تصوير - علاء عبد الباري
موضوعات مقترحة
حكام سوريا حاليا لم يكن باستطاعتهم البقاء في دمشق دقيقة واحدة بدون دعم وتوافق ورضا إسرائيلي
عودة ترامب من جديد نتيجة طبيعية لتراجع الثقة في صانع القرار الأمريكي بعدما حدث بالعراق وأفغانستان
تمكين المواطن من التعبير عن رأيه عبر السوشيال ميديا في غياب "التثقيف الإعلامي" أمر خطير
خسائر ما حدث في 7 أكتوبر2023 أكثر من أي مكاسب يعتقدها البعض.. وحماس مازالت تتمسك بالسلطة رغم أنها ستحكم "أنقاض"
المنطقة ليست مهيأة للدخول في صدام مع إسرائيل لأننا اعتدنا التعامل بالشعارات مع القضايا العربية
العالم سيدخل مرحلة صراع بين القوى الكبرى تنتج عنه "حروب بالوكالة"
منطقة الشرق الأوسط لا يوجد فيها شيء يحدث بالصدفة
"الحرب على الإرهاب" كان هدفها الحقيقي الهيمنة والسيطرة وإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط
أمريكا تحاول "تبييض وجه" بعض الجماعات وإعادة تقديمها من جديد.. وسوريا تعيش الآن نفس السيناريو
لا يوجد مشروع عربي واحد.. والتعامل بواقعية لا يعني الضعف
لو عدنا للمشهد الرئيسي لأول 25 عاما من هذا القرن وهو (هجمات 11 سبتمبر 2001) .. هل بشكل ما مازلنا نعيش تداعياتها؟
ما حدث كان علامة فارقة، والعالم تشكل فيما بعد بناء علي الرؤية الأمريكية للصراع مع ما وصفتها بجماعات الإرهاب، بداية من الحملة العسكرية على أفغانستان، ثم عملية "تلفيق" الأدلة فيما يخص أسلحة الدمار الشامل بالعراق، وكانت الرؤية الأمريكية تتركز على بناء تحالف دولي واسع، ولكنها ضعفت بمرور الوقت، بل إن ما حدث للولايات المتحدة في أفغانستان والعراق ترك أثرا كبيرا علي ما نراه في السياسة الأمريكية حاليا، خاصة مع بروز تيار يميني متشدد ووصوله للسلطة، وصعود ترامب ثم عودته من جديد هو نتيجة طبيعية لما زرعته السياسة الخارجية الأمريكية منذ 25 عاما، وتراجعت الثقة كثيرا في صانع القرار الأمريكي، فأنا كنت موجودا بأمريكا منذ 2003 ولمست حالة فقدان الثقة هذه خاصة في أجهزة الاستخبارات وبعدما بدأت ظهرت حقائق ما حدث بالعراق، وبدأ الشارع الأمريكي نفسه يدرك بأن الحرب على الإرهاب انحرفت لمسارات أخرى لها علاقة بالهيمنة والسيطرة وإعادة رسم خريطة مناطق مختلفة من العالم، وخاصة الشرق الأوسط.
لكن رسم الخريطة هذا اتخذ أشكالا متعددة لم يعد يفرق فيها ديمقراطيون من جمهوريين؟
بالفعل، مسألة "فرض الديمقراطية" بالقوة تبنتها أيضا إدارات تابعة للحزب الجمهوري رغم أنها تاريخيا لم تكن ضمن سياساتهم خارجيا، ولكنهم وجدوها وسيلة لإعادة رسم مناطق النفوذ، وخلال بدايات هذا القرن وعقب حرب العراق بدأنا نرى موجة من تشجيع أمريكا لبعض التيارات منذ 2005 وحتى 2011، وأكملت الإدارة الأمريكية بقيادة باراك أوباما هذا المشوار، وعدم الفهم لطبيعة المجتمعات وتركيباتها لعب دورا مهما في حالة الفوضى التي عشناها، خاصة خلال تشجيع ما اعتبرته أمريكا تيارات " الإسلام السياسي المعتدل" وكأنه البديل للحكومات السلطوية، بجانب استيعاب التيارات الإسلامية التي هاجمت الولايات المتحدة نفسها، وما يجري في سوريا الآن هو نفس السيناريو، وواضح جدا من خلال الحديث عن "استيعاب التغيير في سوريا" وأنه لابد من "تبييض وجه" بعض الجماعات وإعادة تقديمها من جديد ولكن تحت مظلة أمريكية واضحة، وبموافقة إسرائيلية لا تخفى على أحد، واستهلاك الولايات المتحدة لنفسها- فيما اعتبرته "الحرب علي الإرهاب" - سمح لقوى أخرى بالصعود مثل الصين وروسيا تحديدا، والتطور التكنولوجي أيضا ساهم في تغيير العالم كثيرا خاصة وأنه تواكب مع الانهيار الاقتصادي في 2008.
هذا التطور، وخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، ساهم بشكل كبير في حروب ولكن من نوع آخر.. بل وربما أشد ضراوة؟
بالفعل وتم استخدامها ضمن سياسات "التغيير"، وهنا تبرز قوة المجتمعات في الوقوف أمام هذا التأثير، وهناك دراسات في الغرب تشير إلي "الأجواء القاتمة" التي تشعها هذه المواقع عندما لا تكون المجتمعات مؤهلة لما تطرحه من قيم وأفكار، وفكرة تمكين المواطن من التعبير عن رأيه تبدو جدلية في غياب ما يسمي بـ"التثقيف الإعلامي"، فهو أمر خطير لأنه يضرب أساس تعايش المجتمعات، ويشيع السلبية والإحباط.
الكاتب الصحفى عزت إبراهيم
نعود إلي خبرتك الطويلة بالشأن الأمريكي من خلال عملك الصحفي هناك، لماذا يبدو وكأن الصعود اليميني مفاجئا ويرتبط فقط بفوز الرئيس ترامب بفترته الأولى في 2016؟
الولايات المتحدة آخر مبدأ واضح لسياستها الخارجية كان "الاحتواء" الذي تم تطبيقه ضد الاتحاد السوفييتي والمعسكر الشرقي التابع له، وجزئيا حاليا يطبق ضد إيران، لكنها منذ سنوات فقدت القدرة علي صناعة مبادئ واضحة لسياستها الخارجية، حتى بعد هجمات 11 سبتمبر حاولوا صياغة إستراتيجية جديدة مع تغير الزمن لكن هذا لم ينجح، ربما الرئيس ترامب بعدما جاء في 2016 عمل فارقا بأجندة مختلفة شعارها "أمريكا أولا" والمصالح قبل كل شيء، وهذا علي خلاف النظام الليبرالي الذي قادته أمريكا منذ الحرب العالمية الثانية، ومن بعد حرب أفغانستان والعراق بدأ صعود اليمين الأمريكي، وتعاملت مع بعضهم وهم نسخة مخففة مما نشاهده الآن، واللحظة الفارقة التي ترشح فيها ترامب للرئاسة كانت في عشاء سنوي للبيت الأبيض لنادي الصحافة .. يومها أوباما سخر بشدة منه، ويقال إنها اللحظة التي قرر فيها ترامب الترشح، ولذلك كانت ضمن أفكار ترامب الأولي ما يخص المهاجرين وتحجيم موجات القادمين من الجنوب، هو لم يطرحها بشكل عنصري .. بل كان يريد "هجرة النخبة" مثل النموذج الكندي عن طريق الفرز، لذلك أعتقد أنه سيكمل الجدار عبر الحدود مع المكسيك، أيضا الصعود اليميني ارتبط بنوع من الإفلاس والانقسام في المعسكر الديمقراطي، بجانب أزمات اقتصادية، وحملة ترامب منذ اليوم الأول كانت تعمل أيضا من أجل جيه دي فانس نائبه لكي يأتي رئيسا في المستقبل في 2028.
الكاتب الصحفى عزت إبراهيم
نترك أمريكا ونأتي للشرق الأوسط، في عام 2000 كانت وقعت "انتفاضة الأقصى" واستمرت 5 سنوات تقريبا واستشهد فيها نحو 4 آلاف فلسطيني، واليوم بعد 25 عاما نعيش عدوانا علي غزة منذ 14 شهرا راح ضحيته نحو 50 ألفا حتى الآن وأضعافهم من المصابين، في المرة الأولى كانت ردود الأفعال غاضبة جدا عربيا ودوليا.. لكن الآن صمت واعتياد وترقب فقط، لماذا؟
سأكون أكثر صراحة مع قراء "الشباب" وأقول إننا نحتاج إلى كشف حساب حول ما حدث في 7 أكتوبر 2023، هل كان نعمة أم نقمة علي الفلسطينيين؟ فالحقيقة أن الخسائر أكثر بكثير من أي مكاسب يعتقدها البعض، فالمنطقة لم تكن مهيأة للدخول في صدام مع إسرائيل في هذا الوقت، ولا لأن تترك الفلسطينيين بمفردهم وسط هذا الاعتداء الوحشي، والمشكلة الحقيقية أنه لا يوجد مشروع عربي واحد لا في التعامل مع إسرائيل ولا قضايا المنطقة، وكل دولة لها مسارها الخاص بها وتوجهاتها، وربما الأمر الجيد في مراجعة البعض لهذه التوجهات هو التراجع عن دعم تيارات الإسلام السياسي من أنظمة عربية، لكن أيضا تراجعت القضية الفلسطينية في الاهتمام العربي، وهو نتيجة الانقسام الفلسطيني نفسه خلال السنوات العشرين الماضية، فأصل الأمور بدأ بانفراد حركة حماس بالحكم في قطاع غزة، وبالتالي تحققت رؤية بنيامين نتنياهو الخاصة بانقسام المجتمع الفلسطيني، بل حتى بعد كل ما حدث في غزة وهذه الكوارث .. جولات الحوار الأخيرة بين حماس والسلطة فشلت، حماس مازالت ترفض ترك السلطة رغم أنها عمليا ستحكم مجرد "أنقاض"، ولكننا اعتدنا علي التعامل بالشعارات مع القضايا العربية، وهناك فجوة بين الواقع والتفكير السياسي وتمنيات الرأي العام، والشعوب يجب أن تعلم جيدا حقيقة الواقع علي الأرض الذي يشير لأن العالم سيدخل مرحلة صراع بين القوى الكبرى، وتنتج عنه "حروب بالوكالة"، وقد يعتقد البعض أن ما يحدث في غزة لاعلاقة له بصراع أمريكا والصين مثلا، لكن حقيقة الأمر أنه يعاد تريب المنطقة من جديد، وهناك دوائر أمريكية ربما ترى أنه يجب أن يصب في مصلحة إسرائيل، بشكل أدق .. إسرائيل نفسها قد تعيد رسم الخريطة، ونحن لم نأخذ نتنياهو بجدية عندما سبق وتحدث عن إعادة رسم خريطة المنطقة، وهو في حقيقة الأمر كان يحمل خطة واضحة في إنهاء الصراع .. عبر إنهاء القضية نفسها وتصفيتها والسيطرة علي الأرض والقضاء علي المقاومة بكل أشكالها، وضم الضفة وإعادة رسم العلاقات مع الدول العربية، وذلك كان علي أمل عودة ترامب لكي يعيد الطرح الخاص بـ"السلام الإبراهيمي".
بفرض صحة الطرح الخاص بأن خسائر 7 أكتوبر أكبر بكثير من أية مكاسب، لكن البعض يعتقد أن الخلط بين حماس ومئات الآلاف من سكان غزة الأبرياء جعل "عقاب الخسارة" يطال الجميع بلا تفرقة؟
الحقيقة القضية الفلسطينية خسرت الكثير، ودورنا هو القول بأن التعامل بواقعية لا يعني الضعف، لكن عليك أن تعرف حقيقة قدراتك وكيفية توظيفها في التوقيت المناسب، وهناك صعوبة شديدة في موقف عربي واحد خلال هذه المرحلة، والحلول يجب أن تأتي من خلال توافق مجتمعي فلسطيني، وأيضا النظر للمشهد كله .. فحينما تجد تدميرا شاملا للجيش السوري وضم مساحات من الجولان والأراضي وسط صمت تام من الجماعات التي دخلت دمشق وأطاحت بالنظام، هنا لابد من تأمل هذا "التوافق"، فمن يسيطرون علي سوريا حاليا لم يكن بإمكانهم البقاء في دمشق دقيقة واحدة بدون دعم وتوافق ورضا إسرائيلي، ومن غرائب هذا المشهد الهزلي أن قائدا كان محسوبا علي جماعة إرهابية يخرج من لقاء مع الـ"سي إن إن" وبعدها بـ48 ساعة يدخل المسجد الأموي في قلب دمشق .. هذا يفضح "السيناريو سابق التجهيز"، في هذه المنطقة لا يوجد شيء يحدث بالصدفة، ونحن أمام مشهد معقد .. فمؤكد أن النظام البائس الذي كان يحكم سوريا الخروج عليه أمر طبيعي، لكن لا أعتقد أن ما حدث له علاقة بالثورة السورية، وحسبما أري فإن عموم الشعب السوري لا تقبل بثورة تطيح بدكتاتور لتأتي بنظام أسوأ، تاريخه الدموي ليس بعيدا حينما ارتكبوا مذابح في العراق وسوريا، وأتمني أن تجمع القوى المدنية نفسها وتكسب الشارع، خاصة خلال كتابة الدستور.
الكاتب الصحفى عزت إبراهيم
هل تعتقد أن سيناريو الفيدرالية يبدو مطروحا في ظل التركيبة المعقدة للمجتمع السوري؟
وجود أي كيان للأكراد خط أحمر لتركيا، بالتالي لا أعتقد أن هذا السيناريو مطروح، الأمر اللافت أن قوات تنظيم "هيئة تحرير الشام" سيصبح هو الجيش السوري، بالتالي كل مكونات الجيش ستكون من هذه العناصر مما يشكل خطورة شديدة لأنه سيصبح جيشا عقائديا لا ينتمي له كل السوريين، والمستقبل يشير لأن سوريا غالبا ستكون أشبه بدولة "منزوعة السلاح"، فكما شاهدنا في العراق بعد تفكيك الجيش تمت إعادة بنائه من جديد وتسليحه بشكل قوي، لكن الحالة السورية مختلفة .. والسبب بالطبع هو إسرائيل، والتطورات متلاحقة وربما الوقت مبكر قبل الحديث عن شكل نهائي.
الكاتب الصحفى عزت إبراهيم
بمناسبة حديثك منذ قليل عن "خريطة نتنياهو" لإعادة تشكيل المنطقة، وأين كانت مصر تحديدا في هذا المخطط؟
أنا ضد مقارنة مصر بأي بلد آخر، فالتكوين المستقر للمجتمع المصري مسألة بديهية غير قابلة للنقاش، بينما هناك دول كثيرة ومستقرة ولكنها "مصنوعة" أصلا منذ 100 عام فقط وأقل، وتقسيمات سايكس بيكو المذهبية والعرقية نعيشها الآن، ولذلك طبيعي في حالات الضعف أن يظهر التفتت والانقسامات والمصالح، لكننا مختلفون تماما .. مصر دولة قوية ولديها جيش قوي، ومنذ سنوات طويلة لدينا سياسة واضحة في التعامل مع التيارات المتشددة، ودفعت ثمن ذلك شهداء من الجيش والشرطة، بالتالي حتى ولو هناك مشروع إسرائيلي علي حدودنا .. فمصر قادرة علي التعامل معه، والبعض يحاول الترويج لمقولة إن مصر يمكن أن تصبح مثل سوريا أو "الدور علي مصر" .. لكنها مجرد أوهام هدفها إشاعة مناخ الإحباط في المجتمع، والترويج لفكرة شيطانية هدفها بث اليأس في النفوس، والحقيقة أن مسار السياسة الخارجية المصرية منضبط لم يدخل في تحالفات ومؤامرات تؤدي لمناطق خطرة، ويتعامل بعقلانية شديدة في حدود مفردات الواقع.
الأستاذ محمد حسنين هيكل كانت له مقولة "التاريخ لم تصنعه المؤامرة .. لكن المؤامرة موجودة في التاريخ"، وبمناسبة مرور 14 عاما علي ثورة 25 يناير، من هم ضدها يصفونها بـ"المؤامرة"، ومن معها يعتبرون أن القضاء عليها هو "المؤامرة"، هل صدفة أن ثورات الربيع العربي تظهر في 6 دول خلال فترة واحدة .. وكلها تبعتها نتائج فاشلة؟
في اعتقادي كانت هناك احتجاجات مشروعة لم تستجب لها السلطات، لكن فكرة المؤامرة هنا أنه عندما يحدث تغيير في مناطق معينة لابد أن تظهر القوى الكبرى ويكون لها دور، وأمريكا مثلا في الحالة المصرية كان طبيعيا أن تبحث عن مصالحها، وقد باغتها التغيير في مصر، وكنت في واشنطن في 2011 وتابعت أنهم تواصلوا مع قوي سياسية عديدة، وكانت الحصيلة أنهم قرروا البحث عن بدائل عبر جماعة الإخوان الذين قدموا أنفسهم للأمريكان باعتبارهم أصحاب خطاب ديني يستطيع أن يمتلك الشارع المصري، وهذا وضح في الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية، أن تأتي بمرشح لم يكن بارزا وتجعله رقم 1 عبر الحشد .. هذا كان مقنعا للأمريكيين لضمان مصالحهم، لكن أيضا كانت هناك أصوات في الإدارة الأمريكية مقتنعة بأن وجود الإخوان يعني
One Person, One Vote, One Time .. أي انتخابات برئيس واحد ولمرة واحدة، لكن الأكثرية كانوا يرون أن هذه الجماعات مرحليا تحقق مصالح أمريكا، وهذا ما نجده في سوريا حاليا، أما بخصوص ما ذكرته عن النتائج الفاشلة لثورات الربيع العربي، فالحقيقة أن طليعة التغيير لم تكن مؤهلة للقيام بأدوار قيادية .. وبالتالي تركت مصائر هذه الثورات في أيدي جماعات منظمة بخطاب متشدد، وبصراحة صعب أن تترك الفرصة للآخرين للحصول علي مصالحهم بالشكل الذي يريدونه ثم نتحدث عن مؤامرة، فهناك مشكلة في العالم العربي أنه يضع كل مشاكله علي شماعة المؤامرات.
في اعتقادك .. الدور علي مَن بعد سوريا؟
الرئيس الأمريكي ترامب قالها بوضوح وهو تصفية كل "وكلاء إيران" وبالتالي الهدف القادم هو اليمن، وقد أدرك الحوثيون ذلك وبدأوا تخفيض التصعيد، وطرحوا بعض الأفكار للتقارب مع المملكة العربية السعودية، لكن بصفة عامة إخراج إيران بشكل كامل من المعادلة ليس سهلا، هي لها نفوذ في العراق، و"حزب الله" حتي بعد إضعاف قوته مازال رقما صعبا في لبنان، وإيران كذلك لها روابط قوية مع تنظيم القاعدة وبالتالي يمكن استخدامه ضد المصالح الأمريكية والإسرائيلية.. والتركية إذا استدعي الأمر.
الكاتب الصحفى عزت إبراهيم
أخيرا.. بعد 25 عاما من الآن، كيف تتوقع شكل خريطة منطقة الشرق الأوسط؟
أعتقد أنها مرشحة للتغيير، وستحدث نقلة كبيرة في الاقتصاد العالمي والتكنولوجيا والتعامل مع ملف الطاقة وتقليل الاعتماد علي البترول، وستحدث تغيرات جيوسياسية، لكن السنوات الأربع القادمة خلال وجود ترامب ستحدد هذا الشكل، فهل مثلا سنصل إلي خطط ما بعد الحرب العالمية الأولى؟ وهل المنطقة مرشحة لتقسيمات جديدة من خلال مؤتمر أشبه بـ"فرساي"؟ أو مثلا يتم تنفيذ ما تشبه خطة "مشروع مارشال" لإعادة البناء؟ بصراحة أعتقد أن وجود الجماعات الأصولية المسلحة بالمنطقة العربية لا يزال يمثل خطورة شديدة لأنها تمثل أذرع لتدخلات خارجية.