Close ad

«البرسيم الحجازي».. بين التوصيات البحثية والتكامل العلفي

19-1-2025 | 10:12
;البرسيم الحجازي;  بين التوصيات البحثية والتكامل العلفيالبرسيم الحجازى
الشحات أحمد
بوابة الأهرام الزراعي نقلاً عن

في إطار الحرص على رصد ونشر الجهود البحثية والتوصيات الفنية في القطاع الزراعي، عكفت "الأهرام التعاوني والزراعي" على استعراض الجديد لدى بعض الباحثين فيما يتعلق بمحصول البرسيم الحجازي، مقارنة بالأعلاف غير التقليدية، بهدف عرض حزم من التوصيات الفنية والبحثية التي من شأنها تعظيم الإنتاجية من وحدة المساحة "الأرض" المنزرعة بهذا المحصول،  وكذا تحقيق التوازن بين الحاجة لتلك المحصول ومحاصيل الإنتاج الغذائي للاستخدام الآدمي، باعتبار محصول البرسيم الحجازي من المحاصيل الرئيسية والضرورية لتربية الثروة الحيوانية، وكذا تعظيم الاستفادة من اللحوم المنتجة والألبان، مما جعل المربي للثروة الحيوانية حائرا بين توصيات الباحثين لهذا المحصول، ومنافسة الأعلاف غير التقليدية،  وإليكم تفاصيل اللقاء.

موضوعات مقترحة

في البداية قال الدكتور صبحي خليفة، أستاذ  البساتين بكلية الزراعة جامعة الأزهر: يعتبر البرسيم الحجازي أكثر محاصيل الأعلاف المنزرعة أهمية عالمياً، كما أنه يوصف بأنه نبات علف ذو قيمة غذائية عالية لجميع أنواع الحيوانات سواء منها الحلاب أو التسمين، بالإضافة إلى أن له فوائد عديدة،  وتتلخص فيما يلي: تثبيت الآزوت الجوي في وحدة الأرض مما يفيد المحاصيل الأخرى التي تزرع بعده، حيث تضيف ما يقرب من  80 : 100كجم من الآزوت الجوي إلى التربة للفدان الواحد سنوياً، بجانب تحسين خواص التربة عن طريق ما يضيفه من المادة العضوية، مضيفاً أن محصول البرسيم الحجازي يُعد غذاء كامل يحتوي على جميع الفوائد الغذائية لحيوانات إنتاج الألبان والتسمين.

وأضاف الدكتور صبحي خليفة، أن طرز وأصناف البرسيم الحجازي تنقسم لعدة مجموعات طبقاً للتصنيفات العلمية المختلفة، وإحدى هذه التصنيفات تعتمد على قدرة الطراز أو الصنف على تحمل البرودة، وفي هذا الصدد يُمكن تقسيمها إلى عدة مجموعات منها: طرز تتحمل البرودة الشديدة، ويتميز بفترة سكون كامل والنمو خلال فصل الشتاء، وطرز تتحمل البرودة المتوسطة ويتميز بفترة سكون غير كامل في النمو خلال فصل الشتاء، وطرز لا تتحمل البرودة ويتميز بعدم وجود فترة سكون في النمو خلال فصل الشتاء، والأصناف المصرية أو التي تستورد خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية واستراليا لزراعتها في مصر تتبع المجموعة الثالثة، وتتميز بأن نموها قائم وتنمو بسرعة بعد الحش، كما أنها تتأثر بشدة في الجو البارد، كما تتأثر بمجموعة الأمراض التي تصيب الأوراق والأصناف المنتشرة في الواحات المصرية المتناثرة عبر الصحراء، كما تتميز بمجموعها الجذري القوي والمتفرع وسيقانها السميكة وأوراقها العريضة الداكنة.

وأوضح الدكتور صبحي خليفة، أنه بالنسبة للأصناف المصرية، قام البرنامج القومي لبحوث محاصيل العلف باستنباط خمسة أصناف وهي: نوبارية 1، وسيوة1، وجيزة1، وإسماعيلية 1،  وبلدي 1، والتي تعطي إنتاجية عالية للمحصول الخضري، مشيراً إلى أنه بالنسبة للبيئة المناسبة يعتبر البرسيم الحجازي من النباتات التي تتحمل الجفاف والملوحة والبرودة، كما أنه متأقلم لمدى واسع من الظروف المناخية والظروف المثلى للحصول على إنتاجية للمحصول الخضري، وتحتاج إلى تربة جيدة الصرف منخفضة القلوية قليلة الملوحة لعمق 1 متر أو أكثر، كما يفضل أن تكون التربة متجانسة في قوامها، فمثل هذه التربة تضمن تجانس في قدرتها على الاحتفاظ بالرطوبة التي تساعد النبات على النمو لمدة طويلة، كما يمكن للبرسيم الحجازي أن ينمو بنجاح تحت نظام الري تحت التربة إذا كانت التهوية في التربة جيدة لعمق 1 متر مع كميات منسوب المياه الأرضي لعمق 6.8 - 7.5 م، وفي الأراضي الملحية يراعي غسيل التربة قبل زراعتها مع الري الغزير بعد الزراعة والإنبات حتى يكون النبات مجموع جذري تزداد قدرته على تحمل الملوحة وقوة تأثيرها.

 

ونوه أستاذ البساتين بكلية الزراعة جامعة الأزهر، أن نبات البرسيم الحجازي عشبي بقولي معمر يمكث في التربة فترة قد تصل إلى خمسة عشر عاماً، كما ينصح ببقائه مدة لا تزيد عن خمسة سنوات حيث يكون العائد اقتصادياً، ثم تزرع بدلاً منه محاصيل نجيلية عامين متتاليين ثم يعاد زراعته مرة أخرى في نفس المكان السابق، وجذور البرسيم الحجازي وتدية تتعمق في التربة ما يزيد عن عشرة أمتار،.

ولفت الدكتور صبحي خليفة، إلى أن طريقة الزراعة في المساحات الصغيرة التي لا تتوفر فيها أساليب الميكنة الزراعية يمكن زراعتها بالطرق المتبعة في البرسيم المسقاوي، أما المساحات الكبيرة التي تستعمل فيها الميكنة فيزرع باستعمال السطارات على أن يكون أبعاد السطور من 10-15 سم، ويتم ذلك بعد تسوية الأرض تسوية جيدة وإضافة السماد البلدي(من مصادر خالية من بذور الحشائش) بمقدار 20-30م2 للفدان.

وأوضح أن معدل التقاوي في الأراضي الطينية من 10-12 كجم / فدان ، وفي الأراضي الرملية حديثة الاستصلاح من 12-16 كجم / فدان، كما يفضل معاملة البذرة بالعقدين والمطهرات الفطرية.

ويقول الدكتور محمد رشيد سلامة رشيد، الباحث في مجال الأعلاف وتغذية الحيوان بالمركز الإقليمي للأغذية والأعلاف التابع لمركز البحوث الزراعية ، أنه ومع ارتفاع أسعار الأعلاف وخاماتها لجأ الباحثون في مجال الأعلاف وتغذية الحيوان بالمركز الإقليمي للأغذية والأعلاف ، إلى تقديم أفكار جديدة وحلول عن استخدام المصادر غير التقليدية في تغذية الحيوانات – وبخاصة المجترات - تلك الحيوانات التي ميزها الله عز وجل بمعدة مركبة تستطيع من خلالها الاستفادة من المصادر منخفضة القيمة الغذائية وتحويلها إلى بروتين ميكروبي عالي القيمة داخل الكرش، وهنا جاء دور العلم في طرح مصادر نباتية يمكن استخدامها مباشرة أو بعد إجراء بعض المعاملات عليها في تغذية الحيوان، من أشهر تلك المصادر استخدام العروش، أوراق النباتات، فرزة الثمار، نواتج التقليم، مخلفات ما بعد الحصاد، مخلفات مصانع الأغذية والمشروبات، ... وغيرها العديد من المصادر التي لو ساهمت بنسبة مقبولة في علائق الحيوان سوف تؤدي إلى خفض فاتورة تكلفة تغذية حيوانات المزرعة التي تمثل العبء الأكبر من تكاليف مشاريع الإنتاج الحيواني بحوالي 75% من تكاليف التشغيل للمشروع.

وأشار  إلى أنه من نتائج تلك الأفكار والحلول استحداث مصدر جديد غير تقليدى وهو أوراق أشجار اللوسينا التابعة للفصيلة البقولية، والتي تتميز بالتحمل وسرعة النمو وإنتاج محصول ممتاز من الأوراق، كما أنها تقوم بتثبيت النيتروجين في التربة وتنمو في أغلب الظروف التي لا تصلح لغيرها من النباتات، وعند تقييم تلك الأوراق من حيث تواجد المركبات الفينولية وجد أنها تحتوي على العديد من المركبات المفيدة التي لها تأثير مضاد للأكسدة ومضاد للالتهابات ومفيد لصحة الحيوان مثل حامض الجاليك وحامض الألجيك والنارنجينين، بالإضافة إلى احتوائها على نسبة من التأنينات أدت إلى خفض إنتاج الميثان من الحيوانات المجترة مقارنة بمثيلتها التي تتغذى على البرسيم الحجازي دون أي فروق معنوية في أداء الحيوانات.

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: