حكومة إسرائيل.. خلافات متصاعدة تهدد اتفاق غزة
موضوعات مقترحة
معاريف: مستقبل نتنياهو في خطر ورسالة مقلقة من ترامب رغم العلاقات المعلنة
تل أبيب – وكالات الأنباء:
انتهى تقرير لشبكة «سي إن إن» الأمريكية إلى وجود انقسامات عميقة في السياسة الإسرائيلية يمكن أن تهدد استمرار صفقة وقف إطلاق النار في غزة، رغم موافقة إسرائيل على دخولها حيز التنفيذ غداً (الأحد), وذلك بينما يتحدث الإعلام الإسرائيلي عن غموض المستقبل السياسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعلاقته بالرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
وبحسب الاتفاق، فإنه من المقرر أن يستمر وقف إطلاق النار لمدة 42 يوماً. ومن المتوقع خلال هذه الفترة إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيلية مقابل مئات السجناء الفلسطينيين، وسيكون هناك انسحاب بطيء للجيش الإسرائيلي من المراكز الحضرية في غزة وزيادة في المساعدات الإنسانية. لكن «سي إن إن» رأت أن «هذا ليس نهاية دائمة للحرب، ولا يضمن الحرية للرهائن الخمسة والستين الذين سيبقون في غزة في نهاية هذه المرحلة الأولى - والذين من المرجح أن يموت العديد منهم»، وأشارت إلى أنه «لم يتم التفاوض على ذلك بعد؛ إذ سيحدث التفاوض بدءاً من اليوم السادس عشر من الهدنة». ووفقاً للشبكة، قد تملي تقلبات السياسة الإسرائيلية ما إذا كان أي من ذلك سيحدث.
والصفقة التي وافق عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تشبه إلى حد كبير الاقتراح الذي عارضه لمدة عام تقريباً. كان الاقتراح الذي انتقده يتضمن وقف إطلاق النار على مراحل متعددة، والانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية، وإطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين، وهذا هو بالضبط ما وافق عليه نتنياهو الآن. ورغم أن حركة «حماس» أصبحت ضعيفة، فإن إسرائيل لم تحقق «النصر الكامل» الذي وعد به نتنياهو منذ فترة طويلة.
وقال إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي، في بيان «أنا أحب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وسأحرص على استمراره في منصب رئيس الوزراء. لكنني سأترك (الحكومة)؛ لأن الصفقة التي تم توقيعها كارثية». ولكن ما قد يطيح بالحكومة هو أن ينضم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى بن غفير في الانسحاب من ائتلاف نتنياهو. ويريد سموتريتش، وهو قومي يميني متطرف أيضاً، التأكد من أن السلام في غزة ليس دائماً، وأن إسرائيل ستعود إلى الحرب بعد وقف إطلاق النار، والذي من المتوقع أن يشهد إطلاق سراح 33 رهينة.
وفي حين أن رحيل سموتريتش من شأنه أن يكسر ائتلاف نتنياهو، فإن حكومته قد ينقذها منافسه يائير لابيد من حزب المعارضة «يوجد مستقبل» الذي عرض على رئيس الوزراء طوق نجاة سياسياً من خلال دعمه في الهيئة التشريعية، بحسب «سي إن إن».
وأوضحت الشبكة أن هذا معناه أن لابيد سيضع سيفاً على رقبة نتنياهو، ويمكنه أن يؤدي إلى انهيار الحكومة وإلى انتخابات في أي وقت يختاره - وهو التهديد الذي سيفعل رئيس الوزراء بالتأكيد أي شيء لتجنبه.
ومن غير الواضح ما إذا كان نتنياهو قد أعطى سموتريتش أي وعود لتأمين دعمه، لكن الواضح أنه حريص على حل الأزمة، بعد أن التقى سموتريتش مرتين في الساعات التي سبقت إعلان وقف إطلاق النار.
ترامب ونتنياهو
من جهة ثانية ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن مقربين من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب نقلوا رسالة مقلقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تفيد بأن ترامب، رغم اللقاءات والمحادثات بينهما، لا يزال يكن استياءً تجاهه. وتشير الرسالة إلى أن الرئيس المنتخب قد فقد الثقة الكاملة في نتنياهو، رغم كل ما يظهر علنا من ابتسامات ومجاملات.
وتتزامن هذه الرسائل مع تسريبات تشير إلى أن ترامب ينظر إلى تسوية سلام إقليمية في الشرق الأوسط، ولكن ليس بقيادة نتنياهو. وتفيد المصادر بأن ترامب يعتبر وجود زعيم يميني جديد في إسرائيل ضروريا لدفع اتفاق "سلام تاريخي" مع السعودية.
وصرحت مصادر مطلعة على المناقشات داخل فريق ترامب "اليوم، مع تراجع شعبية نتنياهو داخليا، يصبح من الصعب تخيّل أن رئيس الوزراء الحالي يمكنه توحيد معسكر اليمين الإسرائيلي بأكمله لدفع مثل هذه المبادرات. هناك حاجة إلى قيادة جديدة قادرة على تقديم التنازلات اللازمة لتحقيق إنجاز تاريخي". كما أضافت الصحيفة أن ترامب، الذي يعتبر الولاء الشخصي أساسا لعلاقاته السياسية، لم ينس تهاني نتنياهو المبكرة لجو بايدن بعد هزيمته في انتخابات 2020.
ورغم أن ترامب يظهر دعما قويا لإسرائيل، فإن التسريبات تشير إلى أن هذا الدعم لا يعني بالضرورة دعمه لنتنياهو شخصيا. وذكرت الصحيفة أن ترامب يعتبر الولاء مسألة شخصية، وأن عدم الولاء يتم دفع ثمنه باهظا.
وقد بدأ ترامب في ولايته الثانية بالابتعاد عن بعض الشخصيات التي كانت ضمن دائرة ثقته في ولايته الأولى مثل نيكي هيلي ومايك بومبيو، مما يزيد من مخاوف نتنياهو. وإذا استمرت هذه التوترات بين ترامب ونتنياهو، فقد تؤثر على العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، خاصة فيما يتعلق بملف القضية الفلسطينية والتطبيع الإسرائيلي مع الدول العربية. كما أن أي تغيير في الموقف الأميركي تجاه نتنياهو قد يؤثر على مستقبله السياسي، خاصة في ظل الانقسامات الداخلية في إسرائيل.