رأت مجلة (لوبوان) الفرنسية، أن هناك تشابها بين شخصيتي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والذي يتم تنصيبه، اليوم الإثنين، والرئيس الأسبق رونالد ريجان، فكلاهما قام ببناء شخصيته بشكل أساسي من خلال استخدام وسائل الإعلام بمهارة كبيرة.
موضوعات مقترحة
وذكرت المجلة ـــ فى مقال لها بعنوان "هل يمكن أن يكون ترامب ريجان جديدًا؟" بقلم كاتبها ميشيل كولوميه ـ أنه قبل 44 عاما ، عندما وصل الرئيس الأمريكى الأسبق رونالد ريجان إلى البيت الأبيض، أمر بإزالة 40 لوحة شمسية من أعلى سقف الجناح الغربى للمبنى والتى وضعها سلفه الديمقراطى جيمى كارتر وهو مؤيد للطاقة المتجددة ورغم أن كفاءة الألواح كانت منخفضة؛ إلا أن هذا الموقف البيئي كان نادرا في ذلك الوقت من جانب ريجان.
وأوضحت، أن دونالد ترامب الذى سيستقر فى البيت الأبيض اليوم ـ وعد من جانبه بالغاء الحظر المفروض على عمليات حفر النفط فى حدود 250 مليون هكتار من الفضاء البحرى الأمريكى، وهو قرار اتخذ مؤخرا من قبل سلفه جو بايدن لحماية البيئة وفي هذه العملية، يريد الرئيس المنتخب القضاء على توربينات الرياح، التي يقول إنها تؤدي بشكل رئيسي إلى "قتل الحيتان والدلافين".
وأشارت إلى أن ريجان لم يكن من دعاة حماية البيئة، لكن ترامب معاد تماما للطاقة المتجددة ومتشكك في تغير المناخ لأنه يؤيد استغلال الوقود الأحفوري قدر الإمكان، مستائلة" ألم يكن "الحفر، الحفر" شعار حملته الانتخابية الذي أكسبه دعم شركات النفط؟، وإذا كان هذا التشابه الغريب فى إزدراء البيئة كافيا لإثارة قلق أولئك الذين يشعرون بالقلق إزاء ظاهرة الاحتباس الحرارى التي تعد الولايات المتحدة أسوأ تلميذ لها، فإنه ليس هو النقطة الوحيدة للمقارنة بين الرئيسين الجمهوريين.
وقالت، إذا لم يعد من الضروري إثبات أن كليهما شخصيتان غير نمطيتين، لا يتوارعان عن إدارة ظهرهما للخطوط الكبيرة لسياسة الحزب الذى جعل منهما "ملكين " ، أو إثارة سخط النخب التقليدية، أو التحلي بشخصيتين مثيرتين للاضطراب، إلا أنهما لديهما نقطة مشتركة واضحة أخرى: أكثر من أي سياسي آخر، وهي أنها قاما ببناء شخصيتهما بشكل أساسي من خلال استخدام وسائل الإعلام بمهارة كبيرة.
وأوضحت أن ريجان، ذلك الممثل السابق القادم من هليوود اعتمد على مواهبه التمثيلية لتحقيق مداخلات ناجحة جدا فى التلفزيون، وترامب المقدم الناجح للبرنامج التلفزيونى /واقع أمريكا/ أصبح بطلا للشبكات الاجتماعية بتعليقاته على أبسط الأحداث على موقعه "تروث سوشيال" وهذا سمح له ـ من بين أمور أخرى ـ بتجاوز الصحف والتي كانت الغالبية العظمى منها معادية له.
ورأت "لوبوان" أنه ليس من قبيل الصدفة أن يكون شعار ترامب فى حملته الانتخابية نسخة من شعار ريجان فى الثمانينيات وهو "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى " فكلاهما أرسى شعبيته من خلال رسالة قوية تتعارض مع النبرة الأكثر استيعابا وتصالحا التي تبناها سلفاهما، ومن خلال لغة مباشرة - أكثر ابتذالا لدى ترامب، وأقل إثارة للانقسام لدى ريجان - تتمتع بميزة إدراكها على الفور من قبل الطبقات الأكثر شعبية.
وأشارت إلى أنه أكثر ما أثار اهتمام ترامب بريجان، هو نجاح ذلك الرهان المجنون للرئيس فى سنوات الحرب الباردة بإطلاق برنامج "حرب النجوم" وهذا المشروع يقضى باستخدام التكنولوجيات مثل الليزر الفضائى أو أسلحة حزم الجسيمات لتدمير أية صاروخ باليستى معتد أثناء الطيران.
وقالت "لم يكن هذا الدرع المضاد للصواريخ جاهزا فى ذلك الوقت، ولكن مجرد إعلان الولايات المتحدة انها ستتخصص كل قدراتها الاقتصادية لجعل هذا الأمر ناجحا كان له تأثير كبير على الإتحاد السوفيتى الذى يعلم أنه ليس لدى القدرة على مواكبة هذا التطور، الأمر الذي ساهم إلى حد كبير في انهيار النظام الشيوعي".
وأضافت، التخطيط الكبيرة لدونالد ترامب هذه المرة هو ألا يترك للصين ـ مصدر القلق الأول فى أمريكا اليوم ـ السيطرة على الفضاء واستكشاف الكواكب الأخرى وهذا هو السبب الذى دفع الرئيس الجديدة لعمل كل ما بوسعه لجذب رجل الأعمال، إيلون ماسك حتى لو كان ذلك يعني قبول بعض أكاذيب الملياردير الغريب الأطوار؛ نظرا لأن إيلون ماسك هو مالك شركتي/ ستار لينك (شبكة الأقمار الصناعية الوحيدة)، وتقنيات استكشاف الفضاء /سبيس إكس/، وهي الشركة الوحيدة التى تجعل وكالة /ناسا/ تشعر بالضغينة منها على الرغم من أنها تستفيد من الأموال العامة ..
وقالت، هناك أيضا الصواريخ /فالكون أو ستارشيب/ القابلة لإعادة الاستخدام والتي تذهب إلى الفضاء، وهو شيء لم يتمكن أحد من تحقيقه حتى الآن هذه هي مشاريع العودة إلى القمر والسفر إلى المريخ أو الكواكب الأخرى التي يتحدث إيلون ماسك عن استعمارها - نعم - إنه في المقام الأول استغلال الموارد خارج الأرض بهدف استنفاد الموارد".
وتساءلت المجلة الفرنسية : هل سينجح دونالد ترامب ـ بفضل إيلون ماسك ـ فى التفوق على البرنامج الفضائى للصين، المنافس الوحيد الذى يخشاه ؟ وهل رأسماليته القوية الجامحة والطموحة ستتمكن من السيطرة على دولة شمولية ذات اقتصاد مخطط بالكامل؟.
وقالت إن رونالد ريجان كان ليبراليا منفتحا على العالم وعرف كيف يعتمد على شبكة من الحلفاء التقليديين لأمريكا، أما ترامب ، فيبدو أنه قرر ممارسة سياسة قومية اقتصادية ذات طابع حمائي ولايريد سوى إقامة تحالفات مع الدول التي قد تقسم بالولاء له.
واختتمت المجلة مقالها بالقول إن هذا الاختلاف الأساسى بين الرجلين هو ولاشك أحد أبرز نقاط ضعف ترامب ويمكن أن تحول دون تمكن ترامب من استعادة التفوق الأمريكى الذى وعد به وخاصة فى مواجهة الصين.