Close ad

جلسة نفسية وراء الشاشة مع رولا خرسا

16-1-2025 | 14:07
جلسة نفسية وراء الشاشة مع رولا خرساالإعلامية رولا خرسا
ميادة حافظ
الشباب نقلاً عن

لست شيخة ولا أقدم مواعظ أو فتاوى.. فقد أكتب فى الروحانيات التاريخية

موضوعات مقترحة
أتمنى أن يكون  لدى5 آلاف كلب.. ومشكلتى فى التليفزيون المصرى كانت "الكعب العالى"
التربية فى الصغر سبب كل المشاكل فى الكبر.. والأبناء يقبلون نصيحة الجميع إلا الأهل

 

ولدت لأب مصرى- لبنانى وأم لبنانية، ونشأت وتربت فى لبنان، بدأت حياتها المهنية فى إذاعة BBC، وبعد عودتها إلى مصر قدمت مجموعة من أهم البرامج على شاشة التليفزيون المصرى مثل  فى العمق  و  أخبار الناس  و القصة ومافيها ، ثم انتقلت إلى قناة الحياة لتقدم برنامج  الحياة والناس ، ثم تركتها إلى قناة صدى البلد لتقدم  البلد اليوم ، وابتعدت مؤخراعن التليفزيون وكانت المفاجأة أنها اتجهت لدراسة علم النفس وتقديم الاستشارات والنصائح من خلال صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعى.. تعالوا نعرف المزيد عن هذه التجربة الجديدة للإعلامية رولا خرسا.


بداية.. ما سر ابتعادك عن شاشة التليفزيون؟ 
أنا لست مبتعدة على الإطلاق، كل ما فى الأمر أنى لم أتلق العرض الذى يناسبنى، فأنا شخصية انتقائية،أختار كل شىء بعناية شديدة، وبالتالى لا أقبل بأى شىء لمجرد الظهوروالتواجد،بل لابد أن أقدم مضمونا مميزا ومقتنعة به 100% ، لذلك يظن البعض أنى ابتعدت أو تركت عملى، لكن الحقيقة أنى طالما لم أجد ما يناسبنى لن أظهر، إلى جانب أن الغالبية العظمى من البرامج تقوم حاليا على بحث الإعلامى عن المنتج أولا،وأنا شخصيا لا أجيد البحث عن منتجين لبرامجي. 


ولماذا اتجهت لمجال علم النفس؟
أنا محبة للعلم عموما وأؤمن بأن الإنسان لابد أن يتعلم حتى آخر نفس، ومنذ الصغر وأنا أهوىالتاريخ والأدب وعلم النفس ومهتمة بما يدور داخل الإنسان وفهم البشر،لذلك قررت التعمق أكثر فى مجال علم النفس، وعندما درستعلم النفس الإيجابى اكتشفت أنى "شخصية مختلفة" أفكر دائما خارج الصندوق،وبالفعل حصلت على أكثر من دبلومة فى علم النفس ساعدونى بصورة كبيرة فى حياتى وتعاملاتى مع أصدقائى والمحيطين بى وفهم الناس.


ما أهم الصفات التى اكتسبتها من دراسة علم النفس؟
أهم ما تعلمته من علم النفس هو"عدم الحكم علي الآخرين"،فكل منّا يختار أفعاله وتصرفاته بما يتسق مع شخصيته، فأتذكر أنى عندما كنت أعمل بالتليفزيون المصرى كانت مشكلتى الكبرى هى عدم القدرة على ارتداء الكعب العالى، وكان هذا الأمر يمثل أزمة كبيرة لى ومحل مناقشات ومجادلات كثيرة مع القائمين على البرامج حتى انتهى الأمر باحترامهم لرغبتى،فالاتساق مع الذات أمر فى غاية الأهمية،ذلك يجب أن نحترم رغبات وقرارات الآخرين ولا ننتقد أحدا، فكل شخص حر فى رأيه واختياراته وقراراته، كما اكتشتف أن كلنا بدون استثناء"أغلب من الغلب" فجميعنا لديه مشاكل كثيرة إلا من رحم ربى، لذلك تعلمت أن الإنسان قد يقوم بأفعال بناء على وجود اضطرابات معينة لديه ولأننا نجهل ذلك نقوم بإصدار أحكام عليهم فلا نلتمس العذر للآخرين ولا نقدر المشاكل التي يتعرضون لها . 
 

ولماذا تتحدثين دائما عن "حب الذات"؟
كيف نعطى الحب والحنان والاهتمام ونحن لا نحب أنفسنا ؟! وقد لاحظت أن هناك الكثيرين الذين يخلطون بين حب الذات والأنانية وهذا خطأ كبير، فحب الذات هو أن أكون رحيمة بنفسي وأهتم  بصحتي وأحافظ علي مشاعري وأن أتوقف عن جلد الذات وأسعى دائما لإسعاد نفسي قبل التفكير فى إسعاد الآخرين،فالشخص عندما يفهم احتياجاته ورغباته يكون لديه ما يكفى من الوعى للعيش بشكل متوازن، وهو ما يختلف تماما عن الأنانية . 
 

 تقدمين جلسات واستشارات نفسيه،ما أهم مشكلة لاحظت انتشارها بين الغالبية العظمى من الناس؟
كل المشكلات التي تواجه غالبية الناس سببها الاساسي التربية في الصغر، فالتربية أهم شيء لأنها تؤثر علي الانسان في علاقاته مع الآخرين والمشاكل النفسية في الطفولة هي التي تجعلنا شخصيات مضطربة في الكبر، ذلك كلما قدمنا لأطفالنا حب ومشاعر كلما أصبحوا أسوياء،وكلما قسونا عليهم باسم التربية كلما أصبحوا غير أسوياء . 
 

إلى أى مدى أثر فقدان والدك فى سن صغيرعلى شخصيتك ؟
الاحساس بفقدان السند في سن المراهقه أمر في غاية الصعوبة، وفقداني لوالدي جعلني أنا وأمي وأختي نشعر بالوحدة ونعتمد علي أنفسنا في كل شيء،شعرت بأني كبرت قبل أواني، فلم أعش سنين طفولتي ومراهقتي مثل مثيلاتي في تلك المرحلة العمرية وكنت مضطرة لأخذ قرارات، ووالدتي كانت دائما تنصحني بالاهتمام بمذاكرتي وأحصل علي مجموع عال حتي لا يقال إني أهملت دراستى بعد وفاة والدي، والحقيقة أنه بعد مرور سنين طويلة اكتشفت أن فقدان الأب يؤثرعلي الإنسان العمر كله .


 تتحدثين دوما عن الصعوبات التى واجهتها فى حياتك،كيف تعاملت معها؟
مفيش حاجة في حياتي كانت سهلة،لم تكن لدي واسطة كي أعمل  في الاذاعة أو ألتحق بشبكة  BBC ،وعندما دخلت الاذاعة وأنا طالبة في الجامعة حاولت التقدم لتقديم النشرة الفرنسية تم رفضي وقتها وقيل لي صراحة "معندكيش واسطة"،ولما كبرت وعملت برامج مشهورة أصررت علي قراءة النشرة الفرنسية لأنه كان حلما قديما، كل نجاح حققته كانت تسبقه صعوبات وعقبات وكل مرحلة كانت لها مشاكلها.


فى رأيك، لأى درجة أثرت السوشيال ميديا على الإعلام ؟
السوشيال ميديا مثل أى شىء فى الدنيا فيها المفيد وفيها السيئ، لكن شئنا أم أبينا أصبحت بالنسبة للكثيرين أهم من التليفزيون، فلم يعد هناك من يتابع برنامج بأكمله علي الفضائيات، بل الغالبية العظمى يتابعون مقتطفات من البرامج علي السوشيال ميديا،ومهما وجدنا محتوى هادفا على الفضائيات إلا أن السوشيال ميديا هى الأكثر جذبا للجماهير العربية، بدليل أنه أصبح من الهام لكل الإعلاميين نشر أعمالهم على مواقع التواصل الاجتماعى من أجل تحقيق أعلى نسب مشاهدة، وأنا شخصيا حزينة على هذا الوضع، لأنه لا يوجد إلا فى العالم العربى، بينما مازال الناس فى أوروبا يتابعون البرامج والمسلسلات على شاشات التليفزيون بشكل طبيعى. 


لماذا اتجهت لكتابة مؤلفات ذات طابع دينى مثل "فضحكت فبشرناها"، و"ألقيت عليك محبة منى" والتى تتناول الحديث عن زوجات الأنبياء وأثر العائلة فى حياة الأنبياء ؟
أعشق التاريخ منذ الصغر لكني لم أتوقع يوما أن أكتب في هذا المجال واتجهت  لهذه النوعية من الكتابة لأن المجتمع يحتاج إلى وعي وهذا لا يحدث إلا بالروحانية، وكلما ارتفع الانسان يروحانياته قلت مشاكله النفسية،فالانسان المتصالح مع نفسه والقريب من الله يكون في أعلي مراتب السلام النفسي،وأفضل أن أطلق علي هذه النوعية من الكتابات "الكتابة الروحانية التاريخية"فهي ليست كتابة دينية لأني لست شيخة ولا متخصصة في الدين ولا أقدم مواعظ أو فتاوي.. بالاضافة إلي أني لاحظت أن هذه المنطقة لا يكتب فيها أحد،وأنا بطبعي أبحث عن كل زاوية جديدة لم يتطرق إليها أحد،فجمعت بين علم النفس والتاريخ والروحانية. 


احتفلت مؤخرا بزفاف ابنتك، ما أهم نصائحك لها قبل الزواج ؟ 
 يجب أن نعترف أن الأبناء يقبلون النصيحة من كل الناس إلا من الأهل،ولا يلجأون للأهل إلا عندما يقعون في أزمة أومشكلة وفي هذا الوقت يكونون في حاجة  لنصيحة غير مباشرة لأنهم  بطبيعتهم لايقبلون النصيحة من الاهل بسهولة؛لذلك استطعت أن أصاحب أولادى وأحافظ على مساحة من الترابط والثقة بينى وبينهم  .


وما سر عشقك للحيوانات وخصوصا الكلاب؟
الكلاب أرواح جميلة تعطي حبا غير مشروط،من يتعامل معها ويربها يعلم ذلك جيدا، فأمي كانت تحب الكلاب وأتذكر أول كلب قمنا بتربيته اضطر والدي للتعامل معه وتعلق به بشدة، وأمنيتي أن يكون لدي ٥٠٠٠ كلب،وإذا وجدت كلبي لا يحب أحدا وغير مطمئن له أحاول أن أحذر منه،فأنا عادة أقلق ممن لا يحبون الحيوانات.


ماذا عن خطتك المستقبلية؟
أنا لا أخطط لأي شيء علي الإطلاق، طول عمري ماشية بالبركة، فقط أخطط للكتب والمؤلفات وللاستمرار في عمل فيديوهات علي السوشيال ميديا،لكن مثلا نفسي أعمل "بودكاست"لكني كسولة جدا وأحتاج لمن يشجعني ويقول لي "تعالي نشتغل"،  لكن لا أستطيع أن أبادر وآخذ الخطوة الأولي .

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: