Close ad

جالا جالا فيلسوفة على مسرح الأوبرا ... لأول مرة "كارمن المصرية" تروى قصة نجاحها

19-1-2025 | 14:04
جالا جالا فيلسوفة على مسرح الأوبرا  لأول مرة  كارمن المصرية  تروى قصة نجاحها مطربة الأوبرا جالا الحديدى
وليد فاروق محمد
الشباب نقلاً عن

المطربة العالمية  جالا الحديدي: أمى كانت تسمع البرنامج الموسيقى ليل نهار وهي حامل.. فولدت فنانة!

موضوعات مقترحة

كنت أصغر مطربة تقف على مسرح الأوبرا لأن صوتي ميتزو سوبرانو مثل أم كلثوم

أغنى طوال 4 ساعات بلغات كثيرة وبدون ميكروفون أمام مئات المتفرجين.. وهنا تظهر الموهبة

كنت ضمن أفضل 20 صوتًا فى العالم منذ 10 سنوات.. لكن الآن دخولي للمسابقات لا يليق

   
كيف بدأت علاقتك بالفن، ومن اكتشف موهبتك؟ 

حكاية ربما لا يصدقها البعض لكنها الحقيقة، أمي كانت مقتنعة من خلال قراءاتها أن الجنين يتأثر بكل ما يسمعه وهو مازال في بطن أمه، لذلك كانت طوال شهور الحمل تشغل موسيقي ليل نهار، وفي المساء كانت تنام علي صوت مقطوعات عالمية من الراديو من إذاعة البرنامج الموسيقي، والغريب أنني منذ صغري كانت لدي ميول موسيقية واضحة جدا وبمجرد أن تعلمت الكلام كنت أقلد المطربين والألحان، وأمي كذلك شجعتني عندما دخلت المدرسة علي الالتحاق بالكورال والمشاركة في المسابقات المختلفة، ثم انضممت وأنا صغيرة لأوبرا القاهرة والكونسيرفتوار.

جالا الحديدى


كان أول ظهور لك على المسرح الرئيسى لدار الأوبرا المصرية فى سن ١٧ عاما، وبعدها بعام واحد كنت أصغر مغنية سولويست فى تاريخ دار الأوبرا، هل فى ذلك التوقيت كنت تخططين بالفعل للسفر بالخارج ؟ 

ما ذكرته صحيحا، وكان إنجازا كبيرا لأن سن 18 عاما صغيرة علي أن أصبح مطربة أساسية بالأوبرا، ووقتها حصلت علي الثانوية وكان السؤال الذي يراودني ماذا سأدرس، ولأنني بالفعل درست الموسيقي منذ صغري وأصبحت محترفة فقررت دراسة مجال مختلف وهو الفلسفة والمسرح بالجامعة الأمريكية، وبعدما تخرجت ثم حصلت علي الماجستير فى الأدب الإنجليزي وشعرت بأهمية السفر للخارج، خاصة أنني طوال فترة دراستي كنت ألتحق بكورسات في أكاديمية باخ الألمانية العالمية لفنون الأوبرا، وسافرت للحصول على الماجستير فى الغناء الأوبرالى من جامعة ييل الأمريكية والتحقت بقسم الموسيقى كأول مصرية، وفي أثناء تواجدي بألمانيا سمعنى مدير أوبرا مدينة دريسدن واختارنى للعمل سوليست وحصلت على أول بطولة فى أوبرا ألمانى، كأول مصرية، وتواصلت الرحلة.

جالا الحديدى

بصراحة شديدة، هل فن الأوبرا فى مصر يحظى بالشعبية الموجودة فى أوروبا وأمريكا ؟

وسبب سؤالى ببساطة أن كثيرا من نجوم الأوبرا المصرية قد يحصلون على الشهرة العالمية أولا قبل مصر وهذا غريب بعض الشىء؟  بالفعل الأوبرا قديما في مصر كانت لها شعبية أكبر بسبب طبيعة المجتمع، كان هذا هو زمنها، لكن كل شيء تغير.. حتى في الأثاث أصبح الناس يفضلون المودرن، وهكذا في الموسيقي.. لم تعد الأوبرا والباليه الكلاسيكي كما كانوا، وفي أوروبا وأمريكا مازال لفن الأوبرا شعبيته وجمهوره، كما لا ننسي أن الأوبرا أصلا ليس فنا مصريا أصيلا.. وبالتالي لن يقاوم مثل الغناء الشرقي، لكن هذا لا ينفي أنني حصلت بالفعل علي قدر من الشهرة هنا قبل أوروبا وأمريكا لارتباطي دائما بإحياء حفل  رأس السنة في الأوبرا منذ سنوات طويلة، كما أن الوضع مختلف.. في مصر مساحة الكونسيترات "العرض الفردي" كبيرة بينما في الخارج الأصل هو الأوبرا أي الغناء داخل عرض مسرحي موسيقي كلاسيكي قد يستغرق 3 أو 4 ساعات، غناء وتمثيل وحركة وأداء.. وهذا هو ما أعمل به حاليا في الخارج.

جالا الحديدى


كنت أول مصرية تقدم دور كارمن على الأوبرا على مستوى العالم، هل كنت تسعين لهذه الفرصة؟ وكيف جاءت فرصة الغناء لموسيقي باخ فى ألمانيا؟   

كان تحديا كبيرا لكن يبدو أن شيئا ما كان يجمعني مع كارمن.. فقد قمت برسالة ماجستير عنها، وصوتا وشكلا كنت بالفعل لائقة جدا، أما موسيقي باخ فهي مختلفة تماما وتحتاج لتركيز كبير، لكن الحقيقة رغم أنه إنجاز كبير وأنا أول مطربة مصرية وعربية تقدم هذه الأوبرا في أوروبا وأمريكا.. لكن هذا ليس أفضل أعمالي في رأيي، فما أفتخر به أكثر أنني أول مصرية تغني موسيقي فاجنر العبقري الألماني صاحب المقطوعات شديدة الصعوبة، مثل المركِب الشبح ولوهينجرين والرباعية الأوبرالية وبارسيفال وغيرها، وهو غناء صعب وقوي جدا ومدة العرض تصل إلي 5 أو 6 ساعات متواصلة، وفي العام الماضي قدمت عرضا في ألمانيا من أعمال فاجنر في سابقة هي الأولي .. لأن الألمان عادة يتحفظون بشكل كبير علي أداء مطربين أو مطربات أجانب لأوبرا فاجنر، وكان استثناء بالفعل.

جالا الحديدى


حصلت على الجائزة التشجيعية من أوبرا متروبوليتان، ثم فزت بجائزتى لجنة التحكيم الرئيسية فى مسابقة ستيللا ماريس الدولية للأداء الصوتى، وكذلك أنت أول مصرية يتم ترشيحها لمسابقة "مغنى العالم".. ما المعايير التى فزت بسببها بهذه الجوائز المتميزة؟   

بكل تواضع لأنني فعليا كنت دائما الأولى في المشاركة بهذه الفعاليات الكبرى، علما بأن دار الأوبرا المصرية بالفعل تدعم كثير من المطربين والمطربات، كما أنه تم ترشيحي من جهات أخرى في أوروبا، وفي مسابقة البي بي سي العالمية اختاروني ضمن أفضل 20 صوتا في العالم وكنت أمثل فيها مصر.. والمعايير في رأيي تكمن في التوقيت الصحيح الذي تزامن مع نجاحي بجانب التوفيق، وبالمناسبة.. مؤخرا لم أحصل علي جوائز أخرى لأنني من الأصل لم أدخل مسابقات، ففي أوروبا الوصول لدرجة معينة من الاحتراف لا يصح معه الدخول في مسابقات مهمتها الرئيسية اكتشاف المواهب ومنح الفرصة للهواة.

جالا الحديدى


قدمت حفلات فى دول كثيرة، أمريكا وإيطاليا وألمانيا وفنلندا وفرنسا وبلجيكا وبولندا والدنمارك وتركيا والجزائر والمغرب وغيرها، من أكثر جمهور تشعرين بالفعل بأنهم يعشقون فن الأوبرا؟ 

الحقيقة كل دول أوروبا شعوبها تتذوق فن الأوبرا بشكل عام، لكن كل هذه البلاد يميلون للفنان الذي يترك جزءا من روحه في فنه ويعرف كيف يتواصل معهم، لكن ربما تندهش لو قلت لك إن أكثر جمهور يتفاعل معي هو جمهور الأوبرا المصرية .. لأنني مهما حاولت الوصول بصوتي لقلوب الجمهور فلن أنجح بشكل كامل إلا مع من يشاركونني نفس الروح، حتى ولو كانوا لا يفهمون ما أقول!

جالا الحديدى


أنت ميتزو سوبرانو وهى طبقة صوت نسائية فى الغناء الأوبرالى، تختلف عن الصوت السوبرانو، ما الفارق بينهما ؟ أقصد لو كانت مقارنة مع الغناء العادى.. هل الميتزو سوبرانو مثلا تشبه صوت أم كلثوم بينما السوبرانو يشبه صوت شادية أو نجاة؟ 

هناك فارق في ارتفاع وعمق الصوت، ولا أقصد مساحة الصوت بالضرورة، وهو ما يفرق في تكنيك الصوت ونوعه، السوبرانو صوت رفيع كأنها فتاة شابة في بداية حياتها.. بالتالي هذا يحجمها في أدوار معينة، بينما ميتزو سوبرانو أعمق وأكثر رزانة، ولذلك زمان وأنا صغيرة قمت بأدوار أولاد وشباب لأن خامة صوتي كانت أعمق وأعرض من سني، والمثال الذي وضعته دقيق جدا.. فعليا أم كلثوم صوتها ناضج تماما وحاد ويعتبر ميتزو سوبرانو، بينما السوبرانو صوت أخف مثل شادية.

جالا الحديدى


يقول البعض إن الغناء الأوبرالى يُشكل ضررا على الصوت أحيانا عندما يغنى الفنان وهو صغير فى السن أدوارا كبيرة عن حجم صوته، هل هناك تدريبات معينة للحفاظ على الصوت، وهل صحيح أن مطرب الأوبرا لابد وأن يمارس الرياضة؟ 

صحيح ما قلته، لكن الفيصل هنا في طريقة التدريب منذ الصغر، ببساطة لو طفلا صغيرا يظل "يزعق ويصرخ" بالساعات ولفترات طويلة بديهي أن هذا يؤذي صوته، لكننا نتكلم عن فن موسيقي وتدريبات معينة للالتزام بنغمات مع تأهيل الصوت والحفاظ علي الأحبال الصوتية، وبالفعل مطرب الأوبرا لابد أن يكون جسديا مثاليا ويمارس رياضة..

جالا الحديدى

فهي مهنة تحتاج لاحتراف كامل، فحتي تغني وتمثل لعدة ساعات، وبالمناسبة.. في كثير من حفلات الأوبرا العالمية كل ذلك يتم بدون ميكرفون ووسط مئات المتفرجين.. ولابد أن يصل صوتك بكل تعبيراته الصحيحة لكل متفرج يجلس في آخر المسرح، هي مهنة صعبة جدا.  عندما يتحول بعض مطرب الأوبرا إلى غناء الأغنيات العادية الرومانسية أو الوطنية، يشعر البعض بأن الصوت تغير بعض الشىء.

جالا الحديدى

 هل تعتقدين أن مطربة الأوبرا لا يجب أن تؤدى إلا أعمال الأوبرا فقط ؟ 

مبدئيا.. القاعدة هي أن الغناء الحلو والصوت الجميل لا يتغير سواء كان عبر فنون الأوبرا أو حتى غناء شعبي، وبالتالي العكس أيضا.. بمعني أن المطربة العادية لو صوتها جميل فعلا وله شخصية فهي تصلح بشكل ما لأداء أدوار معينة أوبرالية، فمثلا أم كلثوم تخيل لو كانت غنت بالإنجليزية..

جالا الحديدى

أنت ستشعر بالاختلاف لأنك لم تعتدها، لكن المستمع الإنجليزي لابد أن يشعر وبوضوح أن هذا الصوت جميل ومختلف وثابت وله شخصية، المهم أن تغني بشكل صحيح.. لو شعرت بأن الصوت تغير فهذا لأنه ليس جميلا لكن  لأن هناك خطأ في تكنيك الصوت تسبب في ضرر للصوت، وعموما كل مطرب وله قراره، أنا شخصيا أحب أن أغني أوبرا وغربي فقط لأن هذا ما أشعر به.. المهم ما يقبله الجمهور.

جالا الحديدى


ما اللغات التى تغنين بها ؟ وهل صحيح أنك تغنين أحيانا بلغات لا تعرفينها أصلا؟ 

 كل اللغات التي يتكلمها البشر وألفوا بها أوبريتات أغنيها.. ما أتذكره أنني غنيت بالألماني والبولندي والروسي والتشيكي والإيطالي والفرنسي والإنجليزي والعربي ولغات أخرى، وهناك أوبريتات تتم كتابتها بالصيني والياباني، ومعظم هذه اللغات لا أعرفها.. وهنا تظهر صعوبة المهنة لأنك تستعين بمدرب موسيقي من أهل هذا البلد تتعلم منه اللغة ليس بالفهم والنطق فقط .. لكن في طريقة الغناء والتعبير، وجزء من عمل مطرب الأوبرا أن يفهم كل كلمة ينطق بها بصوت عالي لا يفقد مع حركاته حرفا واحدا قد يغير من المعنى.. والحرفة هنا أنك بهذا الصوت العالي بلغة لا تتقنها لابد أن توصل الإحساس الفني للجميع .

جالا الحديدى


أخيرا، هل مازال هناك حلم ما.. أو شخصية تودين تجسيدها فى المستقبل ؟ 

أوبرا كارمن كانت حلم وأشعر بأنها تتطور معي.. وفاجنر بدأت مشواره الصعب.. وخطوتي القادمة ستكون مع الغناء الدرامي الأوبرالي مع أعمال شتراوس، وهناك فروق بين أوبرا القاهرة وأوبرا ألمانيا، هنا لتقديم عرض لأوبرا عايدة، يتم تدريب العازفين والمغنين على العرض  لمدة شهر كامل وتقديمه خلال أيام الشهر، بينما أوبرا ألمانيا تقدم على مسرحها يوميا عرضا مختلفا، فخلال أسبوع واحد أقدم مثلا كارمن وعايدة وهنزل جريتل.. وكل أوبرا بدور ولغة مختلفة، وبصراحة شديدة، الحمد لله.. كل الأحلام تحققت سواء داخل مصر أو خارجها. 

جالا الحديدى

جالا الحديدى

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة