صدرت حديثا طبعة مزيدة ومنقحة (2025) من الكتاب القصصي " صانِع الاختفَاءات" للكاتب المغربي أنيس الرافعي.
موضوعات مقترحة
المؤلَّفُ هو عبارة عن متوالية سرديّة مترابطة في نظريّة الألعاب ، مُشكّلة من ثماني قصص طويلة ، انطلاقا من مكعّب" روبيك " الرياضيّ . يتخللُ النصوص
رُسُومَات داخليّة وأيقونات ساخرة وضعها الفنّان العراقيّ برهان المفتي، تمثّل شخصيّات هامشيّة و استثنائيّة من الواقع المغربيّ، جميعها سبق أن مرقت من ماضي أو حاضر ساحة شهيرة بمدينة الدارالبيضاء تُدعى "ساحة السراغنة".
كتاب "صانعُ الاختفاءات" هو في واقع الأمر كناية رمزيّة ساخرة ، وكوميديا انتقاديّة قاتمة ، عن تآكل الجوهر الإنسانيّ في أزمنة الهويّات الهشَّة، المُثْقِلة للكاهل ، وسعيٌ حثيثٌ من الذات لتحطيم أقنعتها ، مُتشوِّفةً إلى الولادة مُجَدَّدًا في صيغ بديلة للوجود ؛ أقربَ ما تكونُ إلى بياضات الانسحاب ، و فراغات التَّواري ، وفجوات الكُسوف، القَادرينَ على إلغاء العالم ، و تعطيل قساوته، وتعليق معانيه.
كلمة ظهر الغلاف حملت توقيع الناقد المصريّ الدكتور عادل ضرغام ، حيث يقول : " كتابةُ أنيس الرّافعي كتابة مختلفة عن كلّ الأصوات القصصيّة في العالم العربيّ، فقد أوجد لنفسه نمطا إبداعيّا خاصّا به، نمطاً قائماً على الإدهاش والإيغال في مساحة المتخيّل العجائبيّ من جانب، وعلى المعرفة والثقافة العظيمة من جانب آخر. وفي هذه المجموعة (صانع الاختفاءات) يؤسّس مجموعة من السمات الفنيّة القارّة، يجدها القارئ في كلّ قصة قصيرة ، مثل فعل المراقبة، والاختفاء، وصناعة النماذج البشريّة التي يتزاوج في تشكيلها الخيالّي بالواقعّي، فهي نماذج تنطلق من الواقع أو من نثاره، لكنها لا تُبقي عليه. وفي إطار ذلك تناوش القصص القصيرة أفكارا ثابتة تخلخلها وتزلزلها، مثل خطيّة الزّمن، وتجعله زمنا دائريّا، لا يتجلّى في شكل تصاعدّي وحيد، بل في أشكال جديدة شديدة التعقيد، تلتحم فيه النهاية بالبداية، والبداية بالنهاية بشكل دائريّ، ويفصح عن أبديّة وقدسيّة الزّمن، ويفصح في الوقت ذاته عن ملمح آخر لا يقلّ أهميّة عن السابق، يتّصل بالأرواح واستمرارها وتناسخها " .
يذكر أنَّ أنيس الراّفعي ؛ كاتب مغربيّ مخلص لفن القصة القصيرة ، عُرف باشتغاله على افتراضات التجريب، و تجربة التخوم مع الفنون الموازيّة. يمتلك في رصيده الإبداعيّ 30 كتابا . حاصل على جائزة " ناجي نعمان " الكبرى للاستحقاق الأدبي (2008) ، وعلى جائزة " غوتنبيرغ " الدوليّة للكتاب (2013)، وعلى جائزة " أكيودي " الصينيّة (2014)، و على الجائزة الكبرى لشبكة القراءة في المغرب (2022) . فاز بجائزة الملتقى للقصة العربية القصيرة بالكويت (2023) . ترجمت نماذج من أعماله إلى الفرنسيّة والإنجليزيّة والبرتغاليّة و الإسبانيّة و الصربيّة والفارسيّة واليابانيّة .
القاص المغربي أنيس الرافعي