Close ad

تامر عبده أمين: محاولة تغيير الطرف الأخر نوع من الغباء

23-1-2025 | 13:57
تامر عبده أمين محاولة تغيير الطرف الأخر نوع من الغباءالروائي تامر عبده أمين
رانيا نور
الشباب نقلاً عن

صدمتنى رسالة شاب باع كليته لكي يشترى أيفون حتى يصبح مثل أصحابه

موضوعات مقترحة
الناس مازالت ترسل مشاكلها لشخص لاتعرفه  لأن التطور التكنولوجى ليس له علاقة بالنفس البشرية  

نجاح فيديوهاتك إشارة الى أن الناس فى أمس الحاجة للفضفضة ولاهناك سبب آخر؟
كلنا محتاجين اللى يسمعنا فالإنسان عندما يمر بمشكلة أو موقف مؤثر فى حياته ويجد من يفضفض معه، فهذا فى حد ذاته نصف الحل وأنا رصدت ذلك منذ بدأت فكرة كتابة مقالاتى فى موقع القاهرة 24 عام 2018 واقترحت على محمود مملوك رئيس التحرير، أنى أخصص جزءا من المقال اسمه إينبوكس أتكلم فيه عن الرسائل التى أتلقاها من القراء على الماسينجر بعد استئذان صاحبها، وفقرة أخرى أرد فيها على تلك الرسائل وبعد أول مقال تلقيت 200 رسالة، ومع الوقت فضلت الرسائل تزيد بشكل مبالغ فيه وطبعا كان بعضها لناس بتطلب المساعدة للحصول على فرص عمل، والحمدلله اتوفقنا أننا نساعد جزءا كبيرا منهم، وهذا الأمر كان بيسعدنى جدا حتى جاءتنى فكرة تحويل المقالات لفيديوهات أتكلم فيها مع الناس، ورغم أن الفكرة بدأت من أربعة شهور فقط، إلا أننى أتلقى يوميا مئات الرسائل وهو أمر مرهق جدا لأنى لاأحتاج لفلترة تلك الرسائل فقط ،وإنما لابد أن أتواصل مع صاحب الرسالة تليفونيا لأعرف منه تفاصيل أكثر .


أليس غريبا أنه بعد هذا التطور الرهيب الذى حدث فى حياتنا والناس مازالت ترسل مشكلتها لشخص لاتعرفه لمساعدته فى حلها؟
لأن التطور ليس له علاقة بالنفس البشرية التى كانت وستبقى دائما فى أمس الحاجة لمن يسمعها ويفهمها وبالتالى فوسيلة التعبير فقط هى التى اختلفت يعنى بدل ما الناس كانت بتكتب جواب لأستاذنا عبد الوهاب مطاوع أصبحت ترسل مسيج على أنبوكس الفيسبوك إنما الإنسان واحد .


ست سنوات تقريبا وأنت بتسمع مشاكل الناس وبتحاول تساعدهم فى حلها سواء من خلال مقالاتك أو فيديوهاتك .. فما هى الصفة المشتركة التى رصدتها فى معاناتهم؟
مش هتصدقى لو قلتلك أن الناس اتغيرت كتير جدا بعد كورونا لدرجة اننا كلنا اكتشفنا نفسنا من جديد، إحنا قبل كورونا كنا مستخبين فى زحمة الحياة وتفاصيل اليوم الأيام، لحد ما وصلت كورونا وزرعت فى قلوبنا الخوف ووضعتنا أمام اختبار حقيقى لعلاقتنا بأقرب الناس لينا، لنعرف ان كنا بنحبهم فعلا ولاعايشيين والسلام، بدليل أن معظم الأزواج والأباء والأبناء لما اضطروا يقضوا اليوم كله مع بعض، زادت المشاكل والتوتر بينهم وارتفعت نسب الطلاق فى عامى 2012 و2022 بزيادة عن المعتاد، لأن كل واحد أعاد اكتشاف نفسه واكتشاف الآخر، وهذا معناه أننا ارتبطنا من الأول على أساس ضعيف غير مكتمل، ومن الأشياء التى رصدتها فى الكام سنة الأخيرة من خلال رسائل الناس أيضا، أن الشر ألاعيبه بتكتر وتفانينه بتزيد، والسيىء أصبح أضعاف الجيد لكن تبقى الصفة المشتركة فى كل الرسائل لكل الناس، باختلاف أعمارهم ومستوياتهم الاجتماعية، والثقافية والعمرية هى الخوف والقلق من المستقبل.


عندك حل للهروب من مشاعر الحزن والقلق واللى فى أوقات كثيرة بتكون بلا سبب حقيقى ؟
عندك حق فى كلامك أنها فى أوقات كثيرة بتكون بلا سبب حقيقى وكأن الحزن أصبح عادة وأنا بحاول اقول لنفسى قبل الناس أول ما تلاقى نفسك داخل فى الحالة دى أهرب فورا لأن البنى أدم منا عامل زى الإسفنجة بدون ما يشعر بيمتص من كل ما يحدث حوله سواء كان يخصه أو لايخصه يعنى انتى لو واحدة صاحبتك حكتلك عن مشكلتها من غير ما تاخدى بالك هتمتصى جزء من طاقة حزنها ونفس الشىء بينطبق على تفاصيل اليوم كله وبالتالى فالحل الوحيد أننا نخلق لنفسنا مشاعر أخرى معادله لسخافات الحياة عشان نعرف نستحمل ونكمل .


