Close ad

طلاب الجامعات المصرية يسيرون على التجربة الفنلندية ويؤسسون شركاتهم قبل التخرج

15-1-2025 | 18:03
طلاب الجامعات المصرية يسيرون على التجربة الفنلندية ويؤسسون شركاتهم قبل التخرجبعض من طلاب الجامعات المصرية
محمد فتحى حرب
الشباب نقلاً عن

 

موضوعات مقترحة

 محمد عجينة استفاد من دعم مركز التطوير المهنى بجامعة طنطا وأطلق شركته الناشئة

 يوسف هشام انطلق من التعليم الفنى إلى كلية هندسة وأسس شركة تصميم ماكينات CNC

 مديرة حاضنة أعمال اقتصاد وعلوم سياسية: لغة الطلاب تغيرت ونؤهلهم لريادة الأعمال بالعديد من الخطوات

د.أيمن إسماعيل: هناك مساحات كبيرة ممكن أن تتحرك فيها الجامعة لتشجيع ريادة الأعمال
 

 

تجربة فنلندا

تعد فنلندا من الدول الرائدة عالميا في دعم ريادة الأعمال من خلال دمج طلاب الجامعات في هذا المجال، وقد حققت نتائج ملحوظة أثرت إيجابا على اقتصادها.

ولديها العديد من المبادرات الجامعية التي يمكن الاستفادة منها في هذا المجال، ومنها برنامج "جامعة ألتو" للابتكار وريادة الأعمال، وتقدم الجامعة فعالية "Slush"، وهي من أهم مؤتمرات ريادة الأعمال في العالم، وتجمع المستثمرين ورواد الأعمال من مختلف الدول، ويوفر هذا الحدث فرصة للطلاب والمبتكرين لعرض أفكارهم والتواصل مع مستثمرين دوليين، وقد أثّر بشكل كبير على البيئة الريادية في فنلندا، وتعتبر جامعة ألتو موطنا لأكثر من 70% من المشاريع الريادية التي تؤسسها الطلاب في فنلندا.

 

وهناك أيضا مبادرة "Startup Sauna" التي تعدّ واحدة من أهم مُسرِّعات الأعمال في فنلندا، والتي تستهدف الطلاب والخريجين الجدد وتوفر لهم تدريبا وإرشادا من رواد أعمال ومستثمرين عالميين، وتساعد الشركات الناشئة على الانطلاق نحو الأسواق العالمية، مما يزيد من فرص النجاح خارج الحدود الفنلندية.

 

وتقدم الحكومة الفنلندية برامج دعم تمويلي واستشارات للشركات الناشئة، بما في ذلك الشركات التي يؤسسها طلاب الجامعات، مما يسهم في تحويل أفكارهم إلى مشاريع تجارية حقيقية، وذلك من خلال  هيئة "Business Finland"، حيث يساعد البرنامج الطلاب على الوصول إلى تمويل للأبحاث والتطوير، وتحقيق النمو في الأسواق المحلية والدولية. 

 

وأصبح هناك أكثر من 4 آلاف شركة ناشئة في فنلندا، وفي 2022 تجاوزت الاستثمارات في الشركات الناشئة الفنلندية 1.7 مليار يورو، وجاء نحو 60% من إجمالي الاستثمارات من مستثمرين أجانب، ووفقا لبيانات "Startup Genome"، ساهم قطاع الشركات الناشئة في فنلندا بما يزيد على 5% من الناتج المحلي الإجمالي، حيث يقدر اقتصاد فنلندا بحوالي 300 مليار دولار أمريكي وفقا للناتج المحلي الإجمالي لعام 2023، مما يضعها ضمن الاقتصادات المتقدمة في أوروبا. 

 

حاضنة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية

من التجربة الفنلندية إلى المصرية، حيث أصبح هناك توجه داخل جامعاتنا لتأهيل الطلاب لتأسيس شركات ناشئة أو الاتجاه إلى العمل الحر، وهناك العديد من الجهات التي يمكن للطلاب اللجوء إليها من أجل تطوير أنفسهم وأفكارهم الريادية، وتهدف حاضنة أعمال كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة إلى خلق جيل جديد من الشركات الناشئة، من خلال توفير خدمات متنوعة ومتميزة للمشروعات الناشئة التي تتبناها الحاضنة، من المشروعات المقدمة من الشباب، وذلك من خلال توفير 3 خدمات رئيسية، وهي: دورات التوعية واستعراض أهم الممارسات التطبيقية بين الطلاب والخريجين، من خلال مجموعة متنوعة من اﻷنشطة كالندوات، وورش العمل، وقصص نجاح رواد الأعمال، والدورات التدريبية، بجانب برنامج الحضانة، الذي يهدف إلى تقديم التدريب، والإرشاد، والدعم التقني، والفني، والاستشاري، والتمويل المبدئي لأصحاب الشركات الناشئة، لمساعدتهم على التحقق من نموذج أعمالهم وقياس قابلية تنفيذ مشروعاتهم واستمرارها في السوق، بالإضافة إلى أنشطة عيادة الأعمال، التي تقدم خدمات استشارية للمشروعات الناشئة التي تعمل بالسوق، وتواجه بعض الصعوبات الإدارية والفنية. 

 

مركز الابتكار

بدأ مركز الابتكار وريادة الأعمال بجامعة عين شمس” iHub“، الذي تم إطلاقه في يونيو 2013 ، كمصدر للطلاب من جميع أنحاء جامعة عين شمس المهتمين بريادة الأعمال والابتكار، ثم شمل عدة جامعات أخرى في مصر وتونس والمملكة المتحدة، وتم تصميم البرامج اللامنهجية المقدمة من iHub لمساعدة الطلاب على التفكير والابتكار والبناء، وتوفر موارد iHub الدعم المطلوب للطلاب والخريجين، لتنمية مهاراتهم وأفكارهم ومشاريعهم في أي مرحلة من مراحل التطوير وتغطي مجموعة واسعة من التخصصات.

 

حاضنة أعمال رواق بجامعة الأزهر

أول حاضنة أعمال تكنولوجية يتم إنشاؤها داخل جامعة الأزهر، وذلك بمقر كلية الهندسة بقنا، بهدف تخريج شركات تكنولوجية ناشئة، بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، مما يساهم في تحقيق رؤية الجامعة بالوصول إلى مفهوم الجامعة الريادية الشامل ضمن رؤية مصر 2030.

تعمل الحاضنة على تدريب الطلاب والخريجين ورواد الأعمال، من خلال تنفيذ عدد من معسكرات توليد الأفكار وورش العمل في مجالات إعداد نماذج وخطط الأعمال، وتحويل الفكرة إلى نموذج أولي، وخطوات تسجيل الشركات، من خلال خبراء متخصصين في هذه المجالات.

 

أندية ريادة الأعمال

تقدم أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا مبادرة "نادي ريادة الأعمال"، والتي تقدم مجموعة من الخدمات للطلاب والخريجين لدعمهم في رحلة ريادة الأعمال، وتتواجد أندية ريادة الأعمال في جامعات أسوان وأسيوط والأزهر والإسكندرية والزقازيق والقاهرة والمنصورة والمنيا والنيل وجنوب الوادي وطنطا وعين شمس وكفر الشيخ وهليوبوليس وسوهاج ووادي النيل وبنها ومطروح وزويل ودمنهور والفيوم وأكاديمية الشروق، والجامعة البريطانية وغيرها من الجامعات.

 

تجربة عجينة

محمد عجينة، طالب بكلية الهندسة بجامعة طنطا، وجد هو وأحمد علي الذي يدرس علوم الكمبيوتر، أن الاهتمام في مجال إعادة التدوير يركز على المعادن أو البلاستيك، ولا أحد يركز مع قصاصات الأقمشة أو الملابس المستعملة، ومن هنا جاءت فكرة إطلاق شركة ناشئة في هذا المجال، حيث بلغت قيمة سوق إعادة تدوير المنسوجات العالمية حوالي 5.76 مليار دولار في 2023. 

ويقول عجينة: بدأنا من خلال صفحة على الفيس بوك والواتساب لاستلام الطلبات، وتعاقدنا مع المصانع والجمعيات الخيرية، فنحن نستلم الملابس من المنازل أو بقايا الأقمشة من المصانع، ونوجهها لإعادة التدوير أو الاستخدام، ونحن بمثابة وسيط حيث نخزن ونفرز ونوجهها للعملاء، وعملاؤنا هم أسواق الملابس المستعملة إذا كانت حالتها تسمح بإعادة الاستخدام، أو يمكن أن تدخل تلك الملابس في التصنيع مرة أخرى، من خلال دورة جديدة في تصنيع الملابس، حيث تتحول إلى قطن ويتم إنتاجها مرة أخرى، أو تدخل في صناعات أخرى مثل السجاد أو الأنتريهات وغيرها من الصناعات، وبدأنا في طنطا ولكن الخطوة القادمة هي التوجه إلى العديد من المدن الأخرى. 

 

ويضيف: التحقنا بمرحلة ما قبل الاحتضان في مركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال بوزارة الاتصالات، وحصلنا على أكثر من جائزة، منها المركز الأول على مستوى جامعة طنطا بمسابقة Hult prize، وصعدنا للنهائي على مستوى العالم في دبي، كما فزنا بالمركز الأول على مستوى الغربية بمبادرة المشروعات الخضراء، وفزنا في مبادرة مشروعك وجائزة 50 ألف جنيه، وتخرجنا فى برنامج Fintekrs ضمن 12 شركة، وكان البرنامج برعاية بنك الإسكندرية وتحت إشراف البنك المركزي.

استطاع عجينة وشريكه الجمع بين الدراسة وإدارة شركة ريبيكيا، حيث يقول: ما ساعدنا على ذلك هو أننا جمعنا فريق عمل جيدا، وقدرتنا على التركيز على الجانبين، بسبب شغفنا بفكرتنا، كما أن مركز التطوير المهني بكلية هندسة طنطا ساعدنا ودعمنا كثيرا من خلال الاستشارات والعديد من أوجه الدعم، مثلما يفعل مع الكثير من الطلاب، وهدفنا حاليا جمع 600 طن ملابس مستعملة و2000 طن قماش أو قصاقيص من المصانع، وجمع تمويل بقيمة 100 ألف دولار في البداية، ونستهدف أن نقود سوق إعادة استخدام الملابس المستعملة في مصر، فنحن نخلق السوق ونقوده.

بعض من طلاب الجامعات المصرية

 

من التعليم الفنى للابتكار

تجربة يوسف هشام مختلفة، حيث إنه التحق بالتعليم الفني بالمجمع التكنولوجي، ولكونه شاب مكافح ولديه القدرة على تطوير مهاراته حصل على مجموع 100%، ليلتحق بكلية الهندسة بجامعة القاهرة، ويستمر في تطوير نفسه حتى أصبح لديه فكرة مبتكرة ونواة لشركة ناشئة تساعد في دعم القطاع الصناعي. 

ويشرح يوسف ما حققه ويقول: لا أفكر في التوظيف وهتم بفكرة ريادة الأعمال، وعندما أصبحت في السنة الثالثة بكلية الهندسة كان عليّ تنفيذ مشروع بالجامعة، وأنا بقسم الميكانيكا ونهتم أنا وزملائي بالتصميم الرقمي، وكنا نريد تنفيذ المشروع بهذا المجال، خصوصا أن التصنيع الرقمي التقليدي تكلفته مرتفعة، ففكرنا في استيراد طابعة CNC ونعمل عليها، ولكن الأمر كان مستحيلا، لأن التكلفة كبيرة وسنحتاج إلى تصاريح، فقررنا تصنيع الطابعة بأنفسنا، خصوصا أننا وجدنا فرصة كبيرة في هذا السوق الذي يصل حجمه عالميا إلى 12 مليار دولار.. التحق يوسف وفريقه بحاضنة أعمال كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة ليجد الدعم والإرشاد والتوجيه، ويقول: تعلمنا داخل الحاضنة كل ما يخص الإدارة والأعمال وتأسيس الشركات، من خلال الإرشاد والتدريبات، فساعدتنا الحاضنة على تطوير فكرنا، والحمد لله استطعنا بيع 10 ماكينات فعلا، وكنت أنظم وقتي بين الدراسة وتطوير مهاراتي وإدارة المشروع، خصوصا أني مازلت أدرس بالجامعة، فيجب على الطلاب أن يطوروا مهاراتهم ويؤهلوا أنفسهم جيدا لريادة الأعمال وعدم الاكتفاء بالدراسة النظرية. 

لغة طلاب الجامعات تغيرت

لغة طلاب الجامعات تغيرت، وأصبح التفكير في اتجاه تأسيس الشركات، هذا ما تؤكده الدكتورة شاهيناز جمال، مدير حاضنة أعمال بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية: نسعى لدعم الطلاب ودفعهم إلى طريق ريادة الأعمال، حيث نقوم بثلاثة أدوار، أولها نشر الوعي من خلال سلسلة ندوات وورش عمل موجهة للطلاب أو الخريجين، ليتعلموا كيف يصبحون رواد أعمال، وما هي الأدوات التي يجب أن يمتلكوها من أجل تأسيس شركاتهم، والدور الثاني هو دورات الاحتضان، حيث نبدأ الرحلة مع الطلاب بداية من تنقيح الأفكار وأن تكون قابلة للتنفيذ، ونطور أفكارهم، من خلال سلسلة من المحاضرات حول تنفيذ المشروع والحصول على استثمارات والجوانب القانونية والتسويقية ومعلومات عن الملكية الفكرية وبراءة الاختراع.

بعض من طلاب الجامعات المصرية

 

وتضيف الدكتورة شاهيناز: نتعاون مع وزارة الاستثمار من أجل تسجيل تلك الشركات، ونوفر متخصصين في العديد من المجالات لتقديم الإرشاد للمنضمين لدورة الاحتضان، بجانب تشبيكهم بالمستثمرين، بجانب منح الفرق تمويلا مبدئيا لتغطية رسوم التسجيل، وعلاقتنا لا تنتهي بهؤلاء الشباب، إذ نتابع معهم من خلال الدور الثالث الذي نقوم به، من خلال عيادة الأعمال، حيث نعمل على حل أي مشاكل تواجههم في مشروعاتهم، هذا بجانب أن كل خدمات الحاضنة مجانية، فيجب على الطلاب تأهيل أنفسهم لسوق العمل وتحويل أفكارهم الريادية إلى شركات ناشئة، واغتنام الفرص المتاحة لهم داخل جامعاتهم.

الجامعة الأمريكية

تعتبر الجامعة الأمريكية من أبرز الجامعات التي تدعم ريادة الأعمال، بما تتضمنه من AUC V-Lab، وهي أول حاضنة أعمال جامعية في مصر، وتساعد الشركات الناشئة في تسويق تقنياتها المبتكرة ونماذج أعمالها في مشاريع قابلة للاستمرار، وتسمح لهم بالاستفادة من رأس المال الفكري للجامعة، إلى جانب موارد وقدرات الجامعة البحثية.  

وتربط حاضنة الأعمال بين الشركات الناشئة المبتكرة وشبكة الجامعة الأمريكية بالقاهرة التي تضم الخريجين وأعضاء هيئة التدريس والموجهين والمستثمرين، مما يعزز النظام البيئي للابتكار والتعليم والأعمال المسئولة، وعلى مدى خمس سنوات، قامت حاضنة الأعمال بتخريج أكثر من 120 شركة ناشئة.

بعض من طلاب الجامعات المصرية

 

وتمنح الحاضنة الشركات الناشئة المسجلة بدوراتها حق الاستفادة من جميع مرافق الجامعة الأمريكية بالقاهرة عالية المستوى، بالإضافة إلى قاعدة المعرفة المتطورة بالجامعة، هذا إلى جانب ربط الشركات الناشئة المبتكرة مع شبكة خريجي الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وتوفير نظام بيئي مزدهر يشجع على الابتكار والتعليم والعمل. 

ويعلق د. أيمن إسماعيل، المدير المؤسس لحاضنة الجامعة الأمريكية AUC V-Lab، ويقول: هناك أكثر من مساحة من الممكن أن تتحرك الجامعة فيها فيما يخص ريادة الأعمال، المساحة الأولى هي البرامج والطلاب في الجامعة أنفسهم الذي يدرسون بداخلها، حيث تحاول الجامعة أن تدخل طريقة تفكير ريادة الأعمال، المبنية على الابتكار والمخاطرة والتعلم منها، فهذا جزء له علاقة بالتعليم للطلاب في مرحلة ما قبل التخرج، سواء من خلال البرامج الأكاديمية أو الأنشطة التي يتم تنفيذها داخل الجامعة، والتي تجعل الطلاب يحصلون على الخبرة للعمل مع الشركات الناشئة أو على مشاريع مختلفة، وتجعلهم يعتادون على طريقة التفكير.

بعض من طلاب الجامعات المصرية

 

ويضيف: أما المساحة الثانية فهي العمل مع رواد الأعمال في مرحلة بناء وتطوير الشركات، وهذا من خلال حاضنات ومُسرِّعات الأعمال في الجامعات، ونحن في هذا المجال بالجامعة الأمريكية منذ أكثر من 12 سنة، فنعمل مع رواد الأعمال من خلفيات مختلفة أغلبهم من خارج الجامعة، وعملنا مع أكثر من 300 شركة، و1000 رائد أعمال، من خلال AUC V-Lab، وجزء كبير من هذه الشركات بدأ  يتواجد في السوق، ويخلق فرص عمل ويغير من شكل الصناعة التي يعمل بداخلها، ويزيد من تنافسية الاقتصاد.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة