Close ad

مصنعو ومصدرو زيت الزيتون: وقف الاستيراد الحل.. ونحتاج دعم وتسهيلات من الدولة لأصحاب المعاصر

19-1-2025 | 11:11
مصنعو ومصدرو زيت الزيتون وقف الاستيراد الحل ونحتاج دعم وتسهيلات من الدولة لأصحاب المعاصر زيت الزيتون
هويدا عبد الحميد
بوابة الأهرام الزراعي نقلاً عن

 

موضوعات مقترحة
  • وقف استيراد زيت الزيتون الأقل جودة والاعتماد التسويقى على بلد المنشأ لضبط الأسواق 
  •  تطوير المنظومة الصناعية  بالاعتماد على خلفية مصر الزراعية التي أطعمت العالم من القِدم
  •  ابتكار زيت زيتون بنكهات "التفاح، والقرنفل، الليمون" لإرضاء الأذواق 
  • الزيتون مصدر للدخل القومي وفرصة لجمع أطراف القطاع نظرًا لموقع مصر وتوافر أراضِ بالصحراء 


استكمالًا للملف الذي تناولته "الأهرام التعاوني والزراعى"  بعددها السابق حول المشاكل التي تأن منها الشجرة المباركة  وكيفية حلها من خلال رؤي مزارعي وخبراء الزيتون.. نكشف خلال السطور التالية عن أهم التحديات أمام المعاصر ومنتجي الزيت "الذهب السائل" وطرق الغش بالأسواق. 

أوضح فؤاد حمودة من قدامي منتجي زيت الزيتون بالإسماعيلية أنه لا يوجد أي دعم من الدولة أو تسهيلات لأصحاب المعاصر، ونعاني من استيرادها من الخارج ومع ذلك نحن نبحث عن الأفضل لاستخراج أجود أنواع الزيت، وهي أكبر معاناة تواجه منتجي الزيت في مصر وخاصة المُزارع وأصحاب المعاصر، فضلًا عن غش زيت الزيتون وهنا تقع مسؤولية الدولة، وتشديد الرقابة من خلال الجهات المعنية علي غرار محاربة مروجي المخدرات والعملة المزيفة، نتيجة ما يسببه من أضرار على صحة المواطنين، الآن ينتشر فى ربوع مصر مما يسبب ركود فى الزيت المحلى الطبيعى، الأمر الذى يدفع مُزارع الزيتون لإهمال وهجر مزرعته. 

ومن المفارقات أن  المستثمرين الأجانب في مصر يقومون بفتح مشاريع ضخمة تنجح نتيجة تقديم أجود الأنواع للمستهلك المصرى، وفي المقابل بعض التجار المصريين تقدم للمستهلك زيت مغشوش فكيف لمشروع عملاق لإنتاج واستخراج زيت زيتون طبيعي أن ينجح أو يستمر في ظل منافسته مع المغشوش؟! 

اتحاد المعاصر
وفي سياق متصل، أكد م. محمد حافظ منتج زيت زيتون، أن الزيت المستورد غير صالح للاستخدام الآدمي ويدخل السوق المحلي على أساس أنه زيت زيتون ويتم توزيع كميات كبيرة منه في معاصر معروفة بالاسم، مما يضر بسمعة السوق المصرية، ويتطلب رقابة على التصنيع والإنتاج والسوق والاستيراد. 
واقترح إنشاء اتحاد للمعاصر أو جمعية مشهرة ومسجلة رسمياً تحت رعاية رسمية للدولة كرقيب عليها في التصنيع والتصدير والاستيراد. 

 طرق الغش
وكشفا كل من  فؤاد حمودة ومحمد حافظ  عن طرق الغش، وأشهرها خلط الزيوت النباتية "عباد الشمس والذرة" رخيصة الثمن بزيت الزيتون بنسب معينة وتُباع على أساس أنها زيت زيتون صافي، أو يتم إضافة أسانسات "لون ورائحة" على الزيوت النباتية لتغيير اللون الأبيض إلى الأخضر مما يضر بالصحة، ومن الطرق المستحدثة الكارثية فلترة الزيوت المستخدمة بمصانع البطاطس المقلية يتم وإضافة اسانسات وأصباغ "اللون والرائحة" الضارة بالصحة. 
وهناك من يستورد ناتج عصر تفلة الزيتون الناتجة من معاصر الخارج ويطلقون عليه اسم العصرة الثانية، رغم استخدامه صناعيًا بمصانع الصابون وتكون حموضته عالية جدًا ورائحته كريهة ويتم معالجته بالصودا الكاوية لتصل حموضته إلى أقل من 1%، مما يتطلب حملات توعية للمستهلك للتعرف على الزيت الأصلي  من الطعم واللون والرائحة. 
وقف الاستيراد
واقترح م. عاطف نجم مدير مصانع زيتون، ضرورة وقف استيراد زيت الزيتون الأقل جودة لسعره منخفض والاعتماد التسويقى على بلد المنشأ، والنھوض بالصناعات التكميلية للزيتون بجودة عالية (مواد التعبئة والتغليف) مثل الزجاج المعتم، حيث تتميز الأسواق الأوروبية بالاھتمام بالعبوات وأشكالھا، ويجب أن يأخذ المنتجون والمصدرون المصريون على عاتقهم النظر إلى مستقبل مصر اقتصاديًا لصناعة الزيتون وتجنب الخلافات التسويقية، مشيرًا إلى أنه ليس كل الأصناف المزروعة والمعاملات المنقولة من بلاد أخرى تصلح فى بلدنا لاختلاف طبيعة التربة والرى والظروف المناخية، ولابد الاھتمام بجودة زيت الزيتون بإنتاجه بكر وبجودة عالية. 
وللكشف عن الغش هناك اختبارات عدة تتم فى المعامل مثل سلسلة الأحماض الدهنية ونسبة حمض الأوليك فى السلسلة ودلتا k غير الحموضة والبيروكسيد التى ليس بدورها تحدد هل الزيت زيتون أم لا؛
وبالتالى لابد من إجراء اختبار تذوق للزيت عن طريق الطعم والرائحة ولكنه يحتاج إلى مزيد من التدريب والخبرات، ولهذا نصح نجم بالشراء من مصدر موثوق منه يخضح للرقابة من هيئة سلامة الغذاء والصحة ولديها شكاوى عملاء وخدمة التواصل مع المستهلك، الأمر يعتمد على ذكاء المستهلك بتوقع المدى السعرى لزيت الزيتون والبُعد عن السعر الشاذ غير المنطقى. 

قطع الغيار 
وقال صبحي رحومه رئيس مجلس إدارة جمعية منتجي الزيتون بمطروح: أن المعاصر التقليدية تحتاج مساحات كبيرة وتكاليف تجهيزات عالية، كما أن طرق الجمع وعدم التنسيق بين المزارع والمعصرة يؤثر على جودة المنتج، لذا يجب وجود كيان يطلع علي هذه المشاكل لعرضها على المسئولين ونتوسم خيرًا فى المجلس النوعي للزيتون باتحاد منتجي ومصدري الحاصلات البستانية برئاسة اللواء أشرف الشرقاوي، وتكوين لجان خاصة لحل مشاكل القطاع، فضلًا عن قلة العمالة الفنية المدربة، ويجب إعداد مجموعة من الفنيين وتطوير قدرات العاملين.. إلى جانب عدم توافر قطع الغيار خصوصًا للخطوط المستوردة إلا بالطلب وتصل بعد 3 شهور، لذا يجب توفيرها  أو استبدالها بالصناعة المحلية، وهناك خطوط غير مطابقة للمواصفات تسبب إهدار للزيت وانخفاض جودته ونحتاج لرقابة متخصصة.. وحصر وتنظيم التوزيع الجغرافي للمعاصر وجهة لإصدار التراخيص بكافة الاشتراطات وحل مشاكل المخلفات، وتوفير خطوط إنتاج صغيرة لأصحاب المزارع.. ويمكن استخدام المعاصر بمراكز البحوث وغيرها من الجهات المعنية." 

تحديات كبيرة

واتفقا كل من م. أمجد قاسم وم. نصر الجندي منتجي زيتون قائلين: "لا يوجد رقابة علي المعاصر، والنسب هذا العام متدنية عن العام السابق، والأمر يتعلق بضمير صاحب المعصرة فقط.. وبالنسبة للمصانع المُصدرة للمنتج النهائي تكاليف التصنيع عالية من عمالة وطاقة.. وتواجه تحديات كبيرة مثل توفير المادة الخام (الزيتون) وتخزين كمية لإنتاج طول العام؛ مما يتطلب سيولة كبيرة جدًا لذا يجب دعمهم بتسهيلات بنكية بأسعار فائدة لا تتجاوز 5% انعاشًا للسوق". 

أب للزيتون
وشدد م. محمد ضرار مُنتج ومُصدر لزيتون المائدة وزيت الزيتون على تطوير المنظومة الصناعية بالاعتماد على خلفية مصر الزراعية التي أطعمت العالم من القِدم، كمنظومة متكاملة بين المزارع والمُصنع وأساتذة كليات الزراعة، مشيرًا إلى أن الشجرة المباركة فرصة لجمع أطراف القطاع لتعظيم الفائدة من الزيتون؛ ونظراً لموقع مصر على البحر المتوسط، وتوافر أراضِ واسعة بالصحراء تجعلها هذه مصدر دخل قومي عظيم، بشرط تعظيم ثقافة زراعتها واستخداماتها والامكانيات التدريبية لعمالة  الزراعة والصناعة والتصدير، فضلًا عن تعظيم الكفاءة الإنتاجية والتصدير بإدخال التكنولوجيا للمزرعة ودعم المُصنع بتطوير الأنظمة لصناعة منتج نهائي  للمستهلك العالمي يستطيع المنافسة للمنتجات بكبري الدول المنتجة منذ 200 سنة، وتم ابتكار زيت زيتون بنكهات مختلفة مثل "التفاح، والقرنفل، الليمون" لإرضاء كافة الأذواق التي لا تستطيع  تقبل مذاقه الأصلي، مؤكداً أنه إذا نهضت مصر في هذا القطاع ستصبح بطل  وعملاق هذه الصناعة والتجارة فى العالم وستأخذ وضعها المناسب، من خلال خلق آليات للحوار وفض النزاعات ودعم المزارع والمصنع والتاجر والمصدر، وفتح الأسواق، والتسعير وبرامج تدريب وتوعية لصناعة المزارع والجامع والعامل الماهر، لاسيما في ظل توافر الابتكارات بالجامعات ومعاهد البحوث بيد شباب واعد لتعظيم الفائدة من المخلفات الصناعية والزراعية لهذه الشجرة. 

وقال ضرار: "ممكن تحويلها إلى فرص دخل قومي عظيمة من ذوي النوايا الطيبة والحس الوطني، فلا ينقص تنميتها سوي  الوعي وتحديد من يدير المنظومة.. نحتاج أب للزيتون يتولى أمر العائلة من مزارعين ومصنعين ومصدرين.. نعود إليه إن اختلفت أراءنا.. وأمنيتي تميز مصر لتصبح رقم واحد في كل منتجات الزيتون زيتاً ومائدة ومستحضرات تجميل بشتى ومواد طاقة  ومكسبات طعم وأدوية من هذه الشجرة تحمل العلم المصري برعاية واهتمام الدولة لهذه المنظومة والعودة لأصلنا كمزارعين ونصنع ما نزرعه بدلًا من تصديرها مادة خام إلى الخارج.. وهذه الشجرة معطأة علي مدار 12 شهرًا  وتدر دخل لمصر ثمرة وورقة ومنتج ومخلفات.. وتعادل أهميتها قناة السويس وتحويلات العاملين بالخارج.. فهي فرصة واعدة والوقت الحالي مناسب تمامًا لاحراز أهداف لوضع مصر بالمكان اللائق بها وفوزها بالمركز الأول فى المحافل الدولية.. واستخدام القوة الناعمة بالامكانيات الدبلوماسية بتوفير صالة بالمعارض الدولية العملاقة للتعريف بالمنتجات المصرية وفتح الأسواق وخلق حلقة تواصل مع كبار المنتجين والموزعين والمستهلكين بهذه الدول.. خاصة أن صغار المنتجين أو المصدرين لا يجدوا الدعم الكافي لمقابلة المستهلك الأجنبي.. وهذا يفترض أن يتم من خلال مندوب من السفارة للاطلاع على المشاكل لتفاديها في المعرض اللاحق."

منتج استراتيجى
وأضاف د. طارق الجوهري المستشار الاعلامي لمهرجان المصرى للزيتون أن الدورة الثالثة كانت الأكثر تميزًا، ولأول مرة فى مصر ومنطقة الشرق الأوسط تُقام على هامشها مسابقة دولية كبرى لجودة منتجات الزيتون من زيت وزيتون المائدة، بمشاركة شركات من كل دول العالم المنتجة للزيتون مثل أسبانيا وإيطاليا واليونان والمغرب وتونس والجزائر والسعودية وكرواتيا والبرازيل والولايات المتحدة والأرجنتين وقبرص وتركيا، بتحكيم 12 قاضيًا دوليًا معتمد من المجلس الدولى للزيتون منهم 4 مصريين. 

وتابع الجوهري، فكرة المهرجان نشأت من خلال الحرص على كشف ثروات مصر الخفية والحفاظ عليها وتنميتها، فهي أكبر مُنتج ومُصدر فى العالم لزيتون المائدة ولكن رغم هذا التفوق فإن العائد المالى من العملة الصعبة قليل بالنسبة لحجم الصادرات، كما أن المزارع المصرى لايهتم بزراعة زيتون العصر مثل اهتمامه بزراعة زيتون التخليل (المائدة)، فضلًا عن اهتمام الدولة بالزيتون كمنتج استراتيجى وأملًا واعدًا يمكن أن يساهم فى دعم الاقتصاد القومى وحل مشاكل هذا القطاع والاطلاع على كل جديد بعالم الزيتون.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة