Close ad

نهاية الأفيونجي..!

23-1-2025 | 18:14
نهاية الأفيونجينهاية الأفيونجي..!

الإسماعيلية - خالد لطفي:

موضوعات مقترحة

تجاهل عمله الأصلي سائقًا على جرار زراعي يطعم من خلاله أسرته الصغيرة بالمال الحلال وارتمى في أحضان تجار المخدرات الذين قاموا بتجنيده لتصريف بضاعتهم والحصول على مكاسب مادية تفوق أضعاف ما كان يدخل جيبه من قبل ومع توسع دائرة نشاطه أصبح في مرمى بصر الأجهزة الأمنية التي استهدفته مرات كثيرة  في قضايا مخدرات متنوعة وبدلًا من إعلان توبته في آخر واقعة ارتكبها راح يتواصل مع مصادره السرية شرق قناة السويس لجلب الأفيون الذي تقوم بزراعته في الدروب الجبلية على مياه الآبار والأمطار لكي تخصص لهم حصص ثابتة من هذا المخدر تمهيدًا لبيعه لعملائه الوافدين عليه من مختلف محافظات الوجه البحري والقبلي وتسليمهم بضاعتهم بأسعار أقل من مثيلاتها في مناطق أخرى وحقق أرباح لا بأس بها دفعته لادخار جزء من أمواله في البنوك بأسماء المقربين إليه والآخر فضل غسيله في مشروعات تنموية بالقطاع الريفي لكي تظل السيولة المادية بين يديه متوفرة.

وبمرور الوقت انتعشت تجارته بشكل ملحوظ لحرص زبائنه على شراء ما يلزم من الأفيون بكميات متفاوتة ولم يضع في حسبانه على الإطلاق العواقب الوخيمة التي قد يتعرض لها من الاتجار في هذا المخدر الذي بدل أحواله من الفقر للثراء خلال فترة وجيزة استطاع عن طريق عائده المادي أن يسدد الديون المتراكمة عليه ونظرًا لخطورته الشديدة على المجتمع المحيط به وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية على قائمة المطلوب سرعة ضبطهم وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية عقب مجهودات مضنية من البحث والتحري في شتى الاتجاهات تحديد الزبائن الذين يتعاملوا معهم وألقوا القبض عليه متلبسًا وبحوزته كميات كبيرة من الأفيون معد للبيع لعملاءه وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق.

كان اللواء محمد عامر مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعًا مع  مدير إدارة البحث الجنائي لدراسة ومناقشة المعلومات الواردة لهما بشأن وجود بؤر ثابتة ومتحركة يتردد عليها الخارجون على القانون لشراء المواد المخدرة بمختلف أصنافها الهيروين والحشيش والأفيون والبانجو والبرشام من أجل تعاطيها وضرورة ملاحقة تجار الكيف وضبطهم وتقديمهم لمحاكمات عاجلة للقصاص منهم لحماية المجتمع المحيط بهم من شرورهم.

تم تشكيل فريق بحث من ضباط المباحث العامة ودلت تحرياتهم أن المدعو كامل 45 سنة -سائق معدات زراعية- سبق اتهامه في 3 قضايا مخدرات عاد لمزاولة تجارة الكيف على نطاق واسع وتخصص في بيع الأفيون الخام للزبائن بالجملة والقطاعي لتوسيع دائرة تعاملاته وتحقيق أكبر هامش من الربح لسداد الديون المتراكمة عليه.

وأضافت التحريات أن المتهم شديد الحيطة والحذر في تعاملاته مع عملاءه ويشترط عليهم الاتصال الهاتفي به قبل حضورهم لاستلام بضاعتهم حتى لا يكون صيدًا سهلًا في قبضة الأجهزة الشرطية التي تلاحقه وترصد تحركاته بين الحين والآخر.

وأشارت التحريات إلى أن تاجر الكيف قام بجلب حصة من الأفيون الخام عن طريق المصادر السرية التي تنتمي لأصول بدوية وتسكن في مركز ومدينة القنطرة شرق لكي يطرحها بين زبائنه.

وبعرض التحريات على النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة في الأماكن التي يتردد عليها وعندما حانت ساعة الصفر وبعد وصول معلومات من الأفيون بحوزته اتجهوا إليه مسرعين واستهدفوه بشكل مفاجئ واستسلم لهم دون مقاومة وقاموا باقتياده وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وهو قمة الأسى والحزن على حظه السيئ وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف حيازته للمضبوطات للاتجار فيها والتربح من وراءها وبإحالته للنيابة العامة أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق وإحالته لمحكمة الجنايات.

اقرأ أيضًا: