بقسمات وجهه الحادة التي تنساب فى كل اتجاه ونبرات صوته المميزة وتكوينه الجسماني القصير، حجز الفنان حسن البارودي موعده مع أدوار المكر والدهاء على الشاشة الكبيرة، حتى لُقب بـ"داهية السينما". الفنان القدير وُلد في مثل هذا اليوم 21 يناير عام 1890م، تفتحت مواهبه التمثيلية في فرق المسرح المدرسي في فترة ما قبل ثورة 1919م، وبدأ مسيرته الفنية من خلال الالتحاق بعدة فرق مسرحية، أشهرها: فرقة رمسيس، وفاطة رشدي، وكوّن فرقة مسرحية مع الفنانة نجمة إبراهيم جال بها المحافظات ووصل حتى السودان واستقر بها لسنوات قبل أن يعود لمصر ليواصل مشواره الفني. كان ظهوره الأول على شاشة السينما من خلال فيلم "ابن الشعب" عام 1934م، ومن أشهر أفلامه (أمير الدهاء، باب الحدي، الشيماء، علي بابا والأربعين حرامي، الأفوكاتو مديحة، بلال مؤذن الرسول، أعز الحبايب، الفتوة، درب المهابيل، لحن الوفاء، الزوجة الثانية، حسن ونعيمة، زقاق المدق، الحرام). من أشهر أدواره الفنان حسن البارودي، دور "عم مدبولي" في فيلم "باب الحديد" مع فريد شوقي وهند رستم ويوسف شاهين عام 1958م، والذي أقنع "قناوي ـيوسف شاهين" بالذهاب مع ممرضي مستشفى المجانين ودور "شيخ البلد" المُدلس في فيلم "الزوجة الثانية" مع شكري سرحان وسعاد حسني وصلاح منصور عام 1968م، ودور "زعيم اليهود" الذي يحرض القبائل على قتال المسلمين في فيلم "الشيماء" مع أحمد مظهر وسميرة أحمد عام 1972م، كما عمل مع شارلتون هيستون في فيلم "الخرطوم" سنة 1966م. شارك في عروض كتيرة على خشبة المسرح القومي، كما أن صوته الصوت الرخيم الذي كان يُطرب سيدة الغناء العربي أم كلثوم، أعانه على تقديم روائع التمثيليات الإذاعية ومنها البرنامج الشهير "الأغانى لأبى الفرج الأصفهانى". نال الفنان القدير حسن البارودي العديد من الجوائز والأوسمة، منها وسام الفنون سنة 1959م، وجائزة الدولة التشجيعية قي العلوم والفنون من الطبقة الأولى. ورحل عن دنيانا في 17 سبتمبر عام 1974م.