بتتكلم فى فيديوهات كثيرة عن أهمية دور الأب فى خروج أبناء متوازنه نفسيا ..فهل ترى أن الأباء فقدوا قدرتهم على أداء هذا الدور ؟
الأب هو السند لكل أفراد الأسرة وعلى رأسهم الزوجة او الأم لأنه لو قدر يوصلها الإحساس بالأمان والسند يبقى قطع نص المسافة لتربية أبناء متوازنيين نفسيا ولكن للأسف نسبة كبيرة جدا جدا من الأباء انهارده ليسوا قادرين على اليام بهذا الدور إما لتقصير منه أو بسبب إنشغاله بأكل العيش فأنا أتلقى مئات الرسائل من شباب يشتكون غياب الأب بسبب سفره لتوفير إحتياجات التعليم والحياة عموما ورغم ما يوفره لهم إلا أنهم كانوا يفضلون لو كان الأب موجود معهم حتى لو مستوى الحياة كان أقل بكثير كما أتلقى رسائل من أباء رفضوا السفر للبقاء بجانب أبنائهم ولكنهم يشعرون بالندم بسبب تقصيرهم فى تلبية إحتياجات الأولاد والحقيقة هنا لا الأب غلط ولا الولاد غلط لكن ظروف الحياة وقسوتها أجبرتنا على أفعال لم نكن مستعدين لها حتى أصبحنا جميعا القادر وغير القادر تعساء بسبب البحث عن الأفضل .


السوشيال ميديا سبب أساسى للتعاسة .. توافق ؟
جدا جدا لأنها خلقت حالة من اللهاث عند الناس من الإصرار على الوصول لل  perfect وبعد ما بيوصل بيكتشف أنه محققش حاجة لأن الفكرة نفسها كدابه أنا عمرى ما هنسى مرة جاتلى رسالة من شاب فى كليه علوم نفسه يمسك أيفون زى أصحابه  وهو من أسرة متواضعة جدا ولا يريد أن يحمل أبوه مزيد من الأقساط فعمل شىء لايخطر على بال بشر .. هذا الشاب باع كليته حتى يشترى أيفون ويبقى فى نفس مستوى أصحابه وكل ذلك بسبب السوشيال ميديا اللى حولتنا لمجتمع إستهلاكى فقط يجرى خلف المظاهر فقط دون الإهتمام بأى جوهر ولا قيمة حقيقية .


بعد سبع سنوات رصد لمشاكل الناس .. تقدر ترصد السبب الرئيسى لتلك المشاكل؟
أقولك على حاجة غريبة كل الناس فى مصر ويمكن فى كل مكان فى العالم مشاكلهم بتتخلص فى حوالى سبع أو ثمانى أسباب لاتخرج منها وتأتى مشاكل العلاقات العاطفية وعدم القدرة على الخلاص من التعلق بشخص معين أو حب قديم على قائمة تلك المشاكل يليها أسباب أخرى مثل الخيانة بكل أشكالها سواء على مستوى علاقات الحب أو بين الأصدقاء وزملاء العملومشاكل الزواج أيضا وخاصة تلك التى تحدث بين أزواج إرتبطوا فى سن صغير وإكتشفوا بعد عام أو إثنين على الأكثر أنهم ليسوا على قدر المسئولية أو الناس اللى أرتبطوا فى سن معقول ولكن تجاهلوا عيب معين فى الأخر على أمل أنهم سيغيروه بعد الزواج ومع الوقت العيب بيزيد والطرف اللى أخد المخاطرة من الأول بيحس أنه مش قادر يتعامل لذا أنا دائما ما أقول لأى حد ناوى يرتبط وراصد عيب معين فى الأخر وبيأخد نصيحتى أنه مفيش حد بيتغير لاقبل ولا بعد الحب ولا الجواز ولا أى حاجة الناس بتعيش وتموت على طبعها إلا لو الإنسان نفسه حس أن العيب ده هيدمر حياته فبيبدأ يغيره لكن محاولة أى طرف لتغيير الأخر نوع من الغباء وإهدار للوقت والجهد والصحة يعنى فى النهاية أغلب المشكل بتبدأ وتنتهى من العلاقات لذا فالأسرة هى أساس أى محتمع لو بناء تلك الأسرة سليم ومتماسك المجتمع كله هيكون متماسك ولو الأسرة ضعيفة ومخوخة المجتمع كله هيبقى ضعيف وهش ويسهل على أى قوى خارجيه هدمه بمنتهى السهوله من خلال هذا العفريت المدعو بالسوشيال ميديا .

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة