Close ad

اللواء علاء عبدالظاهر: "الوطن لا يحميه إلا من آمن به وبذل في سبيله كل غالٍ ونفيس"| حوار

24-1-2025 | 08:52
اللواء علاء عبدالظاهر  الوطن لا يحميه إلا من آمن به وبذل في سبيله كل غالٍ ونفيس | حواراللواء علاء عبدالظاهر
حوار: أحمد فتح الباب

في عيد الشرطة، تتجسد أسمى معاني التضحية والفداء، حيث يقدم رجال الشرطة أرواحهم الزكية دفاعاً عن الوطن وحماية للمواطنين، إنها شهادة حق، وتاريخ يسطره رجال الشرطة كل يوم في مواقع العمل المختلفة.

موضوعات مقترحة

وفي حوار مع اللواء علاء عبد الظاهر، مساعد وزير الداخلية الأسبق، نستمع إلى رؤيته حول هذه التضحيات، ونتحدث معه عن أهمية تقدير المجتمع لهذا الدور البطولي.

كيف ترى التضحيات التي يقدمها رجال الشرطة في حياتهم اليومية من أجل حماية الوطن والمواطن؟

التضحيات التي يقدمها رجال الشرطة لا تقتصر على مجرد أداء الواجب، بل هي حياة بأكملها مكرسة لحماية الوطن، وهناك أوقات يتركون فيها أسرهم لساعات طويلة أو حتى أيام، ويضعون أرواحهم على المحك، فقط لكي ينام المواطن في أمان.

فالتضحية الكبرى لرجال الشرطة؛ هي أنهم يدركون أن لحظة واحدة قد تكون فارقة بين الحياة والموت، ولكنهم رغم ذلك يواصل العمل بإيمان عميق بواجبهم الوطني.

أبرز التضحيات التي شهدتها في مسيرتك المهنية والتي ما زلت تتذكرها حتى الآن؟

من الصعب أن أنسى يومًا شهدت فيه فقدان زملاء أعزاء أثناء أداء واجبهم، وضمن أحد المشاهد التي تركت أثرًا كبيرًا في نفسي هو انفجار أثناء مهمة نزع عبوة ناسفة، فقدنا فيه أبطالًا كانوا بجانبي، وفي تلك اللحظة، شعرت بمزيج من الألم والفخر؛ الألم لفقدانهم، والفخر بأنهم اختاروا أن يكونوا حماةً للوطن حتى اللحظة الأخيرة.

أصعب اللحظات التي مر بها رجال الشرطة في مواجهة الجريمة والإرهاب؟ وهل كان لها تأثير على حياتهم الشخصية؟

الأصعب دائمًا هو مواجهة المجهول؛ فـ العمليات ضد الإرهاب، كل لحظة تحمل خطرًا محتملًا، أما عن التأثير على الحياة الشخصية فهو عميق جدًا، حيث الكثير منا يخسر وقتًا مع أسرته، ويفقد أعزاء بسبب العمل، وهذه التحديات تجعل رجل الشرطة أكثر صلابة، لكنها تترك آثارًا لا تُمحى.

اللواء علاء عبدالظاهر

كيف ترى العلاقة بين رجال الشرطة والشعب في ظل الاحتفال بعيد الشرطة؟ وما هي الرسائل التي يجب أن يتم إيصالها للمجتمع؟

العلاقة بين الشرطة والشعب يجب أن تكون شراكة مبنية على الثقة والاحترام المتبادل، فـ عيد الشرطة فرصة لتعزيز هذا المفهوم، وإيصال رسالة واضحة أن الشرطة ليست مجرد مؤسسة، بل هي درع وسيف لحماية الوطن والمواطن، وتكمن الرسالة الأهم في أن جهود رجال الشرطة لا تنجح إلا بدعم الشعب وتعاونه.

كيف يمكن لرجال الشرطة أن يشعروا بالاعتزاز بما يقدمونه من جهود؟

الشعور بالاعتزاز يأتي من إدراك أن ما يقدمونه ليس مجرد وظيفة، بل رسالة سامية، كل مرة يُمنع فيها خطر، أو يُعاد فيها حق لأصحابه، هي لحظة فخر لرجل الشرطة، والدعم المجتمعي والإعلامي يلعب دورًا مهمًا في تعزيز هذا الشعور.

كيف تساهم هذه المناسبة في رفع الروح المعنوية لرجال الشرطة؟

عيد الشرطة ليس مجرد احتفال، بل هو تذكير بقيمة الجهد المبذول، والاحتفاء بهم يمنحهم دفعة قوية، ويشعرهم بأن المجتمع يقدر تضحياتهم، إنه يوم يربط الماضي بالحاضر، ويؤكد أن ما نقدمه اليوم هو امتداد لتاريخ طويل من العطاء.

كيف ترى دور الإعلام في تعزيز صورة الشرطة في المجتمع؟

الإعلام شريك أساسي في بناء الثقة بين الشرطة والمجتمع، عندما ينقل الإعلام صورة حقيقية ومتوازنة عن جهود رجال الشرطة، فإنه يعزز فهم الناس لدورهم ويقوي العلاقة بين الطرفين.

الإعلام الإيجابي يمكنه أن يكون صوت الحق، ويوصل الرسالة التي تجسد تضحيات الشرطة.

ما هي أصعب اللحظات التي واجهتموها أثناء التعامل مع العبوات الناسفة؟

من أصعب اللحظات كان التعامل مع عبوة ناسفة في منطقة مكتظة بالسكان، حيث كان الوقت عاملاً حاسمًا، فقد كنا نعلم أن أي تأخير قد يؤدي إلى كارثة، وكان علينا أن نعمل بسرعة ودقة متناهية.

أيضًا، فقدان زملاء أعزاء أثناء هذه المهام كان من أكثر المواقف إيلامًا، لكنها كانت تذكرنا دائمًا بقيمة التضحيات التي نقدمها.

كيف كنتم تستعدون نفسيًا ومهنيًا لهذه المهام الخطيرة؟

كنا نخضع لتدريبات مكثفة ومستمرة للتعامل مع جميع السيناريوهات الممكنة، لكن الجانب النفسي كان لا يقل أهمية؛ كنا ندعم بعضنا البعض كفريق، ونستمد قوتنا من إيماننا بوطننا وبأن ما نفعله هو من أجل سلامة الجميع.

ويوافق 25 يناير من كل عام عيد الشرطة، وذلك تخليدًا لذكرى موقعة الإسماعيلية التي راح ضحيتها 50 شهيدًا و80 جريحًا من رجال الشرطة المصرية على يد الاحتلال الإنجليزي في 25 يناير عام 1952، بعد أن رفض رجال الشرطة تسليم سلاحهم وإخلاء مبنى المحافظة للاحتلال الإنجليزي.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة