نجحت الصفقة فى لبنان بنسبة كبيرة، تم انتخاب الرئيس جوزيف عون. قائد الجيش بتوافق كبير داخل مجلس النواب اللبنانى، والأهم من الانتخاب أن الرئيس الجديد قدم برنامجا لإنقاذ بلاده في الساعة الأولى لانتخابه، في خطاب القسم، يعود بموجبه لبنان دولة طبيعية فى منطقة الشرق الأوسط.
كانت الصفقة مبهرة، شارك فيها العرب، وأمريكا وفرنسا، بعد أن دخلت إسرائيل الحرب واستولت على الجنوب.
لم تتوقف الصفقة بانتخاب الرئيس المبهر القوى، أو بالبرنامج الذي أعاد الدولة وأنهى الازدواجية الثنائية بين الجيش والمقاومة، وأصبح الثنائي الشيعي، أمل وحزب الله، جزءًا من الدولة، ولعل الرئيس الجديد كان واضحا فى أنه سيلبي كل احتياجات اللبنانيين، وأنه لا يقبل أن يكون هناك فصيل لبناني مهزوم أو يشعر بأنه ليس له مكان في الدولة الجديدة، اندماج اللبنانيين فى دولتهم كان سريعًا، وتم انتخاب رئيس الوزراء، نواف سلام، القاضي والسفير السابق، وهو شخصية قوية كذلك، تتناسب مع قدرات العصر الجديد فى لبنان.
الصفقة كانت عنوانا للأسبوع الماضى كله، فى الأيام الأولى من عام 2025 عقب سقوط النظام فى سوريا.
أما الصفقة الكبرى، فهى غزة، حيث يجب أن تنتهى الحرب التي استمرت أكثر من عام ونصف العام، ودخلت العام الثانى، ملايين الفلسطينيين يعيشون فى العراء فى حالة مجاعة واحتياج لكل أسس الحياة، يحتاجون إلى المساعدة فى كل شيء، وتركهم جريمة إنسانية بشعة، لا يتحملها الضمير العربي والإنساني ككل.
الحشد لإتمام الصفقة فى غزة كان ملموسا فى الأيام الأولى من عام 2025.
تعليق العمليات العسكرية الإسرائيلية المتبادلة بين الطرفين، حماس وإسرائيل، يجب أن يسارع العالم لإتمامه، وأن يفرضوه على المنطقة فى كل الجبهات.
أصبح الأمر فوق احتمال كل الأطراف، حتى المتابعون له لا يتحملونه، وضمائرهم لا تتحمل ما يحدث في غزة من كوارث إنسانية لم تحدث حتى فى القرون البائدة.
التوحش الإسرائيلى على أهل غزة والفلسطينيين وصل إلى درجة الجنون، بل تفوق على الإبادة البشرية، جثث الأطفال، أصبحت لا تحتمل إنسانيا.
المجاعة والقتلى فى الشوارع والمدن المهدمة تشير إلى كارثة مفزعة بكل منطقة الشرق الأوسط، هي من نتاج الحروب التي خرجت عن السيطرة، ويديرها مجانين ومهاويس التطرف والإرهاب.
حماس فهمت وأدركت خطورة حالة غزة، والأطراف المشاركة في الصفقة (مصر وقطر وأمريكا) بذلت مجهودا فوق الوصف للتقريب بين القابضين على القرار من الطرفين، كانت الصفقة تراوح مكانها منذ مايو الماضى، لكن المتغيرات العالمية الإقليمية فرضت إتمامها.
الفلسطينيون يستحقون حالة جديدة، الفلسطينيون هم أولى الناس باستراحة المحاربين، الفلسطينيون عانوا أكثرمن شعوب أخرى في العالم.
انسحاب إسرائيل من الضفة الغربية هو الحلقة المقبلة، يجب أن تعمل كل الأطراف التى عملت لإنقاذ لبنان وسوريا وغزة، إلى إنقاذ الفلسطينيين من جديد، وأن يحصلوا على حق تقرير المصير، حتى لا يتكرر ما حدث فى غزة مرة أخرى.