Close ad

خبراء: الأسوأ لم يأت بعد في لوس أنجلوس

19-1-2025 | 01:07
خبراء الأسوأ لم يأت بعد في لوس أنجلوسحرائق لوس أنجلوس

على أطراف المدينة الأغنى في الولايات المتحدة تحت شمس كاليفورنيا، تدور معركة صامتة لكنها مدمرة، بين النار والماء، فبينما يجاهد رجال الإطفاء لإخماد ألسنة اللهب في جنوب كاليفورنيا، يبدو أن المطر الذي يتوق له السكان قد يتحول إلى كابوس جديد، فالمناظر الطبيعية التي أحرقتها النيران باتت أرضًا خصبة لكوارث طبيعية أخرى، من فيضانات، وانهيارات طينية، وتدفقات حطام قد تدمر ما تبقى من أرواح وممتلكات.

موضوعات مقترحة

وذكرت قناة القاهرة الإخبارية أن جنوب كاليفورنيا، بعد أن أحرقت النيران التلال الشديدة الانحدار، أصبحت المناطق التي جُرِّدت من الغطاء النباتي عرضة لأخطار جديدة، فالأمطار الغزيرة التي ينتظرها سكان المنطقة بفارغ الصبر قد تؤدي إلى فيضانات مفاجئة وانهيارات طينية.

وفقًا للباحث جيسون كين، من برنامج مخاطر الانهيارات الأرضية التابع للمسح الجيولوجي الأمريكي، فإن المنحدرات المحترقة بشدة تصبح مصدرًا لخطر كبير عند هطول الأمطار، والفكرة بسيطة: الغطاء النباتي المحترق الذي كان يثبت التربة أصبح غائبًا، ما يجعل الانهيارات الطينية وشيكة بمجرد وصول المياه، حسب مجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية.

لتحديد المناطق الأكثر عرضة للخطر، يعتمد الباحثون على صور الأقمار الصناعية بالأشعة تحت الحمراء، التي تُظهر شدة الأضرار التي لحقت بالمنحدرات، ويتم دمج البيانات المتعلقة بشدة الحروق، وانحدار التلال، وتركيبة التربة في نماذج محوسبة، تهدف إلى تقدير المناطق التي قد تشهد تدفقات حطام كارثية عند هطول الأمطار.

ويوضح "كين" الباحث في برنامج مخاطر الانهيارات الأرضية التابع للمسح الجيولوجي الأمريكي: "لا تزال الخرائط التي تتنبأ بالمسارات المحتملة لتدفقات الحطام غير مكتملة، نحن نقترب من تحقيقها، ولكننا لم نصل بعد إلى الجاهزية الكاملة".

في ديسمبر 2017، اشتعلت حرائق غابات ضخمة بالقرب من سانتا باربرا، أسفرت عن احتراق أكثر من 282 ألف فدان، لكن الكارثة الحقيقية وقعت في يناير 2018، عندما تسببت أمطار غزيرة في تدفقات حطام هائلة، جرفت معها كل ما في طريقها. بلغ حجم تدفقات الحطام حينها ما يعادل 272 حوض سباحة أولمبي من الطين والصخور وأغصان الأشجار.

واجتاحت التدفقات بلدة مونتيسيتو، ما أسفر عن مقتل 23 شخصًا وإصابة 167 آخرين. دُمرت مئات المنازل، وأغرق الطين الطريق السريع 101، ما أدى إلى شلل الحركة لأسابيع.

الخبراء يتفقون على أن تدفقات الحطام تشكّل الخطر الأكبر بعد حرائق الغابات، إنها ليست مجرد فيضانات، بل كتلة من الطين والصخور يمكنها سحق المنازل واقتلاع السيارات من أماكنها.

وصف الكاتب جون ماكفي في كتابه "التحكم في الطبيعة" كيف تدفقت الطمي والصخور إلى منزل عائلة في كاليفورنيا: "كانت المادة المظلمة ممتلئة بالسيارات وكأنها عجينة خبز مملوءة بالزبيب، وارتفعت المياه داخل المنزل، محطمة النوافذ، وجعلت الهروب شبه مستحيل".

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة