تشارك سلطنة عمان هذا العام فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، بجناح متميز، حيث تحل ضيف شرف هذه الدورة، وسيكون للمثقف العمانى حضور فاعل فى المشهد الثقافى المصرى، فهناك العديد من الروابط التاريخية والثقافية، التى تجمع بين البلدين.
موضوعات مقترحة
يشهد الجناح العمانى مشاركة متميزة، حيث يحتوى على مجموعة من المفردات والمكونات الثقافية، تتمثل فى معرض النتاج الفكرى العمانى، وآخر لأوائل المطبوعات العمانية، وثالث للترويج السياحى، وشاشة كبيرة لعرض أفلام قصيرة تعريفية عن سلطنة عمان، إلى جانب لوحة تبرز العلاقات العمانية - المصرية من خلال الرحلات التجارية القديمة، وركن للموسوعة العمانية، وركن للمخطوطات العمانية، بالإضافة إلى عروض للفنون الشعبية العمانية، وتجسيد لبعض الشخصيات العمانية المدرجة على قائمة اليونسكو للشخصيات المؤثرة عالميا، يجسدها بعض الممثلين العمانيين، ومعرض صور لبعض الشخصيات التاريخية، وبعض العروض الموسيقية.
حول تفاصيل المشاركة كان لنا هذا الحوار مع عبد الله بن محمد الحارثى، مدير عام المعرفة والتنمية الثقافية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب بسلطنة عمان.
> ماذا عن تفاصيل هذه المشاركة؟
هذه المشاركة تأتى فى سياق التبادل الثقافى، والتواصل المعرفى بين سلطنة عمان وجمهورية مصر العربية، وهى تجسيد للعلاقات الحضارية الوطيدة التى تمتد إلى أعماق التاريخ بين البلدين، وتبذل المؤسسات فى الجانبين جهودها الحثيثة، لتعزيز هذه العلاقة وتعميقها عبر مختلف أوجه التعاون البناء، وتجسد الثقافة أحد هذه السبل الفاعلة التى تتيح للشعبين الشقيقين اكتشاف الآخر، والتعرف على ما لديه من منجز حضارى ورصيد فكرى، وتوثق الروابط والوشائج بين الأشقاء. وتتمثل المشاركة العمانية فى عدة جهات حكومية، وهى وزارة الثقافة والرياضة والشباب ووزارة الأوقاف والشئون الدينية، ووزارة التراث والسياحة، ووزارة الإعلام وجامعة السلطان قابوس، بالإضافة إلى النادى الثقافى العمانى والجمعية العمانية للكتاب والأدباء، ومركز ذاكرة عمان، وعدد من مؤسسات النشر العمانية.
> ماذا عن البرنامج الذى تقدمها سلطنة عمان خلال أيام المعرض؟
نحن فى سلطنة عمان، نولى هذه المشاركة أهمية خاصة، نظرا للمكانة المرموقة التى يحظى بها معرض القاهرة الدولى للكتاب، بالإضافة لما تحظى به مصر الشقيقة من سمعة ثقافية كبيرة، ممثلة فى نخبها من المفكرين والمثقفين والأدباء الكبار، الذين يشار لهم بالبنان، لذا فإننا حرصنا على إعداد برنامج ثقافى منوع، يرتقى إلى مستوى الحدث ويلبى الطموح والتطلعات لدى الجانبين.
البرنامج فى جزء منه، يسلط الضوء على العلاقات الثقافية التاريخية العريقة التى تربط بين الحضارتين العمانية والمصرية عبر العصور والأزمنة، وصولا إلى العصر الحديث، حيث يتجلى التبادل الثقافى فى أبهى معانيه وصوره، كما يسعى البرنامج إلى إبراز المشهد الثقافى العمانى فى مختلف جوانبه ومجالاته، بغية إعطاء الجمهور المصرى رؤية شاملة لهذا المشهد فى خطوطه العريضة.
> ماذا عن الفاعليات الخاصة بالطفل؟
للطفل نصيبه من الفاعليات والنشاط، إذ يشتمل البرنامج على حزمة نوعية من الفاعليات الموجهة للطفل، يأتى بعضها فى لمسة عمانية خاصة، بغية تعريف الطفل المصرى ببعض العادات والتقاليد، والقيم العمانية الأصيلة عبر الحكايات والقصص العمانية، يقدمها مختصون فى ثقافة الطفل.
> ماذا عن الناشرين العمانيين المشاركين فى هذه الدورة وما التسهيلات التى قدمت لهم؟
يشارك فى هذه الدورة، عدد من الناشرين العمانيين، سيقدمون نتاجهم للقارئ المصرى، وتحرص وزارة الثقافة والرياضة والشباب فى سلطنة عمان على دعم حركة النشر وصناعة الكتاب فى البلاد، ومن ذلك تسهيل المشاركات الخارجية لمؤسسات النشر العمانية، سواء من دور النشر الخاصة أم مؤسسات المجتمع المدنى، وذلك عبر تسهيل إجراءات السفر والمشاركة، إلى جانب التكفل بمصاريف النقل والشحن والإقامة للمشاركين وتسديد رسوم المشاركة، وغير ذلك مما يسهم فى تعزيز المشاركة العمانية، وإتاحة الفرصة لوصول الكتاب العمانى للقارئ المصرى بأقل الأسعار.
> ما أبرز الحضور من الجانب العمانى والمثقفين؟
نستطيع القول إن الجمهور المصرى، ومرتادى معرض القاهرة الدولى للكتاب، سيكونون على موعد مع نخبة كبيرة من الأسماء العمانية البارزة فى مختلف المجالات الفكرية والأدبية، وستكون لدى الجمهور المصرى فرصة للتعرف على طيف واسع من الشعراء والروائيين والمفكرين والباحثين العمانيين، الذين سيحيون ليالى المعرض بمشاركاتهم وحضورهم طيلة أيام المعرض، عبر اللقاءات الحوارية والندوات الفكرية والأمسيات الشعرية وحفلات التوقيع، وغيرها من الأنشطة التى سيتواجد فيها الكاتب العمانى.
> ماذا عن عناوين الكتب؟
هناك آلاف العناوين من الكتب العمانية، فى مختلف صنوف العلم والمعرفة، سواء إصدارات وزارة الثقافة والرياضة والشباب، أم الجهات الحكومية الأخرى، إلى جانب إصدارات الناشرين العمانيين، وإصدارات مؤسسات المجتمع المدنى، ونظرا للتسهيلات التى تمنحها الوزارة للناشرين العمانيين، فإن الكتاب العمانى سيتاح للقارئ المصرى بأسعار بسيطة، سعيا منا لتحقق هذه المشاركة، غاياتها فى تعزيز التبادل الثقافى بين البلدين، ولا شك أن هذه المشاركة تعد فرصة سانحة من أجل وصول الكتاب العمانى للقارئ المصرى بشتى شرائحه وميوله.
> ماذا عن التعاون الثقافى المصرى - العمانى؟
التعاون الثقافى بين سلطنة عمان، وجمهورية مصر العربية، يتجلى على أكثر من صعيد، وهو قائم على أبعاد حضارية قديمة موثقة فى سجل التاريخ، لذا فإن التبادل الثقافى فى العصر الحديث، ينطلق من تلك الأسس الإنسانية العريقة التى جمعت بين الثقافتين عبر الزمن، وهو يجسد الامتداد الطبيعى لتلك الروابط الراسخة التى أسسها الأجداد.
وترتبط كل من سلطنة عمان ومصر، باتفاقيات مشتركة فى شتى مجالات التعاون، وفق ثوابت العمل العربى المشترك، ويأتى العمل الثقافى فى مقدمتها، وما هذه المشاركة التى نحن بصددها، إلا تجسيد حى لهذا التعاون الثقافى الوطيد بين البلدين، أما عقد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الإضافية، فهو خاضع لما يراه الجانبان من ضرورات تعزيز العمل وتفعيله.
> العام المنصرم كانت سلطنة عمان ضيف شرف معرض الرياض وكان هناك مخطوطات جديدة تم تقديمها فى المعرض هل يشهد معرض القاهرة مثل هذه المقتنيات؟
بكل تأكيد، سيشتمل الجناح العمانى على مجموعة من المفردات والمكونات الثقافية تتمثل فى معرض النتاج الفكرى العمانى، ومعرض أوائل المطبوعات العمانية، ومعرض للترويج السياحى، وشاشة كبيرة لعرض أفلام قصيرة تعريفية عن سلطنة عمان، إلى جانب لوحة تبرز العلاقات العمانية - المصرية من خلال الرحلات التجارية القديمة، وركن للموسوعة العمانية، وركن للمخطوطات العمانية، بالإضافة إلى عروض للفنون الشعبية العمانية، وتجسيد لبعض الشخصيات العمانية المدرجة على قائمة اليونسكو للشخصيات المؤثرة عالميا، يجسدها بعض الممثلين العمانيين، ومعرض صور لبعض الشخصيات العمانية التاريخية، وبعض العروض الموسيقية.
> المرأة العمانية كان لها حضور واضح السنوات الماضية فى الحراك الثقافى فماذا عن تواجدها فى العرس الثقافى بالقاهرة؟
نحن فى سلطنة عمان، لا يثور لدينا كثيرا السؤال حول مشاركة المرأة، لأن هذا لا يشكل لدينا هاجسا، أو يمثل قضية تستوجب النقاش، لأن المرأة العمانية لم تفارق الرجل يوما فى كل ميادين حياته وعمله، وكانت دائما النبع المعطاء، وللمرأة العمانية إسهاماتها الكبيرة فى مجال الثقافة والأدب، وقد دوّن التاريخ أسماء عدد كبير من الأعلام النسائية والأديبات والقياديات العمانيات، لذا فإن مشاركة المرأة العمانية الآن فى المحافل المختلفة، يأتى بموجب استحقاق نالته المرأة العمانية عبر إنجازها المشهود، إن رؤيتنا فى اختيار الأسماء المشاركة فى الفاعليات لا تقوم على العوامل الجندرية، وإنما على الكفاءة والمنجز فقط.