معركة شرسة خاضتها الدولة المصرية منذ ثورة 30 يونيو، سطر خلالها رجال الشرطة صفحات من البطولة والتضحية، في مواجهة مع الإرهاب الأسود والجماعات المتطرّفة.
موضوعات مقترحة
رجال صدقوا ما عاهدوا الله، واجهوا الموت بعزيمة لا تلين، وقدموا أرواحهم فداءً للوطن، وأصبحوا رموزا للصمود والشجاعة ضد بائعي الموت، الذين رفعوا السلاح في مواجهة الدولة المصرية، يريدون هدمها، لكن أمام بطولات رجال الشرطة، انهارت قوى الشر وكتب الله النصر للوطن.
وفي عيد الشرطة الـ73، تروي "بوابة الأهرام"، قصص بعض من هؤلاء الذي ضحوا بكل نفيس، وبذلوا دماءهم الزكية لحماية وطنهم.
البطل اللواء نبيل فراج في مواجهة الإرهاب بكرداسة
اللواء نبيل فراج
مع اندلاع شرارة الأعمال الإرهابية، عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، كتب اللواء نبيل فراج، واحدة من أولى قصص البطولة، إذ كان على رأس قوات الشرطة التي تداهم أوكار الإرهابيين، في منطقة كرداسة لتطهيرها، فى 2013.
وفور دخول القوات، تمكن عناصر الإرهاب من إنهاء حياة ابن سوهاج برصاصة غادرة، ليسقط شهيداً، تاركاً خلفه زوجته و3 من أبناء، وحالة حزن عارمة بين زملائه الذين عرفوه بإقدامه وكفاءته وتفانيه في عمله.
العميد عامر عبد المقصود بطل مذبحة قسم كرداسة
العميد عامر عبد المقصود
"يوم المذبحة طلبت منه يمشي، قالي ما أقدرش أسيب علم القاعدة يترفع على مكان أنا بحميه".. بتلك الكلمات كشفت سابقا لـ"بوابة الأهرام" نجلاء سامي، زوجة العميد عامر عبد المقصود، نائب مأمور قسم كرداسة، عن آخر كلماته لها قبل اقتحام القسم على يد المتطرفين في 2013، وأكدت أنه أول من ضحى بنفسه ليحمي الأرض ويصون العرض، ليبر بقسمه الذي أقسمه في كلية الشرطة.
عبد المقصود كان واحدا من قوة قسم كرداسة الذين رفضوا التخلي عن أماكنهم، وإخلاء القسم، ليكتبوا بدمائهم قصة تضحية سيذكرها المصريون أبد الدهر، فحينما اقتحم الإرهابيون من عناصر الإخوان مركز الشرطة، عقب الإعلان عن بدء فض اعتصامي رابعة والنهضة مدججين بالأسلحة النارية والقذائف، قتلوا مأمور المركز، اللواء محمد جبر، ونائبه العميد عامر عبد المقصود، ومعاوني المباحث و7 آخرين من الأمناء والجنود، بينهم النقيب محمد فاروق، معاون المباحث، والملازم أول هاني شتا وآخرون.
وقضت المحكمة فى يوليو من العام 2017، بإصدار أحكام بحق 156 بالقضية منها السجن المؤبد لـ80 متهمًا، والسجن المشدد 15 عاما لـ34 متهما، والسجن 10 سنوات لطفل، وبراءة 21 متهما، كما قضت بالإعدام شنقا لـ20 متهما بالقضية وفي 24 سبتمبر من العام 2018، أيدت محكمة النقض الأحكام وأقرت بإعدام 20 آخرين.
العميد الراحل ترك خلفه زوجته، وابنيه، في حالة حزن دائمة على فراقه، إذا كان كل ما يملكون في هذه الدنيا، لكن ما يهون عليهم فراقه هو سيرة بطولته الخالدة.
المقدم محمد مبروك كشف ملف "التخابر" فتربص به الإرهابيون
المقدم محمد مبروك
يظل اسم المقدم محمد مبروك، واحدا من أهم أبطال الشرطة، الذين اغتالتهم يد الغدر، بعدما استشهد في 18 من نوفمبر 2013، على يد ملثمين تربصوا به وأطلقوا عليه وابلا من الأعيرة النارية لحظة خروجه من منزله متجهاً إلى عمله.
القتلة أنهوا حياة البطل بـ12 رصاصة، لكونه كان مشرفاً على مجموعة من أهم القضايا ضد الجماعة الإرهابية، مثل تخابر قيادات الجماعة الإرهابية من دول أجنبية، بجانب إعداده لتحريات هروب المعزول محمد مرسى وقيادات الجماعة من سجن وادى النطرون.
الشهيد "النعماني" سيظل علما ساطعا
العميد ساطع النعماني
العميد ساطع النعماني من بين أبطال الشرطة الذين ضحوا من أجل الوطن، وبدأت بدأت قصته يوم 2 يوليو 2013، حينما تحرك على رأس قوة أمنية، لكونه مأمور لقسم بولاق الدكرور، إلى منطقة بين السرايات التي حاولت جماعات الإخوان الإرهابية السيطرة على محيط جامعة القاهرة بها، وسلطت أسلحتها في وجه الأهالي.
"النعماني" اقتحم المنطقة مع القوات لتحريرها من العناصر الإرهابية، بقلب من حديد، لكن وسط آلاف الطلقات التي صوبت ناحيته أصيب برصاصة في الفك وأخرى في الصدر، ليسقط غارقا في دمائه، لكن كتبت له النجاة بعدما نقله أحد سكان المنطقة للمستشفى على دراجة نارية.
بعد محاولات مضنية لإنقاذه نجح أطباء مستشفى الشرطة في السيطرة على النزيف، وطوال عام ونصف العام، خضع النعماني للعلاج في مصر وبالخارج في سويسرا، بدأت مراحل التعافي، لكنه كان قد فقد أجزاء كبيرة من الفك، وفقد نظره، ورغم ذلك كل ما كان يردده أنه شهيد وراض بقضاء الله وقدره.
وبعد 5 سنوات رحل العميد النعماني عن عالمنا، تاركا قصة بطولة وفداء يمكن أن تروى لأجيال.
النقيب عمر القاضى أحد أبطال سيناء
النقيب عمر القاضى
يعد النقيب عمر القاضي أحد الأبطال الذين رووا بدمائهم أرض الفيروز سيناء، في هجوم العناصر الإرهابية على كمين «البطل 14» بالعريش فى شمال سيناء.
"دك السبيل يا سمير.. غربل الكمين".. تلك الكلمات لـ"القاضي" تداولها رواد المنصات الاجتماعية وسط حزن يعتصر القلوب، والتي وجهها النقيب الراحل لأحد زملائه، يطلب منه ضرب الكمين للقضاء على العناصر الإرهابية، حتى لو أن هذا يعني أن يستشهد معهم.
شجاعته كانت ملهمة، وظهرت في التسجيل الصوتي وهو ينادى على أحد العناصر التكفيرية في الاشتباكات "لو تعرف تعالى يلّا قرب هنا"، وبالفعل انتهت حياته وهو يدافع عن الأرض بكل ما أوتي من قوة.
المقدم محمد الحوفى ضحية هجوم الأميرية
المقدم محمد الحوفى
أما المقدم محمد الحوفي فقد استشهد فى منتصف أبريل 2020، وهو يحارب أذناب الإرهاب المتبقية، إذ كان ضمن قوات الشرطة التي حاصرت بؤرة إرهابية في منطقة الأميرية، وتمكنت من إسقاط 7 من عناصرها، بعد ساعات من تبادل إطلاق النار، لكن أسفر التعامل عن استشهاد الحوفى، وإصابة ضابط آخر.
"الحوفى" الذي تخرج في فى كلية الشرطة عام 2004، عرف بمهنيته وشجاعته وتفانيه، ما دفعه للالتحاق بقطاع الأمن الوطنى للعمل في ملف التطرف ومكافحة الإرهاب، ونجح مع زملائه في استهداف العديد من أوكار الإرهابيين، وتطهيرها.
المقدم محمد لطفي بطل معركة العبوات الناسفة
المقدم محمد لطفي
في ملحمة بطولية من نوع خاص، استشهد البطل المقدم محمد لطفى، ضابط المفرقعات، لينقذ أرواح المواطنين الذين يحتفلون بالذكرى الأولى لثورة 30 يونيو عام 2014 في منطقة الاتحادية فى مصر الجديدة.
البطل الراحل هو أحد أبطال معركة العبوات الناسفة، التي شنها عناصر الجماعة الإرهابية، إذ استطاع تفكيك 56 قنبلة منذ ثورة 30 يونيو، وحتي يوم استشهاده، أثناء محاولة تفكيك القنبلة رقم 57 في محيط قصر الاتحادية، وترك خلفه ولديه كريم، ومحمود، ليعيشا حياتهما مكللين بالفخر بما بذله والدهما في سبيل وطنه.
العميد وائل طاحون مسيرة مليئة بالبطولات انتهت بـ45 رصاصة
العميد وائل طاحون
كغيره من الأبطال، كانت مسيرة العميد وائل طاحون، عامرة بالإنجازات في محاربة الجريمة، والجماعات الإرهابية والمتطرفة، ومن بينها ضبط عدد من عناصر جماعات "أجناد مصر" و"أنصار بيت المقدس" وغيرها، ما جعله هدفا للعناصر الإرهابية.
وفي أبريل 2015، خرج "طاحون" من بيته بعدما ودع أسرته، وكان وقتها مفتشا للأمن العام، وأثناء توجهه لعمله فى قطاع مصلحة الأمن العام بالعباسية، فوجئ بعدد من الإرهابيين يستقلون دراجات نارية ومدججين بالأسلحة، يطلقون عليه وابلا من الأعيرة النارية أسفرت عن استشهاده بـ45 رصاصة.
معركة الواحات واستشهاد 16 بطلا
النقيب إسلام مشهور
واحدة من أكثر المعارك عنفا في تاريخ الحرب على الإرهاب، كانت معركة الواحات، التي شهدت اشتباكات عنيفة بين قوات الشرطة، وعناصر الجماعات الإرهابية بالمنطقة المتاخمة للكيلو 135 بطريق الواحات بعمق الصحراء.
واستخدم خلالها عناصر الجماعات المتطرفة أسلحة ثقيلة، في تبادل إطلاق النار مع الشرطة، وبسبب وعورة المنطقة الجبلية، التى كانت تتمركز بها الجماعة الإرهابية استطاعت استهداف 16 ضابطا ومجندا من الشرطة.
أبطال معركة الواحات
العقيد أحمد فايز
معركة الواحات شهدت بطولات عديدة، لكوكبة من الضباط الشجعان، الذين رفضوا أن يتراجعوا أمام الشياطين الإرهابية حتى وإن كان الثمن حياتهم، وأبرز هؤلاء البطل النقيب إسلام مشهور، والعقيد أحمد فايز مسئول ملف التطرّف الدينى بقطاع الأمن الوطنى بالجيزة، الذي لقب برجل المعلومات.
المعركة شهدت أيضا استشهاد البطل اللواء امتياز إسحاق، والشهيد أحمد زيدان الذي عرف بقاتل التكفيريين، والمقدم أحمد فايز، والمقدم محمد عبد الفتاح، والمقدم أحمد جاد، والرائد أحمد عبد الباسط، والرائد محمد وحيد حبشي، والنقيب عمرو صلاح، والنقيب كريم أسامة فرحات، والنقيب أحمد طارق، والنقيب أحمد حافظ أبو شوشة، ورقيب الشرطة أنور محمد الدبركي، والمجند بطرس سليمان، والمجند محمود ناصر، والمجند حسن زين العابدين، والمجند عمر فرغلي.
سجل بطولات الشرطة مليئ بالإنجازات، وبالأسماء التي كتبت وما زالت تكتب بدمائها تاريخا مشرفا، قد لا تكفي السطور لذكرها، لعل ما ذكر هنا بعض منها لكن القائمة طويلة ومليئة بالتضحيات التي يجب أن يتذكرها كل مصري.
ويوافق 25 يناير من كل عام عيد الشرطة، وذلك تخليدًا لذكرى موقعة الإسماعيلية التي راح ضحيتها 50 شهيدًا و80 جريحًا من رجال الشرطة المصرية على يد الاحتلال الإنجليزي في 25 يناير عام 1952، بعد أن رفض رجال الشرطة تسليم سلاحهم وإخلاء مبنى المحافظة للاحتلال الإنجليزي.