تعد بلاد الشام من أهم الاقاليم التي خضعت للحكم المملوكي في الفترة (658-922هـ/1258-1916م)، كما أنَّ سكانها من الفئات الشعبية (العامة) كانوا هم القاعدة العريضة لهذا المجتمع، والتي تأثرت إيجابًا أو سلبًا بأحواله وسياسات المماليك به، والتجاوزات التي وقعت فيه، من هنا جاءت أهمية إلقاء الضوء على معارضة عامة هذه البلاد، وردت فعلهم تجاه التجاوزات، والسياسات الجائرة التي وقعت عليهم.
موضوعات مقترحة
كان هذا هو المحور الذي قام عليه كتاب "المعارضة الشعبية في البلاد الشامية عصر سلاطين المماليك658-922هـ/1258-1916م"، الذي صدر مؤخرًا بتوقيع الدكتور عاطف يمني أحمد السيد، عن دار نشر نور حوران.
وهذا الكتاب الذي نحن بصدده، جديد في بابه فهو يدور حول العلاقة الطردية التي نتجت عن هذه التجاوزات، فحاول أن يرصد هذه الظاهرة، وتتبع دور العامة في مجابهة التجاوزات السياسية والإدارية والاقتصادية والاجتماعية والدينية في هذه البلاد، وأثبت- على الرغم من هامشية هؤلاء بالنسبة للطبقة الحاكمة- أنَّ ذلك لم يقف عائقًا أمام قيامهم بدورهم بشتى الوسائل والصور، كالاضطراب، أو الاحتجاج، أو الشكوى، أو الثورة، أو القتال، أو التصدي لهذه الأوضاع.
وقد افتتح هذا الكتاب بالحديث حول معالم بلاد الشام، وطبقات مجتمعه وفئاته، ثم توضيح المقصود المعارضة وصورها والفاظها ودوافعها في العصر المملوكي، غير أن أهم ما يرصده هذا الكتاب هو الحديث التفصيلي لمعارضات العامة السياسية في الصراع على السلطة وتمرد الأمراء وعصيانهم وغير ذلك، أو الإدارية في التولية والعزل من الوظائف وغيرها، أو الاقتصادية كمعارضة الضرائب المكوس والاحتكار والطرح والرمي وخلافة، أو الاجتماعية كالتصدي لانتشار الانحرافات السلوكية والأخلاقية، أو الدينية في خلال الوقوف في وجه المد الشيعي والتجاوزات الشيعة، والاعتداء علي الرموز الإسلامية، خصص لكل منها فصلاً مستقلاً.
وفي الختام تناول الكتاب أهم الآثار الإيجابية أو السلبية التى ترتبت على هذه المعارضة، وأبزر النتائج والتوصيات التي خلص لها.
كتاب المعارضة الشعبية في البلاد الشامية عصر سلاطين المماليك للدكتور عاطف يمني