موضوعات مقترحة
ابتكرت مجالات جديدة وسبقت اليوتيوب بأفكاري
الشركات المصرية تمتلك فرصا كبيرة للنمو وهناك مشاكل كثيرة يمكن حلها بالابتكار
كيف انطلقت من مصر إلى أمريكا في بداية مشوارك؟
والدي كان يعمل محاسبا بمصر، وسافر إلى أمريكا عام 1980، حيث وجد فرصة عمل هناك، وبدأ من الصفر، وبعد أكثر من عمل وجد فرصة كبيرة في مجال الكمبيوتر، وكان المجال ينمو بسرعة في أمريكا في ذلك الوقت أكثر من مصر، واستغل تلك الفرصة بشكل صحيح، وحصل على ماجستير في نظم المعلومات، وأصبح وكيلا لشركة IBM، وكان من أنجح وكلائها في أمريكا، ثم أسس شركته ( Computer Target). وقد بقيت مع أسرتي في مصر، إلى أن نجحت شركة والدي، ثم سافرت إلى كاليفورنيا مع أسرتي، وكان عمري 13 عاما، ولم أكن أتوقع أن أعود إلى مصر أو الوطن العربي بعد ذلك، بسبب الفرص المتاحة هناك، ولكني وجدت أن هناك فرصا عديدة في الوطن العربي، وعملت على مستوى الإقليم كله.
وكيف بدأت تجاربك مع ريادة الأعمال وتأسيس الشركات؟
التجربة بدأت في 2005، حيث أنشأت شركة اسمها ( Jump TV) كانت تقوم بعمل بث حي للمحطات التليفزيونية في الوطن العربي، وكان ذلك قبل"اليوتيوب"، وكانت تعتبر فكرة جديدة، ولم يكن هناك فيديو على الانترنت، وكان لدينا تعاقد حصري مع العديد من القنوات الفضائية في الوطن العربي، فأي عربي مغترب يستطيع مشاهدة المحطات الفضائية في الوطن العربي، وبعدها عملت في "سوق. كوم"، من خلال منصب "مدير السوق"، وكنت أركز على العمل مع التجار، ليبيعوا على الموقع نفسه، وكان القسم الخاص بي بمثابة شركة داخل شركة، بجانب شركات أخرى شاركت في تأسيسها، سواء بدأت شركة جديدة، أو أسست فرعا لشركة في الشرق الأوسط.
وما العوامل التي ساعدتك على النجاح بأمريكا؟
هناك العديد من الأمور التي تساعد على النجاح بأمريكا، فمن السهل أن تجد شركات ناجحة تتعلم منها، وتكون قدوة وتعمل معها، كما أن بها فرص عمل ومواهب أكثر، بجانب أن قوانين البلد تشجع مؤسسي الشركات، كما أن السوق كبيرة، حيث إن بها 350 مليون نسمة، وفي نفس الوقت المنافسة كبيرة، ففي منطقتنا العربية المنافسة أقل، وفي نفس الوقت هناك فرص للنجاح في الشرق الأوسط، إذا كنت تريد أن تدخل مجالا لم يدخله أى أحد من قبل، فهذا يساعد على كسب السوق، لأنك تقدم منتجا جديدا.
وما أبرز التحديات التي واجهتها؟
أهم تحد واجهته هو دخول مجالات لم يكن أى أحد دخلها من قبل، أو لم يكن هناك خبرة أتعلمها من أحد يسبقني في هذا المجال، مثلما حدث مع شركتي ( Jump TV)، وكان عليّ أن أتعلم سريعا، لأنه لم يكن هناك فرصة للوقوع في أخطاء كثيرة، فكنت أتعلم أثناء عملي، وبشكل عام أي مؤسس شركة سيواجه مشاكل طوال الوقت، حتى مع نمو الشركة سيقابل مشاكل مختلفة، وهذا يحتاج إلى نوع من الابتكار والإصرار، من أجل حل أي مشاكل.
وما الذي دفعك للمشاركة في تأسيس شركة ( Capital Democracy) بأسبانيا؟
لاحظت أن هناك العديد من الشركات الناشئة الجيدة، ولكن ينقصها النجاح، ولا يعلم مؤسسوها كيفية الوصول إلى مستثمر مناسب، فالمستثمر المناسب يعتبر بمثابة عامل مهم في الشركة، فهو لا يضخ أمواله في الشركة فقط، ولكن ينقل إليها خبرته وشبكة علاقاته، ولذلك وجدت أنه من المهم مساعدة الشركات في الحصول على استثمارات، وهذا هو الدور الذي تقوم به ( Capital Democracy)، حيث تقوم الشركة بمساعدة مؤسسي الشركات في عمل "عرض تقديمي" ( Presentation) جيد، والوصول إلى المستثمر.
ولماذا اخترت أسبانيا بالتحديد؟
حاولت أن أكون متواجدا في أوروبا، فسهل من خلالها التعامل مع الشرق والغرب، وخصوصا في مسألة التوقيت، كما أني لديّ شركاء في لندن، ولكني وجدت أن الطقس أفضل في أسبانيا، وأحاول أن أكون متواجدا بين بريطانيا وأسبانيا، وأتعامل مع شركات في الشرق الأوسط وآسيا، وفي نفس الوقت أكون قريبا من أمريكا.
ومتى من الممكن أن تؤسس شركة بمصر؟
دائما على استعداد للدخول في أي شركة، إذا وجدت أن هناك ما أستطيع أن أساعد به، ولديّ خبرة في مجالها، وهناك بعض الشركات المصرية أساعدها في جمع تمويلات، كما أقوم بتقديم محاضرات عن الاستثمار في " الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري"، وقد كانت فرصة للتعامل مع العديد من الشركات الناشئة في مصر، وأن أكون على دراية بما يحدث في مصر، فليس لديّ أي مانع من تأسيس شركة في مصر، وخصوصا مع تفاؤلي ببيئة الأعمال بها، وأتمنى أن أجد شركة تناسبني وأكون مناسبا لها للعمل معها، سواء من ناحية التأسيس أو الإرشاد.
في ضوء اهتمامك ببيئة الشركات الناشئة بالمنطقة العربية كيف تقيّم تطور تلك البيئة خلال السنوات الماضية؟
هناك طفرة كبيرة حدثت خلال السنوات الأخيرة، سواء على مستوى الشركات الناشئة نفسها، من ناحية تنوع الشركات في المجالات المختلفة، والتي حدث بها نوع من النمو والنضوج، بجانب تحسّن مستوى رواد الأعمال أنفسهم، وأصبح هناك إقبال على تأسيس شركات ناشئة أكثر من السابق، بجانب أن المستثمرين أنفسهم زاد عددهم، وأصبح لديهم خبرة، وقابلية أكثر للاستثمار في الشركات الناشئة، ولديهم صناديق أكبر، ومن ناحية ثالثة الحكومات نفسها أصبحت تهتم بالمجال بشكل أكبر، فقامت بتسهيل عمل الشركات، كما أن الجامعات ركزت في مناهجها على تلك الشركات، فمن جميع النواحي هناك طفرة كبيرة ، والمرحلة الحالية تعتبر الموجة الثالثة من موجات ريادة الأعمال والشركات الناشئة، وهناك شركات وصلت إلى العالمية، والواقع يجعلني متفائلا، حيث إن التفكير عند الشباب تغير، وأصبحوا يرون أن هناك الكثير من الفرص، وسيكون هناك تحسن أكبر في الشركات الناشئة بالمنطقة خلال السنوات القادمة، وسوف نرى شركات تخرج من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى العالمية، ومثلما نجد شركات تأتي من أمريكا إلى الوطن العربي، سوف تخرج شركات من تلك المنطقة إلى إفريقيا وأمريكا وأوروبا، ويكون لديها عملاء من العالم كله.
وما العوامل التي يمكن أن تساعدنا على تطوير النظام البيئي لدينا؟
يجب أن نفهم العوامل التي ساعدت الشركات الناشئة العالمية على النجاح، وما الصعوبات التي قابلتها، فإذا فهمت الشركات الحديثة عوامل النجاح والصعوبات في الشركات التي سبقتها ستستطيع أن تنجح بشكل أسهل وأسرع.
وما تقييمك للسوق المصرية؟
الميزة في مصر أن بها سوقا كبيرا، وأكثر من 100 مليون نسمة، وهناك مشاكل كثيرة يمكن حلها بابتكارات الشركات الناشئة، وهناك ثقافة ولغة واحدة، وبها ميزة أخرى وهي أن الشركة التي تنجح بمصر تستطيع أن تكون شركة كبيرة، ويكون لديها فرص للتوسع بالمنطقة على سبيل المثال، بجانب أن لدى الشركات المصرية فرصا كبيرة للتوسع في إفريقيا، والتي تمتلك فرصا كبيرة للنمو.
وما نوعية الشركات الناشئة التي تجذبك؟
الشركات التي تجذبني هي التي لا يحاول مؤسسوها تطبيق فكرة من الخارج في بلادهم فقط، ولكنهم على دراية بما يحدث في المنطقة، ويدركون المشاكل في بلادهم، ويعملون على حلها، ويفهمون المستهلكين في منطقتهم، ويعلمون المشاكل التي تقابلهم وكيفية حلها، فيمكن أن يطبق المؤسس فكرة مطبقة بالفعل بالخارج وفي نفس الوقت تحل مشكلة معينة في بلده، وليس مجرد تقليد فكرة بالخارج فقط، وهذا يحتاج إلى شخص لديه رؤية بما يحدث بالخارج والداخل.
ناقشت في كتابك (Venture Adventure) فكرة جمع الأموال للشركات الناشئة.. فما أبرز الخطوات التي يحتاجها مؤسسو الشركات من أجل جذب الاستثمارات؟
عندما يبحث مؤسس الشركة عن استثمار يجب أن يفكر بطريقة مختلفة، ويدرك أنه يبيع فرصة استثمار للمستثمر، فلا يكفي أن يخبر المستثمر بأن لديه تكنولوجيا جيدة ومنتجا رائعا وتسويقا كبيرا، ولكن على مؤسس الشركة أن يدرك العوامل التي تجعله ينجح على مستوى عال، فالمستثمرون لا يريدون شركة ناجحة فقط، ولكنهم يريدون شركة تنمو عشرة أضعاف في وقت قصير، وأنهم إذا دفعوا مليون دولار سوف يجنون 10 ملايين دولار، ويستطيع مؤسس الشركة جذب المستثمر من خلال تحديد العوامل الرئيسية التي تجعل الشركة تنمو سريعا، وتحديد الصعوبات التي تواجه الشركة، فأحيانا يركز المؤسسون على العرض التقديمي أكثر، فإذا كان لدى المؤسس شركة جيدة ولا يستطيع أن يشرح للمستثمر عوامل النجاح والأخطار التي تواجهه، فصعب أن يحصل على الاستثمار، بجانب أن الشركة مثل المبنى تحتاج إلى أعمدة، ويجب اكتمال أكثر من عمود في هذا البناء، فخبرة المؤسس في مجال عمل الشركة يعد عمودا، ووضوح السوق الذي يطرح به الشركة هوعمود آخر، ووجود مشكلة تحلها الشركة يعد عمودا ثالثا، فيجب تحديد تلك الأعمدة، من أجل إقناع المستثمر.
أخيرا ما النصائح التي تقدمها للشباب في مصر من أجل تأسيس شركات ناجحة؟
يجب أن يتعلموا من الشركات الناجحة في أمريكا، والتي حققت طفرة كبيرة، بجانب فهم أسباب نجاح الشركات في المنطقة، بدلا من التعلم من الصفر، فيتعلمون من شركات موجودة وناجحة.