Close ad

ترامب يستعد لتوقيع مراسيم تاريخية في أول أيام رئاسته وسط أجواء مشحونة

20-1-2025 | 12:45
ترامب يستعد لتوقيع مراسيم تاريخية في أول أيام رئاسته وسط أجواء مشحونة ترامب
واشنطن_ سحر زهران

مع اقتراب لحظة أداء اليمين الدستورية لدونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة، تترقب الأوساط السياسية الأمريكية والدولية بدء مرحلة سياسية قد تكون الأكثر إثارة للجدل في تاريخ البلاد الحديث.

موضوعات مقترحة

ترامب، الذي وصل إلى البيت الأبيض بعد حملة انتخابية مضطربة وشعارات تعد بإحداث تغييرات جذرية، يستعد لتدشين ولايته بتوقيع عدد “قياسي” من المراسيم الرئاسية، ليبعث برسالة واضحة مفادها أن أمريكا تحت قيادته لن تسير على النهج الذي اتبعته إدارة بايدن.

وبينما يتأهب البيت الأبيض لاستقبال رئيس جديد يحمل أجندة سياسية صدامية، يقف العالم على أعتاب تغييرات قد تعيد تشكيل المشهد الدولي.

في ظل أجواء استثنائية تسود العاصمة واشنطن، وصل ترامب برفقة عائلته مساء السبت إلى المدينة على متن طائرة الرئاسة التي أرسلها له الرئيس المنتهية ولايته، جو بايدن.

مشهد الوصول إلى العاصمة لم يكن خاليًا من الرمزية، حيث أظهرت لقطات وسائل الإعلام ترامب وهو يخرج من الطائرة مصحوبًا بهالة من الاحتفالات التي تعكس شعورًا بالانتصار.

ورغم الأجواء الاحتفالية التي أحاطت بوصوله، فإن تصريحات ترامب خلال الساعات الأخيرة كانت بمثابة تذكير بحجم التحولات التي ينوي إدخالها على السياسات الأمريكية، بدءًا من اليوم الأول لرئاسته.

ترامب أكد في مقابلة هاتفية مع شبكة “إن بي سي نيوز” أنه يستعد لتوقيع ما وصفه بعدد "قياسي" من المراسيم الرئاسية فور دخوله المكتب البيضاوي.

ورغم تجنبه الكشف عن الرقم الدقيق، إلا أن تصريحاته التي ألمحت إلى احتمال تجاوز العدد 100 مرسوم توحي بمرحلة سياسية غير مسبوقة.

تعهداته خلال الحملة الانتخابية حول إعادة هيكلة سياسات الهجرة وإلغاء قرارات إدارة بايدن ستبدأ في التبلور من الساعات الأولى، حيث أعلن نيته إطلاق أكبر برنامج ترحيل للمهاجرين غير الشرعيين في تاريخ الولايات المتحدة.

من بين الملفات التي أثارت جدلًا واسعًا تصريحاته حول ترحيل 11 مليون مهاجر غير شرعي، وهو ما أكده توم هومان، الذي سيتولى مسؤولية مراقبة الحدود في الإدارة الجديدة.

الخطوة التي وصفها ترامب بـ”الضرورية لإعادة الأمن إلى المدن الأمريكية”، تواجه معارضة شرسة من الديمقراطيين ومنظمات حقوق الإنسان، خاصة بعد تسريب معلومات تفيد بأن الإجراءات قد تشمل مدنًا كبرى مثل شيكاغو.

هذا التصعيد المتوقع في ملف الهجرة يعكس توجه إدارة ترامب إلى فرض سياسات صارمة تعزز شعاره الانتخابي “أمريكا أولًا”، لكنه يثير تساؤلات حول التداعيات الإنسانية والاجتماعية لهذه السياسات.

وعلى صعيد مراسم التنصيب، قرر ترامب، ولأول مرة منذ أربعين عامًا، إقامة حفل أداء اليمين داخل مبنى الكونجرس بدلًا من الخارج، بسبب موجة برد قطبية غير مسبوقة.

القرار الذي أثار استغراب الكثيرين جاء في سياق استعدادات أمنية ولوجستية مكثفة لضمان سير الحفل بسلاسة. ومع ذلك، فإن هذا القرار لم يحل دون توافد أكثر من 220 ألف شخص إلى العاصمة، حيث تابع الآلاف منهم المراسم عبر شاشات عرض ضخمة داخل قاعة “كابيتال وان أرينا”.

إعلان ترامب نيته التوقيع على قرارات هامة فور دخوله البيت الأبيض يعكس تصميمه على بدء فترة رئاسته بخطوات جريئة تعزز صورته كقائد حاسم. لكن في الوقت نفسه، يحمل هذا النهج مخاطرة سياسية كبيرة، بخاصة في ظل انقسام المجتمع الأمريكي حول العديد من القضايا.

وبينما يعبر أنصاره عن ثقتهم في قدرة ترامب على إحداث “ثورة سياسية”، يرى معارضوه أن هذه الخطوات قد تعمق الانقسامات داخل البلاد وتزيد من حدة الاستقطاب السياسي.

المشهد العام في واشنطن يعكس حالة من الترقب المشوب بالتوتر. ترامب، الذي أطلق على نفسه لقب “رجل التغيير”، يدرك أن نجاحه في تنفيذ وعوده الانتخابية سيحدد مدى قدرته على الصمود في وجه التحديات الداخلية والخارجية.

ومع توقيع هذه المراسيم المرتقبة، فإن الأسئلة الحاسمة تدور حول مدى تأثير هذه التحركات على إعادة تشكيل السياسات الأمريكية، وما إذا كانت ستسهم في تعزيز مكانة الولايات المتحدة على الساحة الدولية أو ستؤدي إلى تصعيد التوترات مع حلفائها وخصومها على حد سواء.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: