وصفت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية، الخميس، الاتصال الهاتفي بين الرئيس الصيني شي جين بينج ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، بأنه بداية واعدة لتطوير العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي في عام 2025 وأخبار جيدة للعالم.
موضوعات مقترحة
وذكرت الصحيفة الصينية- في سياق مقال افتتاحي- أن الاتصال الهاتفي الأول بين شي وكوستا قدم إرشادات استراتيجية مهمة للعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي في مرحلة حاسمة من البناء على الإنجازات السابقة وفتح مستقبل جديد، ويبدي رغبة قادة الصين وأوروبا في تعزيز الثقة الاستراتيجية المتبادلة والحفاظ على التعددية وتنمية العلاقات الصينية- الأوروبية، كما أن الجانبين يتبنيان موقفا إيجابيا وحسن نية تجاه تقديم مساهمات أكبر للسلام والاستقرار والازدهار العالمي.
ولفتت "جلوبال تايمز"، إلى أن شي ذكر خلال المكالمة الهاتفية أن الصين لا تزال واثقة في الاتحاد الأوروبي وتأمل أن يثبت الاتحاد الأوروبي أيضا أنه شريك للصين جدير بالثقة للصين، وقد استشهدت وسائل الإعلام الأوروبية بهذه الملاحظة على نطاق واسع واعتبرتها بمثابة لفتة حسن نية بناءة من الصين تجاه أوروبا.
وأشارت الصحيفة الصينية، إلى أن التحول إلى شريك جدير بالثقة والسعي إلى إيجاد أرضية مشتركة مع احترام الاختلافات يجب أن يصبح الاتجاه المشترك لجهود الصين وأوروبا، وأن هذا الأمر له أهمية عملية قوية لأنه في الآونة الأخيرة تم انتهاك الثقة الأساسية في العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي بشكل واضح، مما يجعل من الضروري إصلاح هذه الثقة بين الطرفين.
وأكدت الصحيفة الصينية- في مقالها- أن التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وأوروبا يتسم بالمزايا التكميلية والمنافع المتبادلة، فكلا الجانبين يدافع عن نظام التجارة المتعدد الأطراف وقد شكلا علاقة اقتصادية تكافلية قوية، والصين والاتحاد الأوروبي هما ثاني أكبر شريكين تجاريين لبعضهما البعض.
ووفقا للمقال، في الماضي كان التعاون بين الصين وأوروبا يعتمد في المقام الأول على موقع كل منهما في السلسلة الصناعية العالمية، والآن ومع التطور السريع الذي تشهده الصين يتغير موقعها في السلسلة الصناعية، وهذا يمثل فرصا أكثر من المخاطر بالنسبة لأوروبا، ومن خلال الاستفادة من المقاييس الاقتصادية الضخمة والأنظمة الصناعية الشاملة لكلا الجانبين يمكن للصين والاتحاد الأوروبي تحقيق مستوى أعلى من التكامل بين سلاسل التوريد والسلاسل الصناعية، وينبغي اعتبار هذا ميزة قوية لتعزيز التعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي، بدلا من وصفه بأنه "منطقة خطر".
وأشارت الصحيفة، إلى أن الصين وأوروبا الآن بمثابة أسواق تصديرية مهمة لسيارات كل منهما، وصناعة السيارات هي مجال رئيسي لاستثمارات الاتحاد الأوروبي في الصين، ويمكن للجانبين تحويل تعاونهما من مستوى السوق إلى المستوى الصناعي والتكنولوجي، وفي المجالات الناشئة مثل الذكاء الصناعي والطاقة النظيفة والفضاء الجوي هناك العديد من الفرص لزيادة التعاون بين الصين وأوروبا.
وأخيرا، اختتمت بالقول: "لا يمكن للصين وأوروبا تحقيق الاستقرار والتقدم على المدى الطويل إلا من خلال الاستمرار في التحرك في اتجاه المنفعة المتبادلة والثقة، ينمو الجانبان ويتطوران معا من خلال الاحترام المتبادل والحوار المفتوح ليصبحا شركاء تعاون جديرين بالثقة، وهذا من شأنه أيضا أن يوفر دعمًا قويًا لمواجهة موجة الحمائية وتعزيز الحلول للتحديات العالمية، وهو ما يأمل العالم أن يراه".