بها المنطقة في وقتنا الراهن العصيب والمفصلي، بسبب التداعيات المتعلقة بالحرب الإسرائيلية الغاشمة على غزة، واستقر في يقين ووجدان رجالنا البواسل أن هذا الوضع يستدعي اليقظة والانتباه من الجميع، وأن يتكاتف الكل ويقفوا صفًا واحدًا كحائط صد غير قابل للاختراق حفاظًا على أمننا القومي في مواجهة رياح عاتية.
رأيت رجالًا عازمين على مواصلة العطاء والبناء، ويتابعون عن كثب خلايا النحل المنتشرة وتعمل بجد وتصميم لتحسين وجه حياتنا للأفضل في كل بقعة من بقاع البلاد، والتخفيف عن كاهل المواطنين قدر الإمكان وبما تستطيعه الدولة، ومشروعات تنفذ بجميع محافظاتنا وتفتح أبواب رزق للملايين، الذين يشاركون بسواعدهم وجهدهم الجبار في إتمامها، وحينما تنتهي يشعرون بقيمة وجدوى ما أسهموا في إنجازه على أرض الواقع، ولا يلتفتون -لا من قريب ولا من بعيد- لماكينة الشائعات والأكاذيب والمعلومات المغلوطة، التي يروجها المغرضون والحاقدون يمينًا ويسارًا للتشكيك في مسيرة البناء والتطوير، ولا يبغون سوى تعطيلها حتى يحققوا سيناريو الفوضى، التي يسعون لنشرها بكل السبل والطرق.
رأيت رجالًا كانت رسالتهم للمصريين أجمع، هي اطمئنوا ولا تقلقوا فخلفكم جيش من أقوى جيوش العالم، وفي كتفه شرطة مدنية حديثة ومتطورة، والاثنان لا يغمض لهما جفن ويسهران على حماية وطننا ورد كيد الكائدين، ومن يود اختبارهما فعليه تهيئة نفسه لطوفان هادر لن يقوى على الصمود في وجهه.