ذكرت صحيفة (20 دقيقة) الفرنسية في مقال للكاتب ـ "لوران جاريجيس" أن حرائق الغابات في"إيتون" و"باليساديس" التي اندلعت الأسبوع الماضي احرقت ما يقرب من 4 أميال مربعة من الأجزاء الكثيفة للغاية في لوس أنجلوس وتسببت في توليد مستويات قياسية من تلوث الهواء، مما أثار المخاوف بشأن آثارها على المدى الطويل وخاصة في المجتمعات الفقيرة.
موضوعات مقترحة
وتجد مقاطعة لوس أنجلوس الامريكية نفسها في قبضة أزمة بيئية وصحية وذلك في أعقاب حرائق الغابات المدمرة حريق "إيتون" وحريق "باليساديس".
وذكرت الصحيفة ،أنه منذ الثامن من ينايرالجاري، تم تسجيل مستويات مثيرة للقلق من الجسيمات الدقيقة. وفي حي /تشايناتاون/، سجل أحد أجهزة الاستشعار 7ر483 ميكروجرام لكل متر مكعب، وهو رقم قياسي خلال السنوات الأربع الماضية. وفي /باسيفيك باليساديس/، سجل جهاز مراقبة آخر ذروة بلغت 1100 ميكروجرام، وهو رقم قياسي جديد قاتم منذ تركيب أجهزة الاستشعار في عام 2021. وتتجاوز هذه المستويات بكثير العتبات التي تعتبر آمنة لصحة الإنسان .
وفي ذروة الحرائق، شهدت المستشفيات زيادة قدرها 16 ضعفا في حالات الدخول إليها بسبب الإصابات أو التعرض للدخان. ومن بين 81 حالة دخول إلى المستشفى، يخشى الخبراء أن تظل حالات أخرى أقل من العدد الحقيقي .
من جانبه، قال "أليستير هايدن" أستاذ جامعة "كورنيل" (وهي جامعة خاصة أمريكية تقع في مدينة إثاكا في ولاية نيويورك) "إننا نعلم أن [الدخان] له تأثيرات قاتلة محتملة، لكن ذلك لا ينعكس دائما في شهادات الوفاة".
ويعتبر الأطفال على وجه الخصوص الأكثر عرضة لهذا التلوث وتوصلت دراسة أجريت في جامعة /ستانفورد/ بعد حريق /كامب فاير/ عام 2018 (والذي أودى بحياة 85 شخصا ودمر نحو 19 الف مبنى في بلدة بارادايس، وتسبب الحريق في تدمير 95% من البلدة) إلى أن 76% من الأطفال المصابين بالربو عانوا من نوبة أو تفاقم حالتهم. وكانت المجتمعات اللاتينية والآسيوية والأفريقية الأمريكية الأكثر تضررا، وهي الفوارق التي يمكن أن تتكرر في المناطق المتضررة من حريق /إيتون/.
ورغم أن دخان الحرائق بدأ يتبدد بفضل الرياح الأخيرة، فإن الرماد والحطام الذي يغطي العديد من الأحياء يشكل تهديدا مستمرا. ويحذر الخبراء من أن هذه البقايا تحتوي على مواد كيميائية سامة ناجمة عن حرق المنازل والمركبات والنباتات وشددوا على ضرورة اعتماد استراتيجيات وقائية تتكيف مع الفئات السكانية الضعيفة.
بدوره، أكد "كريس فيلد" مدير معهد /ستانفورد وودز للبيئة/ أنه "يمكن أن تصبح مواقع الحرائق بمثابة مكب للنفايات السامة".. مضيفا أنه "حتى الأشياء الثمينة يمكن أن تصبح خطيرة بعد ملامستها للحريق".
وفي الوقت نفسه، أصدرت منطقة إدارة جودة الهواء بالساحل الجنوبي العديد من التحذيرات بشأن جودة الهواء، وأوصت بارتداء أقنعة "إن 95" وإبقاء النوافذ مغلقة. ومع ذلك، لا تزال بعض الجسيمات، التي تكون كبيرة للغاية بحيث لا يمكن لأجهزة الاستشعار اكتشافها، تفلت من القياسات الرسمية.
وتستخدم وكالة ناسا حاليا أجهزة استشعار مثبتة على الطائرات لتحليل المناطق المحروقة وتقييم سمية الرماد ويمكن لهذه التقنيات، التي تم استخدامها بالفعل بعد الكوارث مثل هجمات 11 سبتمبر، أن توفر بيانات قيمة للتخطيط لمرحلة التنظيف وتقليل المخاطر على السكان.
واختتم "مايكل فالكوسكي" عالم البيئة الأرضية في وكالة ناسا قوله: "تظل هذه البيئات سامة لفترة طويلة بعد الحرائق".
ويخلص "مارك كارمايكل"، وهو طالب طب في جامعة /ستانفورد/ إلى أن "معايير جودة الهواء الحالية ليست كافية لحماية الناس في حالات الطوارئ هذه".
يذكر أن حرائق "إيتون" و"باليساديس" التي اندلعت الأسبوع الماضي احرقت ما يقرب من 4 أميال مربعة من الأجزاء الكثيفة للغاية في لوس أنجلوس، وهو أكثر من ضعف المساحة الحضرية التي التهمها حريق وولسي في المنطقة في عام 2018.
يشار إلى أن حرائق إيتون وباليساديس التي اجتاحت لوس أنجلوس اسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 27 شخصا وتدمير أكثر من 12000 مبنى ووضع أكثر من 80 ألف شخص تحت أوامر الإخلاء.