Close ad

المعارضة تتقدم وانقسام داخلي حاد.. صفقة التبادل تقلب موازين القوى السياسية في إسرائيل

17-1-2025 | 22:12
المعارضة تتقدم وانقسام داخلي حاد صفقة التبادل تقلب موازين القوى السياسية في إسرائيلجيش الاحتلال الإسرائيلي

أحدثت صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل تغييرات عميقة في المشهد السياسي الإسرائيلي، وكشف استطلاع رأي حديث أجرته صحيفة "معاريف" العبرية عن تحولات دراماتيكية في موازين القوى بين الكتل السياسية المتنافسة، في حين أظهرت النتائج تقدمًا لافتًا لكتلة المعارضة، في وقت تتعمق فيه الانقسامات الداخلية حول قضايا جوهرية تهدد استقرار المشهد السياسي برمته، وفق القاهرة الإخبارية.

موضوعات مقترحة

تحولات بموازين القوى

رسم استطلاع صحيفة "معاريف" العبرية صورة مفصلة للمشهد السياسي الإسرائيلي في أعقاب صفقة التبادل، إذ حققت كتلة المعارضة تقدمًا ملحوظًا بحصولها على 59 مقعدًا في الكنيست، متفوقة على الائتلاف الحكومي الذي تراجع إلى 51 مقعدًا.

وتكتسب هذه النتائج أهمية خاصة في ظل الحفاظ على قوة الأحزاب العربية بعشرة مقاعد، ما يجعلها عنصرًا حاسمًا في معادلة تشكيل أي حكومة مستقبلية.

وفي التفاصيل الدقيقة لتوزيع المقاعد، تصدر حزب الليكود -الذي يرأسه بنيامين نتنياهو- المشهد بحصوله على 23 مقعدًا، رغم التراجع الملحوظ في شعبيته مقارنة بالانتخابات السابقة.

وجاءت كتلة المعسكر الرسمي في المرتبة الثانية بـ17 مقعدًا، متبوعًا بحزب "إسرائيل بيتنا" الذي حقق مفاجأة بحصوله على 15 مقعدًا.

أما حزب "يش عتيد" فحصل على 14 مقعدًا، و"الديمقراطيون" على 13 مقعدًا، وحزب شاس على 10 مقاعد.

وحافظت كتلة "يهدوت هتوراه" على 7 مقاعد، وكذلك حزب القوة اليهودية (عوتسما يهوديت)، في حين حصلت كل من الجبهة والتغيير والقائمة الموحدة على 5 مقاعد لكل منها، وتراجع "الصهيونية الدينية" إلى 4 مقاعد.

تأثير العامل الشخصي

يكتسب المشهد السياسي الإسرائيلي تعقيدًا إضافيًا مع طرح سيناريو دخول رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت إلى الساحة السياسية مجددًا، إذ كشف استطلاع "معاريف" أن تأسيس حزب جديد بقيادة بينيت قد يحدث انقلابًا في موازين القوى، مع إمكانية أن يحصد 26 مقعدًا، ما يؤدي إلى تغييرات جوهرية في خريطة التحالفات السياسية.

وفي هذا السيناريو المحتمل، ستضرب تحولات كبيرة المشهد السياسي تتمثل في تراجع حاد لقوة الأحزاب التقليدية، إذ إنه من المتوقع أن ينخفض تمثيل المعسكر الرسمي إلى 11 مقعدًا، و"الديمقراطيين" إلى 10 مقاعد، بينما سيتراجع كل من "يش عتيد" و"إسرائيل بيتنا" إلى 9 مقاعد لكل منهما.

وفي ظل هذه التحولات، سترتفع قوة كتلة المعارضة إلى 65 مقعدًا، في حين سيتراجع الائتلاف الحكومي إلى 45 مقعدًا، مع احتفاظ الأحزاب العربية بمقاعدها العشرة.

انقسام داخلي حاد

يواجه المشهد السياسي الإسرائيلي تحديًا إضافيًا يتمثل في الجدل المحتدم حول قانون التجنيد الجديد الذي اقترحه وزير الجيش يسرائيل كاتس.

وأظهر استطلاع "معاريف" انقسامًا حادًا في المجتمع الإسرائيلي حول هذه القضية، إذ عارض 52% من المستطلعين القانون الذي يهدف إلى فرض الخدمة العسكرية الإلزامية على اليهود المتدينين "الحريديم"، في حين أيده 24% فقط، مع امتناع نسبة مماثلة عن إبداء موقف واضح.

ويشكل هذا الانقسام تحديًا خطيرًا للائتلاف الحاكم، خاصة مع وجود أحزاب متدينة داخله قد تهدد استقراره في حال تم المضي قدمًا في تطبيق القانون.

ويأتي هذا في وقت تتزايد فيه الضغوط الداخلية والخارجية على الحكومة الإسرائيلية، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي.

وتشير كل هذه المعطيات إلى استمرار حالة عدم الاستقرار السياسي في إسرائيل، ويبدو تشكيل حكومة مستقرة أمرًا صعب المنال، في ظل غياب أغلبية واضحة لأي من المعسكرين.

وتزداد الصورة تعقيدًا مع ظهور قضايا خلافية جديدة، والتي قد تؤدي إلى مزيد من التشرذم السياسي وعدم الاستقرار.

ومع استمرار تأثير صفقة التبادل وتداعياتها على المشهد السياسي الإسرائيلي، تبقى الأسابيع المقبلة حاسمة في تحديد مسار الأحداث وقدرة القوى السياسية على تجاوز خلافاتها وتشكيل حكومة قادرة على مواجهة التحديات المتزايدة.

ووسط هذه الظروف المعقدة، يبدو أن المشهد السياسي الإسرائيلي مقبل على مرحلة من عدم اليقين والتقلبات المستمرة، ما قد يؤثر بشكل كبير على القرارات السياسية والأمنية المستقبلية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة