Close ad

في الحرب على غزة.. من المنتصر؟

18-1-2025 | 14:33

تبادلت عائلات الأسرى الاحتضان وأناروا الشعلات في مظاهرة في تل أبيب "احتفالًا" باتفاق وقف إطلاق النار، ويعد ذلك "توثيقًا" ليأسهم من قدرة الاحتلال على استعادة أسراهم بعد 466 يومًا من الوعود بإعادتهم سالمين وبعد موت الكثيرين منهم في الأسر.

أعلن نتنياهو مرارًا وتكرارًا أهدافه من إبادة غزة وهي القضاء "التام" على حماس؛ ورأيناه "مُجبرًا" يتفاوض معها.

وأكد أنه "يستطيع" بالحرب وحدها استعادة كل الأسرى بلا شروط؛ وإذا به "يذعن" لشروط غزة ويقبل الإفراج عن أسرى فلسطينيين ومنهم من حُكم عليه بالمؤبد 48 مرة وغيره حُكم عليه 35 مرة لقتل إسرائيلييين؛ وهو ما كان يعتبره أمرًا "غير" قابل للنقاش، ولم يكتفِ بقبول النقاش بل "أذعن" للأمر الواقع ووافق.

لم يذكر نتنياهو وحكومته شيئًا عن استبسال المقاومة في التصدي للعدوان الوحشي؛ ذكرت صحيفة معاريف العبرية نقلًا عن ضباط في جيش الاحتلال أن الآلاف من الذخائر التي أسقطها سلاح الجو على غزة لم تنفجر، وأن المقاومة استغلتها في "تصنيع" عبوات ناسفة، ومنها ما تسبب في مقتل وإصابة ضباط وجنود.

وحذرت من التهديد المتزايد الذي يواجهه جنود الاحتلال الذين أصبحوا أكثر عرضة للقتل في غزة التي تستنزفه ليلًا ونهارًا.

وأعلنت القناة 12 الإسرائيلية نتائج تحقيق قام به جيش الاحتلال أثبت أن ثمانية مسلحين "فقط" هم من تسللوا إلى إسرائيل بالطائرات الشراعية في 7 أكتوبر؛ ولكنهم تمكنوا من قتل العشرات. 

من الفشل أيضًا أن نتنياهو لم يتمكن من إعادة المستوطنين الذين هربوا من حزب الله حتى بعد وقف إطلاق النار مع لبنان رغم تقديم الإغراءات المالية لهم بينما عاد اللبنانيون إلى الجنوب منذ لحظة إعلان وقف إطلاق النار.

ونشرت صحيفة هآرتس العبرية في عيد الأنوار العبري كاريكاتير يقول الحوثيون سيطلقون صواريخ باليستية على عدد شمعات الأنوار.

لم يجرؤ نتنياهو على الظهور أمام وسائل الإعلام والادعاء بالانتصار؛ فقد تم إجباره على الاتفاق..

ولم يكن الإجبار من ترامب فقط، ولكن من الداخل الصهيوني "ولتعب" الجيش من الاستنزاف، وقد صرح وزير الخارجية الأمريكي بلينكن بأن حماس عوضت خسائرها في المقاتلين وأعدت غيرهم بسرعة.

ترامب رجل أعمال؛ وقد تأكد من "خسارة" إسرائيل وعدم جدوى الاستمرار، وليس لحبه المفاجئ في السلام؛ بدليل دعوته إلى توسيع إسرائيل وتشجيعه على زيادة الاستيطان في الضفة الغربية.

وشكل صمود غزة "تحديًا" للاحتلال، وشاهدنا غزاوي يقول للمقاومة من تحت ركام بيته: لا تتنازلوا ولا تفرطوا في أي شيء طلبتوه خوفًا علينا؛ فنحن "اعتدنا" الدمار والحرب أنا وزوجتي وأولادي وأمي والجميع، كلما ازداد القصف الوحشي زادت قوتنا  فتمسكوا بشروطم وفاوضوا من موقع قوة ولا تلينوا ولا ترضخوا.

بينما قال أفيغدور ليبرمان رئيس حزب "إسرائيل بيتنا": هذا الاتفاق معقد وصعب سيتم فيه إدخال معدات إنسانية إلى شمال غزة؛ وهي المنطقة التي خرج منها منفذو هجوم 7 أكتوبر، يؤسفني أن الصفقة لم تحدث في وقت سابق، كان بالإمكان التوصل إليها في الربيع، وفي هذه الأثناء فقدنا مقاتلين، كما فقدنا أسرى قتلوا أثناء الأسر، والآن إسرائيل تحتاج إلى قليل من الهواء للتنفس، فقد أصبح الوضع خانقًا للغاية.

وقالت كارين إلهرار وزيرة الطاقة السابقة وعضو الكنيست: للأسف بعد 15 شهرًا من القتال هذه هي الصفقة التي نجحت الحكومة الإسرائيلية في طرحها على الطاولة وهذه نتيجة محزنة للغاية.

وقال مراسل قناة 14 نقلًا عن مسئول في جيش الاحتلال: كل ما فعلناه في الحرب سيذهب هباء.. وقواتنا تستعد للانسحاب من مناطق عديدة في غزة.  

أما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير فقال: إن الفرحة التي تابعها الجميع في غزة والضفة  بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار تظهر من الذي خضع في هذه الحرب، وصرح بأنه سيغادر الوزارة بقلب مثقل، لأن الصفقة "ستضعف" قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها.

وقالت صحيفة هآرتس لن ننتصر على غزة حتى لو قمنا باحتلال الشرق الأوسط، وأكد الصحفي الصهيوني آفي يسخاروف أن الصفقة صعبة، وقاسية، بل سيئة، لكن لا مفر منها؛ فلم تكن هناك خيارات أفضل وكانت  الطريقة الوحيدة "لإنقاذ" ما يمكن إنقاذه.

تؤكد قراءة نتائج حرب الإبادة نجاح إسرائيل فقط في "التدمير" والقصف الوحشي للبشر وللحجر، "وفشل" الاحتلال في تهجير أهل غزة الذين "تشبثوا" بأرضهم في صمود أسطوري، "وتراجع" الاحتلال عن الإصرار على البقاء في نتساريم واضطر للموافقة على إخلائه، "وفشل" الاحتلال في التمسك بإعلانه عن رفض الانسحاب من محور فيلادلفيا والقبول بالانسحاب.

نشرت منظمة "توارة لحيماه" علمًا أبيض اللون، وكتبت أنه العلم الذي يجب على الإسرائيليين رفعه بعد صفقة وقف إطلاق النار وقالوا للمواطنين: هذا علمكم الجديد بتوقيع حكومتكم.

كتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن مصلحة السجون حرصت على الاستعداد لمنع مشاهد إظهار علامات النصر من الحافلات التي ستنقل الأسرى الفلسطينيين، وسيتم نقلهم في حافلات ذات نوافذ معتمة أو بدون نوافذ علوية لمنع ظهور إشارات النصر"!!

وهذا هو ما "يستطيعون" منعه؛ والعالم كله يرى انتصار غزة بشعبها ومقاومتها وصمودهم أمام جيش من أقوى جيوش العالم مدعومًا بدعم متواصل وغير مسبوق من "أقوى" دول العالم عسكريًا وماديًا وإعلاميًا على مدى 466 يومًا وفي آخر يوم من الحرب كبدت الاحتلال قتل 15 جنديًا.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: