Close ad

عز سالم فى آيندهوفن بعد 33 عاما.. ماذا حدث له بعد رفع قضية أمام العدل الدولية للحصول علي الجنسية الهولندية؟

20-1-2025 | 17:05
عز سالم فى آيندهوفن بعد  عاما ماذا حدث له بعد رفع قضية أمام العدل الدولية للحصول علي الجنسية الهولندية؟عز سالم
وليد فاروق محمد
الشباب نقلاً عن

تصوير: محمد عبد المجيد

موضوعات مقترحة

عز سالم بعد غربة 45 عاما يؤكد: لو رجع الزمن بي.. سأكرر نفس المشوار
 الهولنديون عندهم قانون.. بدليل أن أماكن بيع المخدرات ممنوع فيها التدخين  
عامل غسيل الصحون أو بائع الجرائد لن يجد له مكانا في أوروبا 
المصريون تغيروا بسبب (اللف والدوران).. والفهلوة أصبحت أسلوب حياة  


بداية المشوار
اعتدنا غالبا أن نتوقف مع حكايات المصريين بالخارج لكي يرووا قصص نجاحهم فقط، كيف حققوا انجازات علمية أو صنعوا تاريخا رياضيا أو حصدوا ثروات ضخمة، لكننا أحيانا ننساهم كبشر عاديين لكل منهم تجربته الحياتية.. فكل واحد بطل حكايته، وعز سالم قصته ربما تكررت كثيرا مع اختلاف الظروف.. فهو كما يقولون "شقيان من يومه" حيث ينتمي لأسرة متوسطة، وكان يعمل وعمره 12 عاما عاملا بإحدي شركات تعبئة المياه الغازية، وكان شقيقه يقيم في هولندا، فقرر في عام 1979، وعمره 18 عاما، أن يسافر له، ومنذ اليوم الأول عمل في سوبر ماركت، وبعد عام بدأ مشواره مع المطاعم وبدأ عاملا حتى اكتسب خبرة ونجح في تدبير مبلغا شارك به مجموعة من المصريين في مطعم صغير للوجبات السريعة، العجيب أنها تقريبا قصة فيلم "همام في أمستردام" الذي قام ببطولته محمد هنيدي.. لكن الفارق أنه كان يعيش في مدينة آيندهوفن، وفي بداية حياته هناك تزوج عز من فتاة فرنسية الأصل وأنجب منها طفلا، ولكن بعد فترة انفصلا، وهو ما تسبب له في متاعب لأن السلطات الهولندية سحبت منه الإقامة، وظل لسنوات في معركة قضائية مع المحاكم الهولندية المختلفة بدون نتيجة.. حتى أضطر لأن يرفع قضية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، والتي أقرت بحقه في الحصول علي الجنسية، وقد تم تغيير بعض البنود في قانون الجنسية الهولندية بسبب هذه القضية.

عز سالم

عز سالم


طريقان 
في حواره مع "الشباب" منذ 33 عاما أشار عز سالم الى أن المصريين المهاجرين لهولندا تواجههم مشكلتان وهما الزواج من أجنبية للإقامة، وإدمان المخدرات، فكيف واجههما هو بعد ذلك؟ يقول: زمان كان الطريق الوحيد للحصول على الإقامة هو إما اللجوء أو الزواج، وأنا تزوجت بالفعل لكنني لم استطع التأقلم، ولذلك انفصلت ثم تزوجت من سيدة مصرية فاضلة منذ 32 عاما، أما المخدرات فهي بالفعل كارثة لأنها مباحة هناك وتباع بالمحلات بشكل شرعي، وكان يعمل معي شاب مصري منذ سنوات طويلة حاولت كثيرا معه لكي يعالج من الإدمان، وأدخلته مصحة لكنه هرب منها، وللأسف في النهاية توفي بسبب الهيروين.

عز سالم

عز سالم


البيت المصرى
عز سالم منذ سنوات طويلة أقام منزلا في أمستردام لكي يستضيف الشباب المصري في بداية مجيئهم لهولندا، حيث كان يساعدهم بما يحتاجون له بالمجان، كما كان يساعدهم في الحصول علي عمل.. وفي مطعمه زمان كان معظم العاملين من المصريين، لكن الحال تغير الآن، يقول: زمان كنت أنا ومثلي ملايين يخرجوا ليجربوا حظهم في أوروبا وهم (علي باب الله) بلا أي مؤهلات سوى الطموح فقط، لكن الآن الوضع تغير تماما.. أوروبا لا تستوعب سوى أصحاب المهن فقط، أطباء ومهندسون وعلماء.. لكن فكرة عامل "غسيل الصحون" أو بائع الجرائد انتهت، القوانين أصبحت أصعب كثيرا،  والقانون هنا صارم.. فكان يعمل معي شخص إيطالي ورغم أنه من مواطني الاتحاد الأوروبي لكن كانوا يشترطون أن تكون لديه أوراق تؤهله للعمل وإلا أدفع عنه غرامة 25 ألف يورو، هنا حتى من يغسل الصحون لابد أن تكون معه شهادة، كما أن الزواج لم يعد حلا للحصول علي الإقامة بسبب شروط كثيرة منها ضرورة تعلم اللغة مسبقا، وأصلا تأشيرة الاتحاد الأوروبي ولو للسياحة أصبحت صعبة، ولو حصلت عليها لمدة شهر وبعدها لن تستطيع فعل أي شيء،  أنا لو رفعت قضيتي أمام محكمة العدل اليوم غالبا كنت سأخسرها.

عز سالم
 


مصر من بعيد
طوال هذه السنوات تغيرت مصر كثيرا.. منذ 1979 وحتى اليوم، كيف كان يشاهدها عز سالم من بعيد كمواطن عادي؟ يقول: المسألة ليست في تغييرات سياسية أو أزمات اقتصادية أو تطور في مجالات كثيرة، لا.. المسألة في تغيير المصريين أنفسهم، بصراحة.. أصبح شعار كثيرين (اللف والدوران)، الفهلوة أصبحت أسلوب حياة للبعض للتغلب علي القانون، طباع الناس تغيرت، عندما امشي حاليا في الشوارع أشعر بأن من تركتهم منذ 45 عاما لم يعودوا موجودين.


سألته: لكن التغيرات الاجتماعية طبيعية بمرور الزمن لكل الشعوب؟ فرد..لا.. في هولندا أعرف كثيرين جدا منذ سنوات طويلة.. هم وأبناؤهم وأحفادهم ومن جاء قبلهم ومن سيأتي بعدهم تشعر بأنهم يسيرون في سياق واحد لأن هناك (سيستم) يحكم المجتمع، حتى الخطأ عندهم ينظمه القانون! أصلا يكفي أن تتأمل المصريين الذين عايشتهم لسنوات طويلة في هولندا.. والمصريين الذين تركتهم هنا، بصراحة حجم التغير في الشخصية كبير ولا أعرف سببه. 

عز سالم

عز سالم


مخدرات وعنصرية.. وأشياء أخرى
عندما نسمع عن هولندا.. هناك حكايات دائما نتوارثها عن بيع المخدرات في المحلات علنا، بجانب العنصرية ضد العرب.. سألنا عز سالم عن هذه المشاهد، فقال: بالنسبة للمخدرات الأمر يتوقف فقط علي الحشيش ويتم تقنينه بطريقة معينة ومسموح لك شراء كمية بسيطة وممنوع أن تسافر بها، هم يتعاملون معه مثل التبغ، لكن بقية أنواع المخدرات الأخرى مجرمة وعقوباتها قاسية مثل أي بلد، والغريب أن نسبة الإدمان هناك ليست كبيرة إلا في صفوف المهاجرين، وبالمناسبة، قانونا من حق كل فرد أن يزرع 5 شتلات ماريجوانا في حديقة منزله للاستخدام الشخصي.. لكن لو زرعت 6 شتلات يتم القبض عليك! والمكان نفسه الذي يبع المخدرات ممنوع فيه التدخين أصلا! أما بالنسبة للعنصرية.. فهناك حقوق وقانون وحريات للجميع، بمعني.. أنا عندي مطعم في شارع رئيسي كله بارات ولا أبيع خمورا والكل يتفهم ذلك ويحترمه، خاصة أن هولندا بها جالية كبيرة جدا من دول المغرب العربي، ومن يشاهد مظاهرة فيها 100 شخص لمناصرة إسرائيل يعتقد أن هذه هولندا.. بينما البلد نفسه يخرج منه عشرات المظاهرات بالآلاف لمناصرة الفلسطينيين، وعندما تحدث مشكلة بيني وبين هولندي الأصل.. البوليس يأتي ليحقق بشكل عادل بعيدا عن أي حسابات أخرى، ومرة المحافظ أغلق المطعم.. فرفعت عليه قضية وكسبتها وتم تنفيذ الحكم. 

عز سالم

عز سالم


كوكتيل جنسيات
عز سالم لديه حفيد من ابنه الكبير، هذا الحفيد أمه برتغالية وأبوه مصري-فرنسي وجده لأبوه مصري وجدته فرنسية، وهو عمليا لكي يتفاهم من أقاربه لابد وأن يجيد التحدث بالعربية والفرنسية والهولندية والبرتغالية، يضيف: ابنتى الكبرى تزوجت وقررت أن تعود لتعيش في مصر، بينما الصغري تعمل في الموضة وتعيش بين مصر وهولندا،  وفكرة التعامل مع جنسيات كثيرة أصبح أمرا عاديا ليس فقط في حياتي الخاصة.. فأنا يعمل معي 25 شخصا من جنسيات مختلفة.. معظمهم من المصريين لكن يوجد من سوريا والعراق والفلبين وأثيوبيا والمجر، وفي أي وقت تجد مفتشا طبيا يأتي فجأة ويحصل علي قطعة صغيرة من الآيس كريم أو نقطة صغيرة من الزيت أو قطعة لحوم ويحاسبني علي ثمنها ويذهب ليقوم بتحليلها، مع الأكل لا تسامح نهائيا مع أي خطأ.

عز سالم


حكايات بشر
من الحكايات التي لا ينساها عز سالم، شاب مصري كانت حياته مستقرة في هولندا حتى وقع في فخ إدمان المخدرات، يقول: فجأة تغير حاله لدرجة أنه كان يأكل من صناديق القمامة وينام في الشارع، وتم سجنه.. وكان هذا في مصلحته لأنهم عالجوه، وخرج من السجن شخصا آخر وعاد لمصر وهو حاليا يعمل إمام مسجد وداعية، وبالمناسبة.. عندما أصلي الجمعة في هولندا حاليا، الخطيب بعدما ينتهي من الخطبة وقبل إقامة الصلاة يقوم بترجمتها مرة ثانية للهولندية، وذلك لأن معظم شباب الجيل الثاني من المهاجرين لم يعد يعرف اللغة العربية للأسف.   

عز سالم

عز سالم


يا غربة بتحمل!
تقول الأغنية الشهيرة (أنا من البداية يا غربة بتحمل).. 45 عاما غربة زمن طويل.. لكن الآن لو افترضنا أن عجلة الزمن عادت للوراء، هل كان عز سالم سيتخذ نفس القرار ويبتعد عن أهله وناسه وبلده؟ يقول: أنا لم ابتعد نهائيا.. ربما فقط السنوات الأولى، لكنني بعد ذلك أصبحت أزور مصر كثيرا ولعدة مرات في العام، ومؤخرا أقضي شهرا في هولندا وشهرا في مصر.. خاصة بعدما تولي ابني إدارة المطعم، لكن بخصوص سؤالك.. نعم سأكرر المشوار بنفس خطواته.

عز سالم

عز سالم

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة