Close ad

بابا الشغلانة صاحب أول ستديو تحليلي يفتح دولاب الذكريات.. حسام الدين فرحات: ما نشاهده حاليًا مجرد (قعدة قهاوي)

19-1-2025 | 14:56
بابا الشغلانة صاحب أول ستديو تحليلي يفتح دولاب الذكريات حسام الدين فرحات ما نشاهده حاليًا مجرد قعدة قهاويالاعلامى الرياضى حسام الدين فرحات
وليد فاروق محمد
الشباب نقلاً عن

تصوير: محمد عبد المجيد

موضوعات مقترحة

الخطيب رفض الظهور فى (إستاد النيل) وقت انتخابات الأهلي احترامًا لتكافؤ الفرص مع منافسه
أنا أهلاوى مع كل تقديري للملايين الذين كانوا يقسمون أننى زملكاوي 
كنت جزءًا من خطة الخداع الإستراتيجى فى حرب أكتوبر 1973
"الميكرفون الطائر" فى إذاعة الشباب والرياضة كان فكرتي.. وحضرت أول مباراة فى تاريخ إستاد القاهرة سنة 1960..

 

منذ 30 عاما كان مشهد مباريات كرة القدم المصرية بالتليفزيون كالتالي، مذيعة ربط تخرج في الثالثة إلا ربع عصرا لتعلن الانتقال على الهواء مباشرة إلى الاستاد لمتابعة الوصف التفصيلي للمباراة، ثم يأتي صوت المعلق وتبدأ أحداث الشوط الأول، وبين الشوطين إعلانات وتعود المذيعة لتعلن الانتقال من جديد للاستاد لمتابعة أحداث الشوط الثاني، وبعد نهاية المباراة لم يكن أمام عشاق كرة القدم سوى انتظار التصريحات والتحليل في جرائد الغد، أو انتظار برنامجين فقط.. (الكرة في أسبوع) مع الراحل فايز الزمر، أو (الكاميرا في الملعب) علي القناة الثالثة، ولذلك كان ظهور قناة النيل للرياضة ثورة إعلامية بحق.. ومعها اختراع  استاد النيل  أول استوديو تحليلي في تاريخ التليفزيونات العربية، وبعد نحو 20 عاما من الابتعاد عن المشهد.. بحثنا عن  بابا الشغلانة  كما يقولون وأسطي الإعلام الرياضي حسام الدين فرحات، والذي سيحكي الكثير مما فات.. ويتوقف أيضا مع الكثير مما نشاهده الآن. 


عندما ظهر (إستاد النيل) كان فكرة مبتكرة.. هل اقتبستها من (فورمات) أجنبى؟
لا.. لم يكن لها مثيل، قبلها كان المعلق هو المفسر الوحيد لكل شيء للمشاهد، وبالطبع هذا التعليق ليس بالضرورة موضوعيا لأنه يطرح وجهة نظره، لم يكن هناك أي حديث عن خطط أو أرقام وأفكار فنية، لم تكن هناك تقارير خاصة بخلفيات تاريخية أو معلومات عن اللاعبين والمدربين أو تصريحات على الهواء مباشرة، قبل "استاد النيل" الناس لسنوات طويلة كانوا يفهمون أن اللاعب يتم تغييره لأنه إما مصاب أو مستواه سيئ.. رغم أن تغييرات كثيرة لها أسباب تكتيكية، ولأنني مشجع كرة قدم وضعت نفسي مكان المشاهد، ماذا يريد أن يعرف؟ ببساطة يحتاج أولا لمعرفة النتيجة.. فالخبر لا يفوقه شيء، وثانيا يريد تفسيرا.. لماذا حدثت هذه النتيجة؟، والأصعب ليس لماذا فاز فريق.. لكن لماذا خسر منافسه؟ أي تحويل كرة القدم من لوغاريتم وألغاز إلي منطق، لكن لو الأمر تحول إلي مجرد آراء مثلما نرى الآن في استديوهات التحليل فنحن أمام (قعدة قهاوى) لاعلاقة لها بأصول الإعلام.

الاعلامى الرياضى حسام الدين فرحات


ماذا تقصد بـ (قعدة قهاوى)؟
بهوات يجلسون في استديوهات مكيفة يرتدون كرافتات وفي النهاية يقولون ما يردده الناس في المقاهي، آراء وحكايات وانطباعات، لكن التحليل الرياضي العلمي هو أن يلتزم بالأرقام والحقائق والمنطق ومعلومات تاريخية، ولذلك "استاد النيل" هو الأب الشرعي لكل البرامج الرياضية العربية، نادر جدا أن تجد محللا رياضيا بجد.. فقط خالد بيومي هو الأقرب للاحترافية، وحتي مقدمو البرامج من لاعبي الكرة القدامي.. تجد أحدهم يقول: "إحنا إعلاميين".. لا يا سيدي لست إعلاميا. 

الاعلامى الرياضى حسام الدين فرحات


فى هذه الفترة كان الكابتن محمود الخطيب لا يظهر نهائيا فى التليفزيون ولا الإعلام، كيف أقنعته بأن يصبح أول محلل رياضى؟ 
وجود الخطيب كان كلمة السر في الفكرة كلها، فلكي تنجح كان لابد أن تبدأ في وجود أكبر نجم كرة قدم، والأستاذ حسن حامد رئيس قطاع القنوات الفضائية وقتها وافق علي الفكرة بشرط وجود الخطيب، بل وتعهد في حالة موافقته أن يذاع البرنامج علي القناة الأرضية المفتوحة وليست الفضائية، لكن الخطيب وقتها كان شديد الخجل ورفض في البداية، لكن بعدما حكيت له الفكرة طلب أن نعمل حلقة تجريبية أولا، وبالفعل كانت جيدة جدا واقتنع.. وبدأنا مع انطلاق الدوري العام عام 1998، وكانت القناة رقم 10 الأرضية هي حديث الناس في مصر كلها، ونحن حاليا نعيش عصر ما بعد ستاد النيل.. فقد كان نقطة فارقة في الإعلام الرياضي العربي.

الاعلامى الرياضى حسام الدين فرحات


بالمناسبة، لماذا ظهر بعدها ضيوف آخرون غيره؟
بعد أول موسم كان هناك اقتراح بظهور نجم من الزمالك كنوع من التوازن، وبالفعل قررنا المباراة التي يكون طرفها الزمالك أن يحضر للتحليل إبراهيم يوسف- رحمه الله- وكان شخصية رائعة، والخطيب تقبل ذلك، وفي مرة كانت هناك انتخابات للأهلي.. فقال لي: "اعفيني"، انظر الفارق.. بعدها بسنوات كل أعضاء اتحاد الكرة كانوا يقدمون برامج في الفضائيات دعاية لأنفسهم، وحتى من يتعشمون لأي مناصب بالأندية كانوا يحرصون علي الظهور، بالفعل نحن في مأساة، لكن الخطيب بأخلاقه العالية قال: إن وجوده أمام الناس فرصة لن يحصل عليها منافسه.. واعتذر طوال فترة الانتخابات عن الظهور لتكافؤ الفرص، ووافقته علي ذلك بالطبع،  بعدها بدأ يدخل علي البرنامج نجوم آخرون مثل طاهر وفاروق جعفر وحسن شحاته، ولاشك أن هؤلاء النجوم أضافوا نجاحا كبيرا، بالمناسبة، أنا كنت وقتها رئيس قناة النيل للرياضة.. وأعمل باتحاد الإذاعة والتليفزيون منذ 33 عاما، ورغم ذلك كنت أحصل علي 300 جنيه عن الحلقة.

الاعلامى الرياضى حسام الدين فرحات


هل تعتقد أن قنوات الأهلى والزمالك خدمت الإعلام الرياضى؟
رائع جدا أن تكون هناك قناة للنادي.. لكنها ليست لمسئولي النادي، بل نافذة لأخبار النادي المختلفة وليست لتصفية حسابات، لمنح الفرصة للناس لكي تفهم في التحكيم وليس لإعلان الحكام صراحة عن انتماءاتهم.

الاعلامى الرياضى حسام الدين فرحات


 لنتخيل أيام "استاد النيل" أن أحد المراسلين أحضر لك تسريبا لتسجيل حديث أحد الحكام مع زميل له عن لعبة ما، كنت ستعتبره سبقا إعلاميا وتذيعه؟ 
مستحيل، لايصح أو يليق مهنيا أو أخلاقيا، أي شيء يمس سمعة وكرامة وذمة حكم لاأقبلها تحت أي حجة، وتراجع التحكيم بدأ حينما فتحت القنوات المجال للجميع لكي يهاجمهم ويتصيد أخطاءهم.

الاعلامى الرياضى حسام الدين فرحات


عملت 40 عاما في المجال الرياضي، هل خرجت يوما لتعلن أنك أهلاوى أو زملكاوى كما يفعل كثيرون من المذيعين اليوم، بحجة أن التشجيع ليس عيبا؟ 
وكيف يصدقني الناس بعد ذلك؟ خطأ كبير، اليوم نري حكاما معتزلين يعلنون انتماءاتهم بكل وضوح.. فلماذا تشكك الناس في قرارات قديمة لك؟ الآن نرى العجب.. ضيوف يشتمون بعضهم، ووصل الأمر باثنين ضربوا بعضهما البعض علي الهواء، أو نري نجم كرة قدم مثل محمد أبوتريكة يخرج ليتكلم في السياسة وأمور كثيرة وحينما انتقده البعض قال: "دورنا نتكلم في كل شيء واللي مش عاجبه يقفل القناة"، هذا ليس من حقه رغم حبي له.. هو موجود في الأصل ليتكلم في الكرة والناس تدفع اشتراكا من جيوبها لمشاهدة المباريات، فهناك قواعد مهنية للأسف غابت.

الاعلامى الرياضى حسام الدين فرحات


 لكننى فعلا أريد إجابة واضحة.. أهلاوى أم زملكاوى؟  
أنا ظللت لسنوات طويلة الجميع منقسمون حولي.. النصف يقولون: إنني أهلاوي، والنصف الآخر يؤكدون أنني زملكاوي، فلا يمكن تظهر ميولي وانتمائي في العمل، وحتى أجيبك لأول مرة.. أنا أهلاوي أبا عن جد، وكل تقديري للملايين الذين كانوا يقسمون أنني زملكاوي.

الاعلامى الرياضى حسام الدين فرحات


بمناسبة كلامك عن الخبرة، نعود للوراء، كيف بدأت مشوارك بالإذاعة؟
أنا خريج اقتصاد وعلوم سياسية، ثاني دفعة في تاريخ الكلية عام 1965، دفعتي كانت فيها سميحة دحروج رئيسة قناة الأخبار السابقة، والناقد الشهير يوسف شريف رزق الله، وبعد تخرجي لم أستطع التقدم لاختبارات الخارجية لأن عمري كان 20 عاما والحد الأدنى للقبول هو 21 عاما، فذهبت للإذاعة وعملت في إذاعة الشعب، وكانت بها إدارة اسمها "الشباب والرياضة" وكنا نعمل برنامج مسابقات بالجامعات اسمه (11 سؤالا) وأكبر جوائزها كانت 75 قرشا، وظللت سنة ثم تم استدعائي للخدمة العسكرية، وبما أنني من مواليد 1945 فكل هذا الجيل دخل الجيش عام 1966 ولظروف حرب 1967 ثم الاستنزاف.. خرجنا في  1974 بعد حرب أكتوبر، وكان لي الشرف المشاركة في الحرب كضابط احتياط، وبالمناسبة.. أنا كنت مع بعض زملائي جزء من الخدعة الاستراتيجية، فقبل الحرب بشهور قاموا بتسريحنا وعدنا إلي بيوتنا بعدما أخبرونا بنهاية خدمتنا العسكرية، وبالفعل عدت لعملي في الإذاعة ووجدت كل زملائي السابقين أصبحوا مديرين، وعرفت أن الإذاعي فهمي عمر يؤسس إدارة جديدة للبرامج الرياضية.. وبالفعل انضممت له، لكن يوم 6 أكتوبر صباحا وصلني استدعاء من القوات المسلحة، فسلمت نفسي لسلاح المدفعية الذي كنت أخدم فيه، وبينما كنا نتجمع كان معي لايفارقني جهاز راديو ترانزستور.. وفوجئنا جميعا بإذاعة أخبار الحرب وعبورنا لقناة السويس وخط بارليف، ومع حلول المساء وصلنا إلي الجبهة وقمنا بواجبنا، وشقيقي الأصغر أحمد كان خريج كلية حربية واستشهد في الحرب.

الاعلامى الرياضى حسام الدين فرحات


 هل كان اهتمامك بكرة القدم مبكرا قبل العمل بالإذاعة؟ 
ياااااه.. أنا مشجع قديم منذ صغري، أول مباراة سنة 1960 علي استاد القاهرة كانت بين مصر والنمسا.. وكنت متواجدا في المدرجات من قبلها بساعتين، ولذلك كنت سعيدا جدا حينما قرروا بث إذاعة الشباب والرياضة عام 1975 وعملت فيها منذ بدايتها، كان اسمها "الشباب" فقط أيامها.. ولذلك تجد عددا كبيرا من الدفعة الأولى لكلية الإعلام التحقوا بها، وتغير اسمها إلي "الشباب والرياضة" عام 1980.

الاعلامى الرياضى حسام الدين فرحات


بعد ذلك وصلت لمحطة مهمة فى مسيرتك وهى (الميكرفون الطائر)، كيف بدأت الفكرة؟ 
في الفترة من 1975 وحتي 1982 كنا نذيع مباراة علي إذاعة الشباب والرياضة أو مباراة أخرى في نفس التوقيت علي إذاعة أخرى، بعدها إذا كان الأهلي يلعب مباراة.. والزمالك أيضا يلعب في نفس التوقيت، كانوا يذيعون شوطا من مباراة.. وشوطا من المباراة الثانية، فاقترحت هنا أن نقوم بإذاعة كل المباريات المقامة في توقيت واحد بشكل متزامن، 5 دقائق لكل مباراة ثم ننتقل للثانية وبعدها نذهب للثالثة.. وفي بعض الأسابيع كانت هناك 8 مباريات في توقيت واحد، وكانت فكرة رائعة مازالت مستمرة حتى الآن.

الاعلامى الرياضى حسام الدين فرحات


كنت الإذاعى الوحيد فى إذاعة الشباب والرياضة الذى سجل حلقة مع الراحل صالح سليم، كيف أقنعته بالموافقة؟ 
 في عام 1980 فاز صالح سليم بانتخابات رئاسة الأهلي، وذهبت للنادي مع الأستاذ فهمي عمر، وشاهدت بنفسي مشهدا لن أنساه.. صالح سليم أسطورة الأهلي ينهض مسرعا من مكانه ليرحب بكل ود بالأستاذ فهمي عمر الزملكاوي الكبير، وفوجئت به يعرفني لأنه يستمع للإذاعة، فطلبت منه عمل حوار للإذاعة ووافق، كان زمن احترام بين الرياضيين، انظر لمدرجات كرة القدم منذ 50 عاما.. وانظر لحالها اليوم، وببساطة ستعرف الفارق، سنة 1958 كنت أذهب لمشاهدة مباريات الأهلي والزمالك، كانت المباريات تقام في الناديين قبل استاد القاهرة.. ولم يكن هناك فصل نهائيا بين جمهور الفريقين، عندما يسجل أحد الفريقين هدفا كنت تجد من يهتفون فرحا وبجانبهم من يستشيط غضبا.. لم نسمع لفظا واحدا، وفي النهاية يخرجون معا بكل احترام وأدب، أتذكر أقصى هتاف يمكن وصفه بالمتجاوز بمعايير أيامها سمعته عندما هتف جمهور الأهلي عقب فوز فريقهم علي الزمالك 4-1 وتسجيل طه إسماعيل لهدفين في مرمي ألدو حارس الزمالك ( ليه يا طه ليه.. ألدو عمل لك إيه؟).

الاعلامى الرياضى حسام الدين فرحات
 


منذ 20 عاما تقريبا بعدما تركت رئاسة النيل للرياضة واستاد النيل.. اختفيت، أين كنت؟
 ليس اختفاء لكنه روتين الحياة المعتاد.. خرجت علي المعاش، لكنني تركت "استاد النيل" وأنا مازلت رئيسا للقناة، والسبب سأحكيه لأول مرة، في يوم قرأت مقالا كتبه صديق في جريدة الجمهورية قال فيه: إنني "ترهلت" ووجهي علي الشاشة أصبح مرهقا، فتأثرت جدا ونظرت لنفسي في المرآة وقلت: كفاية كده، وسلمت المسئولية لعبد الفتاح حسن، وبعد خروجي علي المعاش تولت رئاسة القطاع زميلة إذاعية كنت أستاذها في يوم ما، فقالت لي نريدك أن تستمر معنا للاستفادة من خبراتك، لكن بصراحة لم أستطع وابتعدت.

الاعلامى الرياضى حسام الدين فرحات


بينما تمسك بالريموت كونترول الآن وتتابع فضائيات تذيع مباريات أكبر البطولات سواء محليا أو عالميا على الهواء، فجأة تتوقف عند النيل للرياضة لتجدهم يذيعون مباراة فى أمم أفريقيا 1986 أو تسجيلا لأولمبياد سيدنى 2000، بماذا تشعر وقتها؟ 
المسألة ببساطة أنها حقوق رياضية يتم دفع ملايين للحصول عليها، وكنت شاهدا علي بداية القصة في عام 2000 حينما كنت عضوا في اتحاد الإذاعات العربية، وقتها الفيفا طلب عرضا لكي نحصل علي حق عرض البطولات الأفريقية وكأس العالم، كنا ندفع في حدود 4 ملايين دولار ونذيع لكل الشعوب العربية علي المشفر والأرضي، ولكنهم فجأة طلبوا 80 مليون دولار، فقررنا أن أقصي ما يمكن دفعه هو 40 مليونا.. لكنهم في النهاية منحوها لراديو وتليفزيون العرب (إيه أر تي) مقابل 100 مليون دولار لمدة 5 سنوات، فكيف كنا سندفع؟ أما إذا كنت تقصد عدم إذاعة أي مباريات حاليا علي القناة فهذا تسأل عنه الموجودين الآن، تتحدث عن حقوق بالملايين بينما الاستوديو الموجود بالقناة منذ 6 سنوات بنفس الخلفية والديكور!.  

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة