الداخلية تكشف عن عملية غسل أموال بقيمة 70 مليون جنيه من تجارة المخدرات | السفير حسام زكي: لابد من ضغط المجتمع الدولي على الاحتلال الإسرائيلي لإدخال المساعدات إلى غزة | بحملات في 3 محافظات.. سقوط عناصر من مروجي المخدرات وبحوزتهم كميات بقيمة 8.5 مليون جنيه | تحت رعاية وزارتي الرياضة والتضامن.. توقيع بروتوكول تعاون بين الصيادلة والاتحاد المصري للألعاب الترفيهية | «التعاون الخليجي» والـ(ناتو) يبحثان آخر التطورات الإقليمية والدولية | نادي الأسير الفلسطيني: الحالة الصحية لجميع الأسرى المفرج عنهم صعبة للغاية ومأساوية | حماس: الإفراج عن 3 محتجزين إسرائيليين يجبر الاحتلال على بدء مفاوضات المرحلة الثانية دون مماطلة | 25 عاما على رحيل «شفشق».. شفيق جلال «صانع الأحذية» الذي صنع أمجاد «فن الموال»| صور | محافظ بورسعيد يتابع جهود التصدي لمخالفات البناء ويستعرض استعدادات شهر رمضان | صور | الكرملين: لا صحة لادعاءات زيلنيسكي بقصف روسيا لمحطة تشيرنوبيل |
Close ad

لبنان يعود إلى لبنان.. "جوزيف عون" الرقم الصعب في التوقيت المناسب

22-1-2025 | 03:44
لبنان يعود إلى لبنان  جوزيف عون  الرقم الصعب في التوقيت المناسبالرئيس اللبناني جوزيف عون
أيمن سمير
الأهرام العربي نقلاً عن

هو عنوان للمستقبل، وتأكيد أن مستقبل لبنان بات بين يدى اللبنانيين، يقف على مسافة واحدة من كل الفرقاء السياسيين، وخلافات النخبة السياسية التى سيطرت على لبنان منذ نهايات الحرب الأهلية، كان قائدا محنكاً للجيش، حافظ عليه طوال فترة الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله التى بدأت منذ 8 أكتوبر 2023 حتى وقف إطلاق النار فى 27 نوفمبر الماضي، تعهد بنشر الجيش جنوب نهر الليطانى، تنفيذا لهدنة وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، ونجح حتى الآن فى حفظ الأمن فى كل مكان وقرية، يخرج منها الإسرائيليون.

موضوعات مقترحة

إنه الرئيس اللبنانى الجديد جوزيف عون، الذى جاء اختياره فى الجولة الثانية من الاقتراع فى البرلمان، بعدد 99 مقعداً من إجمالى 128 مقعداً، ليؤكد المساحة الكبيرة التى يحظى بها الرئيس اللبنانى بين كل المكونات السياسية، فى ظل تحديات خطيرة تحيط بلبنان، ففى الجنوب الحرب مع إسرائيل لم تنته بعد، فى ظل الخروقات الإسرائيلية الكثيرة، والجارة سوريا تمر بمنعطف خطير لا يعرف أحد إلى أين يمضي، والمتغيرات الجيوسياسية فى المشرق العربى والشرق الأوسط، تؤكد أن الشهور والسنوات المقبلة تحتاج حكمة ورشدا وعدم تسرع فى اتخاذ الخيارات، وكلها صفات واضحة فى الرئيس الجديد جوزيف عون ورئيس وزرائه الجديد القاضى الدولى نواف سلام.

ضغوط هائلة
وبعد نحو 26 شهراً أو 722 يوماً على الشغور الرئاسى، جاءت الضغوط من الجميع بهدف انتخاب رئيس لبنانى يقود لبنان فى المرحلة الحساسة المقبلة، حيث كانت الدول العربية ترغب بشدة فى انتخاب الرئيس، كما أن الدول الفاعلة دولياً مثل فرنسا والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبى، ترغب بقوة فى الوصول إلى الاستحقاق الرئاسى ثم انتخاب رئيس للوزراء.
وينتظر الرئيس جوزيف عون ورئيس وزرائه نواف سلام سلسلة من التحديات، أبرزها الوضع الاقتصادى الهش، والحرب التى لم تنته بعد فى جنوب لبنان، ومستقبل العلاقة بين لبنان وسوريا، وكيفية التعاطى مع سلاح حزب الله، وهناك استحقاقات كبيرة تتطلب من الرئيس جوزيف عون جهوداً أكبر، وتحديات من المرتقب أن يواجهها بصلابة وقوة، فهو الذى لم يسمح للفتنة بالتغلغل بين اللبنانيين، من خلال مؤسسة الجيش اللبناني، وبرغم المخاض الذى يعيشه لبنان، كل الآمال معلقة على هذا الرئيس عون ورئيس وزرائه نواف سلام، فاللبنانيون عبروا عن فرحهم بقدومه  وثقتهم بقدراته، وثقوا بقيادته التى لا تألو جهداً فى الدفاع عن حقوقهم، وبرغم الكفاءة التى أظهرها عون خلال مسيرته، فإن الطريق أمامه ليس سهلاً، حيث تدهورت الليرة اللبنانية وهناك أزمة الودائع المصرفية، بالإضافة إلى ضرورة إدارة التناقضات الداخلية بين الأطراف السياسية المتصارعة، وإعادة بناء الدولة، وتحقيق إصلاحات جذرية.
وفى ظل الأزمات المتشابكة، التى يعيشها لبنان برز اسم العماد جوزيف عون، كأحد أبرز الشخصيات التى أثارت اهتمام اللبنانيين والمجتمع الدولى على حد سواء، حيث يشكل عون رمزاً للأمل فى إعادة بناء الدولة واستعادة سيادتها.  
وهناك اتفاق على أن انتخاب العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية، جاء فى أيام فارقة بالنسبة للبنانيين، فهو رجل عسكرى صارم، ينطلق ليلعب دور رجل دولة يهدف للإصلاح، ويقف أمام مسئوليات جسيمة، ففى مطلع 2021 قال قائد الجيش اللبنانى آنذاك ورئيس الجمهورية "سينهض وطننا من جديد"، وواصل الحديث عن جنوده قائلاً: "قاموا بواجبهم على أكمل وجه خلال عام 2024، الذى كان صعباً على جميع اللبنانيين خاصة منذ سبتمبر الماضي.. وأضاف: "عهدتكم أبطالًا فى كل الأوقات وجعلتمونى فخورا بكم، وسأبقى".
وفى كلمته الأولى كرئيس لجمهورية لبنان، قال جوزيف عون، إن مرحلة جديدة من تاريخ لبنان، تبدأ اليوم، متعهدا بالحفاظ على سيادة واستقلال البلاد.
وبعد اليمين الدستورية، قال الرئيس اللبنانى المنتخب، إنه "لن يفرط فى سيادة واستقلال لبنان، وسيمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كحكم عادل بين الأطراف السياسية، ويجب أن تستثمر الدولة اللبنانية فى جيشها لتأمين الحدود ومحاربة الإرهاب وتطبيق القرارات الدولية، وأن الدولة اللبنانية ستتمكن من إزالة الاحتلال الإسرائيلى وآثار عدوانه، وأضاف " عهدى أن أعمل مع الحكومة من أجل مشروع قانون لاستقلال القضاء".

مسيرة حافلة  
ولد جوزيف عون فى منطقة سن الفيل شرق بيروت عام 1964 وهو من بلدة العيشية فى جنوب لبنان، ونشأ فى بيئة تميزت بالقيم الوطنية، والتحق بالكلية الحربية اللبنانية، حيث تخرج ضابطاً فى الجيش اللبناني، ومن ثم بدأ مسيرة عسكرية طويلة شهدت ترقيات متتالية، نتيجة لكفاءته وانضباطه.
تولى عون عدة مناصب قيادية فى الجيش اللبناني، حيث أظهر مهارة متميزة فى إدارة العمليات العسكرية المعقدة، خصوصاً تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب وحفظ الأمن، وجرى تعيينه قائداً للجيش فى مارس 2017، إذ ركز على تعزيز دور المؤسسة العسكرية كحامية للسيادة الوطنية ووحدة البلاد.
وخلال قيادته للجيش، واجه العماد جوزيف عون تحديات كبرى، أبرزها مكافحة الإرهاب، حيث قاد الجيش اللبنانى معارك حاسمة ضد الجماعات الإرهابية، لا سيما فى جرود رأس بعلبك والقاع عام 2017، حيث نجح فى تطهير المنطقة من تنظيم “داعش”، كما أثبت عون قدرة الجيش على لعب دور محورى فى الحفاظ على الأمن خلال فترات التوتر السياسى والاجتماعى التى شهدها لبنان، وتعزيز الشفافية فى المؤسسة العسكرية، عبر العمل على تحسين سمعة الجيش من خلال مكافحة الفساد وتعزيز الكفاءة الإدارية داخله، كما حرص عون على تطوير علاقات الجيش اللبنانى مع الدول المانحة، مما ساهم فى تأمين دعم لوجستى وعسكرى، ساعد فى تعزيز قدرات الجميع، ومع انتخاب الرئيس جوزيف عون  رئيساً للجمهورية اللبنانية ينظر إليه كشخصية إصلاحية، تتمتع بخبرة عميقة فى إدارة الأزمات، ولهذا كل التوقعات تشير إلى أن الرئيس اللبنانى الجديد سوف يعمل على تطبيق القرارات الدولية، لا سيما القرار 1701، وجمع السلاح غير الشرعي، ومحاربة الفساد، وإعادة هيكلة القطاعين الإدارى والاقتصادي، وتوظيف علاقاته الدولية لإعادة الثقة بلبنان، واستقطاب الدعم الاقتصادي.  

دعم داخلى ودولي
يحظى جوزيف عون بدعم دولى وعربي، كونه شخصية حيادية ملتزمة ببناء الدولة، وهذا الدعم يعتبر عاملاً حاسماً فى تعزيز قدرته على تنفيذ الإصلاحات، واستعادة ثقة اللبنانيين. 
رئيس وزراء بمهارات مرموقة
وجاء انتخاب رئيس الوزراء الدبلوماسى والقاضى المرموق رئيس محكمة العدل الدولية نواف سلام، لتؤكد أن لبنان على الطريق الصحيح، بعدما أيده 85 نائباً من إجمالى 128، فى الاستشارات النيابية، ولد فى 15 ديسمبر 1953 فى بيروت من عائلة سياسية معروفة، والده عبد الله سلام أحد مؤسسى شركة الطيران الوطنية، ومثل العائلة فى مجلس إدارتها ما بين 1956 و1983، وسلام متزوج من سحر بعاصيري، وهى صحفية وسفيرة للبنان لدى اليونسكو، وله ولدان عبد الله ومروان.
جده سليم على سلام، الذى كان رئيساً لبلدية بيروت ونائباً فى مجلس "المبعوثان" العثمانى فى إسطنبول، وأحد مؤسسى "الحركة الإصلاحية فى بيروت" المناهضة للسياسة التركية فى الشرق، وكان أيضاً عضواً فى الحكومة العربية الكبرى، التى أسسها الملك فيصل بن الحسين ومديراً لمكتبها فى بيروت.
عمه هو صائب سلام، ترأس الحكومة اللبنانية 4 مرات فى الفترة ما بين 1952 و1973، وترأس ابن عمه تمام سلام الحكومة فى الفترة 2014 و2016، ويتمتع سلام بشعبية فى صفوف الشباب. 

خطوات مستقبلية
 فى ظل الآمال الكبيرة التى تقع على عاتق الرئيس اللبناني، فإن المرحلة المقبلة يجب أن يعمل الرئيس والحكومة اللبنانية وفق نهج واحد متفق عليه، حتى يحصلوا على دعم الرعاة الإقليميين من خلال العمل على تنفيذ بنود الدستور بالكامل، و إطلاق عجلة الاقتصاد وفتح باب الاستثمارات، التى تتطلب بيئة آمنة ومستقرة من الناحيتين الأمنية والتشريعية، إلى جانب قوانين شفافة، ويمكن أن تسهم التغيرات الإقليمية التى غيرت واقع المشهد السياسى والاقتصادى والأمنى فى المنطقة، فى تدفق الدعم السياسى والاقتصادى اللبناني، ويتطلع اللبنانيون إلى انتظام عمل المؤسسات وتشكيل حكومة ناجحة، وتطبيق القرارات الدولية التى تسهم فى استعادة الأمن والاستقرار، وحصر السلاح بيد الجيش اللبنانى فقط، ومن شأن هذه الخطوات أن تشكل معاً  عوامل أساسية لإعادة تحريك عجلة الاقتصاد، خصوصاً أن مدة هذه الحكومة سوف تكون قصيرة، ولا تتجاوز سنة وشهرين، حيث ستبقى حتى ربيع 2026.
ويجب أن تترك هذه الحكومة أثرا إيجابيا واضحا، سواء من خلال إعادة هيكلة القطاع المصرفى أم الإصلاح الاقتصادي، وتحتاج جهود إعادة الإعمار بعد الحرب لأكثر من 10 مليارات دولار، ناهيك عن الحاجة إلى تحديث البنية التحتية المتهالكة، بما فى ذلك قطاع الكهرباء، وإجراء إصلاحات إدارية وضريبية، وتنفيذ مجموعة من البرامج الاقتصادية التحفيزية التى تشجع على تدفق الاستثمارات، ويحتاج كل ذلك إلى استقرار أمنى، يشجع على عودة التدفقات المالية من الخارج واستقطاب السياح إلى لبنان.

ثوابت مصرية
يتجسد الدعم المصرى للدولة الوطنية العربية، ليس فقط فى دعم نجاح عملية انتخاب الرئيس اللبنانى الجديد، بل شاركت مصر ممثلة فى د. بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة فى المؤتمر الوزارى العربى الدولى حول سوريا، التى استضافته العاصمة السعودية الرياض الأسبوع الماضي.
وصرح السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، بأن الوزير عبد العاطى استعرض الموقف المصرى الداعى إلى ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضى السورية واحترام سيادتها، ودعم مؤسساتها الوطنية للارتقاء بقدرتها على القيام بأدوارها فى خدمة الشعب السورى الشقيق. ودعا الوزير عبد العاطى لتبنى عملية سياسية شاملة بملكية سورية خالصة بكل مكونات المجتمع السورى وأطيافه، دون إقصاء لأى قوى أو أطراف سياسية واجتماعية لضمان نجاح العملية الانتقالية، وتبنى مقاربة جامعة لكل القوى الوطنية السورية، تتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم «2254».   
كما أكد الوزير عبد العاطى وقوف مصر بشكل كامل مع الشعب السورى الشقيق ودعم تطلعاته المشروعة، داعيًا كل الأطراف السورية فى هذه المرحلة الفاصلة إلى إعلاء المصلحة الوطنية، ودعم الاستقرار فى سوريا.
وشدد أهمية أن تعكس العملية السياسية الشاملة التنوع المجتمعى والدينى والطائفى والعرقى داخل سوريا، وأن تكون سوريا مصدر استقرار بالمنطقة، وإفساح المجال للقوى السياسية الوطنية المختلفة، لأن يكون لها دور فى إدارة المرحلة الانتقالية، وإعادة بناء سوريا ومؤسساتها الوطنية لكى تستعيد مكانتها الإقليمية والدولية التى تستحقها.
وشدد وزير الخارجية أهمية تعاون كل الأطراف الإقليمية والدولية فى مكافحة الإرهاب، وبحيث لا يتم إيواء أية عناصر إرهابية على الأراضى السورية، بما قد يمثل تهديدًا أو استفزازًا لأى من دول المنطقة، إلى جانب تكاتف المجتمع الدولى، للحيلولة، دون أن تكون سوريا مصدرًا لتهديد الاستقرار فى المنطقة، أو مركزًا للجماعات الإرهابية.
كما أدان الوزير عبد العاطى توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا واحتلالها لأراض سورية، مشيرًا إلى رفض مصر الكامل لانتهاك إسرائيل لاتفاق فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل لعام ١٩٧٤، بما يمثل خرقًا للقانون الدولي، داعيًا إلى ضرورة الانسحاب الإسرائيلى من الأراضى السورية التى احتلتها، واحترام اتفاقية فض الاشتباك. كما أعرب عن إدانة مصر للغارات الإسرائيلية الممنهجة التى استهدفت البنية التحتية للجيش السورى وقدراته العسكرية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: