يقدم اتحاد الناشرين العرب، العديد من التسهيلات للناشرين العرب المشاركين فى معرض «القاهرة الدولى للكتاب»، فى ظل التحديات التى تشهدها سوق طباعة الكتاب وارتفاع أسعار الورق، فضلا عن الظروف السياسية الصعبة التى تشهدها العديد من الدول العربية، والتى كانت تحرص على المشاركة فى المعرض بشكل فاعل.
موضوعات مقترحة
كما سيتم هذه الدورة تأجيل انتخابات اتحاد الناشرين العرب، نظرا للأحداث السياسية وعدم تمكن بعض الناشرين من المشاركة، لكن هذه الدورة تشهد اجتماع اتحاد الناشرين العرب مع مدراء المعارض المختلفة، وذلك للوقوف على مستجدات المشاركة فى المعارض الدولية المختلفة.. حول تفاصيل هذه الدورة والتسهيلات المقدمة للناشرين، كان لنا هذا الحوار مع رئيس اتحاد الناشرين العرب محمد رشاد.
يقول فى حواره مع «الأهرام العربى» إن معرض القاهرة الدولى للكتاب من أهم المعارض العربية، وأكبرها مقارنة بالمعارض الأخرى، التى تتراوح أيامها ما بين 7 وعشرة أيام، أما معرض القاهرة الدولى فيصل إلى 15 يوما، كل ناشر عربى يحرص على المشاركة فى هذا المعرض الأكبر والأقدم على أجندة المعارض الدولية.
هذا العام يحضر أكثر من 250 ناشرا من مختلف البلدان العربية، وطبعا يتمتعون بميزة خاصة، أنهم أعضاء اتحاد الناشرين العرب، وطبعا لهم تخفيضات فى أسعار الإيجارات ما بين 130 إلى 140 دولارا وفى حالة عدم عضوية الناشر فى الاتحاد، يصل سعر الإيجار إلى 200 دولار.
يشير رئيس اتحاد الناشرين العرب، أن من أهم ما يميز معرض القاهرة الدولى للكتاب، أن كل صناع النشر موجودون، سواء كانوا ناشرى كتب أم موزعين أم مؤلفين أم أصحاب مطابع أم شركات توزيع، ومن يعمل فى النشر، أيا كانت صفته، كلهم موجودون حتى لو لم يكن لهم أجنحة.
حول التحديات التى تواجه سوق الكتاب، وزيادة أسعار الورق يقول رشاد: “كلنا نعلم أن العالم العربى، ليس منتجا لمستلزمات سوق الكتاب من أحجار وزنكات، وكلها تخضع للأسعار العالمية، ونظرا للظروف الدولية المرتبكة فى العالم، فقد أثرت على أسعار خامات الورق، وكل مستلزمات الإنتاج، ونحاول قدر المستطاع أن نساعد الناشرين من خلال الدورات التى يقدمها اتحاد الناشرين العرب، من خلال دورات التوزيع وشراء الحقوق.
هناك مجموعة من الناشرين العرب، يتجهون إلى الطبعات الموجودة، فصناعة النشر فى العالم العربى، ليست بالقوة المطلوبة، وهى تتأرجح ما بين الصعود والهبوط، ولا تجد الدعم الكامل من حكومات الدول العربية، وحتى الآن لا يعترف بالنشر كصناعة، وبالتالى لا تستفيد هذه الصناعة من أى دعم حكومى موجود وهذا من أهم التحديات، ومنها أيضا عدم وجود منافذ للتوزيع، حيث أصبحت معارض النشر العربية، تمثل ما يقرب من 50 % من رقم المبيعات، وأهم شىء تقوم عليه صناعة النشر فى الدول المتقدمة المكتبات العامة، وعددها فى عالمنا العربى محدود، لا تقارن بعدد السكان، لأن هناك إحصائيات دولية، تقول: “إن كل عشرة آلاف نسمة، لابد أن يكون لهم مكتبة تبدأ بعشرة آلاف عنوان وتكون فى زيادة، المجتمعات الأقل رفاهية كل 50 ألف نسمة لهم مكتبة، والمفروض أن يكون فى كل منطقة من دول العالم العربى مكتبة عامة، يشارك فيها المواطن برمزية، والجهة الحكومية الموجودة تدعم الميزانية، بحيث أن أى مواطن يستطيع أن يحصل على أى كتاب، وبالتالى أى كتاب يصدر يكون فى المكتبات العامة، وهذه ميزة جيدة للناشرين.
يضيف أن الناشرين الأجانب فى الدول المتقدمة، قبل أن يطبعوا الكتاب يكون لديهم طلبات يستطيعون توريدها، على عكس الناشر العربي، يطبع الكتاب ولا يدرى هل يتم الإقبال عليه أم لا؟! طبعا التحديات كثيرة وعندنا آفة كبيرة، وهى عدم احترام الملكية الفكرية، فالناشر العربى يواجه آفة التزوير الورقى والإلكتروني، وهذا يؤثر على الناشرين بشكل سلبي، ناهيك عن عدم وجود مشاريع كبيرة لتدعيم القراءة، وهناك بعض الدراسات الموجودة التى قام بها الاتحاد خاصة بموضوع حقوق الملكية الفكرية.
بالسؤال حول مشاركة دولتى سوريا ولبنان فى ظل الظروف الراهنة التى تعيشها الدولتان يقول: هناك عدد كبير من الناشرين السوريين الموجودين فى مصر سيشاركون، وهناك من تسمح ظروفهم بالمشاركة، بينما ناشرو لبنان سوف يكون لهم مشاركات هذا العام، وقدمنا لهم العديد من التسهيلات، وكذلك دولة ليبيا تشارك بوفد كبير جدا وبعض الأخوة السودانيين يشاركون بشكل فاعل، وأيضا هناك سوريون موجودون فى مصر ويشاركون بشكل فاعل.
بالسؤال حول انتخابات الاتحاد هذا العام ضمن فاعليات المعرض يقول: “كان هناك مطلب من مجلس الإدارة بتأجيل الانتخابات نظرا للظروف التى تمر بها المنطقة، وتم تأجيلها طبقا للقانون لمدة ستة أشهر، وينظر إذا كان هناك إمكانية أن تعقد جمعية عمومية أم ترحل للعام المقبل فى يناير 2026، وسوف نعقد الاجتماع التنفيذى لمكتب الناشرين العرب يوم 25 يناير، وهناك مداولات لنستغل وجود مدراء المعارض، ونقيم اجتماعا مع اتحاد الناشرين العرب، نفس الاجتماع الذى عقدناه فى عام 2016 حين عقدنا اجتماعا موسعا لكل مدراء المعارض العربية.
حول أسعار الكتب هذا العام يوضح: أسعار الكتب ستكون عالية، مادام الناشر يطبع كميات قليلة، كل مستلزمات الكتاب غالية، وتخضع للأسعار العالمية، سعر طن الورق للناشر العربى 1100 دولار، ونحن مشكلتنا فى أننا نطبع كميات قليلة، لذلك قلت إن الحل فى المكتبات العامة وتكون هناك ميزانيات للمكتبات المدرسية ومكتبات قصور الثقافة.
عن التخفيضات التى يقدمها الناشرون للقراء يقول: “كل الناشرين حريصون على وضع تخفيضات للكتب، والناشر حريص على الترويج لكتبه، حرصا على تلبية طلبات القارئ المصري، وبالتالى كلنا نتجه لعمل تخفيضات كبيرة.
حول المبادرة التى يطلقها الاتحاد كل عام يقول: “حتى هذه اللحظة لم نستقر عليها” نحن نحاول أن نخفف على الناشرين ونساعدهم فى المشاركة فى المعارض الدولية، لأنه للأسف الشديد العالم العربى يمر بظروف صعبة، سواء فى ليبيا أم السودان، أم اليمن أم سوريا أم لبنان.
أما بالنسبة لمؤتمر النشر هذا العام فيشير محمد رشاد - رئيس اتحاد الناشرين العرب - إلى أن الاتحاد لم يستقر حتى هذه اللحظة على الدولة التى تستضيف المؤتمر.