Close ad

هنا يرقد أشهر رحالة في التاريخ.. "الشباب" تقوم بزيارة إلى ضريح ابن بطوطة في مدينة طنجة المغربية

19-1-2025 | 16:57
هنا يرقد أشهر رحالة في التاريخ  الشباب  تقوم بزيارة إلى ضريح ابن بطوطة في مدينة طنجة المغربيةضريح أبن بطوطة
طنجة: أمل رشوان
الشباب نقلاً عن

قام بأولى رحلاته لأداء فريضة الحج ماشيًا على قدميه من المغرب إلى الحجاز عبر الجزائر وليبيا ومصر وفلسطين والشام

موضوعات مقترحة
زار العراق وإيران واليمن والهند والصين ووصل إلى روسيا وجزر المالديف والأندلس وشرق إفريقيا
مفاجأة.. كتابه الشهير "تحفة النظار فى غرائب الأمصار وعجائب الأسفار" لم يكتبه بنفسه

ضريح ابن بطوطة فى طنجة شاهد على عبق التاريخ وسيرة الرحالة العظيم الذى عاش فى القرن الـ14 وطاف العالم من المغرب الى الصين ووثق رحلاته، وضريح ابن بطوطة ليس مكانا للزيارة فقط.. ولكنه نقطة انطلاق لكى نتذكر رجلا عاش حياته متنقلا بين القارات ليترك وراءه إرثا خالدا يلهم الأجيال بأهمية التواصل بين الثقافات وتوثيق التجارب الإنسانية،فتعالوا نتجول بين البيوت فى قلب مدينة طنجة العتيقة لنصل إلي ضريح ابن بطوطة.
ضريح أبن بطوطة

ضريح أبن بطوطة


رحلة البحث عن الضريح
محمد بن عبد الله بن محمد اللواتى الطنجى المعروف بابن بطوطة يعد من أبرز الرحالة فى التاريخ الاسلامى والعالمى، طاف بأكثر من 40 دولة فى زمن لم تكن فيهطائرات ولا كاميرات ولا حدود، ولكنه سافر وتنقل ووثق رحلاته التى استمرت لاكثر من 30 عاما فى كتابه الشهير "تحفة النظار فى غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، وطوال حياتنا نسمع عنهونصف كل عشاق السفر بأنه مثل ابن بطوطة..

ضريح أبن بطوطة

ضريح أبن بطوطة

فقدأصبح أيقونة السفر والترحال، ولكن قليلين فقط بحثوا عن إجابة السؤال: أين عاش ومات ودفن؟ وبينما كنا في مدينة طنجة سمعنا بالصدفة عن وجود ضريح ابن بطوطة وسط المنازل بالحي القديم، وطوال الطريق تذكرنا سيرته، فقدولد فى طنجة بالمغرب عام 1304 وقرر أن يسلك طريق السفر منذ سن صغيرة، وانطلق فى أول رحلة له للحج عام 1325 وهو فى الحادية والعشرين من عمره، وهذه الرحلة كانت بداية الانطلاق الى رحلاته التى استمرت قرابة 30 عاما وشملت معظم أنحاء العالم الاسلامى وأجزاء من إفريقيا وآسيا وأوروبا، فقد بدأت رحلته الأولى من المغرب إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، وقطع خلالها مسافات شاسعة سيراعلى الأقدام أو مستعينا بركوب الدواب، رحلة عبرخلالها الجزائر وتونس وليبيا ومصر ومنها إلي فلسطين والشام حتى وصل إلى الأراضى المقدسة، وأدى فريضة الحج ولكنه لم يكتف بالعودة لبلاده.. بل قررالسفر لاستكشاف العديد من الدول، فسافر إلى العراق وبلاد فارس وزار الهند وعمل قاضيا بها عدة سنوات، وبعدها واصل ابن بطوطة سفره شرقا الى الصين ثم قررالعودة إلى إفريقيا وزار سواحل كينيا وتنزانيا، وبعد سنوات من الترحال عاد ابن بطوطة الى المغرب واستقر بها، والعجيب أنه استعان بكاتب لكى يقوم بتدوين كل ما شهده ومر به من أحداث خلال رحلاته.

ضريح أبن بطوطة

ضريح أبن بطوطة


رحلة بين الأزقة
فى أحد أزقة مدينة طنجة العتيقة المرصوفة بالحجارة تجد نفسك تحاكى خطوات القدماء الذين جابوا هذه الطرقات منذ قرون، وكل خطوة تأخذك إلى عمق المدينة بينما تسمع أصوات الباعة يعرضون منتجاتهم التقليدية وتشم رائحة التوابل والعطور التى تملأ الأسواق، والأزقة هنا ضيقة تغطيها ظلال المبانى البيضاء مع اللون الازرق السماوى، كلها مبان بسيطة ذات أبواب خشبية جميلة وتفوح منها رائحة الماضى، وتطل عليك نوافذ حديدية رائعة مزخرفة وكأنها تحكى قصصا عن حياة لم تتغير كثيرا على مر العصور، ورغم طول المسافة بين الأزقة لكن الابتسامة البشوشة لأهل المغرب كانت هى الوقود الذى يدفعنا للسير أكثر، ومرورا بزنقة "الفقيه العبادى"وصلنا إلي زنقة "ابن بطوطة" فلا توجد وسيلة مواصلات بين الشوارع الضيقة، والضريح في منطقة سكنية قديمةبها سلالملا تصلح لسير السياراتأو وسائل التنقل الأخري.

ضريح أبن بطوطة


قصص وحواديت
ابن بطوطة زار مصر فى عصر المماليك، ووصف القاهرة في كتابه "تحفة النظار" بأنها مدينة كبيرة وجميلة ومزدهرة، ودهش من أهرامات الجيزة وروعة نهر النيل والقصور والمساجد وكتب عنها قصصا وحودايت غاية فى الجمال، كانتحكاياته أكثر دقة من كاميرات العصر الحديث، فقد وصف قصر السلطان فى الهند وقاعات القصر المذهبة والمجوهرات وحياة الترف، أما  فى الصين فقد كان يحكى كيف كانوا ينقشون رسومات فى الأوانى الزجاجية والفخار الصينى، وتعجب من روعة وجمال ودقة  صناعة الحرير وأسلوب الحياة المنظم، كما توقف مع ضخامة بعض الطيور مثل الدجاج والديوك، بجانب دهشته من ثروات الذهب فى مالى وروعة وجمال بلاد فارس، وقبل أن نصل إلى الضريح.. كانت هناك لافتة تحمل اسم ابن بطوطة، وعندما اقتربناكان الضريح مفتوحا، ووجدنا رجلامن سكان المنطقة معه مفتاح الضريح ويفتحه لكل من يرغب فى الزيارة، والضريح بسيط فى تصميمه لكنه عميق فى رمزيته، بحيث يكسوه اللون الابيض من الخارج، اما باب الضريح من الخشب على الطراز المغربى العتيق، والمدخل يكسوهأيضا "الزليج المغربى" باللون الاخضر، بجانب تصميمات وزخارف بسيطة ومن الداخل تشعرك بأجواء من السكينة والوقار وتفاصيل تعكس روح العصر الذى عاش فيه الرحالة، الجدران يكسوها للمنتصف "الزليج المغربى" التقليدى فى منتهى البساطة والروعة، والزليج هو فن مغربى عريق من بلاط فسيفسائى من اشكال فخارية هندسية مدقوقة قطعة بقطعة ثم يتم تركيبها، وعلى الجانب الأيمن يقع الضريح وتوجد نافذة أعلاه والارض يكسوها السجاد الاحمر القرمزى، وهناك سياج معدنى بسيط حول الضريح، فهو بالفعل مزيج  من العظمة التاريخية والبساطة الروحانية.. فهنا يرقد رجل طاف العالم لكي يكتشف أسرار البشر والشعوب.

ضريح أبن بطوطة


لوحة شرف
على جانب الضريح من الخارج توجد لوحة كبيرة من الرخام مكتوب عليها بخط عريض "رحلات ابن بطوطة" وعليها خريطة لكل الرحلات، وكتب اسفلها كأنها رسالة للبشرية "هذه البناية تخلد ذكرى شخصية ذات صيت عالمى اشتهرت بفضل رحلاتها عبر العالم خلال القرن الرابع عشر الميلادى، إنه أبو عبد الله محمد بن عبدلله بن محمد بن إبراهيم اللواتى الطنجى المعروف بابن بطوطة والمزداد-أي المولود- بمدينة طنجة يوم 24 فبراير 1304 ابتدأت رحلته عندما غادر مسقط رأسه سنة 1325م ليؤدى مناسك الحج  بمكة المكرمة ولم يعد غير بعد 29 سنة من المغامرات فى 44 بلدا ومنطقة بأسمائها وحدودها الحالية" إفريقيا الشمالية ومصر والعراق وبلاد فارس وشرق الجزيرة العربية واليمن وإفريقيا الشرقية وآسيا الصغرى والقسطنطينية وروسيا الشمالية وآسيا الوسطى والهند الاسلامية وجزر المالديف وجزيرة سيلان والصين "وبعد استراحة قصيرة بطنجة من سنة 1346الى سنة 1349 قام ابن بطوطة برحلة ثانية الى الاندلس "غرناطة"ومنطقة الصحراء وإفريقيا الغربية وقبل 1368 م أو 1369م، خلف ابن بطوطة وراءه كتابه "تحفة النظار فى غرائب الامصار وعجائب الاسفار" والمعروف بـ "رحلة ابن بطوطة"  والذى أملاه على محمد بن جزى الكلبى بطلب من السلطان المرينى أبو عنان وانتهى من كتابته بمدينة فاس سنة 1355"، وهذه اللوحة المهيبةكانت مكتوبة باللغاتالعربية والانجليزية والفرنسية.

ضريح أبن بطوطة

ضريح أبن بطوطة

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة